
ماريلين نعمان: روح صادقة تتألق غناءً وتمثيلاً

في احتفاء بالمرأة الحقيقية والصادقة، التي تعرف جيداً طريقها، وتكتب سطور قصتها بقوة وثبات وثقة تامة بموهبتها الفنية، تحل النجمة الشابة ماريلين نعمان على غلاف مجلة هَيا لتفتح صفحات كتابها الذي يمتلئ يوماً بعد الآخر بإنجازات جديدة ومثيرة للاهتمام. تستقطب ماريلين الجيل الجديد من الشباب الراغب في التغيير والتعبير بصدق وشغف عن مكنوناته وموهبته الفنية، وتتألق على صفحاتنا بإبداعات دار Prada، فغوصي في شخصيتها وتعرّفي عليها في هذا اللقاء.
مديرة التحرير: Sima Maalouf
تصوير: Fouad Tadros
إدارة فنيّة: Sana Jamali
شعر: Dani Hiswani
مكياج: Ania Poniatowska
موقع التصوير: Anantara Santorini Abu Dhabi
إنتاج: Kristine Dolor
مساعدة في الإنتاج: Trixie Hena Abando
الإطلالات كلّها من Prada
*الصور الظاهرة في الخلفية مأخوذة من أغلفة الألبومات الموسيقية الرسمية لنجمة الغلاف مارلين نعمان
غنّيتِ أغنية "وسألت أنا مين" بإحساس صادق وصوت دافئ ومشاعر جميلة لامست الملايين، فمن هي ماريلين التي أدّت بهذه الثقة والتمكّن والمشاعر العالية؟
أنا فنانة لبنانية ألهمني العديد من الفنانين والنجوم منذ صغري، وقد تطرّقوا في أعمالهم الفنية إلى قضايا مهمة وأحياناً إلى مواضيع لطيفة وممتعة في آنٍ واحد، وكانوا حقيقيين ومليئين بالإحساس والرغبة في العطاء الفني، وأنا تأثرت بهم. ومع الوقت قررت التمسّك بالصدق ليكون محور فني سواء غناءً أم تمثيلاً. وبالتأكيد مررت في حياتي بمراحل كثيرة منها مرحلة الضياع وعدم معرفة الهوية الحقيقية، وقد استحضرت هذه المشاعر في الاستديو وغنيّت أغنية "وسألت أنا مين" ووصل إحساسي بقوة وصدق إلى الجمهور.

سروال من جلد النابا
كلّها من Prada
هل تساءلتِ يوماً من أنتِ حقاً؟ أين هو مكانكِ في هذا العالم؟ ومن هم الأشخاص الذين يثرون عالمكِ ولا يعيقونكِ عن تحقيق ما ترغبين فيه؟
بالتأكيد مررت بمراحل سألت نفسي: أين أنا وإلى أي مكان أنتمي، ومن أنا وماذا أريد بالضبط من حياتي، ولا سيما أنني عشت في أماكن كثيرة خارج لبنان، فكنت في فرنسا وشاركت في The Voice، وعشت في ألمانيا للدراسة، وكنت كلّما فتحت باباً جديداً أسأل نفسي هل أنتمي إلى هذا المكان وأريد البقاء هنا؟.. كان قلبي وأحساسي هما بوصلتي، وعرفت في داخلي ما أرغب فيه، وأشكر ربي لأنّ فترة الضياع لم تطل. والأشخاص الذين يلفتون نظري وأحيط نفسي بهم قدر المستطاع، هم الفنانون الذين يرغبون في إيصال صوتهم رغم كل العوائق من حولهم، فالامتحان الذي يمر به الفنان ليثبت مدى المثابرة التي يملكها والحروب التي يخوضها كي يصل، بنظري كفيلة بجعله قوياً ومتماسكاً رغم كل شيء. فمديرة أعمالي مثلاً التي تتواجد برفقتي معظم الوقت، هي مخرجة تسعى جاهدة للنجاح، وصديقي المقرب وهو أيضاً المنتج الذي أعمل معه، يعمل باستمرار لكي ينجح بمشاريعه، وغيرهما أيضاً أشخاص مليئين بالشغف والرغبة في النجاح، يثرون حياتي ويضيفون لها القيمة والمعنى.
هل شعرتِ يوماً بالضياع وعدم التمكن من تحديد القيم التي تريدين العيش بها أو الأمور التي تريدين حقاً تجربتها وتحقيقها لنفسكِ؟
مررت بمراحل صعبة وشعرت خلالها بالضياع، ولكنني لم أفقد قيمي أو أجد صعوبة في تحديدها أبداً، فهي صلبة وراسخة وهذا ما أشكر أهلي عليه. ففي كل مرة أكون في موقف أشعر فيه أنني مخنوقة أو لست مرتاحة، أعرف أنّ هناك ما يتعارض مع قيمي، حتى لو لم يكن واضحاً بطريقة مباشرة. لديّ القدرة على تمييز هذا الشعور بوضوح، فأبتعد فوراً ولا أساوم إطلاقاً على ما يتعلّق بقيمي ومبادئي.
هل باغتتكِ الشهرة فأتت سريعة، أم تشعرين أنّها جاءت بالتدريج وكأنكِ تصعدين بثبات وقوة نحو الأعلى في قلوب الجمهور، من خلال عملكِ واجتهادكِ سواء غنائياً أم تمثيلياً؟
صحيحٌ أنّ الشهرة كانت سريعة ولكن لم يباغتني العمل والجهد اللذين كان عليّ أن أقوم بهما حين ازدادت مسؤولياتي التي ترتّبت عن هذه الشهرة. فأنا عشت 6 سنوات من العمل المتواصل قبل أن أصير معروفة ويرصد الناس الأعمال التي أقدّمها ويحبونها. اعتدت على القيام بمجهود كبير في سبيل التطور وتقديم المزيد في وقت قليل، وهذا ما سهّل عليّ التعامل مع الأضواء والتواجد أمامها.

