لين عبد الغني اللاظ: بهذه الطرق تخطيت الأنوركسيا وحولت ضعفي إلى قوة

في آخر سنتها الجامعية الأولى أصيبت لين عبد الغني اللاظ بالأنوركسيا وقد حصل الأمر بشكل تدريجي فبعد رغبتها بخسارة بضع كيلوغرامات من وزنها وإحساسها بالفخر حين أنجزت هذه المهمة، استمرت رغبتها بخسارة الوزن إلى أن وقعت فريسة هذا الداء النفسي والغذائي الذي أثر بشكل سلبي على حياتها، فقررت أن تتعالج لدى خبيرة تغذية واختصاصية نفسية. وبعد تعافيها أطلقت صفحة pointalalynn سنة 2017 لنشر التوعية حول هذا الموضوع ومساعدة غيرها للتخلص من هذا الاضطراب الخطير، وبعد فترة صارت تتلقى الكثير من الرسائل من أشخاص طلبوا مساعدتها حول أمور حياتية ونفسية مختلفة، ما دفعها إلى تطوير معرفتها في مجال تحسين الثقة بالنفس واكتشاف الذات وتطوير المهارات، لتصير مدربة حياة يتابعها أكثر من 49 ألفاً عبر إنستغرام للاستفادة من خبرتها ونصائحها. وقد التقيناها لتحدثنا عن كيفية التغلب على أي حادث كبير وخطير واجهناه للخروج منه أقوى.

لماذا قررت مشاركة إصابتك بهذا المرض على الملأ في وقت كان يمكنك تقديم نفسك للجمهور من دون إعلامهم وهل تقصدت إيصال رسالة معينة عن مدى قوة المرأة في حال قررت القيام بشيء ما لخدمة ذاتها؟

هذا القرار نبع من أن سبب وقوعي فريسة هذا المرض هو وسائل التواصل فأنا أدمنت الدايت بسبب السوشيل ميديا، وكثرة الحديث عن الشكل والجسم المثالي وحين قررت العلاج لم أجد أي تجارب شاركها أصحابها عن اضطرابات غذائية عبر هذه الوسائل... أذكر جيداً لماذا اتخذت هذا القرار فقد كنت في مقر عملي وكان حديث زملائي عن كيفية خسارة الوزن وضرورة النوم من دون عشاء وحرمان الذات من الطعام فقط من أجل إرضاء المجتمع. وشعرت حينها بالغضب حيث كنت في بداية علاجي ولم يكن من المفترض عليّ سماع هذه الأحاديث لأن من الممكن أن أضعف وأعود لحرمان نفسي من الطعام.. شعرت بالغضب والحزن لأننا نعذب أنفسنا بسبب ما ينتظره الآخرون منا، فكتبت بوست طويل عبر فيسبوك شاركت خلاله كل أفكاري عن الموضوع وتحدثت عن مرضي. وقد فاجأتني ردود الأفعال الداعمة التي تلقيتها والكثير من القصص عن حالات مشابهة خشيت من مشاركة قصتها خوفاً من ردود فعل المجتمع القاسية. حينها أحسست أني كسرت تابو كبير وأني تحررت بطريقة ما، وقد قررت إطلاق صفحتي والتحدث بحرية أكثر عن هذا الاضطراب وغيره من المشاكل التي يحتاج مجتمعنا إلى التوعية حولها.

كيف يمكن لأي امرأة تخطي مشكلة صحية أو نفسية أو شكلية حتى تصير أفضل حالاً؟

أول خطوة يجب القيام بها هي أن تكون مستعدة ولديها الرغبة الكاملة في التغيير، فالخضوع لضغوط من أشخاص حولنا يرغبون بتغييرنا يمكن أن يجعلنا نبدأ ولكنه أبداً لن يخولنا الاستمرار بالتالي فهو قرار محض ذاتي. أما الخطوة الثانية فهي ضرورة معرفة أنه سيكون هناك تعب ومعاناة وقهر وبكاء وضعف واستسلام أحياناً ولكن بعد كل ذلك ومع الاصرار على النهوض والاستمرار ستأتي النتائج التي ستسعدها وترضيها وتعزز ثقتها بنفسها. إذاً الخطوة الأولى ستكون بتقبل وجود صعوبات فالتغيير الجذري والحقيقي الذي يعطينا نتيجة لن يكون سهلاً أبداً ولكنه سيستمر وسيجعلنا نتطور من كل النواحي.

