زينة الدنا: الثقة تبنى بالعمل الدؤوب والالتزام


تعتبر Z7 Communications من أهمّ شركات العلاقات العامّة في المنطقة العربيّة، وهي متخصّصة في تمثيل العلامات التجاريّة الدوليّة للأزياء والجمال والسلع الفخمة والمجوهرات... وخلف نجاحاتها المتلاحقة تقف زينة الدنا التي أسّستها قبل 12 عاماً، وها هي اليوم تشرف على نجاحاتها المتلاحقة وتوسّعها.

أخبرينا عن بداياتك وعمّا تختبرينه اليوم وما تنتظرينه في المستقبل.
لطالما انجذبت إلى الرفاهية وإلى العلامات التجاريّة التي تحمل أهدافاً محدّدة وتهتمّ بزبائنها. وبصراحة، حين افتتحت الشركة منذ 12 عاماً، لم أتصوّر قطّ أنّنا سنحقّق هذا النجاح الكبير. ولطالما كان عملنا شاقّاً بالفعل، لكنّني أحبّ ما أقوم به وأفتخر بالنتائج التي حقّقناها، وكذلك أشعر بالامتنان تجاه فريق العمل والزبائن على حدّ سواء. والعام الماضي، شهدت قاعدة زبائننا نموّاً ملحوظاً، ممّا يدحض احتمال تراجعنا بالكامل. وتفصيلاً، كان علينا تنويع مهاراتنا ومجالات خبرتنا مع تغيّر احتياجات العلامات التجاريّة الفاخرة. وقد شهدنا تزايداً ملحوظاً في الرغبة في اختبار التجارب الفاخرة ورأينا العلامات التجاريّة تبني علاقات أقوى مع الزبائن، أكثر من أيّ وقت مضى. وأودّ الإشارة إلى أنّنا استحدثنا مؤخّراً قسماً لإنشاء المحتوى ومساحة إضافيّة للمكاتب. كذلك، استثمرنا في Dubai Design District وهذه شهادة على تفانينا في تلبية احتياجات زبائننا.

هل من سبب محدّد دفعك إلى العمل في مجال العلاقات العامّة؟ 
كان من البديهي أن أتبع شغفي في مجال الرفاهية، ووجدت المنفذ الأوّل إليه العلاقات العامّة. ومع الكثير من العمل الشاقّ والشغف والالتزام تجاه الزبائن والعلامات التجاريّة التي أمثّلها، تمكّنت من النجاح. 


هلّا أخبرتنا أكثر عن الخدمات التي تقدّمها Z7 Communications. ما الذي يميّزكم عن وكالات العلاقات العامّة الأخرى في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة وفي المنطقة ككلّ؟
يتمثّل جوهر عملنا في اعتمادنا استراتيجيّة الاتّصال مع العلامات التجاريّة. إلّا أنّ هذه العلامات تسعى في أيّامنا هذه إلى نيل عروض كاملة من وكالاتها، لذلك بنينا وحدات منفصلة ومتخصّصة من الفرق المحترفة التي تهتمّ بالفعاليّات وبوسائل التواصل الرقميّة والاجتماعيّة وتعنى بالترويج للمنتجات التي تستخدمها المؤثّرات على وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء المحتوى والاستراتيجيّات. فضلاً عن ذلك، أعتزّ كثيراً بشبكتنا الإقليميّة وفي عملنا مع زبائننا، وهذا يميّزنا كثيراً. وبالطبع، نحن نتطوّر باستمرار ونبحث عن طرق لتوسيع نطاق خدماتنا لتلبية احتياجات زبائننا.

كيف نجحت في كسب ثقة أهمّ الزبائن في عالم الموضة والجمال والرفاهية والضيافة؟
تطلّبني الأمر سنوات كثيرة من العمل الجادّ والنجاحات المتلاحقة. فالثقة ليست وليدة اللحظة، بل تبنى بالعمل وتخصيص الكثير من الوقت للتوصّل إليها. وفي الحقيقة، نحن نعتبر زبائننا امتداداً لأسرة Z7، فنحن معاً في هذه الرحلة ونتشارك الشغف نفسه.

ما هي البقعة الجغرافيّة التي تغطّيها الشركة وهل تسعين إلى التوسّع قريباً؟
يقع مقرّنا الرئيسي في دبي كون معظم أعمالنا هي في الإمارات العربيّة المتّحدة. وفي المقابل، لدينا خبراء ومستشارون في بيروت والسعوديّة والكويت والبحرين. والملفت أنّ تكليفنا بتولّي المناسبات والحملات في أسواق الشرق الأوسط الرئيسيّة إلى تزايد ونحن دائماً على استعداد لمواجهة التحدّيات.

هل كان من السهل إنشاء شركتك في دبي حيث تكثر الفرص أم أنّك واجهت صعوبات؟
يسألني كثيرون عن مدى صعوبة إنشاء شركتي كامرأة في العالم العربي، وتحديداً في دبي. غير أنّ جوابي ما برح نفسه، إذ لم أشعر قطّ بأنّني عاجزة عن فعل ما أقوم به أو بأنّ هذا الأمر صعب فقط لأنّني امرأة. ففي الحقيقة، أكثر ما يروق لي في دبي هو قدرة أيّ شخص على تحقيق طموحه وشغفه وأفكاره.

