الاستدامة ومبادئها في عالم العطور مع L'Atelier Parfum
يؤدي قطاع الجمال بدون شك دوراً كبيراً في الحفاظ على الاستدامة، وتقدّم العلامات التجارية للعطور بدورها مساهمة كبيرة في هذا الإطار، حيث تبذل جهوداً متفانية للحفاظ على البيئة ومواردها سواء من حيث توريد المكوّنات أو تعبئة التركيبات أو غيرهما. وباعتبار أنّ L’Atelier Parfum هي إحدى علامات العطور التي تكرّس الكثير من الجهد والوقت لمساعي الاستدامة، أجرينا هذه المقابلة مع مؤسسي العلامة Masha Russac و Mikolaj Pietrzak.
- كيف يمكن تعريف الاستدامة في عالم الجمال؟
سنعرّف الاستدامة من وجهة نظر L’Atelier Parfum. ففيما كنّا نعمل على إطلاق العلامة في العام 2020، فكّرنا في أنّ طرح منتجات مضّرة بالكوكب لم يعد خيارًا في زمننا هذا. ولذلك، ركّز عملنا على 3 محاور هي:
- تركيبات نظيفة ونباتية وطبيعية بدرجة كبيرة
- الحد من البصمة الكربونية بفضل الاعتماد على مصادر محلية للحصول على جميع مكوّنات المنتجات وخيارات التغليف
- مكافحة استخدام البلاستيك، باعتباره قضية بيئية كبيرة حالياً، بخاصّة أنّ 17% فقط من البلاستيك قابل لإعادة التدوير بحسب التقديرات
- تُعتبر الشفافية قيمة من قيم علامتكم، فكيف تضمنون إذاً الحفاظ عليها في أعمالكم وتعاملكم مع المستهلكين؟
"عندما لا تحتاج إلى إزالة أي شيء، لا داعي لإخفاء أي شيء"... هذه هي فلسفتنا. ولذلك، نؤيد الشفافية التامة ونحرص على تقديم منتجات تضع في اعتبارها رفاه المستهلك والكوكب على حد سواء. ففي الواقع، نحن لا نستخدم أي أصباغ صناعية أو مواد تتسبّب بتهيّج البشرة أو ملوّثات أو مواد يمكن أن تؤدي إلى خلل في الغدد الصماء. وبالنسبة إلى خيارات التوريد لدينا، فتعطي الأولوية لجودة كل منتج واستدامته وسلامته وإمكانية تتبّعه، ويُفضّل أن يكون محلياً. وجميع منتجاتنا نباتية 100%، بدون أي مكوّن من أصل حيواني.
- ما هي الجهود التي تقومون بها للحفاظ على هذا الكوكب لأجيال اليوم وأجيال المستقبل؟
من أجل احترام الطبيعة بكافة جوانبها، اختارت L’Atelier Parfum أن تتعاون مع دار Robertet، وهي مؤسسة عائلية في غراس تساهم بحرفيتها وتاريخها الاستثنائيين في صناعة العطور منذ أكثر من 170 عاماً. وبفضل هذا التعاون الحصري، نتمكّن من الوصول إلى مكوّنات مستدامة بأعلى مستويات الجودة، وغالبًا ما نكون من أوائل العلامات التي تُتاح لها فرصة الحصول عليها، مثل زيت خشب البلوط الأساس المعاد تدويره لعطر Opus 3 – Salty Wood. كذلك، تأتي الخلاصات العطرية من مصادر أخلاقية ومسؤولة، وتتكوّن التركيبات من ما يصل إلى 96% من المكوّنات الطبيعية.
- وكيف تضمنون الاستدامة في منتجاتكم؟
نبدأ أولاً من اختيار شركاء الثقة الذين نتعامل معهم، فموردونا معتمدون ويشاركوننا قيمنا، مثل احترام التنوّع الطبيعي والكوكب. ومنذ اليوم الأوّل، حرصنا على أن تركّز علامتنا على الجودة والاستدامة والسلامة وإمكانية التتبّع. ونتمسّك بهذا الالتزام من خلال مكافحة أزمة البلاستيك. في الواقع، لا يمكن التخلّص من البلاستيك في عدد كبير من القطاعات، في ظل عدم وجود أي بدائل عنه. وهذا ما واجهناه في المضخّات المستخدمة في زجاجاتنا. إنّما، بدلاً من انتظار الحل المثالي، تعاونّا مع CleanHub واستطعنا أن نستعيج أمثر من 6 أطنان من البلاستيك غير القابل لإعادة التدوير في مناطق عالية التأثير في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. وبالتالي، نفتخر بكوننا أوّل علامة تجارية للعطور خالية من البلاستيك.
- ماذا يمكن القول عن اهتمام الجيل الجديد بكل ما يتعلّق بالاستدامة؟
من أكبر العوامل التي تدفع الجيل الجديد إلى الاهتمام بالاستدامة هو الوعي المتزايد بأزمة المناخ. فقد نشأت الأجيال الأصغر سناً وهي تسمع عن التأثير المتسارع لظاهرة الاحتباس الحراري عالمياً والتدهور البيئي وفقدان التنوّع البيولوجي. وهم يشهدون أيضاً على التداعيات المباشرة للتغيّر المناخي، سواء الكوارث الطبيعية الأكثر تكرارًا أو ارتفاع مستويات سطح البحر أو أنماط الطقس المتغيّرة. ونتيجة لذلك، يندفع الجيل الجديد إلى المطالبة باتخاذ الخطوات اللازمة ويؤيدون الممارسات المستدامة في الشركات والحكومات.
وعليه، يمكن القول إنّ تركيز الجيل الجديد على الاستدامة مدفوع بمزيج من العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية والشخصية، بخاصّة أنّهم أكثر اطلاعاً ووعياً بالعواقب طويلة الأجل للممارسات غير المستدامة. ولا يقتصر هذا الشغف بالاستدامة على حماية الكوكب وحسب، بل يتعلّق أيضاً بالدعوة إلى العدالة وتحسين نوعية الحياة وبناء مستقبل أكثر إنصافاً.
اقرئي أيضاً: كيف أصبحت الاستدامة جانباً قيّماً للجيل الجديد من المستهلكين