نساء مجتهدات خلف تميّز إمارة الشارقة عربيّاً وعالميّاً تعرّفي إلى اثنتين منهنّ

شكّل اختيار الشارقة عاصمة عالميّة للكتاب فرصة لتسليط الضوء على هذه الإمارة التي تمتلئ بالطاقات وتخبّئ جواهر نسائيّة خفيّة تعمل بجهد من أجل تعزيز مكانة بلدها محليّاً وإقليميّاً. ونحاور اليوم سيّدتين تساهمان من خلال مركزهما في تحسين واقع الإمارة ونقلها إلى مصاف أعلى.

حنان المحمود: تربّينا على ثقافة النجاح ولهذا السبب نجده حليفنا دوماً
محطّتنا الأولى مع حنان المحمود، وهي سيّدة ناجحة تمكّنت خلال سنوات قليلة من أن تصل إلى مركز حيوي مهمّ في الشارقة لتساهم بدورها في تعزيز مكانة الإمارة عربيّاً وعالميّاً، وهي تشغل حاليّاً منصب المدير التنفيذي لمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.

باعتبارك امرأة شابّة وصلت إلى مركز قيادي مهمّ، حدّثينا عن أهمّ المحطّات التي مررت بها كي تصلي إلى منصبك.
ثمّة العديد من المحطّات التي مررت بها قبل أن أصل إلى إدارة مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، ومن هذه المحطّات المرحلة الجامعيّة التي تخرّجت منها بدرجة بكالوريوس في نظم المعلومات الإداريّة والتسويق من جامعة الشارقة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتخرّجي من برنامج الشارقة للقادة الذي تنظّمه مؤسّسة الشارقة لتطوير القدرات، فضلاً عن إكمالي برنامجاً قياديّاً مكثّفاً بالتعاون مع جامعة سان دييغو وبرنامج تطوير المهنيّين في مركز ريادة التابع لمكتب قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة. ومن المحطّات المهمّة في حياتي تبوّئي منصب رئيسة قسم إدارة الأعمال في نادي سيّدات الشارقة حيث تولّيت إدارة كادر يضمّ 200 موظّف في 14 منشأة بيع تقدّم 3500 منتج وخدمة، كما وعملت كمنسّقة تسويق وفعاليّات في النادي وتولّيت إدارة ما يزيد عن 50 فعاليّة على مختلف المستويات، فضلاً عن محطّات متعدّدة في مختلف القضايا المجتمعيّة في الدولة.

كيف ساعدتك هويّتك الإماراتيّة على تحقيق طموحاتك المهنيّة؟
إنّ معايير النجاح أو سقف التميّز اللامحدود الذي وضعته دولة الإمارات للمرأة الإماراتيّة بشكل خاصّ وللإماراتيّين بشكل عامّ أصبح جزءاً أساسيّاً من أحلامنا وطموحاتنا بخاصّة أنّ الفرص المتاحة أمامنا لتطوير الذات وصقل المهارات تحفّزنا كي نطمح أكثر وننجز ونتميّز كي نكون على قدر التطلّعات. كما أنّ ثقافة النجاح التي تربّينا عليها في الإمارات تجعل منه حليفنا دوماً وتحثّنا على أن نفتخر بأيّ نجاح فردي لأيّ امرأة إماراتيّة وكأنّه نجاح شخصي لنا وإضافة نوعيّة إلى إنجازات الإمارات وريادتها في تمكين المرأة ودعمها.

