راحيل حسان: أعطيت فرصة بعد الشفاء من السرطان لكي أقدر كل لحظة من حياتي وأسعى لتحقيق طموحي

قدمت مصممة الأزياء Rahil Hesan من خلال تصاميمها صورة مبهرة عن المرأة المليئة بالأنوثة، ووصلت مجموعاتها إلى أهم عواصم الموضة العالمية، كما اختارت قطعها أهم النجمات، والسبب حسها العالي والمرهف وبصمتها الاستثنائية التي لا تشبه غيرها. ولكن في عز عطاءها واجهت الشابة التي ترعرعت في الإمارات مرض السرطان، واحتاجت إلى العلاج الذي كلفها علامتها
Warda Couture، فعلّقت كل أعمالها التجارية للتركيز على صحتها. وبعد تجاوزها هذه المرحلة الصعبة، عادت إلى عروض أزياء وتعاملت مع فنانات معروفات من بوليوود وهوليوود، وهي اليوم تتبع المسار الصحيح مع علامتها التجارية للأزياء Rahil Hesan وتتقدم بثبات لاستعادة مكانتها في مشهد الموضة، وقد حدثتنا عما غيرته فيها تجربة المرض وحمّلتنا رسالة لكل من يعاني من هذا الداء.

خلال مرحلة مهمة من حياتك المهنية الناجحة كمصممة أزياء، تم تشخيص إصابتك بمرض السرطان. كيف تلقيت هذا الخبر وتخطيت الصدمة لكي تنطلقي في تلقي العلاج؟

كانت الصدمة قاسية جداً فأنا لم أتخيل أبداً أن السرطان شيء سيصيبني، في البداية، شعرت بأني منذهلة وغير قادرة على التصديق أو استيعاب ما يقال لي. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن أتمكن من قبول التشخيص، خاصة وأنني لم أشعر بأي عوارض جسدية مزعجة. ولكن المرض كان قاسياً جداً عليّ فاضطررت إلى إغلاق علامتي التجارية التي كانت تحقق النجاح حينها وهي Warda Couture، والتي كانت مثل طفلي الصغير الذي بدأ يكبر أمام عينيّ... استغرق الأمر الكثير من الجهد والتعب الجسدي والنفسي حتى تمكنت من الشفاء، وتركتني التجربة خالية من الأحاسيس وقريبة من حدود الاكتئاب، شعرت أن الحياة التي كنت أعرفها قبل ولت إلى غير رجعة. في الواقع، حتى بعد انتهاء علاجي، ما زلت أشعر بالاكتئاب والقلق المستمر بشأن كيفية البدء من جديد، فنحن نخسر الصورة القديمة التي كوناها للحياة، ونعود إلى نقطة الصفر مع كل ما يعنيه هذا الأمر من صعوبة في التأقلم والاندماج في المجتمع.

في هذا الوقت الصعب تحتاج أي امرأة إلى من يقف بجانبها، فمن وقف معك ليساعدك على تخطي هذه المحنة؟

في البداية ابتعدت عن كل الناس، ولم أرغب في رؤية أي شخص أثناء فترة علاجي في مستشفى الإمارات. لكن، بالطبع بقيت والدتي إلى جانبي ورفضت السماح لي بالبقاء لوحدي ولو للحظة. في ذلك الوقت، كان والدي على قيد الحياة، وكان يتحدث معي دائماً ويمدني بأفكار إيجابية، في محاولة للحفاظ على معنوياتي والتأكد من أنني أشعر بالراحة الكافية لمواجهة باقي أفراد أسرتي وأصدقائي ومعارفي. لم أكن ناشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت، لذلك كان دعم عائلتي هو طاقة النجاة التي تمسكت بها والتي مدتني بكل القوة والحب وأعادت إليّ معنوياتي ورغبتي بالكفاح للعودة معافاة إلى حياتي.

