جورجينا رزق جميلة بمقاييس الكون
دينا زين الدين-بيروت
اختارت هيفاء وهبي لنفسها لقب «ملكة جمال الكون» حين أطلقت آخر ألبوماتها الذي حمل هذا الاسم ولم تنتظر من لجنة تحكيم دوليّة أن تتوّجها. أما جورجينا رزق، فهي اللبنانيّة، بل العربيّة الوحيدة التي حصلت فعليّاً على هذا اللقب، لأنّها ببساطة أذهلت الكون بجمالها، فعادت في العام 1971 من الولايات المتحدة الأميركيّة بتاج جمال الكون لترفع اسم بلدها بإنجاز لم تحقّقه فتاة عربيّة قبلها، ولا نعلم إن كانت ستحقّقه فتاة بعدها.
سحر الشرق وغموض الغرب
جمعت جورجينا بين الجمال اللبناني والمجري، فهي لبنانيّة من جهة الأب ومجريّة من جهة الأم، ولعلّ هذا ما جعلها تحمل خليطاً من سحر الشرق وغموض الغرب في ملامحها. بعينين خضراوين وشعر بنّي داكن وبشرة حنطيّة لوّحتها شمس بيروت وفم صغير ومكتنز، بالإضافة إلى جسد رشيق وطول فارع، لفتت جورجينا المراهقة أنظار عارضة الأزياء المعروفة في فترة الستينات أندريه ديوتي التي أرادت أن تصنع منها عارضة بمواصفات عالميّة، فأخضعتها لحمية غذائيّة لتحسّن شكل جسدها وعلّمتها طريقة سير العارضات وكيفيّة وضع ماكياج يبرز جمالها الطبيعي ولا يشوّهه. التزمت جورجينا بكل ما طلبته منها أندريه على الرغم من صعوبته لأنّها أرادت أن تحظى بالشهرة، وهذا ما تحقّق لها في العام 1971 حين فازت بلقب ملكة جمال لبنان، لتطير بعدها إلى Miami Beach وتشارك في حفل انتخاب ملكة جمال العالم وتعود إلى لبنان واللقب بحوزتها.
مشاركات سينمائيّة
عرفت جورجينا الشهرة سريعاً، فالناس من كل أنحاء العالم تساءلوا عمّا ميّز هذه الفتاة العربيّة عن جميلات العالم وجعلها تفوز باللقب، وكانت شكوكهم بأحقيّتها في الفوز تتلاشى حين يرونها مباشرة أو يتأمّلون صورها، فهي مزجت البراءة بالأنوثة وفتحت لها ضحكتها العفويّة أبواب القاهرة، حيث شاركت في العديد من الأعمال السينمائيّة منها «غيتار الحبّ»، و«باي باي يا حلوة»، و«الملكة وأنا».
أسلوب بسيط وراق
لم تغيّر جورجينا أسلوب ملابسها وماكياجها طوال فترة شهرتها التي امتدت خلال السبعينات وأوائل الثمانينات، حيث حافظت على شعرها الطويل ودرّجته بين البنّي والأحمر، اعتمدت شكل الحواجب المستديرة والرفيعة التي تلاءمت مع اتساع عينيها، كما لم تتأثّر بموجة المبالغة في تسريحات الشعر والماكياج التي سادت في السبعينات بين نجمات السينما. أما أزياؤها، فتميّزت بالبساطة والرقي، إذ لطالما ارتدت الفستان المستقيم والقصير ذا الحفر العريض، أو السروال الواسع مع الكعب العالي لكي تزيد من طول ساقيها، القبّعة الكبيرة والنظارات الشمسيّة العريضة.
وليد توفيق... علاقة العمر
تزوّجت جورحينا الفلسطيني الراحل علي حسن سلامة وأنجبت منه ابنها علي. بعد وفاته بفترة طويلة، تزوّجت الفنّان وليد توفيق وأنجبت منه ولدين هما الوليد ونورهان. فضّلت رزق الاعتناء بعائلتها، مؤكّدة أنّها وجدت السعادة الحقيقيّة في كنف العائلة وليس تحت الأضواء.
إطلالات إعلاميّة محدودة
على الرغم من تجاوزها الستين عاماً، إلا أنّها استطاعت أن تحافظ على جمالها وأناقتها، فهي تغيب طويلاً عن الإعلام، لكن حين تطل تأسر كل من يراها. آخر مشاركاتها كانت لدى انتخاب ملكة جمال لبنان للعام 2012، حيث كانت رئيسة لجنة التحكيم والمشرفة على تدريب المتسابقات.