فاليري ميسيكا x ديالا مكي: قـوّة النساء إذا اتّحدنَ
عندما تعمل النساء معاً, تتحوّل الجبال إلى ذهب! وتكمن قوّتهنّ الحقيقيّة عندما يمكّنَ ويساندنَ بعضهنّ البعض. فهنّ يزخرنَ بالإمكانات والدليل أنّ عددهنّ ارتفع بشكل كبير في مجال ريادة الأعمال وفي مراكز القرار.
صداقتهما أكبر مثال على أهميّة تمكين النساء من خلال الدعم الذي يقدّمانه لبعضهما، وتبادل التجارب والخبرات، وسعيهما الدائم لجعل صوتهما مسموعاً، ليصبحا جزءاً فعّالاً من المجتمع الذي تعملان فيه.
هما فاليري ميسّيكا، مؤسّسة دار Messika للمجوهرات الراقية ومديرتها الإبداعيّة، والإعلاميّة ومقدّمة البرامج ومنتجة المحتوى ديالا مكّي، اللتان تتشاركان الغلاف نفسه تأكيداً على أهميّة تكاتف النساء...
حوار: نيكولا عازار، تصوير: Jeremy Zaessinger لدى MMG Artists، مساعدة في التصوير: Alan Marty، تنسيق: Sarah Cazanueve لدى MMG Artists، مكياج: Saskia خبيرة المكياج العالميّة المحترفة لدى Charlotte Tilbury، شعر: Song Sang Choo لدى MMG Artistsموقع: مكاتب Messika ومشغل المجوهرات الفاخرة في وسط مدينة باريس.
فاليري: أنت وديالا صديقتان حميمتان منذ سنوات عدّة. كيف بدأت صداقتكما؟
تقابلنا أنا وديالا من خلال العمل منذ بضع سنوات. ولطالما كانت ديالا الشخص الذي يغطّي أحداث أسبوع الموضة. وذات يوم اهتمّت بدار ميسّيكا وجاءت مع فريق التصوير الخاصّ بها. وأتذكّر أوّل مقابلة جمعتنا كانت لتلفزيون دبي. وكان هناك تقرير كامل عن الدار ولم أشعر بالراحة حينها تجاه الكاميرا. لكنّ ديالا كانت متعاونة للغاية ومطمئنة، وسارت الأمور على ما يرام فعلاً. ونظراً إلى أنّ ديالا تذهب دائماً إلى فندق رويال مونسو في باريس، توطّدت علاقتنا واقتربنا أكثر من بعضنا البعض أثناء السفر.
ديالا: من النادر وجود أصدقاء حقيقيّين وهو أمر حيويّ بالتأكيد للتوازن الاجتماعي. ما هي السمة الرئيسة لفاليري التي تجعلها صديقة جيّدة؟
كنت محظوظة جدّاً بلقائي مع فاليري من خلال عمل جمعنا معاً قبل سنوات طويلة. ولا يحدث كلّ يوم أن تلتقي بشخص ما، وتشعر بتواصل معه على المستوى العقليّ والعاطفيّ والتعليميّ والإبداعيّ. فهي متواضعة جدّاً، ولا تعتمد على شهرة والدها أو خلفيّته. فقد قرّرت أن تؤسّس علامة تجاريّة خاصّة بها ومختلفة عن أيّ شيء آخر رأيناه في السوق. كذلك، هي تعمل بجهد، وتستمع إلى النصائح وإلى احتياجات عملائها، ولديها علاقة وطيدة بالنساء في المنطقة. فالجودة هي المفتاح الرئيس بالنسبة إليها. وتهتمّ أيضاً بي وتسأل عنّي دائماً. وعرفتُ منذ تلك اللحظة التي قرّرنا فيها تصوير هذا الفيلم الوثائقيّ معاً قبل سنوات عدّة في مشغلها، أنّني التقيت بأختي من حياة أخرى.
فاليري: هل يجب على الأصدقاء الحقيقيّين "تحدّي" بعضهم البعض؟
الصداقة هي اتّصال متين وأنا أؤمن حقّاً بقوّة الطاقات. فكلّ شيء يدور حول الجاذبيّة والتنافر. وهناك أشخاص من المفترض أن يكونوا معاً. والصداقة هي قصّة تكامل بين الطاقة والشخصيّة والحميميّة والقدرة على الاعتماد على بعضنا البعض.