ما الذي تغير فيك بعد هذه التجربة؟

إن الإصابة بالسرطان هي تجربة ستغير حياتك كلها، فسترين عالمك ينهار إلى قطع، ولكن ما عشته منحني منظوراً مختلفاً لكل الأمور حولي، فأنا. فجأة أعطيت فرصة للبدء من جديد، بت أقدر الدقائق التي تمر واللحظات الثمينة التي تمنح لي وأنا أتنفس. لم أعد أؤجل الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لي بل بت أكثر رغبة بتحقيق طموحاتي والعمل على إنجاز أمور تهمني وتسعدني. مكّنني السرطان من أن أكون أكثر جرأة وقوة وأصبحت الشخص الذي أردت أن أكونه، إنما كان يمنعني خوفي من الوصول إليه قبل أن أعيش تجربة المرض.

إلى أي مدى ساعدك حبك لما تفعلينه كمصممة أزياء وإبداعك وتفكيرك الإيجابي على إيجاد مصدر للشغف يمنحك القوة لمقاومة السرطان والتغلب عليه؟

لا شك في أن شغفي بالموضة دفعني إلى القتال بقوة أكبر. لقد ساعدني على البقاء إيجابية، ومنحني العزم الذي أحتاجه للتغلب على هذا التحدي. أردت أكثر من أي شيء أن أعود باسمي
Rahil Hesan Couture، مما منحني القوة التي أحتاجها للمثابرة والتحمل. كنت أعرف ما أريد تحقيقه، ولذلك رفضت الاستسلام. لقد قاتلت بكل ما أملك لأنه كان هناك الكثير الذي ما زلت بحاجة إلى تقديمه، فنحن نأتي لهذه الحياة مرة واحدة وعلينا الاستفادة من وقتنا لتحقيق كل ما يجول في ذاتنا من أفكار ومشاريع.

ما هي رسالتك للمرضى والمريضات الذين يكافحون للشفاء من مرض السرطان؟

أفضل رسالة يمكنني تقديمها هي أن كل يوم هو هدية... حارب بكل ما أوتيت من القوة لأن الحياة ثمينة، فأنت غالي لنفسك أولاً ولكل من يكن لك المشاعر الصادقة. وأثناء القتال، اجعل كل لحظة لها أهمية، لا تفقد الإيمان ولا تفقد الأمل أبداً، بل حاول الحفاظ على الإيجابية وليكن حب نفسك محركك الأول، وحافظ على معنويات عالية لأن صحتك النفسية مهمة كثيراً للتعلب على
هذا المرض.

كيف تشجعين النساء على القيام بالكشف المبكر لتجنب المراحل المتقدمة من السرطان؟

الكثير منا لا يأخذ الأمر برمته على محمل الجد، ولا يدرك أبداً أهمية الفحوصات الدورية والكشف المبكر حتى يواجهن المرض ولكن بعد فوات الأوان. أحث جميع النساء على عدم الاستهتار أو إهمال الفحوصات الروتينية. الفحص مرتين في السنة هو كل ما يتطلبه الأمر، وبالكاد سيتطفل هذا الموعد المهم على جدولك المزدحم، لكنه يحدث فرقاً كبيراً في مستقبلك ويضمن لك العيش حياة طويلة وصحية مع من تحبين.

ما رأيك في حملات التوعية التي تقام كل عام في شهر أكتوبر، وما الذي ينقص لتقديم المزيد من الرعاية النفسية والصحية للمرضى؟

أكتوبر هو بالتأكيد أكثر شهور السنة حساسية للناجين. إنه يذكرنا بما تحملناه، وما استلزمناه للبقاء على قيد الحياة، فنقدر أنفسنا أكثر لعدم الاستسلام لأننا محاربون أقوياء، نخوض معركة مع عدو شرس وقاس وغدار. لذا يكون من واجبي وواجب كل من كتب له الشفاء، زيادة المشاركة في حملات التوعية لحث من حولنا على عدم التراخي عندما يتعلق الأمر بالفحوصات.

أخبرينا عن مشاريعك المقبلة في تصميم الأزياء؟

في الوقت الحالي، أعمل على مجموعتي الجديدة، والتي أعتقد أنها ستعجب متابعات علامتي. لن أخوض في التفاصيل في الوقت الحالي ولكن أعد الجميع بأنماط جديدة ومختلفة عما اعتادوه مني في السابق. 

اقرئي المزيد: نجلا زيني وابنتها غالية محمودي: معاً نرسم أجمل الذكريات

 
شارك