حنين عصفور لم تسمح للعام 2020 أن يعيق طموحها وكورونا يساهم في نجاحها

كلّ يوم هو اختبار، وفي كلّ لحظة نقوم بخيار لتحديد مسارنا المقبل. . في ما يلي نستعرض تجربة حنين عصفور التي حولت العائق إلى دافع وحقّقت النجاح في أصعب وقت.. وقت كورونا.

لمع اسم حنين عصفور بعد فوزها بجائزة Arab Woman Award عن فئة المواهب الشابّة. فهي أطلقت شركة Level Up DXB وحقّقت النجاح من خلال استضافتها أهمّ الأسماء لإلهام الشباب وتعزيز حسّهم القياديّ، ولم تسمح للعام 2020 أن يعيق طموحها بل تشكر «كورونا» لأنّها ساهمت في سبيلها للنجاح وفي تسهيل فوزها بهذه الجائزة المهمّة. التقيناها لنتعرف على قصّتها الملهمة.

كيف تلقّيت خبر فوزك بـArab Woman Award عن فئة الموهبة الشابّة لهذا العام؟

كان الأمر مفاجأة جميلة فأنا في الواقع أعمل ضمن فريق متحدثين معروف وقد طرحوا اسمي على القيّمين على الجائزة وتم إبلاغي عبر البريد الإلكتروني بأنّني مرشحة ضمن عدّة أسماء. وبعد فترة علمت بفوزي وقد أسعدني ذلك كثيراً لا سيّما أنّ اسمي كان ضمن أسماء معروفة كثيرة.

خلال نحو عامين تحوّلت من طالبة جامعيّة إلى صاحبة مشروع ناجح وصرت شابّة مميّزة بأفكارها وطروحاتها. فهل خطّطت لهذه النقلة في حياتك أم أنّ الصدف لعبت دورها؟

أنا بطبعي أحبّ التخطيط وأسعى قبل وقت إلى وضع أهدافي، لكنّني أيضاً أُحسن الاستفادة من الفرص التي تسنح لي وباعتقادي أنّ اجتماع هذين العنصرين كفيل بإيصال صاحبته إلى النجاح.

حدّثينا عن ظروف تأسيس شركة Level Up DXB.

أثناء دراستي الجامعيّة واجهت مشكلة وهي غياب التوجيه الأكاديميّ فيما يتعلق بتعزيز الثقة بالنفس أو الحسّ القيادي، وهو ضروري وأساسي للنجاح لمهنتي مستقبلاً، واكتشفت أنّ الكثير من الشباب والشابّات مثلي يواجهون المشكلة ذاتها. فبدأت بالقيام بأبحاثي للبحث عن فرص للجيل الجديد ولم أجد للأسف أي منابر مفتوحة أمامنا. لذلك قرّرت افتتاح عملي الخاصّ من خلال إنستغرام وبدأت باستضافة ضيوف ليتحدّثوا عن تجاربهم ويشاركوا خبراتهم وهكذا بدأ المشروع بالتوسّع وحظي بمتابعات كثيرة. ما فاجأني أنّ كلّ الضيوف الذين توجّهت إليهم تحمّسوا كثيراً للمشاركة في المحاضرات، ومع الوقت صرت أتلقّى طلبات من أشخاص معروفين أعجبتهم الفكرة وأرادوا أن يكونوا جزءاً من المشروع.

هل لاحظت بعد أن افتتحت مشروعك أنّ ثمّة تقصير من الجامعات العربيّة فيما يتعلّق بتعزيز الحسّ القيادي لدى الطلاب ولذلك قررت تعويض هذا النقص من خلال Level Up DXB؟

لا يمكن لوم الجامعات فهي تقوم بدورها بشكل كاف فيما يتعلق بالمواد التعليمية كما أن الطلاب يكونون منهكين من الدراسة والامتحانات والأبحاث. ولذلك لن يركزوا كثيراً على الأمور التثقيفية، إنّما سيسعدهم مثلاً الاستماع إلى محاضرة ممتعة من شخص عاش التجربة ويشارك ما واجهه لكي يتغلب على الصعوبات. من هنا كانت فكرتي صائبة وتوجهت إلى الجمهور الذي يحتاجها أكثر من غيره وهو فئة الشباب. وساعدني كثيراً وجودي في الإمارات وفي دبي بالتحديد لأنّ الدولة تهتم كثيراً بطموح الشباب وتسعى بكلّ الطرق إلى خدمتهم وتعزيز طاقاتهم.

