الموسيقى في الحملات التسويقية والفيديوهات على المنصات الإلكترونية
إنّ التفكير في عالم الموسيقى يتجاوز حدود المغنيات والمسارح العالمية والجولات الموسيقية التي تتنقّل بين البلدان من عام إلى آخر. فالموسيقى ترتبط أيضاً بالمشاعر وتجدر لها مكانةً في كل مجال وكل قطاع. فحتّى في قطاع الجمال، أدّت وتؤدي الموسيقى دوراً بالغ الأهمية في تحريك العواطف وإحداث أثر أكبر على مستوى العملاء والمستهلكين، سواء كان ذلك في الحملات الإعلانية أو الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي. ولذلك، نسلّط الضوء في هذا التقرير على إمكانات الموسيقى في مختلف جوانب عالم الجمال.
قطاع عالي التنافسية
لا شكّ في أنّ قطاع الجمال يشهد مستوى عالٍ من التنافسية. فمن جهة أولى، يحصد المؤثرون أو من نسمّيهم "الإنفلوونسرز" حصة كبيرة من هذا القطاع، لا سيّما في ما يتعلّق بالأنشطة التسويقية ومشاركة المحتوى التفاعلي عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي. فقد لا تعلمين مثلاً أنّ 86% من المحتوى المنشور على يوتيوب يعود إلى صانعي محتوى أفراد وليس إلى العلامات التجارية، كما أنّ الهاشتاغ beauty# يضمن أكثر من 520 مليون منشور على إنستغرام.
أمّا من جهة ثانية، فنشهد في كل مرة على ظهور علامات تجارية جديدة، حيث تتنافس مع الجهات الراسخة منذ سنوات في السوق وتستفيد من رغبة العملاء المستمرّة في تجربة كل جديد ومختلف.
الموسيقى جزء من هوية العلامة التجارية
فماذا يعني ذلك؟ تشير هذه التنافسية العالية إلى ضرورة أن تبذل العلامات التجارية جميعها جهوداً مضاعفة كي تبني لها هوية تميّزها وتجعلها جذابة بالنسبة إلى العملاء وتشير إلى خصائصها الفريدة وسماتها التي لا تشبه سواها. ولا يتوقّف الأمر عند الهوية البصرية، بل يشمل أيضاً الهوية السمعية أو ما يُسمّى Sonic Branding. وهنا، أصبح بإمكاننا التحدّث عن الموسيقى ودورها في هوية العلامة التجارية.
بعد أن شكّلت الهوية البصرية الركيزة الأساسية والأهمّ في الجهود التسويقية على مستوى العلامات التجارية، تكتسب الهوية السمعية أكثر وأكثر الأهمية، حيث يُعتبر ابتكار نغمة موسيقية خاصة بالعلامة عنصراً مهماً ومرادفاً للشعار أو أي عنصر تسويقي آخر. فبحسب الدراسات، يقوم الذهن بمعالجة الصوت بسرعة أكبر من الصورة، ولذلك يمكن الاستفادة من العناصر السمعية أي النغمات الموسيقية لإحداث أثر أكبر ودائم.
دمج الموسيقى في أعمال العلامة التجارية
انطلاقاً من كل ما سبق، تقوم العلامات التجارية بدمج الموسيقى في أعمالها من خلال:
- اختيار وجه معروف في عالم الموسيقى ليمثّل العلامة التجارية في إحدى حملاتها الإعلانية
- إعداد موسيقى خاصة لاستخدامها في حملة إعلانية معيّنة
- استخدام موسيقى معروفة مع إضافة كلمات أي Lyrics
الموسيقى في الحملات الإعلانية
يشير 60% من الناس إلى أنّ الموسيقى تعلق في أذهانهم أكثر عند استخدامها في الإعلانات. ولا يشكّل ذلك سوى دليل واضح وملموس على أهمية الموسيقى وتأثيرها الكبير في مجال التفاعل مع المستهلكين والتأثير فيهم. وفي الواقع، أصبح استخدام الموسيقى عاملاً يميّز أي علامة تجارية عن سواها. وفي ما يأتي، نسلّط الضوء على أبرز تأثيرات الموسيقى عند استخدامها في الحملات الإعلانية:
- تخلق الموسيقى مزاجاً معيناً، وتحديداً مزاجاً إيجابياً يسمح للعملاء بفهم الرسائل المقصود إيصالها من خلال الحملة الإعلانية. ولا بدّ من الإشارة إلى ضرورة اختيار الموسيقى الصحيحة والمناسبة بحسب المنتج أو موضوع الحملة لضمان أن يعالج المستهلكون المعلومات بالطريقة المرجوّة.
