من حلمٍ إلى حقيقة، الأمومة تُشرق دنيا إيميه الصيّاح

هو حلم أم حقيقة؟ كان حلماً طبعاً كمعظم النساء ولكنّه اليوم حقيقة " حلوة " تعيشها إيميه الصيّاح. إنه حلم الأمومة الذي يراود كلّ امرأة والذي لطالما اعتبرته إيميه أجمل مفاجأة يمكن أن تكشفها لمحبّيها يوماً. 
في معظم أدوارها، جسّدت إيميه دور الحامل، في مسلسل "أوركيديا"، "شهر عسل" و " وأشرقت الشمس " وفي آخر أدوارها " منتورة "، في مسلسل " ثورة الفلاحين "، جسّدت إيميه بحرفيّة دور المرأة التي تلد وعاشت تلك اللحظات حتى أنّها صرّحت حينها ممازحة " أصبحت مستعدّة للولادة ". حينها، أشارت إلى أنّها تأثّرت كثيراً وأنّ مشاعرها اختلطت.
اليوم، أشرقت دنيا إيميه الصيّاح وأتت الأمومة لتضيء أيامها فهي تعيش واقعياً هذه التجربة ولكن كيف تختبرها؟ بماذا تشعر وكيف تستعدّ لاستقبال مولودها الأوّل؟ عن الأمومة ومرحلتها هذه، تحدّثنا مع إيميه الصيّاح لنتطرّق أيضاً إلى المرأة بشكلٍ عام، مواقع التواصل الاجتماعي ووضع الدراما...


1- تعيشين اليوم مرحلة مميّزة وتختبرين مشاعر الأمومة للمرّة الأولى وكنت قد جسّدت هذا الدور في مسلسل " ثورة الفلاحين " حيث أشرت حينها إلى أنّ مشاعرك اختلطت آنذلك وأنكِ أصبحتِ مستعدّة للولادة... كيف هي مشاعر إيميه اليوم وهي تعيش التجربة في الواقع وهل أنتِ مستعدّة للولادة؟
غير مستعدّة (تضحك). في الحقيقة، اختلطت مشاعري أيضاً فاجتمعت كلّ الأفكار في ذهني وفي الوقت ذاته غابت جميعها أيضاً وبقي ذهني شارداً. إنها لحظة رائعة تغلب عليها العاطفة، حتى أنها أجمل لحظة اختبرتها حتى الآن في حياتي. بالفعل، شعرت أنني أطير فرحاً وتأثرت حقاً حتى أنّ دموعي كانت هي بمثابة كلام لم أستطع قوله والتعبير من خلاله. احتجت لبعض الوقت كي أستوعب الخبر وحينها بدأت الأفكار تراودني، المسؤوليّة التي أنتظرها، الحبّ، الحماس، جميعها تخيّلتها صوراً في ذهني.

2- كيف ستكون إيميه الصيّاح الأمّ؟ وما الذي تعنيه لها الأمومة؟
لا أدري فعلاً. أختبر حقاً هذا الهاجس الذي تعيشه كلّ أمّ تختبر الشعور للمرّة الأولى وهو أن تكون أمّاً صالحة وأن تنجح في تقديم كلّ ما يلزم لطفلها وأنّ توفّق بين بيتها، عائلتها ومهنتها ومسؤولياتها.
أخاف أن أكون أمّاً متساهلة وأتكلّم دائماً مع زوجي حول هذا الأمر وأهميّة تحقيق التوازن في التربية إذ أعتبر أنّه على أحد الطرفين أن يكون متساهلاً والآخر أكثر شدّة ولكنّني أرى أيضاً أنّ الأمور وطريقة التربية ستأتي لوحدها ومن دون الحاجة إلى التفكير المعمّق والتخطيط المسبق.
في المقابل، وعدت نفسي شيئاً واحداً وهو ألا أكون إنفعاليّة فأنا بطبعي كذلك، أفرح وأحزن وأعصّب إلى أقصى الحدود ولكنّني سأعمل حتماً ألا أدع هذا الطباع يغلب عليّ إذ أعي تماماً أنّ الطفل يتحكّم أحياناً بالأمور ويفرض عليكِ بعض القوانين أو الطرق التي من الممكن ألا تكون في حسابك أحياناً. لذلك، لا أريد أن أخطّط لكلّ شيء وأنفعل كلّما تبعثرت خططي فأنا أريد الهدوء لحياة مولودي وحياتنا معه.

