فاليري أبو شقرا: الحياة تستمرّ والعائلة أولويّتي

رقيّها رافقها منذ البداية، فكلّما أطلّت لفتت الأنظار بأناقتها وجمالها الناعم. في ملامحها الكثير من الهدوء والصفاء وفي عينيها الكثير من الحبّ وفي كلّ عمل تقوم به الكثير من الموهبة والشغف والجهد والطموح والإتقان. هذا إلى جانب مسيرتها في تحقيق أهداف جمعيّة Just Care التي أسّستها كما ودعمها لكافة الجمعيّات الخيريّة الأخرى.‎ إنّها فاليري أبو شقرا، نجمة غلافنا لهذا العدد. إنّها «يسمة» التي تحدّثنا عنها معها وإنّها أيضاً فاليري الفنّانة التي رقصت وغنّت ومثّلت وقدّمت البرامج واستطاعت أن تكسب حبّنا في الأدوار والمجالات جميعها...‎

كانت لديك تجربة في معظم المجالات الفنيّة، من تقديم البرامج إلى الرقص فالغناء والتمثيل طبعاً. هل من مجال فنّي آخر يلفتك؟

يمكنني القول إنّ الغناء والرقص لطالما كانا من المجالات الفنيّة التي تلفتني، وقد رغبت في اكتشاف نفسي فيهما وتطوير قدراتي. من جهة أخرى، أعتبر التمثيل أساسيّاً طبعاً ويهمّني كثيراً أن أثبت نفسي أكثر فيه.

في المقابل، تشدّني أحياناً فكرة تعلّم العزف على إحدى الآلات الموسيقيّة ولكنّني لا أعتبرها أكثر من فكرة ملفتة تراودني في وقت الفراغ، فلا طموح لديّ لذلك.

هل من الممكن إذاً أن نراك ترقصين أو تغنّين مجدّداً؟

لمَ لا! إن كانت الفكرة تناسبني وإن كنت قادرة على التوفيق بين ما أقوم به وبين مشروع كالغناء أو الرقص فلا مانع لديّ أبداً.

صرّحت سابقاً أنّك تحبّين مجال الإعلانات وأن يتمّ اختيارك وجهاً إعلانيّاً لإحدى الماركات العالميّة. هل ما زال هذا الأمر يلفتك؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ أولويّاتنا تتبدّل مع مرور الوقت. هذا الموضوع لا يزال يسعدني طبعاً إنّما لم يعد من أولويّاتي ولم يعد يشكّل حلماً بالنسبة إليّ. ففي بداياتي، كنت أحلم بهذه الفرصة تماماً كأيّ شابة تحبّ عالم الموضة والجمال ولكن مع اكتسابي خبرة في المجال الفنّي، أصبحت أولويّاتي في مكان آخر. تعاملت مع عدد كبير من الماركات العالميّة ولا أزال، كما أنّني مثّلت البعض منها في مناسبات عدّة وممّا لا شكّ فيه أنّ اختياري سفيرة عالميّة لإحدى الماركات المهمّة أمر يسعدني للغاية ولكنّني لا أعتبر ذلك من الأمور التي أسعى إليها.

تصوّرين اليوم الجزء الثاني من مسلسل«ما فيي». هل سنشهد تغييراً في شخصيّة «يسمة»؟ وإلى أيّ مدى تشبهك؟

طبعاً، سنراها أكثر قوّة لا سيّما في طريقة معالجتها للمشاكل. طريقة تفكيرها تغيّرت فعلاً وباتت أكثر نضوجاً وكلّ ذلك بفعل الأحداث التي عاشتها سابقاً.

لا أدري إن كانت تشبهني كثيراً ولكنّني دائماً مع الحقّ حتى ولو كان الأمر متعلّقاً بأقرب الناس إليّ، تماماً كـ«يسمة». وما قد أختلف معها عليه هو طريقة معالجتنا للأمور إذ أرى ردود أفعالي أقوى من ردود أفعال «يسمة» التي تلجأ دائماً إلى الهدوء في حلّها للمشاكل، مع أنّها ستظهر أقوى في الجزء الثاني طبعاً.

مثّلت إلى جانب تيم حسن ومعتصم النهار وهما اليوم من أبرز الأسماء على الساحة العربيّة. هل من اسم تتمنّين العمل معه؟

أحبّ الوقوف إلى جانب عدد من الممثّلين مثل يوسف الخال، رفيق علي أحمد وظافر العابدين الذي يلفتني أداؤه كثيراً في مسلسل «عروس بيروت»، كما أنّني سعدت كثيراً بالعمل مع أحمد الزين.

