المدربة السعودية الشابة سمارا عاشور: حبي للرياضة رسم هويتي ومسار مستقبل

ن تكون مدربة رياضية لم يكن خياراً اتّخذته، بل جاء بشكل طبيعي بسبب حبها الكبير لمختلف أنواع الرياضات ورغبتها بزيادة معرفتها بها وتعريف العالم حولها على أهمية الحركة. إنّها الشابة سمارا عاشور التي تلهم الآلاف من خلال صفحتها عبر إنستغرام _samarafit وتؤكّد أنّها وجدت هويتها الحقيقية حين انطلقت في هذا المجال الذي غيّر حياتها.

قصّتكِ مع الرياضة بدأت في سن المراهقة، فما هي المشاعر التي حرّكت سمارا في تلك الفترة ودفعتها نحو النشاط الجسدي؟

في الواقع، بدأت الرياضة بالصدفة وبعد نصيحة من صديقتي، وأحببت الحركة والنتيجة التي تعود بها على الجسم والعقل. أردت ببساطة أن أساعد الناس من حولي، سواء الموظف الذي يقضي معظم وقته في مكتبه، أو الشخص الذي يمارس مهنة حرّة، لكي يحسّن جسمه ويهتم بصحته. فنحن لا نملك إلّا هذا الجسد، وهو سيحملنا طيلة حياتنا، لذا علينا أن نحافظ عليه لكي يحملنا ولا يخذلنا في فترات لاحقة. وجدت في التدريب مهنة سامية لا تقل أهمية عن مهنة الطبيب، فأنا أساعد الناس أصحاب الوزن الزائد، وأولئك قليلي الحركة، وحتى المصابين بأمراض معينة، حتى يُدخلوا الرياضة إلى حياتهم ويشهدوا التغيير الجذري فيها.

بدأت شهرتكِ منذ أن كنتِ شابة صغيرة حيث لفتِ الأنظار بفيديوهاتك عبر وسائل التواصل، فهل طالتكِ الانتقادات، وكيف تعاملت معها؟

بالفعل كنت صغيرة حين قررت مشاركة حبي للرياضة والتمارين عبر وسائل التواصل وواجهت بعض التعليقات السلبية، ولكنني لم أدعها تؤثر عليّ. ومع الوقت، وتحديداً خلال العامين الفائتين، اختلفت ردود الفعل بشكل كبير وازداد التشجيع لي من قبل مختلف فئات المجتمع، فوعي الناس بأهمية الرياضة تضاعف، ونرى الترويج لها عبر مختلف المنابر الإعلامية والطبية، حتى صرنا نلاحظ ازدياد الإقبال عليها من الفئة العمرية التي فوق الخمسين، إذ تتم تجربة مختلف أنواعها لاختيار النشاط الأنسب لنمط الحياة.

هل غيرّتكِ الرياضة وكيف ساهمتِ في تكوين شخصيتكِ المليئة بالحيوية والحياة؟

بالفعل الرياضة زادت ثقتي بنفسي ومدّتني بالمقابل بثقة كبيرة من الناس. تغيّرت كل حياتي، حتى طريقتي في المشي وشكل جسمي، فصرت أحب نفسي أكثر، كما دفعني حبي الشديد لها لزيادة معارفي بها فتعمقت بالدراسة وحصلت على العديد من الدورات ولا زلت مستمرة في التعلّم، فأنا لا أرضى أن يسألني أحد تلاميذي سؤالاً ولا أكون قادرة على الإجابة عنه. وبشكل عام، أعتقد أنني صرت امرأة أفضل بكل المقاييس، فببساطة أنا شابة متمكنة في مجال أحبه واسعى للاستمرار والتطور فيه، لأنّه بطاقة عبوري نحو الآخر، بحيث أؤثر وأتأثر من خلاله.

كيف تختارين محتواكِ عبر صفحتكِ على إنستغرام وهل يعكس شخصيتك بكل تجرد وشفافية؟

أقدم محتوى مسلٍّ وخفيف ومفيد وبعيد كل البعد عن الجدية أو الملل، وبالتأكيد اعكس حقيقتي، وأريد أن أوصل رسالة مفادها أنّ الرياضة ممتعة وجميلة وهي مصدر قوة وسعادة. لذا أتمنّى بكل صدق أن يختبروا هذه المشاعر بعد تجربتها، كما أرغب أن يستفيدوا ويتعلموا حركات جديدة، فحتى لو لم يكونوا في النادي الرياضي، يمكن أن يشاهدوا الفيديو في أي مكان ويتعلموا بعض التمارين المفيدة.

