علاقة وطيدة بينك وبين طبيبتك

أثبتت الدراسات أنّ العلاقة الجيّدة بين المريض والطبيب لا تحسّن نتائج العلاج وحسب إنّما اهتمام المريض الدوري بصحّته أيضاً. فكيف تحرصين إذاً على بناء علاقة جيّدة ومتينة بينك وبين طبيبتك؟

لو استيقظت في إحدى الليالي لأنّك تشعرين بنوع من الألم والانزعاج، تبحثين عن أيّ دواء مناسب وتتناولينه وتريحين نفسك في اليوم التالي. غير أنّ بعض النساء لا يكتفين بذلك، لا سيّما إن شعرن بأعراض مؤلمة للغاية، فيرسلن إلى الطبيبة رسالة هاتفيّة طلباً للاستشارة أو المساعدة أو حتى يتّصلن بها مباشرة. فالعلاقة بين الجهتين في هذه الحالة تكون قويّة ومتينة وتتخطّى الحدود المرسومة بين الطبيبة والمريضة لتتحوّل إلى علاقة صداقة. ولا بدّ من القول إنّ بناء هذا الرابط القوي يعني الحصول على صحّة أفضل، وذلك وفقاً لما أشارت إليه دراسات حديثة.

اقرئي: 5 خطوات تعزّز ثقتك بنفسك

الانعكاس الإيجابي على الصحّة

«لم قد تؤثّر العلاقة الجيّدة بيني وبين الطبيبة على صحّتي؟»، سؤال قد يراود كثيرات ممّن لا يدركن أنّ الرابط الذي يبنى بين الجهتين أساسي للغاية. فحين تتقرّبين من طبيبتك، تطوقين إلى رؤيتها وترتكزين على الصراحة التامة في كل مرّة ترغبين في مشاركتها إحدى مشكلاتك. بالإضافة إلى ذلك، تدفعين نفسك إلى اتّباع إرشاداتها الضروريّة لعلاج مرض تعانين منه أو حتى الحفاظ على صحّتك بشكل عام. وفي هذه الحالة، لا تبقى النصائح مجرّد تفاصيل تُفرض على يوميّاتك إنّما خطوات لا تتجزّأ من حياتك.

حان دورك!

وإن كنت ترغبين بدورك في تعزيز العلاقة بينك وبين طبيبتك، اتّبعي النصائح التي سنقدّمها لك اليوم.

جهّزي نفسك للموعد

إن أشرنا لك إلى ضرورة تجهيز نفسك لموعدك أو للقائك مع الطبيبة، لا نعني الالتزام بالوقت والساعة المتّفق عليهما وحسب، بل أكثر من ذلك. فكّري أوّلاً بأعراض صحيّة غير اعتياديّة أحسست بها في الفترة الماضية واحرصي على تدوينها على ورقة كي تتذكّري استشارة الطبيبة بشأنها. كما وتأكّدي من اصطحابك لأيّ أدوية توجّب عليك تناولها في الفترة ذاتها. بالإضافة إلى ذلك، لا تنسي أن تدوّني أيّ خطوات صحيّة قمت بها مؤخّراً كقيامك بأيّ طعم أو خضوعك لأيّ فحص أو صورة شعاعيّة، مع ضرورة اصطحاب النتائج معك في هذه الحالة.

حدّدي مشاكلك وفقاً للأولويّة

لا شكّ في أنّك تعلمين أنّ معظم الطبيبات، إن لم نقل جميعهنّ، يواجهن مشكلة ضيق الوقت، ما يعني أنّهنّ ما يلبثن أن ينتهين من مريضة حتى يستقبلن أخرى في العيادة. غير أنّ أمراً كهذا لا يعني أن تغيّري ما تحتاجين إلى معرفته من طبيبتك. لذلك، إليك الخطوة الواجب القيام بها: قبل الموعد المحدّد لزيارتك، ضعي قائمة بالمشاكل التي ترغبين في علاجها وبالأمور التي تودّين سؤال الطبيبة عنها. ومع بداية الموعد، أطلعي هذه الأخيرة على قائمتك لتحدّدا معاً ما ستتطرّقان إليه وفقاً للأهميّة والأولويّة، مع إمكانيّة تأجيل بعض التفاصيل أو النقاط إلى موعد لاحق.

