ليلى عبدالله: التجارب علّمتني أنّ الضعف ليس عيباً بل هو أول خطوة نحو القوة

هي نجمة ساطعة في مجال التمثيل، لا يمكن الاختلاف على موهبتها الفنية وخير دليل على ذلك عشرات الأدوار القوية والمؤثرة والمحورية التي قدّمتها في أهم المسلسلات الخليجية، فهي تتقن التلوّن فنياً والإبداع إحساساً وأداءً أمام الكاميرا، ولكنها في الفترة الماضية كشفت أمام الجمهور نواحٍ مختلفة من ذاتها، فشاركت رحلتها الحياتية للتخلص من كل الضغوط والصدمات التي أعاقت تقدّمها في الماضي ومنعتها من عيش حقيقتها، إنها ليلى عبدالله نجمة غلاف شهر فبراير المخصص للشباب، تتألق بتصاميم دار Gucci وتكشف أمامكِ وجهاً مختلفاً يسمح لكِ بالتعرّف أكثر عليها وفهم أفكارها ورؤيتها الحياتية الجديدة.

رئيسة التحرير: Sima Maalouf

تصوير: Fouad Tadros

مساعدة في التصوير: Jeffrey Zamora

تنسيق: Daniel Negron لدى MMG Artists

شعر ومكياج: Ivanna

إنتاج: Kristine Dolor

اكتشف الجمهور قبل فترة بعداً جديداً أكثر صدقاً وأصالة من ليلى عبدالله، حين قررتِ مشاركة أجزاء مختلفة من تفاصيل رحلتكِ لاكتشاف ذاتكِ بعيداً عن كونكِ نجمة تمثيل معروفة، فلماذا قررتِ الانفتاح على الناس بحقائق مفاجئة وكانت مخفية و عنكِ؟

لأنني أدركت أنّ الكمال صورة مزيفة، وأنّ القوة الحقيقية تكمن في الصدق. لم أعد أريد أن أعيش وفقاً لتوقعات الآخرين، بل وفقاً لحقيقتي. بالنسبة لمشاركة رحلتي فقد كانت بالنسبة لي وكأنني أزيح ستاراً عن واقع مليء بالتجارب والمشاعر، وأردت أن أقول للناس من خلالها: أنا إنسانة مثلكم، أخطئ وأتعلّم وأتغيّر، ومعنى أن أكون تحت الأضواء لا يغيّر شيئاً من كوني شابة تبحث عن ذاتها وتريد الأفضل لنفسها.

قدّمتِ صورة حقيقية عن فتاة عاشت صراعات حياتية مختلفة لتصل اليوم إلى مرحلة النضوج الحالي. كيف ساهمت التجارب الصعبة في تقوية شخصيتكِ، وجعلكِ تعرفين قدراتكِ، وتحددين مكامن ضعفكِ لتعملي على تحسينها؟

التجارب الصعبة مثل المرايا، تجعلكِ ترين نفسكِ بوضوح. في البداية، قد تشعرين أنكِ تنهارين، لكن مع الوقت تكتشفين أنكِ كنتِ تُعيدين بناء نفسك. أدركت أنني أقوى مما كنت أظن، وأنني لست بحاجة لإثبات شيء لأحد، بل أن أكون صادقة مع نفسي. هذه التجارب علّمتني أنّ الضعف ليس عيباً، بل هو أول خطوة نحو القوة.



قميص أبيض واسع من القطن المكرامي بأكمام طويلة وتفاصيل من قماش البوبلين القطني، مع إغلاق بأزرار بولو معدنية تحمل شعار GG، وكاميسول قطنية قابلة للإزالة
سروال أبيض مبطن من القطن المكرامي بقصة واسعة عند الكاحل وتفاصيل من قماش البوبلين القطني، مع بطانة قطنية قابلة للإزالة
عقد معدني بتشطيب ذهبي وخرز من
اللؤلؤ الصناعي
حقيبة كتف صغيرة بسلسلة من الجلد المعدني الفضي مع قفل إغلاق

