الشيف مي يعقوبي:أستفيد من وسائل التواصل لأشارك خبراتي مع النساء في شهر الصوم

عدد كبير من النساء العربيات ماهرات بالطهي فعلى الرغم من التطور الكبير الذي تعيشه مجتمعاتنا، مازلنا نتوارث الوصفات الشهية عن الأمهات والجدات وحين يكون لدينا وقت، ندخل إلى المطبخ ونستمتع بتحضير وجبة شهية.

وقد ازداد هذا الأمر مع انتشار فيروس كورونا، كما ازدادت متابعتنا لبرامج الطهي وحسابات الشيفات الشهيرات وقد التقينا الشيف مي يعقوبي التي حدثتنا عن أسلوبها وعن أعمالها في شهر الصوم.

تقول الشيف الفلسطينية – المصرية التي يتابع صفحتها عبر إنستغرام chefmayyacoubi 226 ألفاً، وهي مقدمة برامج طهي عبر أكثر من قناة عربية وقد وصلت شهرتها إلى العالمية حيث قدمت برنامجاً مع قناة Food Network، وتنشط في الفترة الماضية بسبب الحجر المنزل عبر وسائل التواصل "لطالما كان الطهو واستكشاف المكونات متعتي، وقد أردت أن أتخصص في هذا المجال ولكن أهلي لم يشجعوني لعدم رغبتهم في أن أتخرج لكي أعمل في مطعم او فندق، أرادوا لي مستقبلاً أكثر استقراراً ولاسيما أني فتاة ولذلك وجهوني نحو الإعلام، فدرسته ولم أندم لأن هذا الاختصاص ساعدني لاحقاً حين بدأت تقديم برامج الطهي، ما ساعدني أيضاً أني أمتلك مع زوجي شركة تنفيذ وإنتاج، فأعددنا البرامج ونفذناها بتقنية عالية ولذلك لاقت استحسان الجمهور والمنتجين والمحطات العربية والعالمية، أعتبر نفسي محظوظة بمحبة الناس وأعتقد أن سبب استمراري ونجاحي هو أني أعمل بحب وتفاني من كل قلبي وقد وصل هذا الحب إلى قلوب الناس".

وعن نقاط قوتها التي جعلتها من الشيفات الأشهر عربياً تقول "أعتمد أسلوب السهل الممتنع حتى أن شكل المطبخ الذي ظهرت فيه شجع الكثير من النساء على الطهي، الترتيب والنظافة الشديدة مع ألوان مشرقة، ليس المشهد المعتاد للمطابخ المليئة بالأواني والصحون والمكونات المتناثرة في كل مكان.. المطبخ بالنسبة لي مكاناً جميلاً وهذا ما عكسته في برامجي فهو المحيط الذي أحتاجه لكي أقدم وصفات ناجحة، علّمت النساء تقنيات جديدة ولكن بسيطة، وأدركوا أن الطهي ليس عملية معقدة أبداً بل يمكنهم بسهولة تحضير ما ظنوا أنه أصعب الوصفات، كما أني غيرت من مفاهيمهم لبعض الأطباق وحضرتها بشكل مختلف".

وحول التوجه المتزايد للنساء نحو الطهي الصحي مؤخراً رأت أن سببه "اكتشفت النساء أهمية الطعام الصحي والمفيد لتعزيز المناعة كما أن كثيرات اضطررن للطهي لتوقف خدمات توصيل الطعام في الكثير من الدول، فوجدت الأم نفسها في المطبخ مع وصفات محدودة، ولذلك استعانت بالسوشيل ميديا وبالشيفات اللواتي تثق بهن لتعلم وصفات جديدة وصحية ومفيدة، في الحقيقة مفهوم الطعام الصحي فضفاض فهناك بعض الدهون المفيدة وأنا أقدمها في مطبخي ولكن باعتدال وبشكل سليم ومدروس، في النهاية ما يهم هو موازنة استهلاكنا لمختلف العناصر ومراقبة الكميات التي نستهلكها".

تتابع الكثير من الشابات، فما هي القيم التي ترغبين بنقلها من خلال عملك " أقول لهن: لا تتوقفن عن السعي نحو تحقيق الذات وعن الحلم والمثابرة حتى تحقيقه، قدّرن العمل الذي تقمن به واسعين لاكتشاف جماله، كنّ الأم والزوجة والعاملة الناجحة، ولا تسمحن للإحساس بالذنب أن يرجعكن إلى الوراء، حققن ذاتكن وحاولن تحقيق التوازن بين مختلف واجباتكن دون أن تكن أنانيات، أنا قمت بخطوة قد يظنها كثيرون متسرعة وغيرت مهنتي في سن الـ35 لكي أكون شيف، تبعت حلمي لأني أدركت أن لدي شيء كبير ومهم أريد إيصاله للناس وقد نجحت مغامرتي ووصلت إلى الكثيرين".

وعن أهمية لمة العائلة في شهر رمضان، تقول مي "قبل كورونا كان من الصعب جداً أن نلتقي على مائدة طعام بسبب مواعيد عملي ومدارس أولادي وانشغالات زوجي، أما اليوم فاستفدنا من التواجد في المنزل لكي نجتمع معاً ونتبادل أطراف الحديث، نتسلى ونتسامر في شهر البركة والعطاء وهذا الأمر لطالما ساد في بيتي خلال هذه الأيام المباركة".

أما أوقات فراغها في شهر الصوم، فستتواجد خلالها مع محبيها عبر السوشيل ميديا "سأشارك وصفات شهية مع متابعاتي، فأنا أحب أن أتواجد معهن وأبادلهن خبراتي، وجودي عبر هذه الوسائل هو طريقتي لكي أستفيد وأفيد، ولذلك سأكون حاضرة بقوة خلال هذا الشهر لأقدم كل جديد".

وعن سبب نجاحها عبر وسائل التواصل الإجتماعي تقول "الصدق في التعاطي والبعد عن المثالية الزائدة والظهور على حقيقتي تماماً كما أنا مع عائلتي وصديقاتي، فالتمثيل يظهر عاجلاً أم آجلاً، كما أن البعد عن المثالية مطلوب ففي البرنامج التلفزيوني يبدو كل شيئ كاملاً، أما عبر إنستغرام فأنا أم وسيدة منزل مثلي مثل متابعاتي، إنسانة لديّ أخطاء وصفات إيجابية وأخرى سلبية، أحاول الرد على كل التعلقيات والطلبات التي تصلني وأخصص وقتاً حقيقياً للناس التي تتابعني".

تطلب مي من الشابات الراغبات بدخول المطبخ أن يستفدن من هذا الوقت لاكتشاف متعة الطهي، وذلك لاكتساب مهارة جديدة في الحياة وزيادة الثقة بالنفس "فلتبدئي بالوصفات البسيطة وبعدها تنطلقين نحو الأصناف المعقدة وسينتابك شعور جميل جداً عندما تنجحين، حتى لو لم يصير الطبخ أمر تقومين به بشكل دائم بعد الحجر، على الأقل ستكونين قادرة على طهي الوصفات السهلة، ستتحررين من عقدة طلب الأكل الجاهز دائماً وتصيرين ملكة لوقتك ولأدواتك في مطبخك".

اقرئي المزيد: كيف نحمي صحتنا النفسيّة من الأخبار المغلوطة عبر السوشيل ميديا؟

 
شارك