دانييلا رحمة: في قمة النضوج والإبداع الفني

لديها الكثير من الموهبة والجمال والذكاء والكاريزما، ولكنّها لم تبلغ النجاح بسهولة، فهي تعرف أنّ الطريق للوصول يحتاج إلى تجارب كثيرة وخطوات مدروسة وتطور مؤثّر في الأداء التمثيلي. هي عروس الفن التي ارتبطت مؤخراً بالنجم ناصيف زيتون، لتفتح صفحة للحب والاستقرار والأمان العاطفي، فيزيد إبداعها الفنّي بالتجلي في مسلس "نفس" الذي زيّن الدراما الرمضانية، واليوم "فرانكلين" الذي يعيدنا بالذاكرة الى تجربتها الرومانسية الرائعة مع محمد الأحمد في مسلسل "للموت". تتألّق النجمة دانييلا رحمة على غلاف هَيا بإبداعات دار Versace، فتعالي معنا إلى عالمها.

رئيسة ‎التحرير/الإدارة ‎الفنيّة: Sima Maalouf

‎تصوير: Ben Cope

‎مساعدة ‎في الإدارة ‎الفنيّة: Sana Jamali

‎شعر: Dani Hiswani

‎مكياج: Mauro D Hernan

‎موقع التصوير: Sandy Beach Hotel & Resort

‎إنتاج: Kristine Dolor

‎الإطلالات كلّها ‎من Versace

بعد مسلسلكِ الرمضاني الناجح "نفس"، نشهد اليوم إطلاق عملكِ الجديد "فرانكلين". كيف رسمت دانييلا الحدود بين الشخصيتين "روح" و"يوليا"؟

كل شخصية أقوم بتقديمها لها طابع خاص، وتأخذني إلى عالم مختلف. "روح" كانت مليئة بالإحساس وحتى في بعض الأحيان بالوجع، أما "يوليا" فهي جريئة وذكية ولا تخشى المواجهة. بالنسبة لي أحب الاثنين وأعمل بجهد على الفصل بين الشخصيات التي أقدّمها، حتى تدب فيها الحياة بكل تفاصيلها: قلبها وروحها وصوتها وحتى نظرتها. وقد اعتدت عند الانتهاء من أي دور أن أفصل بنجاح بين دانييلا وكل شخصية. 

من الشابة الرومانسية التي واجهت فقدان البصر في "نفس"، إلى المرأة الجذابة القوية في "فرانكلين"، ما هي الصفات التي تجمعكِ بكلتا الشخصيتين، وكيف تختلفين عنهما؟

كل واحدة منهما فيها جزء مني. "روح" حساسة وتستطيع أن تحب من قلبها، وأنا أشبهها بهذه الصفات في حياتي إذ أحب من كل قلبي ووجداني. "يوليا" قوية وتعرف جيداً ماذا تريد، وأنا مثلها تعلمت بعد تجارب كثيرة أن أكون قوية. لذا أستطيع أن أقول إنّ كل واحدة منهما مختلفة عن الثانية، ولكن في قلبي هناك القليل من "يوليا" ومن "روح".

إلى أي مدى يؤثر جوّ العمل وطاقمه ومخرجه في أدائكِ وانسجامكِ في الدور؟ وكيف تصفين شخصيتكِ حين تكونين ملتزمة بعمل تمثيلي، أي في الاستديو وخلال التصوير؟

يؤثر جوّ العمل كثيراً على الدور بشكل عام، فالمخرج وموقع التصوير والإنتاج تُعتبر عوامل أساسية لنجاح أي عمل وإيجاد الجو المناسب والصحي للتصوير. حين أكون محاطة بفريق يؤمن بالعمل الجماعي ولديه رؤية واحدة وصادقة واحترافية، أرتاح وأعطي أكثر للدور. بشكل عام، فأنا ملتزمة جداً خلال التصوير، أركّز دائماً على شخصيتي، وأجرّب عيشها بكل لحظة وعدم الخروج عن روحها وتوجهاتها وأفكارها طوال وقت العمل.