حدّثينا عن الفترات المصيرية التي أحدثتِ خلالها التغيير في حياتكِ؟ كيف كانت مشاعركِ وحالتكِ النفسية، وكيف عرفتِ أنّ وقت التغيير هو الآن؟

هناك لحظات لا أنساها لأنّها كانت نقطة تحول، مثل إدراكي أنني لم أعد أريد أن أكون الشابة المثالية التي يتوقعها الآخرون، أو قراري بأن أضع حدّاً لعلاقات استنزفتني. كل فترة صعبة مررت بها، كانت تحمل معها درساً، وفي كل مرة كنت أقول لنفسي: حان وقت التغيير. وهنا أقول إنّ التغيير لم يكن وليد لحظة، بل هو عبارة عن سلسلة من اللحظات التي أدركت فيها أنني أستحق الأفضل.

في رحلة اكتشاف ذاتكِ، ما هي الدروس التي تعلّمتِها في المراهقة، وفي أوائل العشرينات، واليوم مع زيادة النضوج والرؤية الحياتية لديكِ؟

في المراهقة، كنت أبحث عن القبول، في العشرينات كنت أبحث عن ذاتي، والآن أبحث عن السلام. تعلّمت أنّ رأي الآخرين لا يحدّدني، وأنني لن أرضي الجميع، ولا يجب أن أحاول حتى أدرك ذلك. الحياة ليست سباقاً، بل هي رحلة لاكتشاف الذات.

جذبت حياتكِ الخاصة الأنظار قبل فترة، فكيف تعاملتِ مع هذا الدخول الإجباري للجمهور إلى خصوصياتكِ، واستطعتِ أن تخرجي من هذه الفترة من دون التأثر نفسياً بالضغط الذي أحاطكِ؟

كان الأمر أشبه بالعاصفة التي تأتي فجأة وأنتِ في منتصف البحر. في البداية، شعرت أنني فقدت السيطرة، لكنني تعلمت أنني لست مسؤولة عن كل ما يُقال عني. اخترت أن أضع حدوداً، وأن لا أسمح بأن تُعرَّف حياتي من خلال عناوين الأخبار.

قميص بولو بأكمام طويلة مصنوع من مزيج لاميه وفيسكوز غير مبطن، بتصميم واسع ولون زهري، مع إغلاق بأزرار بولو
سروال مستقيم مصنوع من مزيج لاميه وفيسكوز غير مبطن، بلون زهري، مع خصر مطاطي

ليلى الشابة اللبنانية التي تربّت وكبرت في الكويت، كيف تأثرت بالمجتمع الخليجي وما الذي احتفظتِ به من والديها اللبنانيين؟

كبرت في بيئة خليجية مليئة بالدفء والترابط، وهذا جعلني أقدّر العائلة والعادات الجميلة. في الوقت نفسه، جذوري اللبنانية منحتني طاقة الشغف والإصرار. أنا مزيج من الاثنين، وهذا ما جعلني أرى العالم بنظرة مختلفة، لا تحصرني في هوية واحدة، بل تمنحني انتماءً متعدداً.

التمثيل جزء كبير من حياتك. كيف اكتشفتِ موهبتكِ وعرفتِ أنكِ تريدين التعبير عن أنواع مختلفة من المشاعر والحالات الإنسانية من خلاله؟

لم يكن الأمر قراراً واعياً، بل شعوراً داخلياً يدفعني نحو الكاميرا. التمثيل كان طريقاً لفهم نفسي، لأنه جعلني أعيش حيوات مختلفة، وأشعر بمشاعر لم أكن أعرفها عن نفسي. إنّه أكثر من مجرّد مهنة، إنّه طريقة لفهم الناس، والتعبير عن قصص قد لا تُقال بالكلمات.

مؤخراً قدمتِ فيلم "عريس وعروستين" مع Netflix، فحدّثينا عن هذا التعاون، وعن كيفية إجادة تقديم دور كوميدي مقنع؟

التجربة كانت مختلفة، خاصةً أنّ الكوميديا تحتاج إلى توقيت وإحساس معيّن. كان التحدّي أن أكون خفيفة وطبيعية، من دون أن يكون الأداء مصطنعاً. أحببت أنّ العمل يحمل طاقة إيجابية ويُضحك الناس، لأننا نحتاج أحياناً إلى هذا النوع من الأعمال وسط الدراما اليومية والضغوطات والمسؤوليات التي نعيشها.

