سامي يوسف: التوازن يتحقّق حين نتواصل مع عاداتنا

ليس سامي يوسف نجماً عاديّاً، فقد أطلقت عليه صحيفة The Guardian لقب «أكبر نجم بريطاني في الشرق الأوسط»، واعتبرته مجلّة Time نجم الروك الأكبر في الإسلام، بينما عيّنته الأمم المتّحدة سفيراً عالميّاً لمحاربة الجوع، بعدما اعتبرته مروّجاً للسلام والانسجام العالمي.

ولد سامي يوسف في طهران، وهو مؤلّف وملحّن وفنان وشاعر بريطاني. يُعتبر النجم الأكثر شعبيّة بين المسلمين في العالم، فهو ينقل في أعماله رسالة الإسلام عن الحبّ والتسامح والرحمة. بالإضافة إلى ذلك، أحدث ثورة في عالم الأناشيد من خلال مساهمته في ولادة نوع جديد من الموسيقى وصل صداها إلى ملايين الناس في كل أنحاء العالم.

داليدا خليل عن “المهراجا”: علمت بأنّ العمل سيحقّق نجاحاً كبيراً

يحلم كثيرون بالنجاح الذي حقّقته، ولكنّنا نلاحظ أنّك لا تهوى الأضواء. ما تعليقك على هذا الموضوع؟

في الواقع، أعتبر الشهرة مسؤوليّة وهي جزء من مسيرتي، لكنّ أضواءها تزعجني في بعض الأحيان، لذا أفضّل احترام خصوصيّتي التي أستمتع بأوجهها كافّة. ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من الصعب التفريق بين الواقع والتصنّع. غير أنّني أصبّ كل تركيزي على الموسيقى وعلى كيفيّة تطوير ذاتي وتعلّم المزيد.

عندما كنت في الـ16 من عمرك، اختبرت تجربة دينيّة عميقة دفعتك إلى التفكير في اعتزال الغناء، ولكنّك فضّلت القيام برياضة روحيّة آنذاك. ومن المعروف أنّ الروح عندما تستيقظ، تبدأ عمليّة بحث لا يمكن الرجوع عنها. ماذا يحصل عندما تتجلّى الحقيقة أمام أعيننا؟

تختلف مفاهيم الدين بين شخص وآخر، وأنا شخص روحاني وينعكس ذلك على أعمالي. وعندما أدركت ما أنا عليه، لاحظت أنّ للحياة أبعاداً أخرى لم نتوصّل إليها بعد وأنها مجرّدة من المعنى من دون الروحانيّة. فالدين هو الحياة، غير أنّ كل واحد منّا يترجمه بحسب الدرب التي يمشي عليها.

من يختبر اليقظة الروحانيّة يتخلّى عن معتقداته السابقة. ما هو اعتقادك الخاطئ عن الحياة والذي تبدّل بعدما تنوّرت روحيّاً؟

في الماضي، لم نكن نشكّك في معتقداتنا وعاداتنا وكنّا نعيش في سلام داخلي، إلّا أنّ زعزعة السلام التي تجتاح عالمنا اليوم تؤثّر بشكل مباشر علينا، ما يدفع البعض إلى التشكيك بمجرى الحياة ومعناها.

أطلقت ألبومك الشهير «المعلّم» في العام 2003 حين كنت في الـ23 من عمرك فحقّق مبيعات خياليّة، كما وأصبحت نجماً بسرعة البرق. هل شعرت حينها بأنّك حقّقت مرادك في الحياة؟

بالطبع، لقد أقنعت نفسي بأنّها رسالتي في الحياة وبأنّني سأمشي على هذه الدرب التي اختارتني وأنا ممتنّ جدّاً لما حدث. بالنسبة إليّ، الموسيقى رسالة سامية وليست مصدراً ربحيّاً، إذ أعتمد أكثر على شركاتي التي أسّستها وأحرص على ألّا أعير الشهرة أهميّة، بل على أن تنبع الموسيقى من داخلي ومن كياني.

كيت ميدلتون وميغان ماركل جنباً إلى جنب…أي إطلالة أعجبتك؟

أطلقت ألبومك الجديد بعنوان SAMi والذي يتميّز بألحانه العصريّة وبأسلوبه البريطاني، وهو من إنتاج Andante وتوزيع Cavo Music. أخبرنا أكثر عنه.

بدأت العمل على هذا الألبوم في العام 2017 مع شريكي في كتابة الأغاني Will Knox وكان من المفترض أن نتعاون لإنتاج ألبوم آخر، وقد اقترح عليّ أن أعتمد لوناً جديداً في فنّي وتحديداً اللون البريطاني، فأعجبت جدّاً بالفكرة وبدأنا العمل عليه وهو يتضمّن 11 أغنية ويختلف تماماً عمّا قدّمته في السابق. يتمحور هذا الألبوم حول الارتقاء بالذات والتسامي ويعرض جدليّة الحقيقة، فهو فلسفي بامتياز إذ يطرح مفاهيم تتراوح بين النقاء والصفاء وغيرهما من الماورائيّات التي تحاكي العمق بكلمات سلسة.

في عالم تسوده الضوضاء والفوضى، ما هو حلمك عن السلام؟

لطالما آمنت بأنّنا بحاجة إلى التوازن في حياتنا واليوم أكثر من أيّ وقت مضى. ثمّة الكثير لنتعلّمه من الماضي، علماً أنّ البعض يخشى استرجاعه، ربّما لأنّه مرتبط بذكريات أليمة وأيام صعبة. إلّا أنّني أؤمن بضرورة التواصل مع عاداتنا وتقاليدنا، فهي كفيلة بتحقيق التوازن الذي نسعى إليه جميعنا. فإن أمعنّا النظر، نرى أنّ الكون يرسل إلينا علامات تنبّهنا عن حالة عدم الاتّزان التي يعانيها اليوم، كالتغيّر المناخي مثلاً. في الماضي، كان كوكبنا أفضل بكثير، والملام الوحيد هو الإنسان المسؤول عن كل الأذى الذي أصاب الطبيعة. برأيي، التحلّي بالروحانيّة هو السبيل الوحيد ليعمّ السلام العالم أجمع.

الملكة رانيا من القادة الأكثر متابعة على إنستغرام

أنت السفير العالمي للأمم المتّحدة لمحاربة الجوع. لمَ لا تزال هذه الآفة مشكلة عالميّة حتى يومنا هذا؟

بسبب عدم التوازن الذي تحدّثت عنه والذي أدّى إلى عدم الإنصاف بين البشر. فهل يعقل أنّ الجوع يطال أكثر من مليار شخص في العام 2018! ومهما فعلت لمساعدة هؤلاء الأشخاص المحتاجين، أشعر بأنّني لا أقوم بما فيه الكفاية.

هل تعتقد بأنّ منظّمة الأمم المتّحدة ستحقّق بعضاً من أهدافها في التنمية المستدامة، مثل التخلّص من الجوع وتعزيز مجالي الصحة والتعليم بحلول العام 2030؟

إن شاء الله ولكنّ تعاوننا أمر أساسي، فإن وضعنا أيدينا بأيدي بعض، بإمكاننا حلّ هذه الأزمة وغيرها. ففي الاتّحاد قوّة تتجلّى في جعل العالم مكاناً أفضل.

 

 
شارك