بيان ياسين: أجسّد القيم السعودية السامية من خلال فني

في لوحات بيان ياسين صورة جميلة عن ماضي المملكة بكل ما يحمله من سحر ونبذة عن واقع الحياة فيها بكل القيم السامية التي تجمع أفراد العائلات وتوحد أبناء البلد. نرى في الفن الذي تقدمه تفاصيل متقنة وألوان مبهرة وخطوط تحمل من الإبداع الكثير، أما كلماتها فتعكس روح الرسم وتوضحه وتكمله. فماذا تقول عن أسلوبها الفني وكيف تعكس وجه بلدها الجميل من خلال أعمالها؟

هل تذكرين متى حملت الريشة للمرة الأولى ومن هم الفنانون الذين ساهموا بتكوين أسلوبك؟

بدأت الرسم في سن صغيرة جداً وأنجزت أول عمل فني وأنا في السادسة من عمري، وخلال مسيرتي الفنية وفي كل مرحلة ساعدت في تطور أعمالي، ألهمني العديد من الفنانين ولكني لا أستطيع تذكر اسم معين حقاً، ولكن تجذبني الأعمال اللتي ألتمس فيها التجديد في طريقة التلوين والتركيب وإظهار المشاعر.

يحمل كل عمل فني رسالة فهل هناك قضايا تمسك وتحركك أكثر من غيرها ترغبين بالتطرق إليها في أعمالك؟

أحب تجسيد القيم المهمة مثل الحُب العائلي، وهذا ما تجلى في بعض أهم أعمالي عن طريق حبس اللحظة الحقيقية التي أعيشها داخل مخيلتي وإظهارها في فكرة أقوم بدمجها مع الألوان وضربات الفُرش ووضعها في لوحة أتعمد فيها مُراعاة الكثير من الحُب في وضعيات الجسد والوصول الى الدفء الكامل عن طريق إختيار الألوان المناسبة. أركز على الحاضر الذي أعيشه وأترك المستقبل لما سيحمله لي من تطورات، فأنا لا يمكن أن اتنبأ بما سيحركني خلاله وبالتالي أرسم لليوم وأعبر عما يحركني خلاله.

ما هي الحالة التي تحتاجين إليها لتبدأي بعمل فني جديد؟

في الحقيقة، أنا أرسم ما يمس مشاعري على الصعيد الشخصي، النفسي والعقلي. وعندما يمتلئ كأس مخيلتي الفنية بالأحداث تليها المشاعر، الأفكار .. يفيض كأسي على اللوحة! فأقوم بتجميع العناصر الأساسية منها: الفكرة، الألوان، الإخراج الفني النهائي، وحين تجهز هذه الأدوات النهائية أعرف أن معظم عناصري اكتملت وأبدأ بالتنفيذ . اُفضل الرسم خالية البال ومتفرغة لتطبيق فكرتي لأن كل عمل يحتاج ساعات طويلة من التركيز والتفرغ والانسجام التام.

هل تؤمنين بضرورة دخول الفن الرقمي إلى عالم الفنون وأهمية مواكبة الفنانين للتطورات في هذا المجال؟

الفن الرقمي لون من ألوان الفنون المتنوعة، و أؤمن بأن كل فن له زمنه الذي يبدأ فيه ويعيش للأزمنة المستقبلية. ببساطة في الأعمال رقمية تستطيع التعديل والتغيير بسهولة كبيرة، وتستطيع بناء فكرة وترجمتها رقميا واستخدامها في مجالات عدة تخدم غايتك بطريقة مميزة، وفي رأيي الشخصي: الفن الرقمي هو المستقبل حقاً.

هل أثرت نشأتك في المملكة على أسلوبك الفني، وما الذي تحاولين ابرازه عن تاريخ وحضارة وقيم تراث بلادك من خلال فنك؟

مملكتي الحبيبة لديها من الكنوز ما يكفي لتمييز الأعمال الفنية في شتى المجالات! وذلك بسبب الثقافات والمجتمعات والتراث الغني والمتنوع الذي تحتويه على أرضها، وأنا دائماً أقول إن الفَن لُغة يتحدث بها الفنانين من جميع العالم في الوسط الفني ولكني اخترت التعبير عن ثقافتي وتراثي لكي ألوّن أعمالي ببصمة خاصة وتكون بمثابة جواز عبوري إلى المتلقي أو الجمهور الواسع .

