طرق متاحة لاكتساب عادات مفيدة مع مدربة الحياة هبة كبارة
درست هبة كبارة مجال المختبرات الطبية وارتأت أن تفتتح مشروعها التجاري الخاص الذي حققت النجاح فيه، ولكنها لطالما أحست أنها ترغب بالمزيد، وأن هناك فجوة فارغة في داخلها، تبحث عمّا يملؤها. دخولها مجال الكوتشينغ حصل بالصدفة بعد أن نصحتها صديقتها بالحصول على دورة متخصصة، فانجذبت نحو التفكير الإيجابي والتنويم المغناطيسي وتعمقت في أهمية النوم لتعزيز الإنتاجية وتحسين جودة الحياة. بعدها باتت هبة تبحث في محيطها عن دورات أخرى لتحضرها، كما شاركت في ورش عمل أونلاين وسافرت خارج بلدها لكي تزيد معارفها في هذا المجال فتصير اليوم صاحبة رأي موثوق وتشارك خبراتها التي تراكمت على مدى أكثر من 6 سنوات من خلال صفحتها عبر إنستغرام: coachibak. التقيناها لنتحدث عن كيفية الاستفادة من شهر رمضان لتحسين الذات وتغيير العادات القديمة نحو الأفضل.
خلال شهر رمضان تتغير عادات النوم لدينا، ما يتسبب بالكثير من التغييرات المزعجة خلال يومنا، كيف نحسّن نومنا أيام الصوم؟
تتغير كل العادات خلال الشهر الفضيل، ما يؤثر على نومنا ونمط غذائنا وحياتنا بشكل عام، من هنا ضرورة تصميم عادات مفيدة والمثابرة على الالتزام بها لكي تتحول إلى جزء من يومياتنا. من الضروري إذاً التخطيط للمهام الرئيسية في يومنا، فهذه الخطة المفصلة ستنعكس على دماغنا فيكون مرتاحاً، وبالتالي سيخف التوتر والقلق وننفذ مهامنا بسلاسة وتركيز. فلنتخلص إذاً من الفوضى في الأفكار وسينعكس هذا الإنجاز على أنفسنا وعلى علاقتنا بمن حولنا.
يعد شهر الصوم فرصة مثالية لإرساء نظام جديد، صحيح أن الأمر يكون صعباً في بدياته ولكن مع التعود ستلاحظين الفرق في نشاطك وإنتاجيتك. من هنا أشجع المرأة على تقسيم الوقت بشكل صحيح ومثمر، فتعطي حيزاً لنفسها وآخر لأولادها وزوجها وثالث لعملها ورابع لنشاطاتها الاجتماعية، وخامس لواجباتها الدينية، ولا تجهد نفسها فوق طاقتها، بل عليها حين تشعر أنها متعبة أن ترتاح وتكون هي الأولوية. هنا سأركز قليلاً على موضوع النوم، فأنصح كل شابة أن تعرف جيداً حاجتها منه بحسب ساعتها البيولوجية: هل تحتاج إلى 6 ساعات أو ربما ثمانية؟ هل هي قادرة على الحصول عليها في الليل فقط أم يمكن أن تنام 5 ساعات ليلاً وساعتين في النهار مثلاً؟ فهي الأقدر على معرفة حاجات جسدها، وحتى إن تطلب الأمر أحياناً أن تضحي بواجباتها الاجتماعية فتخفف من العزومات والسهرات وتستمتع إلى جسدها حين يطلب منها الراحة.
أما فيما يخصل عادات الغذاء فهي أيضاً ضرورية لكي نشعر بالراحة في أيام الصوم، فالهدف من هذا الشهر هو اكتشاف صعوبة الصبر واختبارها، من هنا سيكون فرصة لاختيار الأطعمة الصحية وعدم المبالغة في المأكولات والحلويات.