هل أنتِ سعيدة بما وصلتِ إليه وتشعرين أنّ هويتكِ الحقيقية تتجلّى في أن تكوني مدربة ورائدة في المجال الرياضي؟

أنا سعيدة جداً بكل تأكيد، فما أقوم به هو ما أحبّه بالفعل. صحيح أنّ البداية كانت من دون تخطيط وعشوائية بعض الشيء، ولكن حبي للرياضة دفعني لكي أصير مدربة، وأعمل على نفسي بجهد وثبات لأكون معتمدة من قبل وزراة الرياضة، وقد حصلت على أكثر من 8 دورات ولا زلت أتعلّم، فالرياضة علم واسع مثل باقي العلوم، وعلينا العمل بجهد كبير لكي نحصل على لقب "مدرّب".

لديّ مسؤولية كبيرة تجاه من يقصدني لكي يتدرب معي، فكل شخص له شخصيته وظروف حياته، وعليّ أن أفهمه جيداً لكي أعطيه ما يمكنه النجاح فيه، وأتدرج معه للوصول إلى مستويات أعلى. كما عليّ أن أجتهد وأتثقّف لكي أكون قادرة على الإجابة عن كل أسئلته، ومن هنا أتمنى فعلاً على كل المدربين أن يعوا حجم المسؤولية التي تعطى لهم، ليكونوا قادرين على مساعدة شخص قصدهم بهدف تغيير حياته نحو الأحسن، فيحموه من أي إصابات محتملة ويسيروا معه طريقاً طويلاً نحو ما يصبو إليه.

أين ترين موقعكِ اليوم في طريق طموحاتك: هل أنت في البداية، المنتصف، وإلى أين تنوين الوصول مستقبلاً؟

أرى نفسي في مكاني المناسب وأطمح بالمزيد إذ أخطط لافتتاح نادي رياضي خاص بي وأرغب أن يكون جوّه إيجابياً وسعيداً ومليئاً بالمرح والحيوية، لا أضع الكثير من الخطط ولكن أعرف أنني مجتهدة وطريقي سيكون مليئاً بالنجاح والإنجاز.

حدّثينا عن تعاونكِ مع شركة sadidA العالمية، وعن دورك في نشر التوعية بأهمية الرياضة في المملكة؟

في الواقع لم أصدق في البداية، وتطلذب الأمر منّي فترة من الوقت حتى أستوعب أنّ شركة كبيرة بحجم Adidas آمنت بي وترغب بالتعاون معي لأكون الوجه الإعلاني لها في الشرق الأوسط وأنشر الوعي بأهمية الرياضة في المملكة. فأنا منذ صغري أحب كل منتجات هذه العلامة، وأعتقد أن جزءاً من تفكيري الإيجابي هو ما جذب هذا التعاون البنّاء. أطمح مستقبلاً بالتعاون مع علامات تشبهني وتتلاقى بمبادئها وأفكارها مع قيمي وطموحاتي.

كيف تشجعين الشابات في مثل سنّكِ على ممارسة الرياضة أو أي نشاط جسدي؟

أرى الكثير من الشابات اللواتي يلجأن للرياضة لفترة زمنية معيّنة لخسارة الوزن مثلاً أو الحصول على جسم منحوت، ولدى تحقيق هذه الغاية يتوقفن، ولهذه الفئة أقول: الرياضة يجب أن تكون روتيناً أساسياً في يومنا، مثل تناول الطعام أو النوم أو العمل، ويوجد رياضات متنوعة خفيفة يمكن البدء بها بعمر متقدّم، لذا يجب أن لا نضع العراقيل بل نستعين بمدربة محترفة، قادرة على توجيهنا ومساعدتنا، وكلامي هنا أخصّ به الفئة المتقدمة قليلاً بالسن، فالجسم يصبح أكثر عرضة للتعرض للإصابات، من هنا ولتفاديها يجب أن نبدأ بداية صحيحة، حينها سنجد الإجابات عن كل أسئلتنا وستكون طريقنا أسهل وأجمل لنواظب على النشاط الجسدي.

ما هي رسالتكِ لكل امرأة تنظر إليكِ على أنّكِ مثالاً أعلى وذلك لكي تجد هويتها الحقيقية؟

أقول لها: كل ما تفكّرين به وتعملين بجهد للحصول عليه سيكون من نصيبك، عليك فقط أن تؤمني بنفسكِ وبأهدافك، لا أحد سيوصلكِ إلى المكان الذي ترغبين به إلّا أنت، فأحبّي نفسكِ وثقي بها وأحيطيها بطاقة إيجابية قوية، ولا مانع أن تحبّي الرياضة وتمارسيها لأنّها ستغير حياتك بشكل سيفاجؤك.

اقرئي المزيد: الفنانة السعودية نهى خاشقجي ترسم مفهوماً جديداً للهوية على صفحات هيا

 
شارك