شهد الآبي: الألعاب الإلكترونية تسمح لي بعيش ما أختبره في الحياة الحقيقية
مجال واعد وحيوي ومليء بالفرص هو عالم الألعاب الإلكترونية الذي يجذب اليوم أكثر من أي وقتٍ سابق الكثير من الشابات إليه، فاللعبة لم تعد مجرّد مراحل سهلة أم معقدة توصلكِ إلى الفوز، بل باتت أشبه بعوالم خيالية مليئة بالاختبارات مع زيادة القدرة على التواصل والتفاعل بين اللاعبين والجمهور بحيث يتضاعف الحماس وتزداد الرغبة لدى الجميع في اكتشاف خفايا هذه العوالم. ونعرّفكِ فيما يلي على قصص 5 من أشهر لاعبات العالم العربي، بعضهنّ لديها خبرة سنوات في هذا المجال، وأخريات يُعتبرن جدد نسبياً، ولكنهنّ استطعن معرفة مفاتيح النجاح فيه، فاكتشفي المزيد عنهنّ وعن تجاربهنّ في هذه اللقاءات الموسّعة.
دخلت الشابة السعودية شهد آلابي مجال الألعاب الإلكترونية قبل سنوات قليلة، بعد أن أحبت اللعب منذ طفولتها ومارست مختلف الأنواع لتشارك هذا الشغف مع جمهورها الذي ينمو بشكل كبير في السنتين الماضيتين. حققت الشابة الجذابة نقلة نوعية من الرسم والأشغال اليدوية والتصاميم المبتكرة إلى هذا المجال الحيوي والجديد على الشابات في المملكة، فماذا تقول عن رحلتها فيه؟
أنتِ فنانة تحب الرسم والتعبير بالأشكال والألوان والأنماط المختلفة عن نفسكِ، فما الذي جذبكِ إلى عالم الألعاب الإلكترونية؟ وهل يتلاقى هذان العالمان البعيدان يا ترى؟
بالتأكيد يتلاقيان، فالفن، وتحديداً الرسم في حالتي، هو وسيلة للتعبير عن الذات وتفريغ ما يجول في داخل الشابة على الورق، واللعب أيضاً يساعد في إخراج المشاعر المختلفة، ويوفّر لي مكاناً أشعر فيه بالراحة والسعادة، كما أنّ المجالان يحتاجان إلى الصبر، والقدرة على التعاطي بسلاسة مع التغييرات، وهذه صفات موجودة فيّ ولكنها زادت حين بدأت باللعب بشكل أكثر احترافية، كما واظبت على الرسم في أوقات فراغي لأنني أحب أن يكون لديّ نشاطات مختلفة في حياتي اليومية.
ما الذي جذبك إلى عالم الألعاب الإلكترونية، حتى تقرري أن تصيري لاعبة محترفة؟
اعتدت اللعب منذ صغري وأعتقد أنّ الكثير من الشابات من جيلي، أي في أواخر العشرينات من العمر حالياً، كنّ يلعبن مع الرفيقات والإخوة في العطل الصيفية وكان وقت اللعب لديهنّ مميزاً جداً، ولكنهنّ لم يفكرن بالاستمرار على كبر بسبب الانشغال بالدراسة أو المهنة وغيرها من الالتزامات. بالنسبة لي، شعرت أنني أريد أن أكون محترفة، وعمّقت معرفتي بالألعاب، فبدأت بالبثوث المباشرة وأحببت التفاعل مع غيري من اللاعبين والمشاهدين، وقدرتي على البروز وتحقيق الانتصارات عليهم، ولا زلت مستمرة حتى اليوم.
هل دعمكِ أهلكِ ومحيطكِ للدخول إلى هذا المجال الحسّاس نسبياً بالنسبة للشابات السعوديات؟
لم أخبر أهلي في البداية، فلم أعتقد أنّ الأمر سيزعجهم لأنّهم يعرفونني جيداً ويدركون أنني قادرة على التعامل مع أي مضايقات أو تعليقات سلبية، ولكن مع الوقت وازدياد شهرتي علموا بالأمر، وشجّعوني، فهم يرغبون في أن أكون سعيدة في أي عمل أقوم به، وطالما أنني أحافظ على صورة راقية لنفسي ولهم، فإنّهم سيدعمونني في أي قرار يتعلق بمستقبلي.
ما هو الشعور الذي ينتابكِ خلال اللعب؟
يختلف الشعور باختلاف اللعبة، فبعض الألعاب تتطلب المنافسة، فيكون الحماس كبيراً جداً، بينما في ألعاب "السولو" والتي تشبه القصص أو السرد، وكأننا نتابع فيلماً، فيختلف الشعور بين الخوف والهدوء والتوتر... أحسّ أنّ الألعاب تسمح لي بعيش كل المشاعر التي نختبرها في الحياة الحقيقية، إنّما بشكل أكبر وأكثر تركيزاً، وفي بيئة غير حقيقية، أو فلنقل إنّه ينقلنا إلى عالم خيالي نتمنّى في بعض الأحيان أن نعيش فيه، لأنّه خالٍ من الإلتزامات أو التبعات القاسية على حياتنا.
ما هي الألعاب التي تنصحين بها الجيل الجديد والذي يكون مردودها جيداً على التركيز وتلعب دوراً في تنمية المهارات والذكاء وسرعة البديهة؟
الألعاب مفيدة بشكل عام لو تمت السيطرة من قبل الأهل على الوقت المخصص لها، كي لا تتحول إلى إدمان يحرم الطفل أو المراهق من عيش الحياة الحقيقية، والتفاعل مع محيطه ورفاقه وأقاربه. بالنسبة لي، أشجع على الألعاب التنافسية،
فهي تحسّن ردود الفعل وتعلّمنا كيف نتصرّف بذكاء وسرعة بديهة تحت الضغط، ولكن هنا أؤكّد أنّ لكل شخص تفضيلاته التي تختلف باختلاف ذوقه وحالته النفسية وغيرها من العوامل.