كيف تستعدّين لكل دور جديد، وهل من طقوس معيّنة تسبق دخول الاستديو أي فترة التحضير، كما وأثناء التصوير كي لا تخرجي من روح الشخصية؟

يوجد طرق كتيرة! أبدأ بالبحث وبالقراءة وكتابة الملاحظات. لديّ أقلامي ودفاتري التي أكتب عليها الخطوط الدرامية والملاحظات التي يجب أن أنتبه إليها. أعيش حياة الشخصية حتى لو كنت بمفردي في البيت. وخلال التصوير، أحاول قدر الإمكان أن أظلّ مركّزة على الدور والمشاهد التي سأقدّمها لاحقاً.

ما هي الأمور التي تقومين بها لكي تسترجعي ذاتكِ بعد كل عمل تمثيلي تشاركين فيه، علماً أنّ التصوير يأخذ منكِ شهوراً عديدة في بعض الأحيان؟

الأمر ليس سهلاً دائماً، فهناك شخصيات تترك أثراً كبيراً في داخلي. يوجد أدوار من الصعب الخروج منها بسهولة لأنها تظل في روحي وتخلّف ألماً لديّ. لكنني عوّدت نفسي أن أفصل قدر الإمكان حتى وقت التصوير. اليوم حين أعود للمنزل، أترك الشخصية خلف الباب، وحين ينتهي العمل نهائياً أعود لأخلق عالمي الخاص الآمن، كأن أجتمع مع أهلي وأصدقائي، أو أن أسافر. يمكن أيضاً أن أبكي لأرتاح وأستعيد طبيعتي وأعود دانييلا من جديد... وكما قلت، الموضوع صعب ولكنني أعود لذاتي مع تجربة جديدة وجميلة في كل مرة.

دخلتِ إلى التمثيل من باب الجمال وكشفتِ عن موهبة كبيرة. هل تندمين على تجربة ملكات الجمال أم تعتبرينها مهمّة في تطوّر شخصيتكِ؟

لا أندم على التجربة أبداً، لأنّها كانت بوابة انطلاق لحلمي الكبير، فهي عرّفت الناس عليّ وساعدتني لكي أطوّر شخصيتي، وعلّمتني الوقوف أمام الكاميرا والناس بثقة وراحة. كانت مرحلة مهمّة في حياتي، وأنا بشكل عام لا أندم على أي خطوة قمت بها، لأنّ هذه التجارب علّمتني ومدّتي بالقوة لأكون المرأة التي أنا عليها اليوم. 

في البدايات، هل خفتِ أن ينظر إليكِ الجمهور على أنّكِ مجرّد فتاة جميلة أم كنتِ متأكدة أن موهبتكِ في التمثيل ستصل إليه؟

بالتأكيد شعرت بالخوف من ألّا أتمكن من إقناع الجمهور بموهبتي، وأن يكون جمالي حاجزاً لا أستطيع التغلب عليه، لكن في داخلي كنت أعرف أنّ موهبتي ستظهر وتتجلى مع الوقت، وأنّ الحلم الذي كنت أراه وأنا صغيرة سيتحقق... لقد تعبت كثيراً حتى أُثبت نفسي كممثلة، والمشوار لم يكن سهلاً أبداً. 

تم تكريمكِ مؤخراً من مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة عن دوركِ في مسلسل "نفس". ما الذي عناه هذا التكريم الصادر عن بلدكِ؟

هذا التكريم غالٍ كثيراً على قلبي، لأنّه آتِ من بلدي الذي أحبه، ومن مهرجان يكرّم المرأة، وعن دور أعتبره مفصلياً في مسيرتي كممثلة. شعرت أنّ تعبي قد أتى ثماره، وأنّ صوت "روح" والقضية التي حملتها وصلت للناس، وخلقت صدى جميلاً ومؤثراً.

إلى أي مدى تلتزمين بالتركيز في أدواركِ على المشاكل أو العقبات الحياتية التي تواجه المرأة، لإلقاء المزيد من الأضواء عليها ولرفع الوعي حولها، وتوجيه التحية لبطلات يواجهن قسوة الحياة بصلابة وإرادة؟

أبحث عن أدوار تلامس الناس، وخاصةً النساء، وأعتقد أنّه لديّ مسؤولية أن أسلّط الضوء على وجع من ليس لديهم منبر أو قدرة على رفع أصواتهم عالياً، وأنا فخورة لأنني اليوم قادرة على القيام بذلك، فأحرص عليه من خلال اختياراتي المستقبلية.