تعيشين اليوم قصّة حبّ حقيقيّة. ما هو الحبّ بالنسبة إليك؟ وهل تبرّرين له أيّ شيء؟

أعيش فعلاً قصّة حبّ حقيقيّة ولا أرى أنّ الحبّ يبرّر الأفعال جميعها، فبعض الأمور التي قد تصدر عن أحد الطرفين لا يمكن تبريرها باسمه. الحبّ بالنسبة إليّ ثقة ومعاملة وطريقة تعاطي بين الطرفين. إنّه ما يأخذه الشخص من الشخص الآخر وما يقدّمه له، هو باختصار معاملة وثقة يجب أن تكون موجودة بين الطرفين وكذلك عطاء. وأعتقد أنّ عامل الثقة عامل مهمّ للغاية فإن غاب أو كُسر، لا ضرورة لهذا الحبّ أن يستمرّ لا سيّما أنّه ليس كافياً بمفرده كي تستمرّ العلاقة.

هل قرّرت موعد زفافك؟ وكيف تتخيّلين حفل الزفاف؟

من المقرّر أن يكون حفل زفافي في حزيران 2020 ولكن ما من موعد نهائي بعد. حاليّاً، أصبّ تركيزي على تصوير مسلسل “ما فيي” ولم تتسنّ لي الفرصة بعد للدخول في تفاصيل الزفاف ولكن ما هو مؤكّد أنّه سيشبهني وسيشبه خطيبي وعائلتينا. كلّ ما يمكنني قوله إنّني لن أفاجئ الناس طبعاً ولن أطلّ بلوك لا يشبهني فإطلالتي ستعكس أسلوبي وشخصيّتي. كذلك، أتخيّل الزفاف مليئاً بالفرح والسبب هو أنّ البراءة هي التي تميّز حبّنا وحبّ من حولنا لنا فالمدعوّون إلى حفل الزفاف سيكونون أشخاصاً نتشارك معهم مشاعر حقيقيّة وصادقة.

من الواضح أنّ العائلة مهمّة بالنسبة إليك. هل من الممكن أن تؤثّر لاحقاً على نجوميّتك؟

بالنسبة إليّ العائلة أولويّة ومن المستحيل أن أعتبر النجوميّة أهمّ منها. وأنا أعتقد أنّ النجم وإن تغيّب لبعض الوقت عن الساحة الفنيّة بسبب انشغالاته العائليّة والشخصيّة لا يخسر نجوميّته إن كان جمهوره والناس الذين يحبّونه حقيقيّين. فمن الطبيعي أن تسرقنا الحياة من الأضواء وأنا شخصيّاً لا أمانع الابتعاد قليلاً ولا أعتقد أنّ ذلك يؤثّر على نجوميّتي.

أين أنت من السينما اليوم ومن Netflix الذي نعيش عصره حاليّاً؟

في الوقت الحالي، مسلسل “ما فيي” يأخذ الكثير من وقتي كوني أصوّر 60 حلقة، لذلك لا أستطيع الموافقة على أيّ عمل سينمائي حتى وإن تقدّم لي. أودّ فعلاً المشاركة في فيلم سينمائي ولكنّني أنتظر الفرصة المناسبة والقصّة والنصّ المناسبين فالمشاركة في عمل سينمائي يجب أن تكون على مستوى عالمي وإلّا أفضّل البقاء في عالم التلفزيون والمسلسلات.

تهتمّين كثيراً بالقضايا الإنسانيّة. هل من قضيّة معيّنة تستفزّك أكثر من غيرها؟

العنف تجاه الأطفال والأولاد! فهم يمثّلون البراءة إلّا أنّ ما يتعرّضون له أحياناً من عنف وحرمان يعكس صورة قاسية جدّاً ويحوّل براءتهم إلى حياة صعبة من المفترض أن تكون مليئة بالفرح والأمل.

كذلك، تستفزّني قضيّة الأولاد الذين يعملون في سنّ مبكرة ومسألة زواج القاصرات... كلّ هذه المسائل مزعجة بالنسبة إليّ وأتمنّى أن أرى عملاً سينمائيّاً أو دراميّاً يسلّط الضوء عليها وأن أكون جزءاً منه.

