فاطمة الكردي: حب الذات يعني الاهتمام بالعقل والقلب والروح لنقتنع أننا نستحق الأفضل

كيف يمكن أن تعبري عن حبّ الذات؟ سؤال طرحناه على أربع فنانات ومصممات عربيات شابات موهوبات، وتركن لهن الحرية لإبداع ما يعكس هذا المفهوم، من خلال كلمات، صور، تعابير، رسومات، أفكار، أفلام، أغاني.. وكل ما يخطر في بالهن.

اهتمام فاطمة الكردي بالفنون بدأ منذ سن صغيرة ولكن قرارها بدراسة تاريخ الفن والآثار في جامعة السوربون أبوظبي، مع التركيز على الفن الغربي والفن الإسلامي، فتح عينيها على دور الفنون في كيفية رؤية الشعوب أنفسهم وللعالم من حولهم. فهي ترى أن دراسة تاريخ الفن تساعد على فهم التغييرات في العالم وكيف نشأ المجتمع الذي نعيش فيه، لأنه من خلال دراسة الماضي يمكننا فهم الحاضر. عملت فاطمة مع مجموعة الفن في القصر الرئاسي في أبوظبي، وفي متحف اللوفر أبوظبي، وهي اليوم قيّمة فنية تشارك تجاربها وأفكارها وتصوراتها حول عالم الفن من خلال صفحتها عبر إنستغرام: fatimalkurdi. فكيف عبّرت لنا بطريقتها الخاصة عن رؤيتها لحب الذات؟ اكتشفي من خلال الصور والإجابات.

ما الذي يعنيه لك حب الذات؟

حب الذات بالنسبة لي يعني التعاطف والرحمة مع النفس. إنه يتعلق بعدم المبالغة بالشعور بالذنب أو السماح للنفس بالضياع من كثرة التفكير المفرط. يعني الاهتمام بالعقل والقلب والروح، لنصل إلى يقين أننا لا نستحق سوى الأفضل، وعلينا التصرف بناءً على هذا الاعتقاد.

هل يمكنك مشاركتنا بكتب أو أغان أو لوحات أو غيرها من التأثيرات التي ساعدتك في رحلتك نحو حب الذات؟

تأثرت كثيراً بكتاب قاعدة الخمس ثوانٍ للكاتبة المعروفة ميل روبنز، فبعد قراءته انعكست الكثير من أفكاره على ممارساتي اليومية. يصف كتابها كيفية دفع نفسك في 5 ثوانٍ فقط للتوقف عن المماطلة والبدء في أن تصبح الشخص الذي من المفترض أن تكونه. أحد الاقتباسات التي تردد صداها حقًا في ذهني هو: "لا أحد سيساعدك، ما تملكه هو أنت وأنت فقط" بالنسبة لي كانت هذه رسالة مباشرة منها تحث على حب الذات والاهتمام بها لأنها ستكون الداعم الوحيد لنا حين نقع. أحب أغنية I Am Woman للفنانة Emmy Meli فهي تمنحني القوة وتذكرني بمن أنا حقًا، لذا أعتبرها بمثابة شعاري لحب الذات.

ما هي الممارسات التي تجعلك سعيدة؟ وكيف تكافئين نفسك بعد النجاح لتستمري في السعي نحو تقديم المزيد؟

أحب التسوق والرياضة، كما أن القهوة ببساطتها قادرة على إسعادي، فهي تغيّر يومي وتجعله أكثر راحة، كما أعشق المشي في وقت متأخر من الليل، وأخص ذاتي بوجبة طعامي المفضلة وهي سمك الهاماشي من حين لآخر، فأظل سعيدة بعدها لحوالي الأسبوع!

كما أعشق شراء الأحذية ويجعلني الحصول على حذاء ذي كعب عالي أو حذاء رياضي مريح، سعيدة لشهور، أما العمل الفني الجديد والثري بأفكاره، فيمكن أن يقلب مزاجي ويجلب لي السعادة لسنوات! وبالطبع، فإن الرحلات مع صديقاتي أو أقاربي وأهلي تخلق ذكريات سعيدة مدى الحياة.

متى اكتشفت أن حب الذات ضروري وليس فعلاً أنانيًا كما كان يقال في الموروث الشعبي سابقاً؟

أدركت أن حب الذات ضروري عندما لاحظت أنني كنت دائمًا أسعى لإرضاء الناس وأعطي أكثر من اللازم، وبحلول نهاية اليوم، كنت أشعر بالفراغ وبأني مستهلكة. لم يحدث ذلك بين عشية وضحاها، ولكن مع مرور الوقت، فهمت أنني لا أستطيع حقًا الاهتمام بالآخرين إذا لم أعتني بنفسي أولاً. وصلت إلى نقطة قلت فيها لنفسي، "لا أريد أن أشعر بهذا بعد الآن". عندها أدركت أن حب الذات ليس أنانية بل ضرورة لنستمر في العطاء والإنجاز.

كيف يمكننا التوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين؟ في محاولة لعدم إحباط أنفسنا أو التأثر سلبًا بالعيوب التي نراها في الذات بعد المقارنة؟

لا أقارن نفسي أبدًا بأي شخص لأني اعتدت على التركيز على نفسي منذ كنت صغيرة جداً في السن، واستمر هذا الأمر معي بعد أن دخلت الحياة العملية، وأدركت أن هذا هو الصواب وهو أنّ هناك شخص واحد يستحق تركيزي وهو لى أنا. أعترف بوجود الآخرين، بالطبع، لكن مدى ذكائهم لا يزعجني أبدًا. لأن حياتي، رحلتي، وقيمي هي ملكي تمامًا، وهي ما تعنيني: أرى نفسي فريدة، وأحتضن هذه الفرادة، أقدرها وأشعر بها وأمتلكها.

كيف يمكننا وضع أطر وحدود صحيحة للعلاقات التي نعيشها؟ وكيف تمكننا العلاقات غير السامة والصحية من اكتشاف حقيقتنا وإيلاءها الاهتمام الذي تحتاجه لتنمو وتتطور؟

أدركت في رحلتي الحياتية أن الأشخاص السامين لا يمكن تغييرهم.. إنه سلوك، وليس من وظيفتي العمل على تغيير أي شخص. سواء في العمل أو الحياة العاطفية أو الصداقات، تنطبق نفس القواعد بالنسبة لي وهي: وضع الحدود، وخلق المسافة، والتمتع بالقوة لقول "لا" عند الضرورة. إن الدفاع عن نفسي، وعدم تدخل الغير في شؤوني، وعدم التظاهر بالصغر لإرضاء الآخرين، كلها أمور بالغة الأهمية في بناء علاقات صحية وغير سامة.. وهذه الأطر بالتحديد هي المفتاح لاكتشاف الذات وحبها.

اقرئي المزيد: داليا عمران: حين نحب ذاتنا نكون في وضع أفضل للتأثير بشكل إيجابي على من حولنا