رياضيات شجاعات يكسرن القواعد ويخترن الملابس الكاملة في أولمبياد طوكيو

في خطوة تكتب في صالح ضمان المزيد من الحقوق والحريات للنساء في العالم قرر فريق الجمباز الألماني للسيدات المشارك في أولمبياد طوكيو 2021 ارتداء ملابس تغطي الجسم بالكامل وذلك في ظهورهن بتصفيات اللعبة في خطوة قالت عنها عضوات الفريق إنها جاءت لتوجيه رسالة بضرورة تعزيز حرية الاختيار وتشجيع السيدات على ارتداء ما يجعلهن يشعرن بالراحة.

وارتدت عضوات الفريق، المكون من سارة فوس وبولين شايفر بيتز وإليزابيث سيتز وكيم بوي، ملابس تغطي أجسامهن بالكامل باللونين الأحمر والأبيض، ويمتد السروال للكاحلين، وذلك بعد أيام من ارتدائهن أزياء مماثلة في التدريبات مؤكدات أنهن يمكن أن يرتدينها مرة أخرى خلال المنافسات.

وقالت فوس في تصريحات نشرتها وكالة رويترز، إن الفريق تناقش بشأن الزي قبل المشاركة في منافسات الأحد، واستقر على هذه الملابس، مضيفة: "عندما تكبرين كامرأة من الصعب للغاية التعود على الطبيعة الجديدة لجسمك". أضافت: "نريد أن نتأكد من أن الجميع يشعرون بالراحة، ونظهر للجميع أنهم يمكنهم ارتداء ما يحلو لهم ويبدو رائعا، ويشعرون بذلك بأنفسهم، سواء كان الثوب طويلا أو قصيرا".

واستطردت فوس أن الفريق، الذي ارتدى زيا يغطي الجسم بالكامل في بطولة أوروبا في أبريل الماضي، في خطوة تهدف إلى مواجهة إضفاء الطابع الجنسي على الرياضة، كان حريصا على استمرار هذا النهج في أولمبياد طوكيو 2021، موضحة: "نريد أن نكون نموذجا يحتذى به، لتشجيع الجميع للسير على نهجنا".

وقوبل قرار الفريق الألماني بارتداء هذه الملابس المحتشمة بإشادة واسعة من زميلاتهن في طوكيو، حيث قالت لاعبة الجمباز النرويجية يولي إريكسن: "أعتقد أنه من الرائع حقا امتلاكهن الشجاعة للوقوف وسط هذه القاعة الضخمة وإظهارهن لكل فتيات العالم أنهن يمكنهن ارتداء ما يحلو لهن".

وفي السنوات الأخيرة، انتشرت الكثير من حالات الاعتداء الجنسي والجسدي في الرياضة، مما دفع إلى إدخال بروتوكولات أمان جديدة لحماية الرياضيين.

وبالنسبة للسيدات، فإن الزي التقليدي القياسي للجمباز هو ثوب قصير سواء بأكمام طويلة أو قصيرة أو بدون أكمام، فيما يسمح بارتداء الملابس التي تغطي الساقين في المسابقات الدولية، لكن حتى الآن يتم ارتداؤها في الغالب لأسباب دينية فقط.

وتزامن هذا القرار الشجاع للألمانيات في دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو مع جدل حول زي اللاعبات في عدد من الرياضات، بعد واقعة فجرها الزي الرياضي للاعبات منتخب النرويج للكرة الشاطئية، وإصرار الاتحاد النرويجي على دعم موقف لاعباته. وبرزت تساؤلات حول حق اللاعبات في اختيار الزي الرياضي الأنسب لهن، وقواعد اختيار الزي الرياضي للاعبات.

وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة اليد تغريم فريق كرة اليد الشاطئية النسائي النرويجي 1500 يورو، بعد أن رفضت لاعبات الفريق ارتداء البكيني خلال البطولة الأوربية لكرة اليد الشاطئية وفضلن ارتداء السراويل القصيرة (الشورت). واعتُبر هذا الاختبار مخالفا لقانون الاتحاد الدولي لكرة اليد، والذي ينص على ارتداء الفرق الشاطئية النسائية للبكيني.

وكانت اللاعبات النرويجيات قد حضرن مباراة تحديد الفائز بالميدالية البرونزية ضد إسبانيا في مدينة فارنا البلغارية، مرتديات ملابس لا تخضع لقواعد الزي المحددة للفرق النسائية، وقلن إنهن فضلن ارتداء ملابس رياضية توفر لهن الراحة بشكل أكبر.

ودعم الاتحاد النرويجي لكرة اليد اختيار اللاعبات، وأعلن أنه سيدفع الغرامة ولن تتحملها أية لاعبة من الفريق. كما أعلن الاتحاد دعمه الكامل لكل اختيارات اللاعبات وما يعزز شعورهن بالراحة.

ويرى داعمو تغيير قواعد الزي الرياضي للنساء أن هناك تمييزا واضحا بين خيارات اللاعبين الذكور واللاعبات الإناث في الزي الرياضي، ففي الوقت الذي يحدد فيه القانون لباس اللاعبات بالسنتيمترات، فإنه يترك الحرية للاعب في ارتداء سروال حسب راحته، طالما لم يتعد طوله مستوى الركبة.

وفي سياق مشابه شهدت جولة "كتارا" العالمية للكرة الطائرة الشاطئية التي أقيمت في قطر في مارس الماضي جدلا موازيا بسبب لباس اللاعبات أيضا، إذ هددت لاعبتان ألمانيتان في ذلك الوقت بمقاطعة الجولة بعد أن قالتا إنه طلب من اللاعبات ارتداء قمصان وسراويل طويلة، بدلا من لباس السباحة الاعتيادي في بطولات السيدات.

غير أن قطر نفت مطالبتها بفرض زي معين خلال البطولة، وشرح الاتحاد الدولي للكرة الشاطئية ملابسات الموقف بقوله إن المبادرة جاءت منه "احتراما لثقافة وتقاليد البلد المضيف".

اقرئي المزيد: شابة سعودية تتميز في رياضة رمي السهام

 
شارك