الخبرة أم التخصّص؟

هل الحياة وتجاربها هي المعلّم الأكبر للإنسان أم أنّ للمؤسّسات الأكاديميّة دوراً أساسيّاً في تحقيق النجاح المهني؟

سارة المدني: الخبرة العمليّة أساس النجاح

تقول سارة المدني التي تُعتبر من مصمّمي العباءات المعروفين في العالم العربي إنّها لم تتلقّ دروساً في التصميم ولم تدرس هذا الاختصاص في جامعة أو كليّة معيّنة، إلّا أنّها تعلّمت هذا الفنّ بالاعتماد الكلّي على نفسها عبر قضاء 3 سنوات في السوق، محاولةً اكتشاف كل جوانب هذا المجال. وتؤكّد المدني أنّ هذا الأمر أصعب من تلقّي الدروس النظريّة التي يصعب تطبيقها أحياناً على أرض الواقع وتقول: «على الرغم من أنّني تعلّمت من خلال تجاربي الشخصيّة وسلكت طريقاً صعباً، تمكّنت من إتقان مجالي وتعلّمت تفاصيل كثيرة عنه بشكل ممتاز». وترى المدني أنّ الموهبة والذوق والخبرة الحياتيّة يمكن أن تحلّ محلّ الشهادة الجامعيّة في مجال تصميم الأزياء، مستطردة: «تعلّمنا الجامعة والمدرسة الأمور النظريّة، إلّا أنّ الحياة هي التي تزوّدنا بالخبرة العمليّة. فالتعليم مهمّ جدّاً، ولكنّ الحياة هي المعلّم الأهمّ أيضاً».

رزان كعكي: التخصّص مطلوب لتحقيق التميّز

تقول مدرّبة اليوغا المتخصّصة رزان كعكي: «ثمّة مجالات مهنيّة لا يمكن إتقانها والنجاح فيها من دون الحصول على شهادة جامعيّة، ومنها الهندسة والطبّ والعلوم. أمّا بالنسبة إلى المجالات التي تتطلّب موهبة أو تميّزاً خاصّاً كالفنون والرسم والتمثيل، فيمكن الاعتماد على مهارة كل فرد وثقافته ومدى اجتهاده الذاتي لتحقيق النجاح». وتلفت كعكي إلى أنّ الشهادة ضروريّة كي يتمّ الاعتراف بالشخص وبقدراته في المرافق العامة وفي مؤسّسات الدولة، ما يعني أنّ الطريق ستكون أسهل أمام من يمتلك شهادة مصدّقة من قبل الجهات الرسميّة. كذلك، من شروط المؤسّسات والشركات الكبرى أن يتمتّع المتقدّم إلى الوظيفة بتحصيل علمي عالٍ، وكلّما زادت درجاته الأكاديميّة، كلّما ارتفع أجره أو المركز الذي يتبوّأه، إلّا أنّ ذلك لا ينفي أهميّة الخبرة الحياتيّة التي تكون بمثابة إضافة لما يكتسبه الإنسان في الجامعة أو المؤسّسات الأكاديميّة المختلفة».

 
شارك