كيف يمكن تحويل ضعفنا إلى قوة وعدم تركه يسيطر علينا ويأسرنا ويمنعنا من التقدم؟

يجب تقبل وجود الضعف وعدم المكابرة والنكران فبهذا الاعتراف نضع أنفسنا على طريق البداية. للأسف فإن المجتمع حرمنا من هذا "الترف" فهو يريدنا دائماً أقوياء ولكن يجب أن نعرف أن لا أحد كامل. بالتالي يجب أخذ وقت لنتقبل كل ما نمر به وحين نشعر أننا صرنا قادرين على النهوض يجب أن ننفتح على مشكلتنا ونتحدث عنها علنا نفيد غيرنا. الاتعراف بضعفنا هو مكمن القوة الحقيقية وليس أبداً الظهور دائماً بمظهر الأقوياء الذين لا يهزمون. فحين نكتشف ما يضعفنا سنرغب بتخطيه وسنضع الخطة الكفيلة بذلك وسنعرف بمن نستعين لنصير أقوى.

أحياناً يلعب المجتمع دوراً هداماً ويجعلنا نقبع أكثر في مشكلتنا فكيف نواجه نظرات الشفقة أو الكلمات الجارحة ولا ندعها تؤثر سلباً علينا؟

لا يمكننا السيطرة على كل الناس وبالتالي سيكون هناك على الدوام نظرات جارحة أو تعابير مسيئة. حين نصل إلى هذه القناعة سنتقبل ردود الفعل المختلفة دون أن نجعلها تؤثر علينا وتهزنا داخلياً أو تقضي على استقرارنا النفسي. ويجب أن نعرف أن توجههم إلينا بطريقة غير لائقة أو غير محترمة يعكس انعدام الأمان وغياب الثبات الداخلي لديهم، فهذا الهجوم يخفي مشاكل نفسية يعانون منها ولا يرغبون بالإفصاح عنها ولعلهم لا يعترفون بها لأنفسهم حتى. سيكون علينا إذاً أن نواجه ونجيبهم بكل صلابة فنقول: شكراً على رأيك ولكنه لا يهمني. ويمكن أيضاً الابتعاد عن هذه الفئة فهم يعكسون علينا طاقة سلبية نحن في غنى عنها.

ما هي أهمية التفكير الإيجابي في تخطي المشاكل وتقوية الإرادة لتحقيق ما نرغب به؟

هناك فرق بين التفكير الإيجابي المفيد والآخر السام، فالأول يسمح للنفس بعيش كل المشاعر التي تعتريها من حزن ويأس وتوتر وتقبلها حتى نصل إلى حلول توصلنا إلى الإيجابية بسلاسة ودون ضغط. أما الثاني فهو يضعنا تحت ضغط البقاء سعداء على الدوام وهو أمر مستحيل. علينا إذاً اختيار الطريق الإيجابي المفيد لأن نتيجته تصب في مصلحتنا، وحين نبدأ برصد النتائج سنتوجه أكثر نحوه لأننا سنشعر أن حياتنا تتحسن وأن لدينا الحافز لكي يكون الغد أفضل من اليوم.

كيف نكتشف نقاط قوتنا لكي نستفيد منها ونعززها؟

يجب العمل على تحسين الوعي الذاتي ومعرفة نقاط قوتنا وضعفنا وماهية المشاكل التي لدينا فبهذه الاكتشافات نستطيع تخطي نقاط الضعف والعمل على تطوير مكامن القوة. المهم أيضاً عدم إجراء مقارنة بمن حولنا في المجتمع أو بما هو سائد. إنه أمر شخصي جداً ويتعلق بكل فرد على حدا وهذه المعرفة يمكن أن تتم بشكل فردي أو بمساعدة مدرب حياة أو خبير نفسي.

اقرئي المزيد: طبيبة جلدية تكشف لنا تأثيرات حمية الكيتو على البشرة والشعر

 
شارك