تنورة من الجلد
حزام من الجلد
حقيبة Galleria من الجلد
كلّها من Prada
هل عرفتِ دوماً أنّكِ تريدين دخول عالم الفن؟ ومتى كانت اللحظة الحاسمة في اتّجاهكِ نحو هذا المجال؟
لطالما شعرت أنّ الفن هو العالم الذي أريد أن أتعمّق فيه، ولكنني كأي شابة مجتهدة في الدراسة واجهت بعض الشكوك، وتطلّبني الأمر قضاء أسبوع واحد في كليّة الهندسة، لأتأكد أنني لا أرغب في الاستمرار في هذا المجال، بل أريد دراسة الإخراج والتمثيل. وبالفعل هذا ما قمت به، ومنذ تلك اللحظة عرفت أنني سأستمر في الفن بمختلف أشكاله.
من هي الأسماء التي أثّرت بكِ فنياً، سواء في الغناء أم التمثيل؟
تأثرت غنائياً وموسيقياً بالسيدة فيروز والأستاذ زكي ناصيف وداليدا وشارل أزنفور، كما أحببت السينما الفرنسية الجديدة، ولا سيما أفلام المخرج غاسبار نوي التي جعلتني أعشق السينما، وبالتمثيل أحب ماريل ستريب وأعشق صدقها وإحساسها العالي والمؤثر.
درستِ التمثيل والإخراج في ألمانيا. كيف أثرى السفر شخصيتكِ، وما الذي اكتسبتِه من سنوات الدراسة؟
حين يخرج الإنسان من منطقة الراحة، يتوجب عليه السرعة في التأقلم وعيش الأمر الواقع، فيكسب المعرفة والنضوج والحكمة، لأنّه من الصعب جداً أن تكوني بمفردكِ ولا يمكنكِ طرق أي باب آمن لطلب المساعدة. وهنا عرفت أنه ليس لديّ إلا نفسي، لذا عليّ أن اهتم بها وأعرفها جيداً. وبالتأكيد تأثرت وكبرت، ولكنني استفدت من إيجابيات كثيرة على الصعيد المهني، فتعرّفت على فنانين مخضرمين وشباب، وطورت تقنياتي الفنية، وحصلت على فرص مهمة... فباختصار يمكنني القول إنّ الغربة تعطي الكثير وتأخذ الكثير أيضاً.

