رها محرق مغامرة تتحدى كل الجبال

من قال إنّه لا يمكن المرأة السعودية تحقيق الكثير من الانجازات على مستوى بلدها والعالم؟ لا شكّ في أنّ أحداً ما عاد يعتقد ذلك، فقد أسكتت رها محرق كلّ الأصوات حين بلغت قمّة أيفرست؟ فمن هي هذه الشابة التي  فرض اسمها وقعه على وسائل الإعلام العربيّة والعالمية؟

هي رها حسن محرق من مواليد قرية العالية في جازان السعودية، تابعت دراستها في قسم التصميم والتصوير في الجامعة الأميركية في الشارقة. تعشق المغامرة منذ طفولتها حتّى أنّ
والدها كان يقول لها إن اسمها يناقض شخصيّتها. في البدء لم تحظَ هواية التسلّق التي بدأت تظهر لديها بموافقة عائلتها وقد ظهر الرفض حين  طلبت من والدها أن يسمح لها بالذهاب إلى أفريقيا لمدّة أسبوعين لتسلق أعلى قمم تلك القارة.

إصرار

الإصرار هو سرّ نجاح الشابة السعودرية. لذا استطاعت إقناع والدها بتقبل هوايتها وكانت البداية، فذات يوم وفيما كانت تلتقي صديقات لها تحدّثت إحداهنّ عن رحلة قامت بها إلى جبل كليمانجارو في أفريقيا لافتةً إلى أنّ أيّ فتاة سعودية لن تبلغ ما بلغته. ولّد كلام الصديقة تحدياً في نفس رها ودفعها إلى التفكير جدياً بخوض مغامرة لا مثيل لها. لذا بدات تخضع لتمارين  مكثفة تهدف إلى تدريب قدميها وركبتيها وعضلاتها على تحمل الكثير من الضغط والألم.

الخطوة الأولى

كا ن لا بدّ لرها من أن تقوم باستعدادات جيّدة قبل خوض مغامرتها الأول وقد ساعدها على ذلك بعض الأصدقاء. وهكذا انطلقت في رحلتها إلى كليمانجارو. ومنذ ذلك الحين قرّرت عدم التوقف وباتت تقوم برحلاتها مع فريق استكشافي وتخضع لتدريبات عالية المستوى. وهكذا بلغت قمّة أعلى جبال أوروبا، ألبروس في روسيا ويبلغ ارتفاعه أكثر من 5600 متر كما تسلقت مع مجموعة فتيات سعوديات قاعدة جبل إيفرست التي يبلغ ارتفاعها 5364 متر وخاضت دورات تدريبية في جبليّ استاسيواتل ( 6230 متراً) وبيكوأوريزانا (5536 ) متراً في المكسيكاستعداداً للقيام برحلتها إلى القطب الجنوبي التي وصفتها بقولها: «كانت صعبة، لكنّني عزمت على المضي قدماً، ففي القطب الجنوبي يحمل المتسلق أمتعته بنفسه وقد حاملة نحو 20 كيلوغراماً وسط ظروف مناخية باردة ورياح عنيفة وجافة تتسبب في حجب الرؤية وتشقق الوجه. المشكلة الكبرى تكمن في رحلة العودة إلى الأسفل حيث يكون الوضع صعباً وتتحمل القدم والركبة ضغطاً رهيباً» وبعد ذلك وصلت إلى قمة جبل كلابافار في الهمالايا والذي يزيد ارتفاعه عن 5500 متر.

 الإنجاز الكبير

واصلت رها تحقيق إنجازاتها وقامت بمغامرتها الكبرى وحققت حلمها ببلوغ قمة إفرست. استغرق إقناع عائلتها بالأمر وقتاً طويلاً، الأمر الذي شكّل تحدياً كبيراً بالنسبة إليها.  لكنّها نجحت في ذلك كما نحجت في أن تكون أول سعودية وأصغر شابة عربية تقوم بهذه المغامرة الصعبة وتدخل التاريخ من بوابة أعلى قمة في العالم.وقد كتبت على صفحة فريقها على  «فايسبوك»:«أنالاأهتم بكوني الأولى طالما أنّ هذا سيدفع شخصاً آخرإلى أن يقوم بالمثل».

تنتمي رها إلى  فريق يتألف من أربعة أشخاص ويضم أيضاً أول قطري وأول فلسطيني يحاولان الوصول إلى القمة.وقد حاول الفريق جمع مليون دولار لدعم التعليم في نيبال.

 
شارك