علم الحركة ودوره في تعزيز الطاقة والشفاء من الأمراض
لا نعرف الكثير عن علم الحركة أو عن كيفيّة تأثيره على طاقتنا وانعكاسه على حالتنا النفسيّة والذهنيّة، لذا التقينا Richie Inskip، المعالج الرياضي والخبير في هذا العلم فشرح لنا الكثير عنه وعرّفه بالقول: «هو علم يدرس الحركة وتحديداً حركة الجسم ووظيفتها. وتفصيلاً، من خلال فهم الآليّة الحيويّة للجسم وعلم وظائف الأعضاء، يمكن فهم مبادئ الحركة الديناميكيّة التي نقوم بها يوميّاً. أمّا علم الحركة التطبيقي، فمختلف تماماً ويُنظر إليه على أنّه تقنيّة من الطبّ البديل تلجأ إلى اختبار قوّة العضلات لتشخيص المشاكل وتحديد أفضل مسار لعلاجها».
يقول الخبير: «كمعالجين رياضيّين، يمكننا استخدام مفاهيم علم الحركة وتطبيق بعض منها لا سيّما من خلال اختبار العضلات وحركة الجسم. وإذا أخذنا هذا المجال على أنّه دراسة وظيفيّة للحركة، يمكننا اعتباره علماً بحدّ ذاته. ثمّة سوء فهم بين علم الحركة وعلم الحركة التطبيقي. فهذا الأخير هو أحد أشكال العلاج وهو يستخدم نتائج اختبارات العضلات أو كيفيّة تفاعل الجسم مع عناصر معيّنة لتسليط الضوء على مشاكل الجسم ومعالجتها. ولكن، تجدر الإشارة إلى أنّ البعض يعتبر أنّ علم الحركة التطبيقي لا يتمتّع بالخلفيّة العلميّة اللازمة».
الحركة مفتاح العقل الصحّي والجسم السليم
سألناه: كيف يمكن استخدام هذا العلم في حياتنا اليوميّة؟ فأجاب: «يمكن اللجوء إلى علم الحركة بصورة يوميّة. فنظراً إلى أنّه دراسة للحركة، يخوّلنا تحليل كيفية تحرّك الجسم وفهم مبادئ هذه الحركة إذ قد ننسى أنّ الوظيفة الأساسيّة لدماغنا تتمثّل في خلق الحركة، سواء اقتصرت على غمضة عين أو نبضة قلب
أو الركض بأقصى سرعة. فالحقيقة أنّ الحركة تحدث على المستوى العصبي وتحفّز الدماغ بشكل كبير. لذلك، كلّما تحرّكنا أكثر كلّما ازداد التحفيز الذي نحدثه لأدمغتنا. لذا، يمكننا التأكيد على أنّ الحركة هي المفتاح لعقل سليم وجسم صحّي. وبالتالي، تعتبر الحركة اليوميّة أمر ضروري لنا. والواقع أنّ الخمول هو إحدى المشاكل الرئيسيّة التي نواجهها اليوم، فنحن في حالة جلوس دائمة إمّا وراء المكتب أو خلف مقود السيّارة أو مع أحبّائنا أثناء مشاهدة فيلم. إلّا أنّ بنية الجسم لم تصمّم قطّ للجلوس لفترات طويلة، ناهيك عن 8 ساعات نوم في اليوم. ومع التكنولوجيا الحديثة في عصرنا هذا، من السهل جدّاً تتبّع مقدار حركتنا ومراقبتها، لذا أنصح الجميع بالبدء في تتبّع خطواتهم وإحداث تغييرات طفيفة في روتينهم اليومي. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام السلالم بدلاً من المصعد ومحاولة السير 0001 خطوة يوميّاً أو ممارسة التمارين الرياضيّة لمدّة 02 دقيقة على الأقلّ يوميّاً».
التحكّم بالأمور هو المفتاح
أضاف eihciR: «من أهمّ المشاكل التي نواجهها اليوم عدم تقديرنا لحركتنا إذ نفقد سيطرتنا على الكثير من الأمور عندما نشعر بالتعب
أو الكسل أو الإجهاد أو الإرهاق. والواقع أنّ التحكّم بالأمور هو المفتاح، فعندما نفقد سيطرتنا ولو في أبسط الأمور مثل الطريقة التي نتحرّك بها، فإنّنا نفقد السيطرة هذه في أماكن أخرى من حياتنا، فنصبح مثلاً غير قادرين على ضبط النفس في البيئات والظروف التي تسبّب لنا التوتّر. أمّا إذا تعلّمنا ضبط النفس من خلال الحركة أو إيجاد دافع لممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، فإنّنا نعلّم أنفسنا الانضباط وبالتالي نكسب عافيتنا. ومع مرور الوقت، نصبح أكثر إدراكاً لأهميّة جسمنا ونعرف كيفيّة مدّه بالطاقة وكذلك نوع الطعام الذي نستهلكه وكيف يمكننا تغييره لتعزيز صحّتنا».
أمّا عن التمارين التي تسمح لنا بتخفيف العصبيّة والسلوك العنيف، فحدّدها بنوعين وقال: «يعتبر النوع الأوّل من ضمن تمارين التدريب المتواتر عالي الكثافة التي تدعى HIIT. ويتطلّب هذا التمرين أنواعاً من الحركات يتمّ تنفيذها بكثافة عالية على فترات قصيرة مع حدّ أدنى من الراحة. وتعتبر هذه التمارين ممتازة لخسارة الوزن والتخلّص من الإرهاق الذي قد يتراكم على مدار اليوم. وتدوم جلسات التدريب بين الـ02 والـ54 دقيقة. أمّا النوع الثاني من التمارين التي أحبّ ممارستها، فهي اليوغا وعادةً ما أمارسها مرّتين إلى ثلاث مرّات في الأسبوع. وعلى الصعيد الشخصي، أحبّ اتّباع أساليب ahtaH وasayniVوagnathsA في اليوغا لمساعدتي على تحسين مرونتي وقوّتي وحركتي. ومن المفيد أيضاً التركيز على الوضوح العقلي وجودة التنفّس خلال هذه الجلسات وأخذ الوقت للتركيز على الذات وعلى الراحة العقليّة. لذا، أرى أنّ اليوغا تمرين مثالي ليخرج المرء نفسه من محيطه المرهق ويتأمّل في نفسه الداخليّة».
طلبنا من piksnI إعطاءنا حركات بسيطة يمكن ممارستها للشعور بالاسترخاء بعد يوم طويل ومتعب، فقال: «أفضل التمارين هي تلك المعروفة باسم noitatulaS nuS، وهي مجموعة تمارين تتراوح بين التمدّد والقوّة يبلغ عددها 12 حركة تتمّ ممارستها دفعة واحدة. والرائع أنّ كلّ حركة تأتي بالتزامن مع الشهيق والزفير. وتساعد هذه التمارين على بناء القوّة وزيادة المرونة وكذلك على الاسترخاء بعد يوم شاقّ. لذا، يمكن أن ننهي بها نهارنا كما أنّها طريقة رائعة لبدء اليوم».
إقرئي المزيد: 5 كتب تساعدك على تحسين صحتك النفسية والجسدية