شهرزاد رزق Mis en Demeure قريباً في الرياض
دينا زين الدين-بيروت
قبل عشر سنوات تقريباً، بدأت شهرزاد رزق مشوارها في عالم تصميم وتنفيذ الديكور، بعدما أحسّت بأنّ عملها كاختصاصيّة تجميل وماكياج لا يشبع رغبتها في ابتكار أفكار خلاقة وجديدة، هي التي درست الفنون الجميلة وأرادت أن تنقل الجمال إلى الجماد من حولها وتخلق مساحات مليئة بالأثاث المريح والمختلف، فأنشأت شركتها TEC Design التي عرفت سريعاً طريق النجاح في العديد من الدول العربيّة منها الإمارات وقطر ولبنان.
منذ سنة تقريباً، حصلت شهرزاد على حق استيراد ونشر ماركة المفروشات الفرنسيّة الشهيرة Mis en Demeure في الدول العربيّة، وكانت البداية في قطر، وستكون هناك خطوات مقبلة تخبرنا عنها في هذا اللقاء، وتشاركنا نظرتها إلى عالم تصميم الديكور، وتحدّثنا عن مشاريعها المقبلة.
-لماذا فكّرت في استقدام مفروشات Mis en Demeure إلى قطر؟
أتواجد في قطر بشكل متقطّع منذ أكثر من 8 سنوات للإشراف على عمل شركتي، كما أزور الإمارات من حين إلى آخر، وقد صرت قريبة من الذوق الخليجي بشكل عام والقطري بشكل خاص، وأعرف ما الذي يفضّله أهل هذه البلاد في ما يتعلّق بالديكور، وأدرك جيداً أنهم يحبوّن الأسلوب الفرنسي، لا سيما أنّ للعديد منهم منازل في باريس، هكذا فكرت أن أنقل إلى بلدهم المفروشات التي يحبونها كي يختاروا ما يعجبهم ويستخدموه في ديكور بيوتهم.
-ما الذي يميّز الديكور الفرنسي عن الأميركي، وإلى أيّ من الاثنين تميل المرأة العربيّة؟
قبل عشر سنوات، كانت المرأة العربيّة تميل إلى الأسلوب الأميركي الذي يتميّز ببساطته وبعده عن الألوان القويّة والأكسسوارات، أمّا الآن وبعد أن ازدادت سفراتها إلى الدول الأوروبيّة وكثرت مشاهداتها للقصور التاريخيّة المترفة ولنمط العمارة ولطريقة التأثيث، باتت تفضّل الترف والرقي اللذين تعكسهما التصاميم الفرنسيّة.
-لماذا كانت البداية من الدوحة، وأين ستكون الخطوة المقبلة؟
بدأت في الدوحة لأنّني صرت أعرف ناسها وأفهم ذوقهم، لكنّني سأفتتح خلال الشهر المقبل غاليري في وسط بيروت، وستتواجد تصاميم Mis en Demeure في الرياض خلال العام المقبل.
-هل ستقتصر قطع المفروشات المعروضة على أعمال الماركة الفرنسيّة المعروفة؟
لا أعمل مع ماركة واحدة فقط، وهذا ما يبدو واضحاً لمن تقصد شركتي TEC Design، إذ من حق المرأة التي تقصدني أن ترى أنماطاً متنوّعة من المفروشات، وأن تملأ منزلها بأثاث من باريس ولندن ونيويورك، لذلك أسافر دائماً كي أطّلع على جديد عالم الديكور، وأشتري التصاميم التي تعجبني وأعرضها في متاجري.
-كيف انتقلت من عالم التجميل إلى عالم تصميم الديكور؟
أحببت الفنون منذ صغري، فأنا من بربر الجزائر وحبّ الفن يجري في دمنا، عشت سنوات طفولتي وشبابي في جنيف ما زاد من شغفي بالفنون فدرستها، وحين تزوّجت من رجل لبناني وانتقلت إلى بيروت، شعرت بأنّني بحاجة إلى توسيع دائرة طموحي، فدخلت مجال تصميم الديكور ونجحت فيه.
-ما الذي يميّز المنازل التي تشرفين على تصميم ديكورها؟
أفضّل البساطة في كلّ شيء، وأن يعكس البيت روح الناس الذين يسكنون فيه، لذلك أجلس مطوّلاً مع صاحبته لأتعرّف عليها وآخذ فكرة عن ذوقها وعمّا تنتظره، هل تحب المفروشات التقليديّة أم الأفكار الحديثة والجريئة؟... أضعها في صورة ما أفكر فيه، ثمّ نناقش الميزانيّة وبعد ذلك أستعرض أمامها الموديلات والألوان التي اخترتها للغرف، فإن اتفقنا يبدأ عملي.
-هل تفضّلين تصميم ديكور فيلا مستقلّة أم شقة سكنيّة صغيرة؟
المساحة لا تعنيني بقدر ما يعنيني تقسيم الغرف ومدى دخول الضوء إليها، فالإنارة الصفراء بالتحديد (لأنّني ضد إدخال الإنارة البيضاء إلى المنازل السكنيّة)، أساسيّة لإضفاء الحرارة واللمسة الإنسانيّة والدفء. إنّها العناصر التي تجعل المكان صالحاً لسكن العائلات، ففي النهاية، الأثاث هو مادة جامدة ومهما بلغ جماله ورقيّه وثمنه حتى، فإنّ ما يجعله مميّزاً هو الناس الذين سيستخدمونه، لأنّهم من يزرع فيه الحياة والحركة.
-ما هي الغرفة التي تستمتعين بتصميمها أكثر من غيرها؟
أحب تصميم غرفة الجلوس لأنّها المكان الذي تجتمع فيه العائلة، لذلك يجب أن تكون هادئة ومريحة، وأن يجد فيها أفراد الأسرة ما يبحثون عنه لينسوا ما مرّوا به خلال يومهم الطويل، لذلك أختار لها بالتنسيق مع سكّان المنزل الألوان المشرقة والواضحة والكنبات الوثيرة والمريحة. أمّا إذا سألتني عن أكثر الأماكن التي أحب في منزلي ويشعرني التواجد فيها بالسعادة، فسأقول إنّه المطبخ.
-هل يوجد خطأ شائع يقع فيه مصمّمو الديكور؟
الخطأ ليس في عملهم أو تقنياتهم، بل في نظرتهم إلى تصميم الديكور على أنّه وظيفة الهدف منها هو تقاضي الأموال، فعملنا فنّي وروحي، يختص بحياة الناس ويومياتهم، وعلينا لهذه الغاية أن نفهم الزبائن ونُعجب بشخصياتهم حتى نتمكّن من تنفيذ ديكور منازلهم.