كندة علوش: فيلم Yellow Bus تجربة إنسانية بامتياز ستجد طريقها إلى الجمهور العربي

لا تتوقف الممثلة السورية كندة علوش عن السعي نحو الأفكار الجديدة لتقديمها للجمهور، وهي تخوض تجربة واعدة في فيلم Yellow Bus وهو من إنتاجات OSN الأصلية ويدور حول فتاة صغيرة تدعى "أنجو" تغفو في حافلة المدرسة وتُنسى لتفارق الحياة جرّاء ارتفاع الحرارة. وتتحدى الأم أناندا" سيلاً من الأكاذيب والتضليل المتعمد حول مصير ابنتها. يتميز العمل بأبعاده الإنسانية ويناقش الفيلم غريزة الأمومة وأشكال الظلم والتمييز والإهمال المؤسسي وغيرها من المواضيع الحساسة، وستقدم كندة فيه دور مديرة المدرسة التي تخفي من خلال شخصيتها العديد من المفاتيح المتعلقة بالقضية الرئيسية. وقد كان لنا لقاء حصري معها تطرقت خلاله إلى دورها والعديد من القضايا الفنية. 

تشاركين في فيلم جديد مع OSN بعنوان Yellow bus فما الذي جذبك إلى العمل ودفعك إلى السفر بعيداً عن مصر أي مكان إقامتك لكي تكوني ضمنه؟
في الحقيقة كنت أصوّر عملاً مختلفاً خلال الفترة الماضية، ولكن حين تواصلت مع الجهة المنتجة وأرسلوا لي الورق لقراءته شعرت بالانجذاب بشكل سريع للعمل، فالنص يشبه ما أحب تقديمه من خلال فني، لأنه برأيي الهدف من العمل التمثيلي لا يتمحور فقط حول التسلية والمتعة وإسعاد الجمهور، بل أيضاً تقديم رسالة إنسانية حقيقية وصادقة. الفيلم يلامس كل أم وكل إنسان يشاهده. فالحادثة التي نتطرق إليها تطال أسرة هندية ولكن الموضوع يمكن نقله لأي جنسية وسيكون له نفس الوقع والتأثير. 

بالتالي ما شدني هو الموضوع بداية، وثانياً توافر عناصر قوية من كل دول العالم، فأنا أشعر أني آتية لكي أتعلم من مخرجة ومؤلفة أميركية، بالتالي أستفيد من ثقافة جديدة، مع معرفتي الأكيدة أنها ستنقل الفكرة بصورة واقعية ومؤثرة، فهي كتبت بحس إنساني قوي جداً وأنا متأكدة أنها ستنجح في إيصال المعاني القوية للمشاهد.

ما جذبني أيضاً هو وجود ممثلين من الهند التي أعتبر أنها تخفي كنوزاً ثقافية عدة، كما أنها تقدم أهم الإنتاجات السينمائية في العالم، فحين نتحدث عن بوليوود نعني الحِرفية والتميز الذي لا يقل شأناً عن أعمال هوليوود، إن لم تكن هذه الإنتاجات أكثر قوة وتأثيراً. بالتالي فأنا سعيدة ومتحمسة للتعامل مع نجوم من بوليوود. 

وجود هذه العناصر مجتمعة،كونه من أعمال OSN الأصلية وتعاون نجوم من مختلف الجنسيات وطاقم فني متنوع ومخضرم، وعلى رأسهم المخرجة والمؤلفة ويندي بيدنارز والمنتجة نادية عليوات، كل هذا جعلني مقتنعة أن الجميع سيضعون عصارة تجاربهم في المشروع، بالإضافة إلى إنسانية الموضوع وجماله، كل هذه الأمور شجعتني لكي أقدم الدور.

هل ستؤدين دورك باللغة الإنجليزية أم العربية؟
سأؤدي دوري باللغتين العربية والإنجليزية، وهذا الأمر هو بمثابة تحدي جديد لي لأني أمثل للمرة الأولى باللغة الإنجليزية، وهذا الموضوع مختلف عن مجرد الكلام بهذه اللغة الأجنبية، إذ يعني نقل المشاعر والأحاسيس وإيصالها بلغة مختلفة من دون وجود حاجز اللغة أو الخوف من المفردات الجديدة. إنه تحد بالنسبة لي على جميع الأصعدة، لأنه في حال نجحت سيعني أني قطعت مرحلة مهمة في مسيرتي المهنية، لأني أقنعت جمهوراً جديداً بأدائي. ذكرني هذا الأمر ببداياتي في مصر، أي حين انطلقت بعيداً عن سوريا وبدأت بتقديم اللهجة المصرية، فقد كان التحدي مشابهاً وهو أن أقنع الجمهور المصري بأني أتقن لهجتهم وقادرة على نقل دروي بحرفية.