ما هو دورك في إدارة مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في الشارقة؟
تشمل مسؤوليّاتي ومهامي الإشراف على تشكيل فريق العمل وعلى جودة خدمات الضيافة وتطوير الأعمال والتخطيط المالي وبناء العلاقات وتنظيم الفعاليّات ضمن أرقى المعايير العالميّة، بما في ذلك الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض وحفلات الزفاف والمهرجانات والاحتفالات والمناسبات الوطنيّة. وفي مفهومي للعمل الإداري ورؤيتي لإدارة مركز الجواهر، فإنّ الكوادر الوظيفيّة تعمل في إطار الفريق الواحد، وبالتالي لدى كلّ موظّف وموظّفة مسؤوليّات والتزامات تجاه العمل الفردي والجماعي الذي يضمن تحقيق نتائج مذهلة ومميّزة في جودة الخدمات والمنتجات التي يقدّمها المركز. وبرأيي، بناء الثقة وتوفير أجواء إيجابيّة في محيط العمل يعتبران مفتاح النجاح، إلّا أنّ ذلك يتطلّب التخطيط المسبق والدقيق والقدرة على قراءة مهارات وإمكانات الكوادر العاملة وتوظيفها في الاتّجاه الصحيح، إلى جانب تحديد الأولويّات والأهداف والالتزام بها. ويتطلّب العمل الإداري تطوير الذات وتعزيز أدوات العمل ومواكبة التطوّرات التي يشهدها مجال العمل والمواظبة على ابتكار الأفكار والمنتجات الجديدة التي تخدم طبيعة العمل وتضمن زيادة التنافسيّة.

ما السبل التي تلجئين إليها لتحسين أدواتك الإداريّة؟
لطالما آمنت بأنّ تطوير المهارات يأتي بالدرجة الأولى انعكاساً لشغف المرء بعمله، فإذا أحببت ما تقومين به من عمل ستجدين نفسك تسعين إلى تطوير هذا العمل لأنّ الشغف والرغبة في تحقيق النجاح والتميّز هما نافذة لتطوير الأدوات والمهارات اللازمة في العمل، وعلى الرغم من أنّ تحقيق النجاح يعتبر أمراً صعباً، الأصعب هو الحفاظ عليه ومواصلة تحقيقه، ولا يتمّ ذلك إلّا من خلال الالتزام في الاطّلاع على جديد العلوم والمعارف والبحث عن الابتكار واستباق التحدّيات وتوظيف الثورة المعلوماتيّة في تطوير مجال العمل.

إلامَ تطمحين مستقبلاً؟
على الصعيد الشخصي، وباعتباري أمّاً لثلاثة أطفال، أتمنّى أن أؤدّي رسالتي تجاههم على أكمل وجه وأن أحصد ثمرة ذلك بما سيحملونه من شهادات عليا وبما سيقدّمونه لوطننا الحبيب، كما أتمنّى أن أحقّق إنجازاً ضمن شغفي في الفنّ والتصوير الفوتوغرافي. أمّا على الصعيد المهني، فأنا أسعى إلى مواصلة العمل وتطوير ذاتي لتحقيق كلّ الأهداف التي وضعتها لنفسي منذ تولّيت مسؤوليّة إدارة مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، إذ أسعى إلى ترسيخ مكانته كوجهة أولى ورائدة في تنظيم واستقبال مختلف الفعاليّات والمؤتمرات والمعارض.

الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي: هدفنا دعم الطاقات السينمائيّة الشابّة
قبل أسابيع قليلة، أقيمت الدورة السادسة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، وقد استقطب أهمّ الشخصيّات الفنيّة من الإمارات والعالم العربي وحقّق أصداء إيجابيّة في الأوساط الثقافيّة، مرسّخاً دور الشارقة الرائد في النهوض بالفنون والآداب على مختلف أنواعها. وخلف هذا الحدث تقف الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي التي آمنت بأهميّة السينما في زيادة الوعي الفنّي لدى الجيل الجديد. 

