مهيرة عبد العزيز: كنت أحاول تغيير ذاتي لأرضي الناس... اليوم أتباهى باختلافي

لا يكفيها الحلم أبداً، فهي تعمل بجهد وإتقان وتفانٍ لتجعل الحلم حقيقة. تصف أحلامها بالأهداف وتسعى جاهدة إلى تحقيقها، فهي ليست من هؤلاء الذي يحلمون ويكتفون بالحلم فقط. في المقابل، تخاف من أحلامها ولا تصرّح إلّا عن تلك التي تحقّقت وغدت واقعاً، أغنت بها مسيرتها وأضافتها إلى مشوارها المهني.
على الشاشة تطلّ علينا بحضورها الرصين والمحبّب. ذكيّة، مرحة وراقية... إنّها الإعلاميّة مهيرة عبد العزيز الغنيّة عن التعريف في عالم الإعلام والتي نراها اليوم تدخل عالم التمثيل، فهل ستكون نجمة في الدراما؟ عن تجربتها في مسلسل «الديفا» تحدّثنا وعن علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن خططها لعام 2020 وغيرها من المسائل المختلفة.

حوار: طونينا فرنجيّة، تصوير:Greg Adamski لدى MMG Artists، إدارة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق: Sima Maalouf، مساعدة منسّقة: أروى محمّد ، شعر:Dani Hiswani لدى MMG Artists، ماكياج: Albert Toshan، موقع التصوير:Amazonico Restaurant ، دبي

لنبدأ مع الأجدد، مسلسل «الديفا» الذي تؤدّي بطولته النجمة سيرين عبد النور والذي رأينا من خلاله أولى أدوارك التمثيليّة... أخبرينا قليلاً كيف تمّ اختيارك لهذا الدور وكيف كانت التجربة. هل كانت مشاركتك بمثابة الخطوة الداعمة لك في عالم التمثيل والدراما؟
أوّلاً، أودّ أن أوجّه تحيّة خاصّة لسيرين وبوسي ويعقوب ولكلّ القيّمين على العمل من بيتي الأوّلMBC إلى Shahid... أعتقد أنّه تمّ اختياري لأنّ الدور شبيه جدّاً بعملي كوني مقدّمة برامج وإعلاميّة.
التجربة كانت متعبة ولكن ممتعة بالقدر نفسه إن لم يكن أكثر ولكنّها تستحقّ التعب فأنا فعلاً فخورة كوني شاركت في «الديفا» بالأخصّ لأنّه من إنتاجMBC وأوّل عمل أصلي لمنصّة Shahid... أمّا بالنسبة إلى عالم التمثيل، فأنا بدأت بدخوله إنّما بخطوات صغيرة وسترون أعمالاً دراميّة أمثّل فيها قريباً إن كان في السينما أو في المسلسلات. 

صرّحت في إحدى المرّات أنّ MBC هي حلم وقد باتت اليوم واقعاً، ما هو حلمك المستقبلي؟ وما الذي يميّز محطّة MBC كي تعتبرها مهيرة حلماً؟
منذ صغري وأنا أتابع MBC وعندما فتحت القناة مكاتبها في دبي، أذكر أنّني كنت أمرّ يوميّاً أمام المبنى وأقول لنفسي: في يوم ما سأعمل هنا... فبالنسبة إليّ وإلى كثيرين في العالم العربي، MBC هي شاشة العرب والمحطّة الأولى عربيّاً إن كان في إنتاج البرامج المميّزة أو في تقديم المحتوى المفيد، وبالتالي اعتبرت MBC حلماً وتحقّق.
أمّا أحلامي اليوم، فهي كثيرة وكبيرة جدّاً ولكنّني لا أكتفي بالأحلام، فأنا أضع خطّة لتحويل الحلم إلى هدف ثمّ أعمل بجهد لتحوليه إلى واقع. وأعترف بأنّني أخاف على أحلامي، لذا أفصح فقط عن تلك التي تحقّقت. 