هل من رسالة معيّنة توجّهينها إذاً للمجتمع الذي يفرّط بهؤلاء الأولاد؟

أتمنّى لو يضع المعنّف نفسه مكان الشخص الذي يتعرّض للتعنيف أو مكان الطفل الذي يحرم من حقوقه. وفي المقابل، أرى أنّ هذا المعنّف أو الجاني لا يستحقّ حتى أن أوجّه له رسالة وأن أتكلّم معه فما يستحقّه هو العقاب فقط. أمّا المجتمع الذي أعتبره طرفاً ثالثاً في القضيّة، فأتمنّى عليه القيام بالمزيد من الأبحاث حول المناطق التي تعاني من هذه المشكلة للقيام بالمزيد من حملات التوعية.

أسّست جمعيّة Just Care. كيف يساعدك هذا العمل الإنساني على الصعيد الشخصي؟

أعتبره علاجاً لكلّ من عانى من ظرف مماثل أو واجه صعوبات معيّنة في حياته، فكلّما ساعدت شخصاً يعاني من مشكلة ما شعرت بقوّة أكبر وأحسست بأنّني أساعد نفسي أيضاً لتخطّي الظرف الذي مررت به.

أعتبر أنّ المشاركة هي الوسيلة الأهمّ لتخطّي أيّ ظرف صعب كان فمشاركة تجربتك تفيد الآخر الذي يعاني مثلك ولكنّها تفيدك أنت أيضاً كي تتخطّي بنفسك الظروف الصعبة.

لو لم تصبحي ملكة جمال، ماذا كنت لتفعلي اليوم؟ هل قد تكونين ممثّلة أيضاً؟

لم أكن يوماً بعيدة عن مجال الفنّ والتمثيل فأنا درست الإخراج ولطالما كانت لديّ محاولات ولو خجولة في عالم التمثيل. فحتى لو لم أصبح ملكة جمال، كنت حاولت دخول هذا المجال والتواصل مع شركات الإنتاج أو لربّما كنت اتّجهت أكثر إلى عالم ما وراء الكاميرا وتحديداً عالم الإنتاج. إلّا أنّني أعتبر أنّ لقب ملكة جمال سرّع سير العمليّة.

منذ بداياتك وصفة الرقيّ ترافقك. هل من صفة لا تحبّينها في نفسك وتحاولين التخلّص منها؟

أشعر أحياناً بأنّني ملتزمة جدّاً بالقوانين والشروط في كلّ ما يتعلّق بالعمل وأحبّ أن أنهي الأمور بطريقة سريعة وأن يسير كلّ شيء وفق القوانين المتّفق عليها من دون تغيير فجائي مثلاً، وأيّ تغيير يزعجني وهذا الأمر أحاول التخفيف منه قدر الإمكان إذ قد أكون أحياناً فظّة في التعاون مع فريق عملي، لذلك أحاول دائماً أن أستمع إلى وجهة النظر الأخرى.

نعيش اليوم عصر السوشيل ميديا، هل من شيء معيّن يزعجك على مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل من الممكن أن نراك يوماً تغلقين حساباتك؟

بدايةً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّني لست نشطة إلى حدّ كبير على مواقع التواصل الاجتماعي إذ لا أحبّ مشاركة كلّ شيء في العلن. أكثر ما يزعجني هو الأحكام السلبيّة والاستهزاء الذي نراه من بعض الحسابات مع أنّني أعتبرها سخيفة ولكنّها مزعجة فعلاً.

قلت في مقابلة لمجلّتنا سابقاً: “عليك المثابرة من أجل تحقيق ما تريدينه”. هل حقّقتما تريدينه؟

طبعاً، أعتبر أنّني حقّقت ما أريده ولكنّني أطمح إلى تطوير نفسي أكثر والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس وتحقيق المزيد من النجاح واليوم أضيف إلى ذلك أمنيتي بأن أؤسّس عائلتي الخاصّة وألّا أقصّر تجاهها.

إن أردت تلخيص حياتك بعنوان واحد، أيّ عنوان تختارين؟

And Life Goes On أي أنّ الحياة تستمرّ... برأيي، أيّ ظرف قد يواجهه الإنسان لا يمكن أن يشكّل عائقاً أمام استمراره ومضيّه قدماً. على الإنسان أن يتحدّى المواقف والظروف الصعبة ويواجهها ويحاول الاستفادة منها وليس التوقّف عندها فالحياة مستمرّة ولا بدّ أن تستمرّ رغم كلّ الصعوبات الممكنة.

 

 
شارك