
لماذا كانت الرياض قديماً تسمى حجر اليمامة؟

قبل أن تُعرف باسمها الحالي "الرياض"، كانت عاصمة المملكة العربية السعودية تُسمّى قديمًا "حَجْر اليمامة"، وهو اسم ارتبط بتاريخ عريق يعود إلى ما قبل الإسلام بقرون. فما أصل هذه التسمية؟ وما الذي جعل هذا الاسم يبرز في كتب التاريخ والجغرافيا الإسلامية؟
سُميت الرياض قديمًا بـ "حَجْر اليمامة" نسبة إلى مدينة "حَجْر"، وهي إحدى أقدم المدن التي نشأت في وسط الجزيرة العربية، وكانت تقع في نفس موقع مدينة الرياض الحالية تقريبًا.
إقرأي أيضاً: بات للمملكة العربية السعودية حي إبداعي في الرياض!
لماذا سُميت "حَجْر اليمامة"؟
• "حَجْر" في اللغة العربية تعني المنع أو الحماية، وقد سُمّيت المدينة بهذا الاسم لأنها كانت محصّنة بأسوار قوية، تحيط بها لحمايتها من الغزوات.
• "اليمامة" هو اسم الإقليم القديم الذي كانت تقع فيه المدينة، ويشمل مناطق واسعة من وسط الجزيرة العربية.
فأصبحت تُعرف بـ "حَجْر اليمامة" لتمييزها عن غيرها من الأماكن باسم "حَجْر".
مركز حضاري بارز
كانت "حَجْر اليمامة" من أهم مدن وسط الجزيرة العربية في الجاهلية والإسلام. فقد أسّستها قبيلة بني حنيفة في القرن الخامس الميلادي، وجعلوا منها عاصمة لإقليم اليمامة. وازدهرت المدينة بالزراعة والتجارة، لوفرة المياه وخصوبة الأرض، فكانت تُعرف بكثرة العيون والروابي الخضراء.
دورها في التاريخ الإسلامي
برزت "حَجْر اليمامة" بشكل خاص في صدر الإسلام، وذُكرت في حروب الردة، حيث كانت معقلًا لـ مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، وخاض ضده الصحابي خالد بن الوليد معركة شهيرة سُمّيت بـ "معركة اليمامة". بعدها، أصبحت "حَجْر" مركزًا تابعًا للدولة الإسلامية، واستمرت كمركز ديني وتجاري لعقود.
من "حَجْر" إلى "الرياض"
مع مرور الزمن، بدأ اسم "حَجْر" يتراجع نتيجة التغيرات السياسية والطبيعية، وظهرت في المنطقة مزارع وقرى خضراء تُسمّى "رياضًا"، نسبة إلى كلمة "روضة" التي تعني الأرض الخضراء الخصبة. ومع القرن الثامن عشر، بدأ الاسم الجديد "الرياض" يطغى تدريجيًا، إلى أن أصبح الاسم الرسمي للمدينة، خصوصًا بعد أن أصبحت عاصمة للدولة السعودية الثانية ثم الثالثة.
إقرأي أيضاً: ابرز معالم الرياض... لا تفوتي زيارتها!