ياسمين غانم: أنقل أجواء المونديال عبر وسائل التواصل فمسؤوليتنا كرياضيات تتجلى بإبراز الحدث بأبهى صوره
أحبت لاعبة الغولف القطرية ياسمين غانم الرياضة منذ سنوات مراهقتها ومارست على مدى سنين ركوب الخيل والرماية ولكنها قررت التوجه نحو الغولف لتبدأ رسمياً مع هذه الرياضة عام 2008 وتحقق الكثير من الإنجازات على الصعيد المحلي والعالمي، ولتصير ممثلة لبلدها وضمن الفريق الوطني لممارسة الغولف.
قلت سابقاً إن بداية لعبك للغولف حصل بالصدفة، حدثينا كيف تطور حبك لهذه الهواية وما الذي جذبك إليها؟
هذا صحيح والقصة تعود إلى حين كنت أبلغ 11 سنة، حيث كنا نتواجد في القاهرة مع والدتي المصرية، وقام أصدقاء لأسرتنا بدعوتنا إلى تناول الغداء في نادي الغولف، وهناك أعجبت كثيراً بالمساحات الخضراء الشاسعة للملعب وصرت أراقب الأشخاص الذين يلعبون بانبهار، وطلبت من والدتي أن أجرّب اللعبة، وهكذا كانت البداية. وبحكم كثرة سفراتنا فقد حرصت والدتي على أخذي إلى ملاعب الغولف المصغرة لكي ألعب لأنها أدركت أني أحببت هذا النشاط فعلاً، واستمريت بالتدرب بمفردي حتى العام 2009 حين دخلت إلى المنتخب القطري وبدأت العمل الاحترافي، وصار الغولف محور حياتي. في ذلك الوقت كان يوجد ناديين كبيرين للغولف في قطر وكنت أحرص على التدرب فيهما، مع استمراري في السفر صيفاً إلى الخارج بسبب شدة الحر في قطر، كنت أبحث عن نوادي الغولف وأستمر باللعب للاستمتاع بتجربة أنواع مختلفة من الأراضي والتضاريس وحتى المضارب.
لماذا يوجد إحجام من قبل الشابات العربيات عن لعبة الغولف، في وقت نراها منتشرة بشكل أكبر في الدول الغربية؟
يختلف إقبال الفتيات على هذه الرياضة باختلاف ثقافة المجتع الذي ينتمين إليه، ففي وقت نرى أعداد كبيرة من الشابات يمارسن الغولف في أوروبا وأميركا، تتقلص الأعداد كثيراً في دول الخليج ولكن نراها جيدة في المغرب حيث الدولة تدعمهن وتوفر لهن كل المساعدات المطلوبة لكي يتفوقن ويبرزن دولياً. أنا أرى أن المرأة العربية لا تزال بعيدة عن المجالات الرياضية بسبب ثقافتنا المتحفظة وخصوصية مجتمعاتنا، ورياضة الغولف لا تزال حديثة في بيئتنا، كما أنها تتطلب مساحات خضراء كبيرة وهذا أمر صعب بسبب طبيعة الأراضي الصحراوية، إلا أنه مع التطور الحاصل بدأنا نرى ملاعب مذهلة تضاهي أشهر ملاعب العالم ولا سيما في الإمارات حيث يوجد أكثر من 20 ملعباً، إلا أن عدد اللاعبات الإماراتيات قليل، بالتالي ما نحتاجه فعلاً هو الدعم من الحكومات العربية، إذ نرى في دول الخليج ميل رسمي نحو تشجيع المرأة على الرماية وركوب الخيل والفروسية، لذا نحتاج إلى تسويق أكبر لرياضة الغولف في المجتمع وإطلاق برامج تدريبية تشجع الشبان والشابات والتلاميذ في المدارس والجامعات على التعرف على قواعد هذه اللعبة والبدء بممارستها.
تعتبر رياضة الغولف نخبوية فكيف تمكنت من الدخول في دهاليزها؟
تاريخياً بدأت رياضة الغولف مع الملوك وفي عصرنا الحالي نجدها متوجهة نحو الأثرياء أو الدبلوماسيين، فالغولف رياضة مكلفة، إذ عضوية الأندية تتطلب اشتراكاً عالي الكلفة، والسبب مساحة الملاعب الكبيرة التي تفوق المساحات المخصصة لأي رياضة أخرى، وهذا الأمر يتطلب اهتماماً وصيانة دائمة، بالتالي فالملعب يكون أشبه بمنتجع أو فندق راق فيه نظام خاص، ولكن مؤخراً بات هناك نوعين من النوادي في أميركا وأوروبا: الأول نوادي خاصة، والثاني عام ومتاح أمام مختلف فئات المجتمع، إذاً وفي حال تعميم التجارب الغربية في دولنا، سيتسنى لأعداد أكبر من الناس ممارستها، وهذا ما أشجع عليه دائماً.
