ياسمين خيّاط: حبّي لما أفعله يعود لقدرتي على التعبير عن مشاعري من خلال اليوغا والتصميم

بين اليوغا والتصميم، يتمحور عالم الشابة السعودية ياسمين خيّاط التي تحاول بكل حب وشغف أن تكتشف نفسها وتساعد غيرها في رحلة إيجاد الذات والانفتاح على الغير وتقبله. الانتقال إلى عالمها هو بمثابة رحلة جميلة ومشوقة يخوضها كل من يتابع صفحتها عبر إنستغرام yasminwkhayyat كما سيختبرها من يقرأ هذا اللّقاء الشيّق معها.

ما الذي جذبكِ إلى عالم اليوغا وكيف ساعدكِ هذا العالم في اكتشاف نفسكِ ومعرفة نقاط قوّتك وضعفك؟

لطالما أحببت الحركة منذ أن كنت في سن مبكرة جداً ورأيتها دائماً كشكل من أشكال الفن. لكنني لم أعرف أبداً كيف أبدأ أو ما هو شغفي الحقيقي حتى وجدت اليوغا في عام 2018. لقد علمتني رحلتي في اليوغا الكثير، فقد أعطتني الفرصة للعمل على نفسي حقاً من خلال أعمق الطبقات. لقد أضافت معنى جديد لروتيني اليومي ومنحتني لحظات من التواصل لم أكن أملكها أو فلنقل لم اختبرها من قبل. يوجد شيء مميز في النشاط البدني وهو روعة الإحساس بالتقدّم والتحدي والوصول إلى مراحل جديدة من معرفة قدرات الجسد. شغفي الكبير بالحركة يساعدني في العثور على السلام، ويعلّمني كل يوم كيف أفهم وأتقبّل مشاعري سواء كانت إيجابية أو سلبية. عندما أفكّر في الشفاء أفكّر في الحركة... إنها أداة قوية وبسيطة وفي متناول أي شخص يريد الشفاء والنمو وعيش حياة صحيّة.

هل عارضت عائلتكِ أو بيئتكِ الاجتماعية شغفكِ باليوغا؟

كانت عائلتي وأصدقائي ومجتمعي داعمين للغاية وأنا ممتنة لهم جميعاً على موقفهم المشجع والداعم.

كيف تنظرين إلى النقد الذي يمكن أن يُوجّه لكِ من بعض الجهات المحافظة؟

أنا بصراحة لم أتعرّض لأي نوع من الانتقادات من قبل الناس من حولي. ما يصلح لي قد لا يناسب شخص آخر وهذا جيد، لأننا جميعنا بشر ولكل منّا دوره، لذا يجب أن نكون دائماً لطفاء مع بعضنا البعض مهما اختلفت خلفياتنا أو معتقداتنا.

كيف ترين إقبال الشابات السعوديات على اليوغا؟

عملت مع لجنة اليوغا السعودية واندهشت من عدد الأشخاص الذين يرغبون في تعلّم وممارسة وتعليم اليوغا. يتغيّر المجتمع بسرعة كبيرة في المملكة العربية السعودية ما يجعلني سعيدة لرؤية بدء انتشار هذه الرياضة بشكل جدّي في مسقط رأسي.

محتواكِ على وسائل التواصل مختلف وجميل ومدهش إذ تقدّمين صورة جديدة للشابات السعوديات، فما هي الرسائل التي تودّين نقلها إليهنّ؟

لقد تحوّل المحتوى الخاص بي على مر السنين، إذ بدأت بمحتوى اليوغا فقط ولكنني أردت مؤخراً أن أكون أقرب من مجتمعي والأشخاص الذين يتابعونني. أردت أن أقدّم نفسي على أنني ياسمين الشابة التي تحبّ كل شيء عن الحركة والعافية، وليس مجرد شخص ينشر حركات خاصة باليوغا. هدفي هو إلهام الأشخاص من حولي من خلال المحتوى الخاص بي حتى لو كنت أنشر مجرد صورة يومية لنفسي في صالة الألعاب الرياضية أو أنشر جزءاً من تمرين التأمل الذي قمت به في ذلك اليوم لتذكيرهم بالتحرّك أو بالتنفس اليقظ. بالمجمل، أريد أن أوضح لهم أن العيش بأسلوب صحي ليس مملاً وأنّ الاهتمام بالصحّة العقلية والجسدية يجب أن يكون على رأس أولوياتهم.