كارديغان جاكار GG باللونين الفضي والأسود

تشاركين في مسلسل "عابر سبيل" الذي يُعرض في رمضان، فما الذي يميّز شخصيتكِ في العمل، وهل تتوقعين ردود الفعل التي ستلقاها؟

الشخصية فيها عمق وصراع داخلي، وهو ما جعلني أرتبط بها. أحب الأدوار التي تحمل بُعداً نفسياً، والتي تجعل المشاهد يتساءل: ماذا كنت سأفعل لو كنت مكانها؟، أحب أن أقدّم شخصيات ليست مثالية، بل بشرية بكل ما فيها من تناقضات، وأتمنّى أن تصل الشخصية إلى الجمهور فيفهمها ويتفاعل معها وينسجم مع الدور والعمل أيضاً.

تؤدين دور "سمر" في المسلسل الدرامي الجديد “أم أربع وأربعين”، الذي يسلط الضوء على حياة ثماني نساء يواجهن تحديات سن الأربعين، فماذا تقولين عن هذه الشخصية؟

دور سمر يمثّل العديد من النساء اللواتي يُحكَم عليهنّ بناءً على وظائفهنّ أو مظهرهنّ. أردت أن أقدّم هذه الشخصية لأساهم في تغيير هذه النظرة المجتمعية، التي ما زالت تحدد ما هو مقبول وغير مقبول للمرأة. سمر شخصية حقيقية، بضعفها وقوتها، وأتمنى أن تجد النساء أنفسهنّ في رحلتها. المسلسل يقدّم طرحاً عميقاً حول التوقعات المجتمعية من النساء في سن الأربعين، حيث تواجه الشخصيات الرئيسية تحديات تتعلق بالعمر والعلاقات والمهنة. ومن خلال شخصية سمر، أسعى إلى إبراز كيف يمكن للمرأة أن تكسر القوالب النمطية، وتعيش وفقاً لما تريده هي، لا ما يحدده المجتمع لها.

ما رأيكِ في الأعمال التي تقدّمها الدراما الخليجية بشكل خاص والعربية بشكل عام؟ ومتى نشهد منافستها للدراما التركية؟

أعتقد أنّ الدراما الخليجية تقدّم أعمالاً مهمة، وأرى أنّنا نبدأ بالتركيز على القصص التي تمسّ مشاعر الناس بدلاً من التقليد، وعندما نجرؤ على تقديم أعمال جريئة بأفكار جديدة، سنكون بكل قوة قادرون على المنافسة إقليمياً وعالمياً. لدينا مواهب استثنائية، لكن نحتاج إلى التحرر من القوالب النمطية.

فستان طويل فضي اللون بأكمام طويلة مصنوع من مزيج لاميه وفيسكوز غير مبطن، مزين بكريستالات على الياقة
أقراط معدنية بتشطيب بالاديوم ومزينة بكريستالات

ما رأيكِ بالبطولات النسائية عربياً؟ هل تطمحين للبطولة المطلقة أم يهمكِ الدور حتى لو كان صغيراً؟

بالنسبة لي، البطولة الحقيقية ليست بعدد المشاهد، بل بمدى تأثير الشخصية في سياق الأحداث. أفضّل دوراً صغيراً يترك بصمة في العمل ولدى الجمهور، على أن أقوم بالبطولة المطلقة التي قد لا تضيف لي شيئاً.

ما هي الشخصية التي قدّمتها وأتعبتكِ في التحضير والأداء؟ كيف تستعدين لدور جديد، وكيف تفصلين بين شخصيتكِ الحقيقة وتلك التي تقدّمينها على الشاشة؟

كل شخصية قدّمتها وأخطط لتقديمها، فيها تحدٍ مختلف، لكن الأدوار التي تتطلب عمقاً نفسياً دائماً تستنزفني. أحاول أن أعيش الشخصية بكل تفاصيلها، لكن الأهم أيضاً هو أن أعرف كيف أخرج منها بعد انتهاء التصوير.