قميص من قماش كريب مغربي عتيق
قميص من الحرير
صندل ميول من الجلد السويدي
كلّها من Prada
هل تفوّق حب التمثيل على الإخراج لديكِ بعد العمل أمام الكاميرا؟
أقدّر الإخراج كثيراً وأحب إيصال الفكرة التي أشعر أنه لا يمكن لغيري قولها من خلاله، وبالتأكيد سأكرّس طاقتي له حين يكون الوقت مناسباً. ولكنني اليوم أعتبر أنني من خلال التمثيل، أستطيع إيصال الإحساس والفكرة بصدق وجمال أكبر، فالتمثيل والإخراج هما لغتَي تواصل، وأنا أعتقد أنني اليوم أكثر احترافية بالتمثيل من الإخراج، ويعود الأمر إلى طفولتي ومراهقتي وعمق علاقتي بالمسرح وأدواته منذ ذلك الحين وحتى اليوم.
كيف تستفيدين من معرفتكِ لتقنيات الإخراج حين تكونين ممثلة تتعامل مع مخرج أثناء تصوير أعمالكِ الدرامية؟
بالتأكيد استفدت كثيراً من دراسة الإخراج، فأنا أعرف جيداً بأي عدسة يتم التصوير، وأدرك حين يكون المشهد جاهزاً للتصوير النهائي. كل هذا يسهّل عليّ الاستعداد والتحضير للتمثيل، ولكنني في أحيان كثيرة أحاول التغاضي عن معرفتي والانصهار في روح العمل والمخرج الذي يستلم الدفّة.
حققتِ نقلة نوعية في الوسط التمثيلي في العامين الأخيرين خلال مسلسلي: عَ أمل وبالدم. كيف تدخلين جو الشخصية لتتقمّصيها وتقدّميها بصدق وإحساس عال؟
أبني علاقة قوية جداً مع النص وأسأل نفسي أسئلة كثيرة تفوق الـ300 سؤال، وأجد لها الإجابات كي أفهم منطق الشخصية وفكرها وظروفها. كما أطرح تساؤلات على المؤلّف لأفهم وعي الشخصية ولاوعيها. فأنا أريد أن تكتمل صورة الشخصية في رأسي لكي أتمكّن من بثّ الحياة فيها. بعد ذلك، أرسم علاقاتي مع باقي الشخصيات وأستحضر المشاعر التي ستعيشها شخصيتي على مدى العمل. من ثمّ، أبني طريقها من الصفر، من لحظة انطلاقها حتى المشهد الأخير. فنحن في أوقات كثيرة نصوّر بشكل غير متسلسل، لذا فإن تدوين التطورات بالتفاصيل يساعدني لاستحضار الأحاسيس الضرورية لكل مشهد. أحياناً أستفيد من تجارب خاصة عشتها لكي أنجح في مشهد معيّن، وفي أوقات أخرى، كما حصل مع شخصية "حنين"، تطلّب مني الأمر زيارة مستشفى وحضور جلسة غسيل للكلى، حتى أتمكن من فهم الموقف وتقديمه بإتقان.
هل يؤثر جو العمل والتفاعل الإيجابي بين الممثلين والمخرج وسائر طاقم العمل على أدائك؟
تؤثر طاقة المكان والأشخاص كثيراً عليّ، فحين أشعر بالراحة، يمكنني الذهاب إلى أماكن أبعد بأدائي، فتكون المشاعر إيجابية ومريحة ولا أتأثر بأي ذبذبات سلبية تحيط بي. وأحياناً حين يكون الوضع متوتراً في مكان التصوير، يتطلب مني جهداً مضاعفاً لإظهار مشاعر السعادة والفرح، والعكس صحيح، لذا فإنّ جو العمل أساسي في إبراز طاقة الممثل القصوى وأحياناً في إطفائها أو فنلقل تقليصها.

