اكتشاف قوّتك الداخليّة طريقك لعيش الرفاهيّة الحقيقيّة

جميعنا نرغب في عيش حياة مترفة، نعمل بجهد ونسعى إلى تحقيق أحلامنا وطموحاتنا حتى نتمكّن من الحصول على ما يسعدنا ويسهّل عيشنا ويجعله أفضل. نبحث عن الرفاهية ونجدها في مجالات عدّة، وعلى الرغم من أنّ معانيها تختلف من امرأة إلى أخرى، تبقى غاية تتوحّد حولها معظم النساء. وللإضاءة على معاني الرفاهية وكيفيّة عيشها وتأثيرها على مختلف نواحي حياتنا، التقينا ميس الحسن، وهي مدرّبة حياة على استراتيجيّات القيادة ومؤسّسة Rise Development & Training في دبي.

سألناها: ماذا تعني الرفاهية؟ فأجابت: «يعرّف هذا المصطلح في قاموس Oxford بأنّه حالة من الراحة والرقيّ تترافق مع وجود المال، وهنا أريد أن ألفت إلى تعبير «تترافق» فالواقع أنّ المال ضروري ولكنّه ليس أساسيّاً لعيش الرفاهية. من هذا المنطلق، يمكن القول إنّ الرفاهية هي العيش باكتفاء وهي تتجلّى على مستويين، الأوّل هو الترف الداخلي ويشمل حالتنا النفسيّة وأفكارنا ومشاعرنا، والثاني هو الترف المادّي ويعني كلّ ما يمكن أن نشتريه بالمال. المستويان مهمّان وأساسيّان ويكمّلان بعضهما، ولكن يجب الانتباه إلى أهميّة المستوى الأوّل فمن دون الترف الداخلي لسنا قادرين على الاستمتاع بالأمور الماديّة».

وكي تشرح لنا كيف يمكن العيش برفاهية، قالت: «يرتبط الأمر بمدى إدراك وتقبّل كلّ امرأة لواقعها، فعندما تركّز كلّ واحدة منّا على ما لديها من نِعم في حياتها تجد الرفاهية في محيطها وعندما تخصّص بعض الوقت لتشعر بالامتنان والتقدير للأشياء الصغيرة والكبيرة في عالمها، تجذب المزيد من الأمور الجيّدة إليها. إنّه قانون عالمي يؤكّده علم Quantum Physics. فقد أظهرت الأبحاث التي جرت في هذا المجال أنّ التفكير في أمر ما والتركيز عليه يساهم في تحقيقه. وهذا يعني أنّه إذا فكّرت المرأة بإيجابيّة في ما تملكه وفي ما ترغب في الحصول عليه وعكست مشاعر صادقة وقويّة من كلّ قلبها وروحها، فإنّ الأمور الحسنة تجد طريقها إليها سواء المال أم العلاقات أم أيّ نوع آخر من الإنجازات».

سألناها: «هل تنعكس الراحة التي تشعر بها المرأة بفضل الرفاهية على طريقة تفكيرها وعلاقتها بمحيطها؟ فأجابت: «يسمح الترف الداخلي للمرأة باكتشاف قوّتها الداخليّة وقدرتها على التأثير على ظروفها وعلى الأشخاص المحيطين بها... فبمجرّد أن تبدأ التفكير بطريقة إيجابيّة، تشعر بقدر كبير من الثقة بالنفس وتكتسب محبّة العائلة والأصدقاء ودعمهم. كذلك، تختبر أجمل الأحاسيس ويكون النجاح حليفها».

وأضافت: «هنا يأتي دور الترف المادّي الذي يسرّع من نموّ المرأة وتطوّرها الشخصي ويساعدها على الوصول إلى دوائر اجتماعيّة أكبر، ما يعني أنّ فرصتها في إحداث تأثير إيجابي باتت أكبر وعلى نطاق أوسع».وعن مدى انعكاس عيش المرأة المترف على طريقة تربية أطفالها، قالت الحسن: «السيّدة التي اكتشفت الترف الداخلي قادرة على إفهام أولادها أنّ السعادة الحقيقيّة في الحياة تكمن في اكتشاف قوّتهم الخاصّة والاستفادة منها لتحسين حياتهم وحياة من حولهم».
ولأنّ الكثير من النساء لا يستطعن عيش الرفاهية الماديّة،

سألناها: «هل يمنعهنّ هذا الأمر من الاستمتاع بمختلف نواحي الحياة»؟ فقالت: «الرفاهية المطلقة هي عمليّة متكاملة تشمل المادّة والاستقرار الداخلي. صحيح أنّ الرفاهية الماديّة لا تتحقّق للجميع، ولكنّ الترف الداخلي قادر على جعل المرأة أكثر سعادة ورضا».

سألناها: هل يزيد الإحساس بالرفاهية من ثقة المرأة بنفسها وبالتالي يقودها إلى النجاح؟ فأجابت: «إذا كنّا نتحدّث عن الرفاهية الماديّة، فهي ليست سوى قشرة خارجيّة جميلة فارغة من المحتوى، أمّا إذا كانت مدعومة بالترف الداخلي وما يعنيه من وعيها الذاتي وفهمها الصحيح للعالم المحيط بها، فبالتأكيد ستكون أكثر ثقة بنفسها، وكي تنجح عليها أوّلاً تحديد معنى النجاح بالنسبة إليها فهو مفهوم يتغيّر باستمرار مع تقدّمنا في السنّ. بعدها، عليها تركيز جهدها وطاقتها على أحلامها وتطلّعاتها».

وتختم الحسن بالقول: «إن كنت تبحثين عن السعادة العابرة التي تدوم لدقائق فقط وتنتهي بعد زوال عنصر الدهشة فستجدينها في الرفاهية الماديّة، أمّا إذا أردت السعادة الحقيقيّة الثابتة التي لا تتزعزع عند أوّل مفترق طرق، فابحثي عن قوّتك الداخليّة وستختبرين الرفاهية بحقّ».

اقرئي أيضاً: 3 صفات امتلكيها للتمتّع بالكاريزما

 
شارك