دراستك الجامعيّة هي في مجال التسويق والتصميم ولكن مشروعك بعيد كثيراً عن هذين المجالين فأين سيصبّ تركيزك مستقبلاً؟

في الحقيقة، وجدت أنّ أيّ مجال دراسي يتطلّب من صاحبه أن يعزّز أسلوبه الحواري وثقته بنفسه وأدواته الإداريّة والقياديّة. وأنا سأستمرّ مستقبلاً في عملي على مشروعي ولكنّني أيضاً سأخوض مجال التصميم الذي أحببته ولذلك استمريت في دراسته.

كانت سنة 2020 صعبة على جميع الناس ولكنّك استمريت في العمل وتحقيق النجاح فكيف حقّقت هذه المعادلة؟

لا شكّ أنّه كان عاماً صعباً وقاسياً جداً، ففي شهر 3 أحسست أنّني تلقيت صفعة قويّة حيث شعرت أنّ كل مشاريعي وخططي للتوسّع ستتوقّف. ولكن بعد فترة بدأت أغيّر مسار أفكاري واكتشفت أنّ بإمكاني أن أستفيد من الحجر لتطوير عملي، فكل شيء تحوّل إلى الأونلاين. هكذا بدلاً من أن قوم بجلسة واحدة كل شهرين صرت أقدّم جلسة مرّتين في الشهر وبتنا نستقبل عدداً أكبر من المتحدّثين، ممّا زاد من المواضيع المطروحة للنقاش وعزّز تواجدنا ودورنا كمؤثّر حقيقيّ في حياة الشباب العربي.

ما الذي تعلّمته من العام 2020 وما الذي سيتغيّر فيك مستقبلاً بعد الدروس الحياتيّة في هذه الفترة؟

لقد اكتشفت خلال هذا العام قوّتي الحقيقيّة وعرفت كم يمكن للإنسان أن يتغيّر بسرعة ويتأقلم مع الظروف مهما كات صعبة. لقد انقلبت حياتي بشكل كبير في الشهور القليلة الفائتة فقد عاد أهلي إلى الأردن وغيّر أخوتي مدارسهم واضطررت أن أكمل دراستي الجامعيّة أونلاين بدل أن أتواجد بشكل دائم فيها. ولكن برغم كلّ الصعوبات استطعت أن أرى الخير في ما يحصل فأنا وأسرتي بصحّة جيدة وهذا ما يهمّ فعلاً، كما أنّني رأيت الفرص واستفدت منها وقرّرت بإرادتي ألّا أرى السلبيّات لأنّ النظر إليها لن يفيدني بشيء بل على العكس سيعيق تقدّمي ويمنعني من رؤية النعم الكثيرة التي أحظى بها في حياتي.

ما هو أكثر شيء أنت ممتنة لوجوده في حياتك اليوم؟

الصحّة بالتأكيد والأهل والرفاق والأصدقاء فقد تأكّدنا اليوم جميعاً كبشر أنّ أهم ثروة في حياتنا هم الناس المحبّين المحيطين بنا. فالإنسان لا يستطيع مواجهة كلّ هذه المصاعب بمفرده ووجود الدعم الإجتماعي حوله كفيل بحثّه على البقاء قويّاً في مواجهة أيّ ظروف.

ما هي نصيحتك للشابّات العربيّات الباحثات عن بداية جديدة في العام 2021 والمنهكات من صعوبة العام الفائت؟

أقول ببساطة أن علينا استخدام الصعوبات لإيجاد فرصة. فكلّ صعوبة تحمل في داخلها فرصة ستوصلنا إلى طريق أفضل.. الكثير من الناس فقدوا أعمالهم ولكن يمكن لمن خسرت وظيفتها أن تركّز على تعليمها أو تتلقّى دورات تثقيفيّة لتحلّ أيّ مشكلة كانت تواجهها في حياتها المهنيّة ولم تجد الوقت سابقاً للتركيز عليها ومعالجتها.

ما هي خططك المستقبليّة؟

أسعى للتركيز على المجتمع الأردني لأفيد شباب بلدي وبعد ذلك أنوي الوصول إلى كلّ الشباب العربي مع التركيز على مواضيع الثقة بالنفس وإدارة الوقت وتقسيمه. فنحن نركز كثيراً على الدراسة والامتحانات وننسى أنّه علينا العمل على الذات وتحسين أدواتنا لكي نتقن أيّ عمل نرغب بتقديمه.

 
شارك