فستان من Solace London لدى Etoile “ La boutique”  أقراط من Dolce & Gabbana      

مع أنّك درست الهندسة المعماريّة، امتهنت الإعلام. ما الذي بقي من الهندسة المعماريّة لديك لا سيّما أنّنا نعلم أنّ منزلك يحمل توقيعك؟
قد يستغرب البعض ولكنّ شهادتي في الهندسة تفيدني في عملي الإعلامي كثيراً. فثمّة الكثير من أوجه الشبه، مثلاً: تخيّل الشكل النهائي للحلقة أو المقابلة قبل التصوير، القدرة على الابتكار تحت الضغطـ، الانتباه لأدقّ التفاصيل، وكما في العمارة حيث نبدأ بصفحة بيضاء ورسمة في المخيّلة، كذلك في الإعلام نبدأ الحلقة بصفحة بيضاء وفكرة...

استطعت أن تكوني من أكثر الإعلاميّات المؤثّرات على مواقع التواصل الاجتماعي وأن تجعلي اسمك مميّزاً. كيف تصفين علاقتك بعالم السوشيل ميديا؟ متى تقرّرين الاختفاء أو الابتعاد؟ وما أكثر ما يزعجك فيها؟
علاقتي بالسوشيل ميديا ككلّ الأمور في الحياة، فيها الإيجابي وفيها السلبي، ولكنّني أفضّل التركيز على الإيجابي منها وأبرزها أنّها وهبتني عائلة تحبّني وتتابع أفراحي وأحزاني... 
أمّا عن الاختفاء والابتعاد، فأنا نادراً ما أفعل ذلك. أعيش حياتي بتلقائيّة وأحبّ أن أشارك جمهوري بحياتي اليوميّة معظم الأوقات، وعندما أكون منشغلة أو غير قادرة على استخدام مواقع التواصل، أوكل أحداً من فريق عملي ليهتمّ بحساباتي بشكل موقّت.

في المقابل وفي حين أنّ بعض النجمات يحاولن إخفاء أولادهنّ عن مواقع التواصل الاجتماعي أو أقلّه إبعادهم، نرى ابنتك يسمة مع آلاف المتابعين. لمَ سمحت لها بأن تكون ناشطة على السوشيل ميديا؟ وما رأيك بتأثير هذه المواقع سلباً على الأولاد والمجتمع بشكل عامّ؟
برأيي، التأثير السلبي الذي قد تسبّبه السوشيل ميديا يحصل على الأطفال الذين تدخل إلى روتينهم الشخصي ومساحتهم الخاصّة. أمّا بالنسبة إلى يسمة، فصفحتها على Instagram لا تتدخّل بجدولها اليومي ولا في أسلوب حياتها. أنا وزوجي خالد ننشر لها فيديوهات وصوراً إن وجدت ومن دون أيّ ضغط عليها، وفي حال شعرت بأيّ تأثير سلبي عليها، سأتصرّف بما يناسب مصلحة ابنتي. ولكن حتّى الآن الموضوع لا يؤثّر عليها سلباً أبداً، بالعكس تخيّلوا فرحتي عندما أمشي في شوارع السعوديّة والكلّ يناديني «أمّ يسمة» التي تعرّفوا إليها من خلال السوشيل ميديا. 

بما أنّك ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي وإعلاميّة أيضاً، هل من الممكن أن نراك تطلّين في برنامج على YouTube مثلاً لا سيّما أنّ الأمر رائج حاليّاً؟
لا شيء مستحيل... ولكنّني أؤمن دوماً بالتوقيت الأنسب للعمل الأنسب. 

