الوصول إلى السعادة ليس صعباً كما تظنين

مع ازدياد الصعوبات والمسؤوليات الحياتية، نرغب في بعض من الراحة والهدوء كي نسترجع السكينة ونعيد إلى حياتنا الزخم والحماس والسعادة، فكيف نحقق ذلك؟

الجواب عن هذا السؤال ليس صعباً، فالحل هو أن نحبّ أنفسنا إلى أقصى الحدود ونحسن معاملتها قبل التفكير بالآخرين وقبل أن نبدّيهم على ذواتنا، فالرغبة بالراحة ليست ترفاً، والراحة لا تعني أخذ إجازة لبضعة أيّام والعودة إلى نمط الحياة المتعب والسريع الذي اعتدنا عيشه، إنّها تعني أن نشعر بالسعادة لدى القيام بأيّ عمل: عند الاستيقاظ صباحاً من النوم وتبادل التحيات مع الجيران، عند الحديث مع الناس من حولنا، لدى ممارسة أعمالنا مهما بلغ حجمها، ومع انتهاء النهار والعودة إلى البيت للاهتمام بالزوج والأولاد. الراحة هي ذلك الاندفاع للقيام بالواجبات بحبّ وحماس، هي تقسيم الوقت بذكاء وعدم تحميل النفس ما لا طاقة لها به.

الوصول إلى السعادة لا يعني بالضرورة المرور بتجربة أليمة حتى ندرك ماذا يفوتنا، بل هو يحتاج إلى وقفة صريحة مع النفس وإلى التحرر من الشعور بالخوف على ما أنجزناه، وهو ما يجرّنا دائماً نحو تحمّل المزيد من الأعباء.

وكي نعرف أنفسنا جيداً، يجب أن نبحث عن الحسنات في شخصيّتنا ونؤمن بها ونكون على يقين بأنها تميّزنا عن غيرنا، فلا نتأثّر سريعاً بالنقد السلبي، بل نبحث عن أسبابه فإذا كانت حقيقية، نأخذ به ونحاول أن نتغيّر نحو الأفضل.

من جهة ثانية، يجب أن نتوقف عن الاهتمام كثيراً بكلام الناس أو بما يفكر فيه الآخرون، فمحاولة إرضائهم شبه مستحيلة، لذلك حين تقومين بأيّ عمل فكّري فقط بما سيعنيه هذا الأمر لك، وقومي به بثقة واندفاع كي يكتب له النجاح.

تأكدي من أن السعي نحو تحقيق المنافع المادية يسلبك حياتك ويحرمك الاستمتاع بوقتك مع من تحبين، فلا تبالغي بتقدير قيمة الماديات، بل ابحثي عن سعادتك في التفاصيل الصغيرة، كغداء مع العائلة أو مشوار مع الزوج أو جلسة مع الصديقات.

 
شارك