المزيد: الإنفلونزا: ما هي وكيف يمكننا الوقاية منها؟

شاركيها قلقك

حين تزورين الطبيبة عادة، تشاركينها المشكلة التي تعانين منها. لنقل مثلاً إنّ رجلك تؤلمك منذ فترة، فاتّصلت بطبيبتك وطلبت منها موعداً. وفي اليوم المحدّد للّقاء، أخبرتها عن الألم الذي تشعرين به لتجدا معاً سبب المشكلة وبعدها العلاج المناسب. ولكن، في حالة كهذه، لا يكفي أن تخبري طبيبتك بالألم وحسب، بل لا بدّ أن تشاركيها أيضاً قلقك حيال الخضوع لعمليّة جراحيّة مثلاً أو الاضطرار إلى تناول أدوية قد تؤثّر سلباً على جسمك أو حياتك أو حتى أيّ أمر آخر يخطر في بالك. فإن لم تتّبعي هذه الخطوة، لن تنجح الطبيبة في علاج المشكلة تماماً، إذ قد تعالجها من الخارج وليس من الباطن.

احصلي على المعلومات اللازمة

كثيرات منّا يزرن الطبيبة ويخرجن من عيادتها من دون أن يفهمن أمراً قالته لهنّ أو أشارت إليه. غير أنّ هذه الخطوة ليست صائبة، فلا بدّ للموعد بين الطبيبة والمريضة أن يحقّق هدفه، ألا وهو معالجة المسائل من الجوانب كافّة. لذلك، اسعي إلى فهم كل كلمة تقولها لك الطبيبة، لأنّك حين تخرجين من عندها، تتحمّلين مسؤوليّة كل نصيحة سمعتها منها وكل خطوة عليك اتّباعها في الفترة المقبلة.انطلاقاً من ذلك، اسأليها عن كل عبارة يصعب عليك فهمها وعن أيّ اسم تسمعين به للمرّة الأولى. ولا بدّ من القول إنّ الطبيبة تصبح أكثر تفاعلاً إن التمست اهتمام المريضة وحرصها على سؤالها عن الأمور غير الواضحة وغير المفهومة.

دوّني المعلومات من دون تردّد وخجل

كثيرة هي المعلومات التي تتلقّينها في كل مرّة تزورين فيها طبيبتك، غير أنّ عقلك يستوعب من دون شكّ كمّاً معيّناً منها فيما يقع ما تبقّى في دوّامة النسيان. لذلك، ننصحك بتدوين المعلومات الأساسيّة والهامّة التي تحصلين عليها خلال اللقاء، لا سيّما إن كنتما تعمدان إلى علاج مشكلة صحيّة أساسيّة. وإن شعرت بأنّك غير قادرة على التركيز على المعلومات التي تتلقّينها وعلى تدوينها في الوقت نفسه، اصحبي معك إلى العيادة والدتك أو شقيقتك أو إحدى صديقاتك المقرّبات لتقوم بنفسها بمهمّة تدوين المعلومات. وتكمن أهميّة هذه الخطوة في عدم نسيان أيّ تفصيل جوهري وفي التركيز على ما دُوّن في وقت لاحق للتمعّن به.

أخبريها عن لقاءاتك بطبيبات أخريات

قد تضطرين أحياناً إلى زيارة طبيبة غير طبيبتك الخاصة أي تلك التي تهتمّ بصحّتك وتتابعك عادة، كحين تشعرين بوعكة صحيّة مفاجئة وتحتاجين إلى استشارة طارئة. وفي حالات كهذه، احرصي على إخبار طبيبتك بما جرى معك وبالاستشارة التي قمت بها. وفي حال أجريت فحوصات ليست على دراية بها، اصحبي معك النتائج لتبقى على اطّلاع تام بكل التفاصيل التي تتعلّق بصحّتك.

اتّفقي معها على الأوقات الأنسب

لتكون العلاقة وطيدة بينك وبين الطبيبة ولتتجنّبي أي انزعاج من الطرفين، لا بدّ لك من سؤالها عن الأوقات الأنسب كي تتّصلي بها في حال أردت استشارتها بأمر ما لا يدعو إلى زيارتها. كما واستفسري منها عن كيفيّة الاتّصال بها مباشرة في حال واجهت حالة صحيّة طارئة تستوجب تدخّلها ومساعدتها.

اقرئي أيضاً:10 أطعمة تحارب السرطان

أبلغيها أنّها لا تنجح معك

التحدّث عن السلبيّات صعب ويحتاج نوعاً من الجرأة والشجاعة. غير أنّ الصدق والصراحة ركيزتان أساسيّتان في أيّ علاقة تربطك بإحداهنّ. والأمر سيّان بالنسبة إلى الرابط بينك وبين طبيبتك،
إذ عليك مصارحتها في حال شعرت بأنّها تعجز عن أداء مهمّتها معك أي أنّها لا تلبّي حاجاتك الطبيّة وتفشل في علاج مشكلة تعانين منها.

ولكن، لا تتسرّعي في الحكم على طبيبتك وامنحيها بعض الوقت لتثبت نفسها، وإن راودك هذا الشعور بعد مرور مدّة معيّنة ومواجهة عدد من الصعوبات، صارحيها بذلك.

 
شارك