هل أنت راضية عن التواجد النسائي في المجالات الثقافية والفنية وكيف يمكن تشجيع الشابات على الخوض في هذا العالم؟

تواجد عنصر النساء في شتى المجالات مهم لبناء المجتمعات والأجيال القادمة، ولحسن الحظ نرى اليوم تسليط الضوء الكبير على دور المرأة وأهمية مشاركتها في كل القطاعات الحيوية، ففي عهد سيدي الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان أصبحت المرأة جُزءاً أساسياً ومساهماً فعلياُ في نشأة هذه البلاد وأصبح هناك العديد من البرامج والبعثات الحكومية لتعزيز الفن وتحسين أداء الفنانين في مختلف المجالات الإبداعية لتطويرها وتحسينها وزيادة الوعي المجتمعي بأهميتها.

أما أنا وعلى الصعيد الشخصي فأؤمن بأن الخطوة الأولى للتغيير تكمن في داخل الشخص، لذا أنصح الفنانات الشابات والمبتدئات ومن فنانة إلى فنانة أن تتجرأ وتخطو خطوتها الأولى ودائما تذكري نفسك بأنه لامجال للتراجع، وتذّكر نفسها على الدوام أنه لا مجال للتراجع، بل عليها السعي والتقدم وتحقيق المزيد، مهما بدا لها الأمر صعباً، فالموهبة الحقيقية ستتجلى وتحقق النجاح.

كيف يمكن للفنانين تسليط الأضواء على مزايا المملكة والمساهمة في نشر تراثها ؟

من خلال الفن نتعرف على الحضارات والشعوب والبلدان المختلفة، حيث تنتقل إلينا صورة عن عاداتهم، ذكرياتهم، مشاعرهم، ملابسهم وحتى مأكولاتهم عن طريق هذه الأعمال، فالفن ببساطة يخلدّ الماضي والتراث ويساهم في استمراره عبر الأجيال، وبرأيي فإن كل فنان رسم لوحة، رسم بالتالي ذكرى مستمرة ونقل حدث عاشه في ذاك الزمان إلى الأزمان المقبلة، وهنا يكمن السحر في إضافة تفاصيل الحاضر في الأعمال المختلفة لضمان إيصال رسالة تحوي نشر ثقافة هذه البلاد بطريقة فنية لتعيش للأبد.

حدثينا عن هواية الكتابة وكيف تكتمل مع الرسم؟

الكلمات تستهدف المشاعر والفن أيضاً يستهدف المشاعر، فماذا عن التحدث بهما في نفس الوقت؟ أظن أنها من أندر الهوايات المُجمعة أي الكتابة والرسم معاً، فلكل منهما عقل وقلب مُختلف.

بالنسبة لي يأتي دور الكتابة بعد بروز الصُور في مخيلتي، وأحيانا تساهم للكتابة في تجلي بعض الصور في ذهني! وهنا أستطعت أن أكتب القصص وأقوم برسمها لخلق أعمال فريدة ١٠٠٪ .

تستوحين شخصياتك من أشخاص حولك، فكيف تختارين الأنماط التي ستركزين على إبرازها؟

أركز على الجمال بشكل كبير ويشبع عيني وقلبي حقاً ! ففي جميع شخصياتي يكون الجمال الظاهر متجلي بشكل واضح، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة هي ما يميز أغلب شخصياتي التي أصوغها على الورق.

هل تفكرين بتحويل قصصك وشخصياتك إلى شخصيات تمثيلية وربما سينمائية؟

أتمنى ذلك حقاً فالمستقبل قادم وهو مليء بالمفاجآت والفُرض العظيمة، حالياً أبيع أعمالي مطبوعة عن طريق حسابي الشخصي في إنستغرام وهو unique.beno، كما أعمل على انتاج أول كتاب لي بالكامل أي كتابة ورسماً على أن يبصر النور مع بداية 2023، بالإضافة إلى وجود بعض الأعمال المميزة اللتي ستكتسي بها أشهر المتاجر العالمية في القريب العاجل!

ما هي رسالتك لمناسبة اليوم الوطني السعودي؟

وصولي إلى ما أنا عليه اليوم ماهو إلا صَدى لصوت الإنجازات التي قدمتها لنفسي ولوطني، ولمناسبة اليوم الوطني السعودي أقول: أسعى من قلبك لتكن ذاك الشخص الذي تتمنى أن تُصبح عليه كل يوم واضعاً قلبك في هوايتك ، فهي ستصبح هويتك.

اقرئي المزيد: ملابس اليوم الوطني السعودي 2022 للصغار

 
شارك