داليدا عياش: زوجي وطفليّ مصدر الراحة والأمان والتوازن سرّ نجاحي المهنيّ

ناعمة كزهرة وقويّة كجوهرة مصقولة، إنّها مصمّمة الأزياء ورائدة الأعمال الإنسانيّة والخيريّة داليدا عيّاش، التي نجحت في إطلاق علامتها الخاصّة في مجال التصميم قبل سنوات طويلة، واستطاعت أن تبني لنفسها اسماً معروفاً وموثوقاً في مجال الموضة. أمّا في منزلها فكانت ولا تزال كالزهرة الربيعيّة التي تعبق بالسعادة والفرح ومشاعر الحبّ والسلام. فيسود الاستقرار على حياتها مع زوجها النجم رامي عيّاش وولديها الصغيرين، ولتشكّل مثالاً للأم العاملة. وعالم داليدا كبير فهي منخرطة أيضاً في الأعمال الخيريّة والإنسانيّة، وفي جعبتها الكثير من الأفكار والمشاريع التي تستحقّ الإضاءة عليها، لا سيّما في شهر يحتفي بالنساء الناجحات وبالأمّهات الملهمات.

يبدو لمن ينظر من بعيد أنّ حياة داليدا مثاليّة، فهي أمّ متفانية وزوجة محبّة وسيّدة أعمال ناجحة، فهل كان الأمر سهلاً لإرساء هذا التوازن في حياتك الذي تبحث عنه معظم الشابّات؟

حتماً الأمر ليس بهذه السهولة. فتحقيق التوازن بين العائلة والعمل يحتاج إلى تنظيم الوقت بين الحياة الخاصّة والعمليّة وحتّى وقت الفراغ. والتوازن بالنسبة إليّ هو مفتاح النجاح لكلّ شخص في الحياة، وهو أمر يكتسبه الإنسان مع مرور الوقت. وإدارة الوقت بالشكل الصحيح هو أعظم هدف أسعى دائماً إلى أن أبلغه. فليس من السهل أن تكون السيّدة مسيطرة على جميع ما يحصل في حياتها طوال الوقت. لكنّ الذكاء يكمن في إيجاد منافذ مناسبة لكلّ مشكلة أو عثرة تعترضها، كي تخرج من الموقف منتصرة.

العمل في مجال الأزياء يحتاج إلى متابعة دائمة لتكوني في قلب المنافسة، فكيف تستلهمين الأفكار الجديدة؟

لا يتعلّق الأمر بالمنافسة إنّما بالاستمراريّة، وهذا أمر مهمّ للغاية. لذلك أحرص دوماً، عندما أعمل على كلّ مجموعة، على اختيار بدقّة التفاصيل التي استوحيها من كلّ ما يحيطني، وقد يكون من قصّة صادفتني أو من الطبيعة أو من حادثة معيّنة. وما يهمّني هو أن أقدّم ما يجذب المرأة ويجعلها ترى نفسها أكثر جمالاً. فأنا لأنّني سيّدة شابّة، أفهم كيف تفكّر السيّدات في سنّي.

ما الذي يميّز أسلوبك في التصميم وكيف تسعين إلى تطوير بصمتك؟

أسلوبي يعكس ذوقي أيّ أنّه بعيد عن التكلّف. ويتّصف بالبساطة والأناقة، إذ أحرص على أن تناسب الأزياء التي أصمّمها الكثير من المناسبات، سواء الرسميّة أو الشخصيّة. فالشابّات في أيّامنا هذه يبحثن عن القطعة المريحة والجميلة. وأنا على اطّلاع دائم بأجدد صيحات الموضة وأتابع الصيحات والأخبار والموديلات عبر وسائل التواصل والعروض الجديدة. وكما قلت إنّ هذا العالم هو شغفي منذ صغري وأنا أستمتع بمواكبة كلّ ما يحصل فيه.

ما هي أقسى التجارب التي مررت بها، وكيف غيّرتك الصعوبات لتكوني امرأة أقوى؟

لم تكن فترة كورونا سهلة من الناحية المهنيّة والحياتيّة بشكل عام. فقد تأثّر كلّ العالم سلباً وشهدنا الكثير من الأحداث السلبيّة التي علّمتنا الكثير من الدروس الحياتيّة. لكن رغم صعوبة السنتين الفائتتين إلّا أنّهما كانتا من أجمل الفترات من الناحية العائليّة. فقد بقي زوجي رامي معنا لفترة زمنيّة طويلة بسبب عدم سفره، وانتقلنا للعيش في الجبل فتقرّبنا أكثر من الطفلين ومن الطبيعة، واختبرنا حياة مريحة فيها الكثير من الصفاء والعادات اليوميّة البسيطة. وقرّبتنا هذه الظروف الصعبة من بعضنا كثيراً، من هنا أنصح كلّ شخص أن يحاول رؤية الجانب الإيجابيّ من كلّ أمر يحصل في حياته فلا يدع المشاكل تغلبه أو تكسر حبّه للحياة.