ننتقل للغناء، وتفرّدكِ باختيار أغاني لها معانٍ جديدة وقوية تخص المرأة بعيداً عن النمطية من حب وغيرة وهجر، كيف تختارين مواضيع أغانيكِ؟
أنا شابة تتبع حدسها ولا أحب التخطيط المسبق لأنني أؤمن بعيش اللحظة وبالمصداقية.أختار مواضيع الأغاني التي تعكس مشاعري وحالتي الآنية، فحين أتعبني المنفى والبعد والغربة، غنّيت "مسافة" بإحساس عالٍ... باختصار، أكتب ما يؤثر فيّ حتى لو كان مطروحاً مسبقاً، إنّما أقدّمه برؤيتي ومنظوري الخاص، فأنا أنتقي ما يلامسني ويحرّك مشاعري وأستمتع بإيصاله للجمهور حقيقياً ونابضاً بالحياة الصدق والإحساس.
هل ترين أنّكِ تعكسين التغييرات الحاصلة في أذواق الجيل الجديد غنائياً؟ ورغبته في الاستماع إلى قصص صادقة وحقيقية تلامس يومياته وتحدياته وتعكس أفكاره الآنية؟
تفاجأت بشكل إيجابي من كمية الحب الذي لاقيته من الجمهور، ولا سيما أغاني مسلسل "عَ أمل". فهنا أدركت أنّ موسيقتي التي أقدّمها منذ زمن بعيد تلقى أصداء رائعة لدى الشباب وأيضاً الأكبر سناً، وهذا أمر يسعدني كثيراً ويحثني على الاستمرار بالعطاء.
هل ستقدّمين مستقبلاً أغانٍ تجمع بالكلمات ربما أو باللحن والموسيقى بين العربي والأجنبي؟
لا يمكنني التنبّؤ، ولكنني أنجذب إلى العديد من الأنماط الموسيقية واللهجات واللغات، وأرحّب بأي مشروع جديد يحاكي مشاعري وأسلوبي ويؤثر فيّ، فبهذه الطريقة سيحاكي الجمهور الأوسع.

سروال مضلّع بخمسة جيوب
حزام من جلد سافيانو
حقيبة Galleria من الجلد السويدي مع شراريب
حقيبة Galleria من
الجلد المطبّع
كعب ميول من الجلد
كلّها من Prada
حدّثينا عن مشاعركِ حين تغنّين على المسرح أمام الجمهور؟ كيف ترين التفاعل المباشر مع أغانيكِ؟
أعيش أجمل شعور على المسرح وأعتقد أنها أفضل مكافأة أحصل عليها بعد تقديم أي عمل جديد. فكل الخوف الذي أشعر به خلال التحضيرات يختفي حين أطل أمام الجمهور، فيقوم هو بتهدئتي ويبدأ بالغناء معي أو أحياناً من دوني وأنا مستمتعة بشدة بهذا الجو الرائع والمليء بالطاقة الجميلة.
كيف تحافظين على سلامكِ الداخلي وتجدّدي طاقتكِ بعد المرور بفترة ضغط سواء مهنية أو شخصية؟
كنت أفكّر سابقاً أنني بحاجة إلى استراحة بعد فترة ضغط طويلة، ولكنني اليوم أدرك أنه عليّ الحصول على يوم راحة كل أسبوع، فذهني وروحي بحاجة إلى التخلّص من الضغوط الخفيفة أيضاً لأنّ هذا الأمر يجعلني أقوى وأكثر راحة كفنانة. أنا أخضع للعلاج النفسي وأحب الطبيعة كثيراً وأحرص على الاهتمام بجسدي وفكري وروحي بشكل متوازن ومستمر.
هل الطفلة داخلكِ سعيدة بماريلين اليوم؟ ماذا تقولين لها، ولا سيما أنكِ تحملين الكثير منها لليوم في ملامحكِ وعفويتكِ وقربكِ من القلب؟
أظلّ على تواصل وحوار دائم مع ماريلين الصغيرة، وأقول لها: استمتعي على الدوام كما كنت تفعلين حين كنت صغيرة، ولا تترددي في الاحتفاء بنجاحكِ أو تخجلي لأنكِ تستحقين كل ما وصلتِ إليه.

جاكيت بلوزون من الموهير
شورت من القطن بوبلين
حقيبة Prada Buckle بتصميم حقيبة باكيت مع حزام
جزمة من الجلد
كلّها من Prada
بعد 10 سنوات، أين تتخيلين نفسكِ على الصعيد الفني والشخصي؟
بكل صراحة، سأكون في مكان أحبّه ويسعدني، حيث أستمر بالتعبير عن مشاعري بالطرق التي أحبها. أما شكل الفن والموسيقى والنصوص وحتى شكلي، فلا أعرف عنه شيئاً لأنّ كل شيء سيتغير. ما يهمني حالياً هو أن أكون نفسي وأعيش الفرص التي تضعها الحياة في طريقي.

حقيبة Galleria من الجلد السويدي مع شراريب
كلّها من Prada
اقرئي ايضاً: فيديو طريف لماريلين نعمان وسينتيا كرم ترند على مواقع التواصل الإجتماعي