يثبت مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل أنّه من أهمّ المهرجانات الفنيّة العربيّة التي تتوجّه للشباب. كيف تقيّمين دورة هذا العام لا سيّما أنّها اعتمدت شعار «أفلام مستوحاة من كتب»؟
في كلّ دورة من دورات المهرجان نطمح إلى أن نصل إلى أكبر شريحة من الأطفال والشباب ونزيد من معرفتهم وثقافتهم وإبداعهم، كوننا نؤمن بأنّ السينما هي أحد المنطلقات الأساسيّة لبناء شخصيّة الإنسان لما تمتلكه من مقوّمات فنيّة وإبداعيّة تقرّب مشاهد كثيرة من الحياة للأجيال الجديدة وتعرّفهم على تفاصيل مهمّة نسعى إلى ترسيخها في نفوسهم. ونحرص في دورات المهرجان على انتقاء المواضيع التي تتناسب مع فكر وذائقة وثقافة الأطفال والشباب، فنقيّمها وندرسها ونعرضها مراراً وتكراراً لنتأكّد من جودتها وأفكارها، لأنّنا أيضاً حريصون على تقديم مواد ذات رسائل نبيلة، وهذا العام انطلقنا من الكتاب، فقدّمنا باقة من الأعمال المستوحاة من روايات وقصص أدبيّة، وهذا التوجّه يكرّس دورنا كمؤسّسة تسعى إلى تعزيز ثقافة الأجيال الجديدة ومدّها بالخبرات والمعارف اللازمة.

تميّزت هذه الدورة بحضور سينمائيّين معروفين. إلى أيّ مدى يساهم هذا الأمر في زيادة الإقبال الجماهيري على الأفلام وفي تعزيز قيمة المهرجان؟
ممّا لا شكّ فيه أنّ حضور أسماء لامعة المهرجان هو إضافة نوعيّة، لأنّهم سيسردون قصصهم وتجاربهم وسيعرّفون الزوّار على علاقتهم بهذا الفنّ، وبطبيعة الحال كلّ اسم استضفناه له جمهوره الذي يرغب في رؤيته عن قرب ومحاورته وطرح الأسئلة عليه، فهذا التفاعل المثمر الذي نحرص على أن يكون جسراً يربط بين النجم وجمهوره هو أحد أهداف المهرجان، إذ أنّنا نعمل على أن نقرّب تجارب هؤلاء المبدعين إلى الأجيال الجديدة لتستفيد منها بشكل أكبر. 

كيف تسعون من خلال المهرجان إلى دعم المواهب السينمائيّة الجديدة والواعدة؟
خصّصنا وعلى امتداد دورات المهرجان مجموعة متكاملة من ورش العمل العلميّة والعمليّة التي أردناها أن تكون منطلقاً يدعم خيال ومواهب الأطفال والشباب المشاركين، وقد قمنا هذا العام بتخصيص ورش عمل موجّهة لكلا الفئتين، تقدّمها نخبة من المتخصّصين في مجالات سينمائيّة عدّة، من أسماء استطاعت أن تقدّم إبداعات كبيرة ومتواصلة. وتُعنى الورش بتقديم المعارف وكلّ ما يتعلّق بصناعة السينما، هذه الخبرات التي يمتلكها المدرّبون الذين يقدّمون الورش والذين يسهمون من خلالها في تطوير قدرات الجيل ويعزّزون من إبداعاتهم في مجالات سينمائيّة مختلفة، ناهيك عن الورش التي تُعنى بتقديم الأساليب المبتكرة في صناعة الأفلام على صعيد التأليف والتمثيل وكتابة المحتوى وغيرها من التقنيّات والمهارات الأساسيّة. 

ما رأيك بازدياد أعداد الأفلام الإماراتيّة مؤخّراً؟ وهل ترين أنّ المضمون جيّد وواعد ويبشّر بسينما تصل إلى العالميّة؟
لدينا أسماء إماراتيّة مبدعة، 4 شباب طموحين يمتلكون خبرات مبهرة قدّموا 4 أفلام تراوحت بين القصيرة وأفلام الرسوم المتحرّكة، طرحوا من خلالها أفكاراً متطوّرة دلّت على مواهبهم وهي تبشّر بمستقبل كبير نفتخر به. لقد استطاع المخرجون الشباب من خلال الاحتكاك المتواصل مع نخبة من صنّاع السينما العرب والأجانب الاستفادة من جملة الخبرات وتطوير قدراتهم وتقديم محتويات سينمائيّة غنيّة، ناهيك عن التدريبات المتواصلة والدورات المعرفيّة العلميّة والعمليّة، كلّ هذا يصبّ في مصلحة تفعيل سينما إماراتيّة قادرة على طرح القضايا والدفاع عنها. 

