لوجينا صلاح في حديث عن الجمال والنظرة الإيجابية إلى الذات
حوّلت لوجينا صلاح مرض البهاق الذي تعاني منها إلى نقطة قوة تميّزت بها بين النساء المؤثرات وإلى مصدر إلهام لعدد كبير من الأشخاص الذين يخشون مصطلح «المثالية». ولذلك، وبما أنّه لا يمكن التحدّث عن الهوية بدون مرور الكرام من جانب تقبّل الذات وامتلاك نظرة إيجابية نحوها، كانت لنا هذه المقابلة المميّزة بالفعل مع لوجينا.
من هي لوجينا صلاح؟ كيف تحبّين التعريف عن هويتك؟
بما أنّني في نمو وتغيّر مستمرّين، أفضّل عدم الاكتفاء بتعريف واحد. ولكن، لو توجّب عليّ تلخيص شغفي وأولوياتي مؤخراً، فقد أقول إنّني من مناصرات النظرة الإيجابية إلى البشرة وعارضة أزياء وأم، أنا إنسان. وقد يكون أفضل تعريف بالنسبة إليّ هو التعريف الحقيقي والصادق، مهما كان ما يشعر به الآخرون تجاهي أو كيف ينظرون إليّ.
لم تختاري إخفاء هويتكِ الحقيقية، على الرغم من الصورة المثالية التي تنعكس أمامنا على مواقع التواصل الاجتماعي. لماذا اخترتِ هذا المسار؟ وما هي الرسالة التي تحرصين على إيصالها عبر كل ما تقومين به؟
بما أنّ معظم حياتنا أصبحت معروضة على منصات عامة، قد تكون المعايير الجمالية في بعض الأحيان قاسية وغير عادلة ومعقّدة. وبصراحة، لا أقبل بهذه المقاييس لا لنفسي ولا حتّى لابنتي. فبالنسبة إليّ، أريد أن أمثّل معياراً جمالياً بديلاً لنفسي الأصغر سناً ولكل من تتميّز بجمال “غير تقليدي”. وفيما تشكّل مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً أو ساحة لعب، أختار أن أُظهر عبرها أجزاء حقيقية من رحلتي، ولذلك هي لا تحدّد هويتي أو قيمتي أو جمالي. ولذلك، من الضروري أن تتذكّر كل منّا أنّها لا تنتمي إلى العالم الرقمي وأن تتأكّد من أنّها تحب نفسها تماماً وتهتمّ بها للغاية بدون أن تكتفي بالإعجاب بها.
لا شكّ في أنّكِ واجهتِ الكثير من الصعوبات والتحديات قبل التوصّل إلى هذه القناعة وهذا المستوى من تقبّل الذات. أخبرينا أكثر عن ذلك.
لن أكذب وأقول إنّني أشعر بأنّني جميلة أو مثالية كل يوم! فتماماً كما أي شخص، أعيش أحياناً أياماً جميلة فيما أختبر أحياناً أخرى أياماً سيئة. فتقبُّل الذات ليس مرحلة نهائية نصل إليها، بل هي عملية متواصلة نبنيها من خلال القرارات التي نتّخذها يومياً والمعاملة اللطيفة التي نتفاعل بواسطها مع أنفسنا كما الالتزام بالعمل لمعالجة الجوانب التي تزعزع شعورنا بالأمان والجوانب التي تشكّل نقاط ضعف لدينا.
وفي الواقع، اكتشفت في الفترة الأخيرة أنّني أستمتع للغاية وأنا أقوم بتجارب ذات صلة بالموضة والجمال وصورتي الشخصية، وبصراحة، ساعدني ذلك كثيراً على الخروج من منطقة الراحة. فقد تعلّمت أنّ هويتي ليست ثابتة، بل أنّني أستطيع أن أتطوّر وأتقدّم وأن أكون مرنة – وأنّني أستطيع أيضاً القيام بأخطاء. أمّا من الناحية المهنية، فأطمح لتزداد شهرتي العالمية في مجالَي الجمال وعرض الأزياء. فأنا أختار أن أكون على حقيقتي كل يوم، كي أكون أنا بنفسي من يحقّق كل هذه الإنجازات، وليس أي أحد آخر.
برأيك، لماذا يشكّل حب الذات وتقبّل الذات أحياناً مهمة صعبة لبعض النساء؟ وكيف تنصحين هؤلاء بتجاوز المشاعر السلبية؟
بصراحة، أعتقد أنّ تقبل الذات أمر صعب على الجميع! وبالنسبة إليّ تحديداً، حين تنتابني الكثير من المشاعر السلبية من جراء عملي كمؤثرة في عالم الجمال، أحاول أن أفصل بين هويتي الشخصية وهويتي المهنية، وهذا يساعدني بالفعل. فأنا أفهم تماماً أنّ عملي هو طريقة للتعبير عن ذاتي، إنّما ليس ذاتي. كذلك، أحاول أن أبعد من يؤثر على طريقة تفكيري، أي أن أفرّق بين النصائح الشخصية والنصائح المهنية. ولن أنسَ طبعاً أنّ التواجد مع ابنتي يساعدني على إبعاد السلبية.
كيف تصفين الرابط بين الجمال والإيجابية؟ وكيف يؤثران معاً على جميع جوانب حياتنا؟
أعتقد أنّ مفهوم الجمال أوسع بكثير ممّا يبدو عليه في المنصات الإعلامية. فحين تختارين أن تمثّلي جمالكِ الخاص، تدعمين فئة كبيرة لم تحظ ربّما بأي اهتمام من قبل وتم تجاهلها قبل أن ترفعي بنفسكِ الصوت وتختاري التعبير بصدق.
ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى كل امرأة تواجه مشكلة جمالية وتخشى تقبّل ذاتها، فتفضّل البقاء في الظلمة؟
من الصعب أن تحبّي نفسكِ وتقدّريها لو أحطت نفسك دائماً بظروف تشعركِ بأنّك لست كافية. لذلك، قد تكون نقطة الانطلاق في هذه الرحلة هي الالتزام بمعاملة ذاتكِ بلطف وبنشر الأفكار الجيدة والإيجابية في عقلكِ وطريقة تفكيرك. ركّزي على الأمور التي تستطيعين التحكّم بها وابحثي عن البيئة التي تستطيعين فيها تقديم مساهمة تُشعركِ بالحب والقيمة، لا سيّما في الأيام التي تكونين فيها محبطة وعاجزة عن دعم نفسك.
اقرئي أيضاً: كل ما يهمّك عن صورة الجسم الإيجابية وتأثيرها على الصحة النفسية