أنت أمّ لطفلين يعيشان في كنف أبوين مشهورين، فكيف تسعين إلى الحفاظ على توازنهما النفسيّ فلا يتأثّران بشهرتكما لا سيّما في حال كنتما في الخارج والتقيتما بمعجبين؟

نحرص دوماً أنا ورامي على تحقيق التوازن النفسيّ لدى الأولاد. ونمارس حياتنا معهما بشكل عادي مثل أيّ عائلة طبيعيّة بعيداً عن الشهرة. ونحاول قدر الإمكان تأمين الجو العائليّ لهما خاصّةً عندما يسافر رامي لفترة طويلة أو عندما نسافر سويّاً بداعي العمل، فنبقى على تواصل دائم ومستمرّ معهما لنشعرهما بأنّنا دائماً إلى جانبهما. إذ يجب أن تكون الأسرة هي المصدر الدائم للراحة والأمان والثقة، وهذا ما نحاول إرساءه في علاقتنا بولدينا.

كيف توفّقين بين دورك كأمّ وزوجة وبين عملك؟

تقسيم الوقت بشكل سليم هو الأساس، كما أنّ لديّ فريق عمل متمرّساً ومهنيّاً جدّاً. فأنا أثق بكلّ شخص إلى جانبي وأعرف أنّني اخترت العنصر المناسب ليكون في المكان الأنسب. فأقوم بدوري الأوليّ والأساسيّ في التصميم والتخطيط والإدارة ويؤمّن فريقي النجاح لباقي العناصر.

كيف تصفين رامي الزوج، هل كان داعماً لطموحك المهنيّ وهل تستشيرينه في مجموعاتك، وهل بدوره يأخذ رأيك في أعماله؟

زوجي رامي هو الداعم الأكبر لي ودعمه المستمرّ يزيدني شغفاً ومحبّة لمهنتي. فطبعاً نتشارك دوماً الآراء لخبرته الكبيرة في هذا المجال، إذ إنّه يُعدّ trendsetter بين الرجال. أمّا أكثر صفة أحبّها في رامي الزوج فهي حنّيّته المطلقة. وبرأيي كي تنجح العلاقة الزوجيّة وتتطوّر، يجب أن يحبّ الرجل النجاح لشريكته ويشجّعها على التقدّم إلى الأمام، على أن تبادله بالمثل وتفرح حين تراه في أعلى المراتب.

أحياناً تحصل الغيرة بين الزوجين بسبب تحقيق أحدهما النجاح أكثر من الآخر، هل تعاملت مع موقف مشابه وكيف تحرصين على تقوية العلاقة بينكما؟

في الحقيقة لم نواجه مطلقاً الغيرة بل على العكس نحن سند لبعضنا البعض ونجاحي من نجاحه والعكس تماماً. أمّا من ناحية تقوية العلاقة بيننا، فأنا لا أعمل على ذلك بل هو متعلّق بتفهّمنا الكبير لبعضنا البعض وقد ساعدنا التقارب الروحيّ والفكريّ كثيراً في تحقيق ذلك.

حدّثينا عن دورك في جمعيّة عيّاش الطفولة؟

إنّ موقعي كنائب رئيس جمعيّة 'عيّاش الطفولة' التي أسّسها رامي منذ سنين، يحمّلني الكثير من المسؤوليّة خاصّةً أنّه يُعنى بالشقّ التعليميّ والأكاديميّ لأكثر من ألفَي طفل في لبنان والمغرب العربيّ. ولا أخفي عليك أنّني ورامي نركّز أكثر عليها اليوم في لبنان في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد، على أمل أن نبقى على قدر هذه المسؤوليّة الكبيرة. فالعمل الإنسانيّ يعود على من يمارسه بخير كبير وينعكس إيجاباً على راحته النفسيّة. لذلك أدعو من يستطيع إلى ممارسة أيّ نوع من أنواع العمل الخيريّ واختبار روعة العطاء. 

 

 
العلامات: داليدا عياش
شارك