إلى أيّ مدى تعكس سينما الشباب واقعهم والمشاكل التي يعانون منها؟ وبرأيك، ما هي أهمّ هذه المشاكل؟
على السينما أن تجيب عن كلّ الأسئلة التي تدور في ذهن الشباب وأن تكون البوّابة التي تحمل أصواتهم وآمالهم وطموحاتهم للعالم بأسره، وفي المهرجان ارتأينا أن نفتح هذا الباب على مصراعيه أمام الأجيال الجديدة من أطفال وشباب ليكونوا قادرين على التعبير وقول ما يدور في أذهانهم برؤية إبداعيّة مليئة بالجمال والأفكار النبيلة. 

ماذا عنى لك اختيار الشارقة عاصمة عالميّة للكتاب؟ وكيف تساهمين من خلال عملك في تسليط الضوء على أهميّة الكتب والثقافة في حياة الأجيال؟
اللقب الذي توّجت به إمارة الشارقة هو لقب توّجنا به جميعنا، وأعتبر ذلك تكريماً لكلّ عمل ثقافي وإبداعي في الشارقة، فالإمارة باتت اليوم حاضنة لسلسلة من الفعاليّات الثقافيّة المرموقة والمهمّة التي تجمع حولها سنويّاً نخبة من المبدعين العرب والأجانب وكوكبة من الأسماء اللامعة التي تلتقي هنا على أرض الشارقة لتقول لنا كلّ الحكايات وتعرّفنا على تجاربها وأفكارها. وهذا العام، انطلقنا تحت شعار «أفلام مستوحاة من كتب» مواكبةً لهذا الاحتفاء العالمي وليبقى الكتاب حاضراً في كلّ تفصيل من تفاصيل الحياة اليوميّة للأجيال الجديدة. 

أخذت على عاتقك إدارة مهرجان مهمّ وتثبتين عاماً تلو الآخر أنّك على قدر هذه المسؤوليّة. هلّا حدّثتنا عن أدواتك وأسرارك للنجاح وعن التحدّيات التي واجهتها؟
النجاح هو الإيمان بطاقات الفريق المحيط بك، فنحن في المؤسّسة لا نعمل بشكل منفرد، إذ أنّ كلّ شخص يقدّم على مدار العام كلّ ما لديه للارتقاء بالخطط والبرامج التي نضعها. أنا أؤمن بالشباب إيماناً كبيراً ومطلقاً، وهذا المهرجان هو نتاج كلّ ذلك الجهد الذي نقدّره ونثمّنه، وعاماً بعد آخر نلمس المستويات المتقدّمة التي نحقّقها سواء على صعيد التنظيم أو نوعيّة الطرح وغيرها من العناصر. 

يواجه المحتوى السينمائي الهادف صعوبة في الوصول إلى الجماهير العريضة. كيف تحاولون تغيير هذا الواقع من خلال اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان؟
المهرجان منصّة لعرض هذه الأعمال، وكلّ عام يقدّم تجارب سينمائيّة واعدة تلفت انتباه نخبة السينمائيّين والمخرجين والإعلاميّين الحاضرين، وسنويّاً لا نكتفي بتقديم الأفلام في مقرّ المهرجان الرئيسي وحسب، إنّما نفتح المجال أمام المشاهدين من خارج إمارة الشارقة بعد عرض الأعمال على شاشات شركاء داعمين في عدد من المراكز التجاريّة في الدولة، فنحن في المؤسّسة وضعنا نصب أعيننا أهدافاً كثيرة أهمّها تقديم المحتوى الإعلامي الهادف والنبيل ليبقى في ذاكرة الشباب ويكون بالنسبة إليهم محفّزاً لصناعة سينما خاصّة تليق بطموحاتهم وآمالهم. 

 
شارك