ما هي الأدوات التي تتطلبها ممارسة رياضة الغولف؟
الغولف رياضة ذهنية وجسدية، تتطلب بداية لياقة عالية، بحيث أن طول الملعب يفوق السبع كيلومترات، وعلينا المشي بشكل متواصل في اليوم أكثر من 5 ساعات، وذلك على مدار 4 أيام هي فترة أي بطولة، كما أن اللفة السريعة التي نقوم بها تحتاج قوة وثبات عضلي. من جهة ثانية، يوجد حسابات عقلية نقوم بها لقياس المساحة، ولاستخدام المضارب ويبلغ عددها 14 مضرباً، ومعرفة المسافة التي ستطير خلالها الطابة، كما أننا نحتاج إلى تدريب يومي لا يقل عن 3 ساعات يومياً كي نحافظ على التركيز والمهارة.
حدثينا عن الشعور الذي ينتابك أثناء المشاركة في أي بطولة جديدة؟
لكل ملعب أو ناد خصوصية وجمالية عالية، أحب اكتشاف أماكن جديدة مع صعوبات وتحديات مختلفة، وأنا بطبعي أحب التنوع وأكره الروتين، لذا أعشق هذه الرياضة وأقدر السلام النفسي الذي تمنحني إياه، فهي تقويني جسدياً وتحرك عضلاتي وتساعدني في الحفاظ على رشاقتي وبالتالي صحتي، كما تريحني عصبياً وتسمح لي بالتعرف على حضارات ودول وأشخاص جدد، أحب أيضاً عالم نوادي الغولف، حيث الاحترام والتقدير سيد الموقف، فهناك ما يشبه القانون أو الإتيكيت الراقي الذي نتعامل به مع بعضنا، فأشعر أني ملكة لها كل التقدير في المكان الذي ألعب فيه.
حبك للرياضة يتخطى الغولف، أخبرينا عن النشاطات الأخرى التي تستهويك؟
أحب الرياضات الفردية كثيراً وأتفادى النشاطات الجماعية التي تتطلب احتكاكاً جسدياً، فأعشق ركوب الخيل والرماية والتنس، ولكن مؤخراً كان لي تجربة رائعة أحب التحدث عنها، وهي المشاركة في مباراة كرة قدم من دون جاذبية، وقد كان حدثاً يفوق الوصف والتصور، حيث لعبت إلى جانب النجم العالمي لويس فيغو، في السماء مع صفر جاذبية، وانطلقت بنا الطائرة بشكل عامودي، ما خطف أنفاسي فعلياً.. كان شعوراً غريبا ومخيفا وحماسيا في آن، كنت مرعوبة في البداية ولكن مع تكرار الصعود والهبوط، تجرأت وتركت العامود الذي كنت أتمسك به وصرت أطير وأتشقلب في الطائرة وأستمتع بالنشاط الاستثنائي الذي سمحت لي الظروف تجربته. هنا أذكر أننا دخلنا موسوعة غينيس وكان إنجازاً رائعاً سأفخر به دائماً.
أنت ممثلة لبلدك ضمن الفريق الوطني القطري للغولف، ما الذي يعنيه لك هذا الأمر؟
إنها مسؤولية كبيرة أعتز وأفتخر بها لذا أحاول تمثيل دولتي بأرقى صورة، أعتبر أن دوري كدور سفير، لذا أتعامل بحرص واحترام كبير مع الناس، لكي أترك لديهم انطباعاً مميزاً وأعطيهم فكرة عن بلدي وثقافتي وحضارتي العربية.
ما هو شعورك باستضافة قطر لكأس العالم في الأيام المقبلة؟
إنه شعور لا يوصف فأنا متحمسة كثيراً لبدء المونديال ولا سيما أني رأيت بأم العين الاستعدادات الضخمة التي بدأت بها دولتنا قبل سنوات لتكون على مستوى أهمية الحدث، فقد تم فعلياً بناء مدينتين صخمتين بوقت قياسي، مع إنشاء ملاعب ضخمة وشبكة مواصلات متطورة، وقد شاركت بافتتاح الستاد الرئيسي وهو أكبر ملعب كرة قدم في قطر وفي العالم، وهو للصدفة يقع مقابل منزلي بالضبط، حيث شهدت بناؤه من الصفر حتى إفتتاحه.. إن ما حصل مع بلدي هو حلم جميل ونتمنى اكتماله ونجاح هذا الحدث الذي سيجذب العالم بأسره إلى دولتنا الصغيرة، فقيادتنا أثبتت جدارتها وجديتها في الإيفاء بالتزاماتها، ونتمنى أن تفوق النتيجة توقعات كل العالم. أنوي خلال فترة المونديال تصوير الفعاليات ونقل الأجواء ونشر فيديوهات عبر السوشيل ميديا لكي يتسنى لمتابعيني من مختلف دول العالم الاستمتاع بالمباريات والاحتفالات التي ستسود بعدها.
من هي المنتخبات التي ستشجعينها في المونديال؟
لا أشجع دولة واحدة بل أحب اللعبة الجميلة، ولكني متحيزة للمكسيك والبرازيل، فهناك أجواء حماسية رائعة تسود بين جماهير هذه الدول، وهذا التشجيع ينتقل إلى الملعب وتكون النتيجة مميزة، كما أني أشجع فرنسا وأتمنى النجاح أيضاً للدول العربية المشاركة.
اقرئي المزيد: الرياضية القطرية مريم فريد: كأس العام بمثابة حلم مدهش يتحول أمامنا اليوم إلى حقيقة جميلة