كيف أثّرت وسائل التواصل الاجتماعي على مجال العلاقات العامّة؟ وهل تأقلم زبائنكم مع التكنولوجيا الرقميّة؟
نوجّه العلامات التجاريّة باتّجاه التكنولوجيا الرقميّة في الشرق الأوسط عبر التشديد على أهميّة قوّة التجارة الإلكترونيّة والمشاركة الرقميّة من جهة المستهلكين، وكذلك كيفيّة دعم علاقاتها العامّة. والمذهل أنّ الكثير من الزبائن تكيّفوا بالفعل مع العالم الرقمي، فيما اعتمد الكثير منهم التكنولوجيا الرقميّة أصلاً ومنهم من كانوا روّاداً في هذا المجال مثل زبائن YOOX Net-a-Porter Group. 

هل تستطيع أيّ علامة تجاريّة النجاح من دون التعامل مع وكالة علاقات عامّة قويّة بغضّ النظر عن قوّة منتجاتها؟
تعتبر العلاقات العامّة إحدى العناصر الضروريّة لإطلاق علامة تجاريّة ناجحة. وأعتقد أنّها أساس لكلّ العلامات التجاريّة في هذه المنطقة، بخاصّة تلك العالميّة التي تدخل سوقاً جديدة تماماً. فبإمكان وكالة العلاقات العامّة توجيه العلامات التجاريّة من خلال مراعاة الاعتبارات الثقافيّة وتقديم رؤى عن السوق والتواجد كفريق على أرض الواقع لضمان انطلاقة ناجحة للعلامة ومستقبل مزدهر لها.

أنت من النساء القليلات اللواتي يتولّين إدارة شركتهنّ الخاصّة في مجال العلاقات العامّة. كيف تصفين المرأة القياديّة الناجحة وما السّمات التي تميّز النساء برأيك؟
يتألّف معظم فريقنا القيادي الحالي من النساء، حتى أنّ فريق Z7 الكبير يتكوّن بأغلبيّته من النساء. ونحن كشركة نقدّم الحوافز للموظّفات لدينا بهدف معالجة التحدّيات المشتركة التي تواجهها المرأة أو قد تواجهها في العمل، بما في ذلك عطل الأمومة وساعات العمل المرنة لضمان تحقيقها التوازن بين حياتها وعملها. وليس هذا فحسب، فنحن نحاول تمكين كلّ موظّفينا من خلال منحهم الفرص للمساهمة بقوّة وإدراجهم في عمليّة صنع القرار. والملفت أنّ المرأة تتميّز دائماً بحضورها القوي في مجال العلاقات العامّة والاتّصالات. كذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من زبائننا من كبار رائدات الأعمال الناجحات مثل Valerie 
Messika وAlison Loehnis وCharlotte Tilbury وKristina Fidelskaya وCindy Chao وغيرهنّ.

من أين وممّن تستمدّين قوّتك؟
يمنحني أصدقائي وعائلتي قوّة هائلة، غير أنّني أعتقد أنّه لا بدّ من امتلاك قوّة داخليّة، وهذا ما دفعني إلى قطع شوط طويل. أؤمن أيضاً بأنّ التعلّم المستمرّ مهمّ جدّاً للتطوّر والنجاح، لأنّ العلم سلاح قوي. لذا، اشتركت حديثاً في برنامج تدريبي في كليّة Harvard  للأعمال واستمتعت كثيراً به.

ما الرسالة التي توجّهينها إلى المرأة القياديّة العربيّة؟
أنصح أيّ امرأة قياديّة طموحة بأن تؤمن بنفسها وتحافظ على الإيجابيّة، فبهذه الطريقة يمكنها تحقيق أيّ هدف تريده. وأحثّها أيضاً على أن تكون جزءاً من مجموعة قويّة وأن تساهم في تقوية نساء أخريات.  

ما مستقبل مجال العلاقات العامّة برأيك؟ وكيف تضمنين تطوّر 7Z كي تواكب متطلّبات العصر؟
باتت فكرة التخصيص مهمّة بالنسبة إلى عدد كبير من العلامات التجاريّة والمستهلكين في مجال الرفاهية وأظنّ أنّنا سنشهد استمرار هذه الموجة. وفي حين أنّ العلامات التجاريّة تحوّل تركيزها نحو التكنولوجيا الرقميّة، ثمّة مجالات أخرى كالواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي تتطوّر وتتفاعل مع العلامات التجاريّة الفاخرة. كذلك، ثمّة الكثير من الفرص في ما يتعلّق بكيفيّة إظهار العلامات التجاريّة لقيمتها وإحياء تجاربها، وأعتقد أنّ هذا ما سيغيّر طريقة تسوّق الناس. فعلى سبيل المثال، توسّعت منشورات التسوّق على Instagram مؤخّراً لتشمل أكثر من 46 دولة. وتستثمر في هذا المفهوم اليوم العلامات التجاريّة الفاخرة، وأنا متحمّسة لرؤية كيف بإمكاننا استخدام هذه الأصول في التخطيط خدمةً لزبائننا.

اقرئي المزيد: من هي اللبنانية التي أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة تحرير"فايننشال تايمز"؟

 
شارك