لماذا ازداد الإقبال على مجال الألعاب الإلكترونية في الفترة الأخيرة، وهل هي برأيكِ أفضل للجيل المقبل من الانشغال بمتابعة المحتوى الكبير وغير الممنهج أو المراقب، الذي يتلقّاه من وسائل التواصل؟
هناك دعم كبير في المملكة لقطاع الألعاب، ازداد كثيراً في السنوات الخمس الأخيرة، فنرى الفعاليات والمسابقات والنشاطات والبطولات التي تنظّم على مستوى عالمي لتجذب صنّاع وممارسي الألعاب من شبّان وشابات وتلقي الأضواء عليهم وتمدّهم بالدعم اللازم للاستمرار، وهذا الأمر يشجع البنات خصوصاً على الظهور وعدم الخوف من نظرة المجتمع، فهنّ سيتجرأن أمام الأهل أولاً وتالياً أمام المجتمع الواسع ليخترن "الغايمينغ" كمجال مهني مستقبلي لهنّ.
يوجد بعض الألعاب التي لا تصلح لأعمار معينة، وهنا يجب على الأهل أن يزيدوا ثقافتهم حول ما يقوم به أولادهم، فيختاروا بعناية المضامين التي تناسب أعمارهم، ويركزوا جيداً على القيم الأخلاقية والثقافية التي تنتقل إلى الأبناء، بالتأكيد ستكون الألعاب أكثر فائدة من وسائل التواصل، ففيها تفاعل وتعلّم واكتساب، بينما الثانية يكون عادةً الطفل هو المتلقّي لكثير من الرسائل المتفلتة وغير المدروسة.
هل تعرّضتِ لمضايقات أو كلام مزعج في بدايتك وكيف بنيت الحصانة النفسية لنفسكِ؟
التعليقات موجودة ولا سيما من قبل الشبّان، وأعتقد أنّ البنت تتعرّض لها في أي مجال جديد يمكن أن تخوضه، سواء رياضي أو علمي أو فني، وهنا يجب على الشابة أن تملك الثقة بالنفس والقدرة على الرد بذكاء واحترام، وأن تسعى جاهدة لإثبات نفسها، فيكون الرد من خلال عملها واجتهادها ونجاحها، أكبر من أي انتقاد أو تعليق سلبي سيؤثر عليها.
ما هي هواياتكِ الأخرى التي تمارسينها خارج إطار اللعب؟
اللعب هو الهواية الأولى والتي تحولت إلى عملي الدائم، كما أحب الرسم كثيراً والأشغال اليدوية، فكل ما له علاقة بتشغيل اليدين يستهويني، فأبدع في ابتكار أعمال فنية وتصميمية مختلفة، كما أحب السفر ومشاركة تجاربي المختلفة مع جمهور وسائل التواصل عبر صفحتي على إنستغرام: shahadalabih@.
كيف دخلتِ عالم وسائل التواصل وعززتِ وجودكِ وتفاعلكِ عبره؟
تواجدي عبر وسائل التواصل بدأ من خلال نشر أعمالي الفنية والتصميمية، حيث كنت أشارك رسماتي وأفكاري، أما المحتوى الخاص بالألعاب والبثوث فهو جديد نسبياً، يعود إلى 4 سنوات فقط، حيث أختار مشاركة الأفكار التي تعني لي وأشعر أنّها مفيدة، على أن يكون نشر المحتوى دائم وبنمط متكرر، فهناك حولنا غزارة بالمحتوى، والغائب لفترة طويلة سيُنسى، لذا فإنّ المواظبة على الفيديوهات الجديدة والمفيدة والمسلية أيضاً ضروري لضمان مكان ثابت وقوي على هذه المنصات.
ما هي الصفات المطلوبة من الشابة لتشارك في البثوث المباشرة، بشكل راقي يحافظ على صورتها ومحتواها المفيد؟
عليها أن تكون راقية ومحافظة من خلال اختيار كلماتها، ويجب أن تسيطر على ردود أفعالها وعلى صوت منخفض نسبياً وضحكة مدروسة. بالنسبة لي أظل على طبيعتي فأنا في الحقيقة مرحة وبسيطة وغير متكلفة، وهذا الأمر يصل إلى الآخر ويقنعه ويفرض عليه احترام من حوله والتعامل معهم بشكل راقي.
من هو الجمهور المستهدف الذي يتابعكِ وترغبين في التأثير إيجابياً عليه؟
إجمالاً فإنّ الفتيات الشابات في أوائل العشرين وحتى منتصف الثلاثين هنّ جمهوري، وأنا أشجعهنّ على البقاء حقيقيات وصادقات مع النفس، وعدم وضع قيود على أفكارهنّ وطموحاتهنّ، فأي مجال أنتِ راغبة في خوضه سينفتح أمامكِ في حال ملكتِ الإرادة والشجاعة للبدء.
ما هي مشاريعكِ في الفترة المقبلة؟
هناك الكثير من التعاونات في مجال الإعلانات مع شركات كبرى في السوق السعودية، وسأستمر في صناعة المحتوى الذي يعكس شخصيتي ويقدّم معلومات وأفكار تهمّ متابعيني، كما سأستمر في مجال اللعب وأتمنّى ازدياد أعداد متابعيني لنقضي معاً أوقات تنافسية جميلة.
اقرئي المزيد: مشاعل إم آر: الألعاب الإلكترونية تنقلني إلى عالم آخر