تنورة وبلوزة منAlice + Olivia  لدى Harvey Nichols Dubai  سوار من  Akillis  أقراط من Monica Sordo لدى The Modist حذاء من Dolce & Gabbana    

تهتمّين كثيراً بإطلالتك وتوفّقين بين العمل والعائلة والاهتمام بشكلك الخارجي. كيف يمكن للمرأة التي تشبهك والتي هي أمّ وامرأة عاملة وتحبّ الأناقة أن توفّق بين تلك الأمور مثلك؟ ما هي رسالتك لها كي تنجح وتكون سعيدة في كلّ مهامها؟
الأناقة جزء من أنوثتي وجزء من عملي أيضاً وأنا أهتمّ بها كما أهتمّ بالتحضير لأيّ عمل أقوم به. أمّا بالنسبة إلى التوفيق بين العمل والعائلة، فهو حتماً أمر مجهد جدّاً ولكنّه ليس بالمستحيل! الأمومة ليست نهاية المرأة بل بدايتها، تذكّري دائماً كيف تريدين أن يراك أولادك وكيف يصفونك في غيابك... تذكّري حقّ نفسك عليك وأنّك أولويّة لنفسك، لذلك أنصح كلّ امرأة بأن تعي قدراتها وتطلب المساعدة عند الحاجة. 

ما هي أولويّات مهيرة في الحياة؟ متى تعيد حساباتها؟ وما الذي يجعلها تفكّر في إعادة حساباتها؟
عائلتي، عملي ونفسي هي أولويّاتي دائماً وأنا أعيد حساباتي عندما يستدعي الأمر حماية نفسي أو عائلتي أو عملي من أيّ ضرر. 

من المعروف عنك وهذا أمر تصرّحين به دائماً في مقابلاتك أنّك دقيقة مع نفسك وتنتقدينها، حتى أنّك لا تحبّين كثيراً إعادة متابعة حلقاتك أو مقابلاتك... لماذا؟ وهل أنت كذلك في الحياة اليوميّة؟
للأسف، النقد الذاتي هو من سماتي وأنا وعدت نفسي بأن أقلّل من النقد الذاتي في العام 2020 على أمل أن أتقبّل نفسي بأخطائي قبل إنجازاتي وأنصح كل امرأة بألّا تخجل ممّا يميّز هويّتها: وظيفتها، عمرها، اختياراتها، لهجتها... بل على العكس عليها أن تتباهى بما يجعلها مختلفة وأن تتذكّر أنّ لا أحد سيحبّها إن لم تحبّ ذاتها أوّلاً. 

بما أنّنا بدأنا عاماً جديداً، ما هي لائحة خطط مهيرة؟ وهل من شيء تؤجّلينه دائماً؟
أعتقد أنّ هذا العام سيكون عام الاستثمار، فأنا أنوي أن أستثمر في نفسي أوّلاً وذلك من خلال أخذ دروس في التمثيل وأن أهتمّ أكثر بصحّتي وأعود لممارسة الرياضة بشكل منتظم. كذلك، أنوي الاستمرار في الاستثمار في العقارات وإطلاق مشاريع خاصّة من خلال التعاون مع ماركات عالميّة. وطبعاً أخيراً وليس آخراً، أريد الاستثمار في وقتي مع عائلتي والسفر واكتشاف أماكن جديدة في العالم.

مع بداية عقد جديد، ما الذي تغيّر في شخصيّتك خلال العقد الذي مضى؟
كنت أحاول تغيير نفسي لإرضاء الناس، أمّا اليوم، فأنا أتباهى باختلافي لأرضي نفسي.
 
بالحديث عن الخطط، هل تحبّين التخطيط عادةً أم أنّك تفضّلين الصدف والعفويّة في الأمور والأحداث؟
أنا مهووسة تخطيط عادةً. أحبّ أن أحضّر نفسي لكلّ عمل أقوم به. وهذه السنة تشمل الكثير من التخطيط مع ترك مساحة للمغامرة والأشياء غير المتوقّعة والقادم أجمل إنشاالله...

أخيراً، لنتكلّم عن غنى الثقافات الذي تعيشينه في عائلتك الصغيرة. ما الذي يعنيه لك تعدّد الثقافات؟ 
بالنسبة إليّ، تعدّد الثقافات هو جوهر العالم العربي. المزيج الذي أحمله في دمي جعلني أنتمي للعالم العربي نفسه وهذا شرف أحمله على صدري، لذلك أعرّف عن نفسي على تويتر على هذا الشكل: «باختصار أنا جامعة الدول العربيّة».

 
شارك