ديالا: النساء القويّات هنّ اللواتي يدعمن ويلهمن بعضهنّ البعض ليصبحن أفضل نسخة من أنفسهنّ. ما هي برأيك أقوى ميزة في فاليري؟
فاليري امرأة قويّة وحسّاسة. تشعر بالامتنان، ولا تعتبر أيّ شيء أمراً مسلّماً به. ودائماً ما تتعاون مع نساء متمكّنات من مختلف مناحي الحياة. وتقول فاليري إنّها تحيط نفسها بأشخاص أقوياء للمساعدة في التغلّب على ضعفها وأرى أنّ ذلك هو إحدى ميزاتها الجميلة. هي أيضاً صديقة جيّدة، وأمّ رائعة، وتتمتّع بروح إيجابيّة تلهم دائماً مَن حولها... هي فعلاً قدوة لنساء كثيرات.
فاليري: إنّ وجود ديالا كواحدة من صديقاتك هو دليل على دعم النساء لبعضهنّ البعض، علماً أنّك ترجمت هذه القوّة أيضاً من خلال التعاون مع العارضة العالميّة كايت موس، إذ كنتما امرأتين تصمّمان للسيّدات. إلى أيّ مدى تعيشين شعار "النساء القويّات يدعمنَ الأخريات"، وكم يعني ذلك لك؟
تلهمني النساء كثيراً في حياتي اليوميّة، لكنّني أحترم الرجال أيضاً. وأجد أنّ النساء يحكمنَ أكثر بأرواحهنّ وأقلّ بغرورهنّ، إذ إنّ شعور الأمومة راسخ في هويّة المرأة. وأتلقّى الكثير من الرسائل من فتيات يخبرنَني أنّني مصدر إلهام لهنّ. لكن يبدو الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة إلى الرجال إذ يصعب عليهم القول إنّهم يجدون الإلهام لدى رجال آخرين. لكنّ أهمّ ما في الأمر هو أنّ قوّة المرأة تتكامل مع قوّة الرجل.
ديالا: لعبت المرأة أدواراً مهمّة عبر التاريخ. كيف ترين دورها في وقتنا الحاليّ؟
منذ بضعة أشهر زرت متحف المرأة في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة. وكنت أتصفّح تاريخ النساء البدويّات في المنطقة والتحدّيات التي واجهنَها من أجل إثبات أنفسهنّ في مجتمعهنّ. نحن فعلاً محظوظات لأنّنا نعيش في دبي حيث أنّ صاحب السمو الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، أعطى المرأة دوراً وصوتاً سواء في المشهد السياسيّ أو الاجتماعيّ. لكن إذا تعمّقت في البحث، ستدرك أنّ المرأة كانت دائماً مصدر دخل لأسرتها. وبالتالي فإنّ النساء دائماً ما تمتّعنَ بالسلطة عبر التاريخ. لكنّها تختلف اليوم في ظلّ وسائل التواصل الاجتماعيّ ووسائل الإعلام بشكل عامّ. ولا أريد فصل دور الرجل عن دور المرأة، فكلاهما جزء من معادلة واحدة.
فاليري: لطالما قادت النساء حركات التغيير، لكن في السنوات الأخيرة أثبتنَ أنّهنّ في مناصب قياديّة أكثر من أيّ وقت مضى. إذا كان العالم يُدار من قبل النساء، فما الذي تتمنّين تحسينه؟
من المهمّ جدّاً أن يكون لدينا المزيد من المناصب القياديّة المخصّصة للنساء. إذ دائماً ما أقول إنّه إذا كنت تريد أن تُسمع قصّة امرأة، فيجب أن ترويها امرأة. فصناعة الرفاهيّة لا يمكن أن يحكمها الرجال، والحال نفسها في صناعة الأزياء، إذ لا يمكن للمرأة أن تكون في الكواليس أو في ورش العمل فقط. يجب أن تكون النساء في مناصب قياديّة حتّى يحدث التغيير الفعليّ. لكن علينا أن نتوقّف عن التذمّر بشأن ما لا نملكه ونبدأ باستخدام منصّاتنا للحصول على ما نريد. وفي سياق آخر، أتمنّى تقليل الـ"أنا" وإضافة القليل من الذكاء العاطفيّ.