هل يمكن أن نراكِ في الأعمال المعرّبة عن الدراما التركية والتي تلقى رواجاً كبيراً في الوقت الحالي؟ وما رأيكِ بها؟

إذا كان العمل متقن وجديد ويحترم الجمهور، فأنا بالتأكيد سأوافق. المهم بالنسبة لي هو أن نخلق بصمتنا الخاصة بغض النظر عن أي أمر آخر.

كيف تعاملتِ نفسياً مع الشهرة لتحافظي على جوهر شخصيتكِ ولا تأخذكِ الأضواء من ذاتكِ أو فلنقل تحرمكِ من عيش الحياة التي تريدينها لنفسك؟

الشهرة نعمة، ولكن إذا لم ننتبه لأهميتها قد تسحبنا إلى أماكن متعبة نفسياً، لذا المهم هو إيجاد التوازن بين الحضور والغياب، كما أحاول دائماً الحفاظ على شخصيتي الحقيقية، وعيش حياة طبيعية قدر المستطاع.

كيف تتخطّين الأوقات الصعبة وتوجدين الإيجابية داخلكِ؟

بالصلاة والموسيقى والتواجد بالقرب من الناس الذين أحبهم. هكذا أقوّي نفسي من الداخل، وأتذكر كل التجارب الصعبة التي مرّت عليّ في الماضي واستطعت تخطّيها، فأقف من جديد مستعدّة بقوة وصلابة لكل التحديات.

كيف تغيّرت شخصيتكِ خلال رحلتكِ الحياتية، ومع نضوجكِ والزواج وما يرافقه من التزامات؟

تغيّرت للأفضل، فبت أكثر هدوءاً وأعرف جيداً ماذا أريد ولا أتأثر بالتفاصيل غير المهمة. الزواج جعلني أشعر بالأمان، وبقيمة الشراكة والدعم الحقيقي الذي أتلقّاه من زوجي.

أنتِ مؤثرة ومتابعة بشدة عبر وسائل التواصل، فكيف تختارين المحتوى الذي تشاركينه عبرها؟

كل كلمة أشاركها على وسائل التواصل تنبع من قلبي وأختارها بعناية وحب، ورسائلي تتمحور حول الدعم والتمكين، لأنني مقطنعة أنّ كل شخص قادر أن يكون هو التغيير المطلوب لتطوّره وتطوّر محيطه.

كيف تختارين إطلالاتكِ، وما الذي يميّز أسلوبكِ في الموضة؟

أسلوبي حرّ، يعكس مزاجي وذوقي، ويعتمد على الإحساس والمناسبة. ولكن هناك دائماً لمسة كلاسيكية وأنثوية في الإطلالات التي أختارها، فهي يحاكي شخصيتي. أنا أحب أن تعبّر الموضة عن فرادتي، لا أن أقلّد أو أشبه أحداً آخر من خلالها.

ما هو مكانكِ المفضّل للحصول على الراحة والهدوء، وهل لديكِ عادات محددة تجلب السعادة والأمان؟

أحب النوم وأحصل على كفايتي منه، بالإضافة إلى التأمل والرياضة، وأحرص على الاستمرارية، فلا أقصّر في مكافأة نفسي والاهتمام بها. أكثر مكان أجد فيه راحتي هو البحر، إذ يسحب منّي التعب ويعطيني طاقة ويجدد نشاطي.

كيف تكوّنت نقاط القوة لدى دانييلا؟ ومن ساعدها لتبدو بالقوة والثقة والجمال الذي هي عليه اليوم؟

الثقافات المتنوّعة والتجارب ساعدتني بالتأكيد في تطوير شخصيتي وصقل صفاتي، فتنقّلي بين بلدان مختلفة، وعملي مع أناس من كل الخلفيات، وكل وجع أو جرح وحتى لحظات جميلة مرّت في حياتي، علّمتني وجعلتني اليوم خليطاً من كل هذه التجارب.

كيف تتصورين حياتكِ المستقبلية؟ وما هي أجدد مشاريعكِ المقبلة؟

أتخيّل مستقبلاً فيه حب، فن، سلام، وعائلة. حالياً أحضّر لمشاريع جديدة وتعاون كبير سيتم الإعلان عنه قريباً، وأنا جاهزة لكل جديد بكل حماس!