​​

تقومين بدور مديرة مدرسة في الفيلم، فكيف كانت تحضيراتك لهذا الدور مختلفة عما قدمته سابقاً؟

دوري في الفيلم كان من العوامل المغرية التي دفعتني للقبول بالمشاركة. فغالباً الأدوار التي تعرض عليّ إما بسبب ملامحي أو بسبب حصري في صورة محددة من قبل الجمهور، كأن أكون امرأة مظلومة أو تعيش مشكلة معينة. في Yellow Bus سيكون دوري إشكالياً بمعنى أن المشاهد يحتاج لوقت لكي يحدد مشاعره تجاهه، فبداية سيأخذ موقفاً مني بعد ذلك سيسعى لفهم مبرراتي، بإختصار سيتملكه الفضول لاكتشاف قصتي. صحيح أن قصتي ليست الرئيسية في العمل ولكن ستجذب الانتباه إليها لاكتشاف ما الذي يحرك "ميرا" ويدفعها باتجاهات معينة. ففي الوقت الذي لدينا أم مظلومة تعرضت لحادثة مؤسفة، لدينا أم وهي "ميرا" مديرة المدرسة، التي تقدم الأمومة بصورة مختلفة، لذلك ستتكشف طبقاتها وسيتضح ما تخفيه وأتمنى أن تجذب الجمهور بشخصيتها.

ما الذي تعلمته من هذه القصة؟
القصة مؤثرة ومؤلمة جداً لدرجة أني حين بدأت بالقراءة كنت أقول للمنتجة أنا غير قادرة على الاستمرار في اكتشاف الأحداث بسبب مدى قوتها فهي حرفياً قطعت أنفاسي. ما تعلمته هو ألا نحكم على الأمور بسرعة، فأحياناً نتسرع ونأخذ موقفاً أو نطلق حكماً على شخص ليتبين لنا لاحقاً أننا ظلمناه. فكل شخص لديه مبررات وكل سلوك نراه يخفي الكثير من المسببات المجهولة.

إنتاجات OSN تتميز بضخامتها ومحتواها القوي والمؤثر، فماذا تقولين عن هذا التعاون وبماذا تعدين الجمهور؟
أنا سعيدة جداً بهذه الشراكة وبهذا المشروع الكبير الذي لا يشبه اللغة التجارية للسينما السائدة، فنحن لا نتبع ما يحب الجمهور كالأكشن والكوميديا، بل نتطرق إلى موضوع إنساني ولكنه سيثير فضول المشاهد لكي يكتشف خباياه. كما أن عرض العمل من خلال منصة OSN يضمن أن يصل إلى فئة أكبر من الناس، فبدل أن يكون مخصصاً للعرض في السينما فقط، سيتسنى لجمهور أوسع الاستمتاع به وستضاف إليه قيمة كبيرة لأن اسمه اقترن بمنصة لها وزنها في السوق العربية والعالمية.

​​

ما الذي يجذبك إلى أي عمل جديد: النص القوي، المخرج اللامع أم ربما الممثلين المشهورين الذين يشاركون فيه؟
النص هو أول ما يجذبني إلى العمل، فأنا درست النقد المسرحي وأعرف جيداً أن أقوى عنصر في الفيلم هو القصة، ولكن في حال اقترن هذا النص بعناصر غير ناجحة أو مؤهلة، سيقومون بتدميره. بالتالي يجب أن يكون فريق العمل قوياً ومسؤولاً كي تصل الفكرة بحذافيرها إلى الجمهور. أنا واثقة وأراهن بكل قوتي أن هذا العمل سينجح لأن الموضوع قوي وحساس وسيلامس العربي والأوروبي والهندي لأنه إنساني بامتياز كما أجزم بتنفيذه بشكل احترافي وبتعاون أطراف متمكنة في مجالها.

تتمتعين بشخصية مرحة ولكننا لا نراك كثيراً في الكوميديا. لماذا؟ 
قبل حضوري إلى أبوظبي صورت فيلمين كما انتهيت من تصوير مسلسل مصري يصنف من فئة Black Comedy، فيه البهجة والفرح والأفكار المسلية التي توصل رسائل مميزة. أنا أحب المشاركة في أعمال كوميدية عميقة ولها معنى، ولا أحب أن يتم حصري في أدوار محددة، بل أسعى للتنويع لكي أرضي نفسي كممثلة بالدرجة الأولى والمشاهد الذي يبحث عن كل جديد.
 

 
شارك