3- كيف تحلمين بأن يكون مولودك الجديد؟ وهل بدأتِ بالتخطيط لأيامك معه؟
من الصعب أن تتخيّلي ذلك وهذا تحديداً الموضوع الذي أتكلّم عنه باستمرار خلال هذه المرحلة، فأنا متشوّقة لرؤيته واكتشاف شخصيّته وتصرّفاته. التخطيط بدأ فعلاً (تضحك) وأكثر ما أنا متشوّقة له هو أن نسافر معاً ونختبر سوياً أماكن جديدة. ولكن وفي والمقابل، أعي تماماً أنّ لكلّ طفل شخصيته وطباعه وأحياناً قد تؤثّر أو تغيّر الخطط التي تضعينها حتى أنه وفي بعض الأحيان يمكن للطفل أن يفرض بنفسه بعض الخطط.

4- كيف ترين الأمّ بشكلٍ عام وأنتِ تختبرين هذه المرحلة؟
رغم أنّني لم أصبح أماً بعد ولكنّني أتساءل دائماً كيف يمكن لأيّ شخصٍ أن يُحزن والدته؟ أدرك ومنذ الآن قيمة الأم وأشعر حقاً بمدى عطاءاتها وقدرتها على التحمّل وأقدّر ذلك وهذا ما يجعلني أتساءل كيف يمكن لأحدٍ أن يحزن من أعطى وضحّى من أجله.

5- ما هو أكثر ما يشوّقك الآن؟ وما أكثر ما يخيفك؟
ببساطة، أنتظر بشوق أن أعيش جميع اللحظات مع المولود المنتظر. أن أختبر أيامه، مراحل نموّه، تفاعله معنا وأيّ تفصيل متعلّق به.
بالطبع هناك دائماً ما يقلقك في هذه المرحلة فأحياناً أشعر بأني متحمّسة جداً وأحياناً أخرى يأخذني تفكيري أكثر وأشغل بالي بالتفكير في ما إذا سأكون على قدر المسؤوليّة أو حتى بتفاصيل صغيرة كتلك المتعلّقة بالاستعدادات لاستقباله واحتياجياته.

6- هل من شيء معيّن يلفتك حالياً أكثر من غيره خلال البحث عن احتياجيات المولود؟
في الحقيقة، أكثر ما يلفتني الأحذية نظراً لصغر حجمها. حالياً، لا زلت في طور تحضير لائحة المستلزمات ولكنّني أبحث حالياً لشراء الأغراض الكبيرة والخاصّة بالغرفة ومستلزماتها فتركيزي هذه الفترة على تلك الأغراض أكثر من الأغراض الصغيرة والملابس.

7- تكتبين الكثير من الخواطر، هل سنراك تكتبين شيئاً خاصاً حين تلدين؟ وهل من الممكن أن نرى إيميه الصيّاح كاتبة؟
من الممكن أن أكتب شيئاً ولكن أترك الأمر للحظتها فجميع الخواطر التي أكتبها تكون وليدة لحظتها وغير محضّرة. فحين أشعر بالحاجة لذلك، أكتب فوراً...
أحبّ الكتابة فعلاً ولديّ الكثير من الأفكار. على مسودتي أفكار معيّنة ولكنّها لا زالت مبعثرة وبالطبع أرى نفسي كاتبة يوماً ما لما لا.

8- إذاً، هل من فيلم معيّن أو قصّة أو سيناريو على هذه المسودة؟ نعلم أنّه هناك فكرة لطالما راودتك...
في الحقيقة يمكن القول أنها أفكار أكثر من كونها قصّة مترابطة ولكنّها بالفعل تعكس شغفاً أو تجمع أكثر ما أنا شغوفة به في حياتي كالمكان الأحبّ إلى قلبي وكذلك الهواية...

9- بما أنّنا انتقلنا للحديث عن الفنّ، نراك انتقائيّة ودقيقة في اختيار أدوارك، ما الذي يجعلك كذلك؟ 
أجل أعترف بذلك ولكن هذا جزء من شخصيّتي فأنا كذلك في الحياة والطباع. أدرس خطواتي وأحاول دائماً غربلتها وإدراك حسناتها ومتطلباتها. أسعى دائماً أن أزن كلّ خطواتي وأرى ما يناسبني من عروض فأنا أبحث دائماً أن يكون قراري مناسباً لي وهذا لا يعني أنّني قد لا أخطأ أو أتّخذ القرار الخاطئ ولكن أحاول أن أكون مقتنعة حينها بالقرار الذي اتّخذته وإن تبيّن لاحقاً أنّه خاطئاً فطبعاً لا من مانع لديّ، أحاول التعلّم منه ولكن حينها لا أشعر بالندم لأنّني أدرك أنّه حينها اتّخذته عن قناعة.