أخبرينا عن عملكِ في التصميم وكيف يتكامل مع حبكِ الكبير لليوغا والحركة؟

من خلال الحركة، يمكنكِ التعبير عن نفسكِ واختبار الحريّة بطريقة إبداعية، تماماً مثلما يقوم شخص ما بإبداع وتشكيل رقصة جميلة، وأنا يمكنني التعبير عن نفسي وعن رؤية الآخرين من خلال التصميم. ولهذا السبب أطلق على نفسي اسم منشئة محتوى، فأنا أكثر من مجرد مصممة أو مدرسة يوغا. فأنا أحب الإبداع ولهذا بدأت مجموعة "ياسمين" في عام 2020، فشركة YASMIN COتنبع من شغف كبير بالتصاميم الخالدة والبساطة والحركة بالإضافة إلى شغفي بالناس، تحديداً المبدعين المقدامين: رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الذين يتابعون أحلامهم ويحققونها. أردت أن أكون شريكتهم لأرشدهم في هذه العملية من خلال تقديم الخدمات التي تساعدهم على مواءمة أفكارهم ومشاعرهم مع أحلامهم.

كيف تعكسين هويتكِ وذاتكِ وشخصيتكِ وتفردكِ من خلال عملك؟ هل ساهم شغفكِ بالتصميم والرياضة في تبلور شخصيتك، أم على العكس ، دفعتكِ خصائصكِ الشخصية نحو المجال الإبداعي والديناميكي؟

السبب الذي يجعلني أحبّ ما أفعله سواء كان التصميم أو تعليم اليوغا هو أنني أستطيع التعبير عن كل مشاعري. وهنا أؤكّد أنّ جزء كبير من شخصيتي ينعكس في عملي، فأنا بسيطة للغاية ومنظّمة ولكن عاطفية وحسّاسة. لديّ هذا الأسلوب البسيط ليس فقط في تصاميمي، ولكن في طريقة ملابسي وعيش حياتي أيضاً. ولكن من ناحية أخرى، عندما أقوم بتدريس اليوغا أو ممارسته، لا توجد قواعد لألتزم بها، وأعتقد أن هذا الأمر يمثّل توازناً بالنسبة لي، فوقتي على السجّادة هو عالمي الخاص حيث أبتكر ولا ألتزم بأي قواعد أو أنظمة.

كيف تعرّفين عن نفسكِ وهل اكتشفتِ هويتكِ الحقيقية وهدفكِ في هذه الحياة؟

أحب أن أنظر إلى نفسي على أنني عمل قيد التقدّم والاكتمال، وهدفي الرئيسي هو ألّا أتوقف أبداً عن تجربة أشياء جديدة في الحياة لأنّ ذلك هو ما يشكل حقاً هويتنا ويجعلنا نتعافى ونكمل مراحل جديدة من النضوج.

أنا متحمسة دائماً لعيش حياتي بوعي أكبر وحرص على الذات والبحث عن الأشياء التي تجلب لي السلام. أنا لست منفتحة أو انطوائية، أنا في الوسط. هدفي في الحياة هو الاحتفاظ دائماً بمساحة للآخرين وهذا شيء تعلمته في رحلة اكتشاف الذات والتعافي.

هل واجهت، في أي مرحلة من مراحل حياتك، صراعًا نفسيًا بين الصورة التي تريدها عائلتكِ لكِ وما تريدين تحقيقه؟ أي أن يكون لكِ صوتكِ الخاص وتعيشين الحياة التي تريدنها بغض النظر عن توقعات المجتمع؟

نواجه جميعاِ بعض العقبات في الحياة سواء كان الأمر يتعلق بالعمل أو الحياة الشخصية، وكلما تقدّمتِ في السن تعلمتِ كيفية حلّها بطريقة ناضجة. أستطيع أن أقول إنه كانت لدي شخصية مختلفة عن بقية أقاربي ومحيطي الضيق، لذا فقد حرصت على التعبير عن نفسي لأنني أردت حياةً مختلفة عن حياة من حولي، ولم أرد أن أتبع ما اتّجه إليه الجميع. أحمد الله وأنا جدّ ممتنة لأن لديّ عائلة منحتني تلك المساحة للتعبير والتحدث بصوتي الخاص، ولاختيار طريقي وهويتي الخاصة.

ما رأيكِ في الانفتاح الذي يحدث في المملكة وأثره الإيجابي على دور المرأة في مجتمعها؟

أشعر بأنني محظوظة للغاية لأن أعيش الثلاثينيات من عمري في هذه الفترة الزمنية. هذا هو وقتنا لتولي المسؤولية والتواجد في كل مجال، وللعمل الجاد وترك بصمة ثابتة. أعرف الكثير من النساء الرائعات اللواتي يقمن بذلك ويلهمنني كل يوم. أنا سعيدة جداً لأنّ دور المرأة السعودية قد نما في العامين الماضيين وهذا يجعلني فخورة جداً لكوني امرأة سعودية.

اقرئي المزيد: المدربة السعودية الشابة سمارا عاشور: حبي للرياضة رسم هويتي ومسار مستقبل

 
العلامات: رائدات أعمال
شارك