ديالا: على مدى العقود الماضية، أظهرت الدراسات باستمرار أنّ النساء يملنَ إلى التفوّق على الرجال في معظم السمات الرئيسة التي تجعل القيادة أكثر فاعليّةً. لماذا لا نرى في المناصب القياديّة عدداً أكبر من النساء؟
لن أخوض في تفاصيل تلك الدراسات لكنّني سأقول لك لمَ المرأة بارعة. تُعدّ النساء بطبيعتهنّ متعدّدات المهام، وقادرات على القيام بالكثير من الأمور في الوقت نفسه، مثل إدارة الأعمال التجاريّة، والتعامل مع الكثير من المسؤوليّات، والاهتمام بالعائلة. وأنا لا أقول إنّه من المفترض أن نفعل ذلك لوحدنا. لكن إذا صودف وجودنا في ظروف معيّنة حيث يتعيّن علينا القيام بذلك بمفردنا، فسنقوم بذلك. وبدعم من الرجال المناسبين في حياتنا، يمكننا حتّى أن نتفوّق على أنفسنا. وأرى دعم زوج فاليري لها، ودعم والدها المستمرّ لها، وأتذكر جيّداً ما قاله لي خلال العرض الخاصّ بابنته: "أشكرك على حبّك لابنتي".
فاليري: دائماً ما تستوحين في تصاميمك من النساء الناجحات والقويّات. واللافت أنّك أقمت مؤخّراً أوّل عرض أزياء للمجوهرات الراقية خلال أسبوع الموضة في باريس لربيع وصيف 2022، حيث كشفت الدار النقاب عن مجموعة ميسّيكا بالتعاون مع عارضة الأزياء العالميّة كايت موس. ما الذي ألهمك في شخصيّة كايت؟ وكيف يمكنك وصف أوّل عرض لك؟
لطالما ألهمتني كايت وجمالها. وليس فقط جمالها المتنوّع الذي يذكّرنا بالجوانب المختلفة للألماس، بل يمكنها أن تكون أيضاً بوهيميّة كأن تظهر بأسلوب الروك مع تاج من الزهور أو بسروال جينز وأحذية جلديّة وسترة مثاليّة. نشعر بأنّها امرأة قويّة جدّاً وفي الوقت نفسه ناعمة للغاية. وأحبّ هذا التباين كما هذا الجمال السهل. ويتناسب هذا الجانب الرشيق والعفويّ تماماً مع الدار لأنّه عندما أطلقنا علامة تجاريّة من المجوهرات الماسيّة، كانت الفكرة حينها تتمحور حول ابتكار شيء رائع لم يكن كذلك في البداية، وإزالة الغموض عن الألماس. واللافت أنّ كايت تتمتّع بهذه الأنوثة التي تنطوي على هذا الجانب السهل.
وما أعجبني في العرض الأوّل للمجوهرات الراقية، هو أنّه كان يتمتّع بإمكانيّة عرض أدقّ التفاصيل على نطاق واسع بفضل شاشات LED كبيرة، إذ ليس من السهل رؤية المجوهرات بتفاصيلها على المنصّة. وأتيحت لي فرصة القيام بذلك في فندق ريتز باريس، وهذا أيضاً منزل كايت الثاني عندما تأتي إلى هذه العاصمة. وكانت هذه المرّة الأولى التي ينظّم فيها الفندق عرضاً للأزياء في حدائقه. واللافت في هذه الحديقة هو أنّها كانت مثل صندوق مجوهرات ضخم.
كذلك، يمكنني وصف هذا العرض بأنّه مزيج مثاليّ من الأنوثة التي تلهمني. كانت لدينا نساء بين 20 و40 عاماً، أظهرنَ جمالاً متنوّعاً ذا أنماط مختلفة، وأقمن تحالفاً ذكيّاً بين الجمال الأنثويّ والتصميم والمجوهرات.
ديالا: كيف تصفين المجموعة الثانية لـMessika by Kate Moss؟
هذه المجموعة هي بالتأكيد أشبه بصندوق مجوهرات تمتلكه كايت، فهي تعكس ذكريات من ماضيها. كايت هي شخص لطالما كان رمزاً لتغيير الجسم بشكل إيجابيّ. وتعكس هذه المجموعة عصراً من الحرّيّة. واللافت أنّ القطع يمكن ارتداؤها بشكل مختلف، وأضافت إلى جرأة ميسّيكا التي كانت تركّز فقط على الألماس. وأحببت كثيراً القطع التي تزيّن الرأس، وكذلك الجسم. أحببت كلّ شيء! كذلك، تعشق فاليري الموضة وأشعر بأنّ هذه المجموعة تجمع بين حبّها للموضة والمجوهرات في آن.