10- ما جديدك اليوم أم أنّ أعمالك مجمّدة خلال هذه الفترة؟
بالطبع هي كذلك نظراً للمرحلة التي أعيشها فهناك بعض العروض التي رفضتها ولكنّني أتمنى طبعاً العودة قريباً في عملٍ ما بعد مضي هذه المرحلة وبعد مرور الوقت الكافي الذي ستتطلّبه مرحلة الأمومة هذه.

11- هل ترين أنّ برامج Netflix تؤثّر على الدراما المحليّة وذوق المشاهد؟ وهل تتابعين مسلسلاته وما أكثر ما تشاهدينه؟
أتابع كثيراً Netflix ومسلسل Friends الأجنبي هو الأحبّ إلى قلبي ولا أملّ من مشاهدته رغم أنّه سيتمّ توقيف عرضه على الشبكة قريباً.
ليس هناك من مسلسل معيّن أهوى متابعته فأنا أساساً لا أحبّ التعلّق كثيراً بمسلسل معيّن ولكنّي ألجأ إلى Netflix لمتابعة الأفلام الأجنبيّة وأيضاً الأفلام الوثائقيّة والتقارير المتعلّقة بعالم الهندسة والديكور.
أفضّل أن نرى الشقّ الإيجابيّ من التأثير إذ أعتقد أنّه وبوجود Netflix أصبح هناك إنتاجات خاصّة له وهذا أغنى المشهد الإنتاجيّ وبالتالي زادت الفرص أمام الممثل وجميع العاملين في قطاع التمثيل. كذلك، أعتبر وجود Netflix محطّة إضافية باتت اليوم للترويج لبعض المسسلسلات التي سبق وعرضت على الشاشات وهذا أمر إيجابيّ طبعاً إنما لا يلغي حقيقة أنّه أثّر إلى حدّ ما طبعاً ولكنّني أرى أن نأخذ المنحى الإيجابيّ من هذا التأثير ونعمل على تطويره لصالح الدراما.

12- لننتقل إلى عالم مواقع التواصل الاجتماعي حيث أنتِ ناشطة فيه ولديك أكثر من مليون متابع، متى يمكن لإيميه أن تقول كفى أريد الابتعاد وتوقيف حسابي؟
إسمحي لي أوّلاً أن أشدّد على فكرة أنّ عالم مواقع التواصل الاجتماعي أو السوشيل ميديا عالماً افتراضياً وهذا ما يجب أن تعيه جيداً المراهقات والشابات. فهنّ يرين دائماً أجمل الصور وما ينشر على هذه المواقع لا يعبّر فعلاً عن حقيقة الناشر أو حقيقة ما يعيشه. فنحن نختار ما نريد نشره ومن الطبيعيّ أن ننشر أجمل اللحظات وصوراً لأنفسنا بأجمل طلّة ولكن وفي الحقيقة لسنا كذلك دائماً ولا حياتنا مليئة دائماً بأجمل اللحظات.
في الكثير من الأحيان، أختار الابتعاد وأراه ضروريّاً ولكن لم أصل لمرحلة ولا أعتقد أنني سأصل إلى مرحلة أختار فيها توقيف حساباتي لأنّني على ثقة من أنّ الفرد يمكنه أن يتحكّم بذلك وبما ينشره وكلّما شعر بالحاجة الى الابتعاد لما لا يفعل ذلك.

13- أخيراً، في مقابلة سابقة لنا، قلت " يجب أنّ تحبّ المرأة ذاتها من أجلها ومن أجل من تحبّ " هل ستتغيّر مقولتك بعد اختبارك شعور الأمومة؟
أؤمن بذلك فعلاً، فأنا أهتمّ بنفسي لنفسي وليس إكراماً لأحد وأحاول دائماً القيام بما يرضيني ويريحني شخصياً أكان ذلك على صعيد المظهر أو الاهتمام بالذات.
أرى أنّ هذا الوقت الذي تمهليه لذاتك ينعكس إيجاباً عليك، على نفسيّتك وبالتالي على من حولك.
من الممكن أن تتغيّر هذه المقولة طبعاً وأن تصبح " يجب أن تحبّ المرأة ذاتها من أجلها وتخاف على ذاتها لأجل أولادها."
 

إقرئي المزيد: إيميه الصياح «ثورة الفلاحين»... وبدأ التغيير

 
شارك