هل من قضايا اجتماعية أو شبابية معيّنة تحبّين طرحها مستقبلاً من خلال أدواركِ؟

نعم، أريد تسليط الضوء على قصص النساء، ليس من زاوية الضحية فقط، بل من زاوية القوة. أريد أن أقدّم شخصيات نسائية تُلهم، وتُظهر أنّ القوة تأتي من الداخل وليس من الظروف التي قد تفرضها علينا الحياة أو العلاقات.

كارديغان غير مبطن مصنوع من صوف ناعم باللون الأخضر الباهت، بأكمام طويلة وتطريزات كريستالية على الياقة، وتفاصيل متباينة بشعار Gucci على الخصر
سروال مستقيم مصنوع من صوف ناعم للغاية باللون الأخضر الباهت، غير مبطن وبخصر مطاطي، مع تفاصيل متباينة بشعار Gucci
حقيبة يد Gucci Diana Piuma مصنوعة من جلد عاكس للضوء، باللون الفضّي الأصفر الجليدي
قفازات دانتيل بنقشة GG باللون الأزرق

حدّثينا عن تعاونكِ اليوم في جلسة التصوير مع دار Gucci. كيف عكست ِروح هذه الدار العريقة بأسلوبكِ الخاص؟

التعاون مع دار لها تاريخ طويل مثل Gucci كان ممتعاً، وأحببت أن أعكس روح الدار بأسلوبي الخاص،من دون أن أفقد هويتي.

تحافظين على مظهر طبيعي يعكس بشكل كبير الجمال العربي، فهل واجهتِ في فترة ما ضعف ثقة بالنفس يتعلّق بمظهركِ أم لطالما كنتِ راضية عن شكلكِ؟

مثل أي فتاة، مررتُ بلحظات شك، وهذا أمر طبيعي في كل المجتمعات، لكنني تعلمت أنّ الجمال الحقيقي هو في قبول الذات، وليس في محاولة إرضاء معايير غير واقعية، تتغيّر كل فترة ولا يجب أن تكون مفروضة أو نكون تحت الضغط لاعتمادها.

ما هي عاداتكِ التي تعتبرينها أساسية في إطار سعيكِ للحفاظ على سلامكِ واستقراركِ النفسي، كما نجاحكِ المهني؟

أنشد الهدوء، وأمارس التأمل، كما أبتعد قدر الإمكان عن الطاقة السلبية ومصادرها. تعلمت أنّ الراحة النفسية لا تأتي من الخارج، بل من الداخل.

تقدّمين محتوى ملهم بكل المقاييس عبر وسائل التواصل، فكيف تختارين رسائلكِ للنساء من خلاله وإلى أي مدى تعكسين حقيقتكِ أيضاً؟

لا أخطط لمحتواي أو أبرمج أفكاري لتظهر بشكل محدد، بل أكتب ما أشعر به، لأنني أريد أن أكون صادقة، فالناس يشعرون بالحقيقة، ولا شيء أقوى من ذلك.


فستان ماكسي من حرير الكادي غير مبطن باللون الخوخي الداكن، بأكمام طويلة، مع رداء من الخلف وياقة على شكل حرف V مع أربطة وحزام على الخصر

مع دخولنا سنة جديدة، هل تضعين قرارات وأهداف لكل عام؟

نعم، لكنني أترك مجالاً للمفاجآت. أحياناً، الحياة تأخذنا إلى أماكن لم نخطط لها، لكنها تكون الأجمل.

كيف ستستمرين بإلهام الشابات اللواتي يعتبرك مثالاً أعلى في اكتشاف الذات وتحقيق الطموح المهني؟

بأن أكون صادقة. ليس دوري أن أقول لهن كيف يعشن حياتهن، بل أن أكون مثالًا على أن كل واحدة قادرة على كتابة قصتها الخاصة. 

 فستان ماكسي من حرير الكادي غير مبطن باللون الخوخي الداكن، بأكمام طويلة، مع رداء من الخلف وياقة على شكل حرف V مع أربطة وحزام على الخص

 

 
العلامات: Gucci غوتشي
شارك