كيف نستفيد من هذا الشهر الفضيل لكي نرسي عادات جديدة ومفيدة في حياتنا؟
يجب أن نأخذ القرار ونقول إننا نرغب بأن يكون شهرنا مفيداً ومثمراً ويصير وسيلة لتحقيق تغيير حقيقي ومستمر، والخطوة التالية تكون بالتخطيط ووضع جدول بالمهام المطلوبة، وتأتي بعدها الخطوة الأهم وهي المثابرة، إذ سيسهل عليّ في اليوم الأول أن أقرر النوم في الساعة العاشرة فأدخل إلى سريري وأحاول النوم وأنام. ولكن الصعوبة تكمن في الاستمرار على هذا المنوال في اليوم الذي يليه وبعده.. وهكذا. التعود لن يكون سهلاً ولكن الاستمرارية تجعله متاحاً. وسأعطي مثالاً لأثبت وجهة نظري، فالطفل حين يدخل إلى الحضانة، يعتاد على تكرار نشاطات محددة في أوقاتها، فيلتزم بوقت النوم ووقت اللعب ووقت الطعام، بينما في بيته ومع أهله، تجد والدته صعوبة كبيرة في وضع هذا النطام. ونحن كالطفل تماماً، سنجد صعوبة في التعود ولكن مع التكرار سنكتسب عادات حسنة وسيفيدنا تطبيقها في تحسين مختلف نواحي حياتنا. وأعود وأكرر هذا الشهر يمكن أن يكون مفصلياً في حياتنا، فلنستفد منه إذاً لبناء عادات جديدة، فالمعروف علمياً أن اكتساب عادة يحتاج حوالى 20 يوماً، بالتالي أمامك وقت أطول وهو شهر كامل لكي تربحي هذه العادات الأساسية لعيش حياة أفضل.
هل يمكن اعتبار شهر الصوم بمثابة الفرصة لبدء تحقيق التصالح مع النفس ومسامحة الذات على هفواتها؟
للأسف فإن الإنسان مبرمج على أن الخطأ يعني العقاب والفشل وتلقي اللوم لذلك فإننا ولا سيما السيدات نميل إلى جلد الذات على الدوام والتفكير بالأخطاء وعدم الخروج من الذنب الناتج عن ارتكابها. لم تدرك كثيرات منا أنه من خلال الخطأ يمكن التعلم، وأنه لا يوجد أحد كامل أو معصوم، فالتجارب الصعبة مطلوبة كي نختبر ردود أفعالنا وطريقة تعاملنا مع مختلف المواقف الحياتية، من هنا يجب أن نكف عن معاتبة الذات وجلدها بل التسامح معها والرأفة بها. لذا يجب أن نغيّر طريقة تفكيرنا فلا نستمع إلى وسوسات الشيطان بل نكون على يقين أن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، فلنقتدي به ونزيد إيماننا ونغفر لأنفسنا الهفوات لكي نجد سلامنا الداخلي ونعيش الحياة براحة وسكينة.
هذا الشهر هو فرصة للعطاء، كيف نتعلم حب العطاء بداية للنفس وبعدها للغير؟
شهر رمضان هو شهر المواساة، فيه نشعر مع الآخر ولا سيما الفقير والمحتاج فنساعده ونتعاطف معه، ولكن فبلنبدأ أولاً بحب الذات والعطف عليها، فلن نعطي الحب والعاطفة الصادقة في حال كنا نفتقدهما في حياتنا، بالتالي فلنستفد من هذه الأيام المباركة لبدء صفحة جديدة، ننسى فيها الماضي بكل أثقاله التي اعتدنا حملها معنا في حاضرنا ومستقبلنا، ونعيش الحاضر بسعادة وسكينة، فنترك الضغائن والأحقاد ونسامح من أساء إلينا ونقدم الخير بكل وجوهه حتى نحصد مثله. علينا أيضاً أن نزيد من أداء الفرائض الدينية لكي نكسب المزيد من الحسنات، قد يبدو ما أطلبه كثيراً وقد تشعر بعض النساء أن يومها لن يكفي للقيام بكل ما هو مطلوب منها، ولكني أؤكد لها أن العكس صحيح، فكما ذكرت سابقاً التنظيم والتخطيط المسبق هو الحل، فلتخططي لأسبوعك بشكل جيد، وتقسمي وقتك وتتخلي قليلاً عن الساعات الطويلة أمام الشاشات سواء الهاتف أم التلفزيون، ستتمكنين من أداء كل مهامك وستحصلين على وقت لنفسك، حتى تعيدي تشريج طاقتك وتعكسيها على محيطك.
اقرئي المزيد: أصول الحفاظ على العادات وتبادل المعايدات خلال رمضان وفترة العيد