فاليري: تمتلك المجوهرات القدرة على تحويل المرأة إلى آلهة لكنّ تصاميمك وابتكاراتك دائماً ما ترفع العرض إلى أعلى المستويات! كيف تتفوّقين على نفسك دائماً؟
أعتقد أنّ المجوهرات لها القدرة على التمكين. كما أنّ طاقة الأحجار الكريمة مهمّة جدّاً أيضاً لدى ملامستها للبشرة. ويبرز تألّقٌ ما حول الوجه عندما ترتدين قلادة أو قرطاً. إنّها الإكسسوار الذي يكمّل المظهر ويجعله أقوى. كما أنّ الذهب موجود في اللاوعي الجماعيّ مثل مجوهرات كليوباترا ومجوهرات إليزابيث تايلور.
وأتفوّق على نفسي في كلّ مرة أخطو فيها خطوة إلى الأمام. علماً أنّني كنت متوتّرة بشأن هذا العرض، لا سيّما أنّ الأسبوع نفسه شهد تخرّج 600 طالب من إحدى المدارس الخاصّة بالاتّصالات التي أؤدّي فيها دور العرّابة.
ديالا: كيف تنظرين إلى المجوهرات؟
المجوهرات أمر شخصيّ للغاية. إنّه شيء يمكن نقله من جيل إلى آخر، وليس موضة معيّنة ترتديها ثمّ تتخلّى عنها. وتحمل المجوهرات الكثير من الذكريات. ولا يزال لديّ قطعة من جدّتي وهذا يعني الكثير بالنسبة إليّ. وفي عيد ميلادي، أعطتني أمّي الخاتم الذي أعطتها إيّاه جدّتي وكان خاتم زواجها. واللافت أنّ فاليري تؤمن بكلّ هذه القيم.
فاليري: ما هي القطعة التي يجب اقتناؤها من ميسّيكا اليوم؟
السوار الضيّق هو قطعة لا غنى عنها مثل الفستان الأسود القصير. إذ يمكن ارتداؤه على الشاطئ أو خلال فصل الشتاء.
ديالا: تتألّقين أكثر من أيّ وقت مضى. ماذا بعد؟ ما هو حلمك النهائيّ؟
أشعر بأنّني أتألّق عندما أعمل وأروي قصص النجاح... وعندما أجلس مع أشخاص مثل فاليري ومع الأشخاص الذين نجحوا في الوصول إلى أهدافهم. وعندما أكون قادرة على استخدام مهاراتي لدى إجراء مقابلات مع أشخاص لإلهام الآخرين. لقد تغيّرت كثيراً خلال العامين الماضيين. وأصبحت أكثر نضجاً. لقد كبرت، وأعلم أنّه يجب أن أعيش يوماً بيوم. ولديّ الكثير من الخطط وآمل أن أكون قوّة تغيير في
مجال عملي.
فاليري: ميسّيكا شركة عائليّة. ماذا تعني الأسرة بالنسبة إليك؟
الأسرة هي أهمّ شيء. إنّها المورد والعمود الفقريّ. إنّها القاعدة والأساس. وأقوم بكلّ شيء اليوم من أجل بناتي كما فعل والدي من أجلي. ومنحتني عائلتي القوّة لأكون طموحة، ومنحتني شغفي الذي يدفعني إلى فعل
أمور رائعة.
ولو لم يكن والدي يعمل في تجارة الألماس، أعتقد أنّني لما كنت هنا. فشغفه هو نقطة البداية لهذه القصّة الجميلة. وبفضل عائلتي لديّ قيم الاحترام.
ديالا: أنظر إلى صورك على إنستغرام وأرى امرأة هادئة.
لا أعتقد أنّ الإنستغرام الخاصّ بي يعكس حقّاً هويّتي الشخصيّة المختلفة عن عملي! وكان هذا دائماً صراعاً كبيراً بالنسبة إليّ. وآمل أن تعكس يوماً صفحتي ما أشعر به حقّاً. كما آمل أن أتمكّن من النموّ عبر الإنترنت بقدر ما أنمو على المستوى الشخصيّ.