- تحفّز الموسيقى المستخدمة في الإعلانات المشاعر والعواطف لدى كل من العملاء والمستهلكين، حيث تلفت انتباهمم أوّلاً إلى الحملة بحد ذاتها ثم إلى المنتج الذي يجري التركيز عليه وتسويقه. وبالتالي، يصبح العميل مهتماً أكثر بالتعرّف على المنتج ويندفع إلى تجربته.
- تؤثر الموسيقى على الانطباع الذي يتكوّن لدى العملاء عن العلامة التجارية، وبالتالي على رغبتهم في شراء منتجاتها. ولذلك، تتميّز العلامة التجارية بشكل عام بنمط موسيقي معيّن أو نغمة محدّدة كي يفكّر المستهلكون فيها مباشرةً بمجرّد أن يسمعوا الموسيقى الخاصة بها.
- تشكّل الموسيقى جزءاً لا يتجزأ من الحملة الإعلانية، تماماً كما المقاطع المصوّرة وأبطال الحملة ومكان التصوير وكل التفاصيل الأخرى، فهي تضمن تحفيز الذاكرة. فكم من مرة نسمع أغنية معيّنة، فنتذكّر أشخاص أو أماكن أو أي أحداث. وهكذا، وبحسب الدراسات، تسهّل الموسيقى تذكّر العلامة التجارية بنسبة 96%.
الموسيقى في فيديوهات المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي
تمثّل الموسيقى، في كثير من الأحيان، أوّل ما يلفت انتباهنا في المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. فكم من مرّة استوقفتكِ الموسيقى المستخدمة على فيديو معيّن، وكم من مرة استخدمت بنفسك موسيقى أصبحت ترند في كل مكان عبر الإنترنت. ولا يشير ذلك سوى على أهمية اختيار الموسيقى الصحيحة عند نشر أي فيديو.
وبشكل عام، يعتمد المؤثرون على عدد من القواعد لاختيار الموسيقى الخاصة بمحتواهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وأبرزها:
- اختيار أغنية ترند، أي أغنية تخلق موجة من الاهتمام عبر مختلف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنّها ستلفت بدون شك الجمهور
- اختيار أغنية أو موسيقى تتوافق مع شخصية المؤثر أو المؤثرة، أي تشبه أو تنسجم مع المحتوى الذي تقدّمه
- اختيار أغنية أو موسيقى تتناسق مع محتوى الفيديو، سواء كان فيديو تعليمي خطوة بخطوة أو فيديو عن صيحة معيّنة أو فيديو إرشادي لمشاركة نصيحة
مقابلة مع صانعة المحتوى السعودية هديل (hadeelartist@)
بما أنّنا تحدّثنا عن الموسيقى في عالم الجمال وعن دورها الأساسي في المحتوى الجمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، كان لا بدّ من التحدث مع صانعة المحتوى السعودية هديل التي أدّت منصة تيك توك بشكل خاص دوراً كبيراً في شهرتها ونشر محتواها حول الجمال والمكياج والعناية بالبشرة.
ما أهمية اختيار الموسيقى المناسبة لأي فيديو على المنصات الرقمية؟
بالفعل الخيار المناسب أساسي، فالموسيقى قد تساعد في تعزيز انتشار الفيديو أو تؤدي في المقابل إلى محدودية مشاهدته. وبالتالي، تعزّز الموسيقى المحتوى وتسرّع شهرته وزخمه.
كيف تساعد الموسيقى صنّاع المحتوى في الوصول إلى جمهور أوسع وإحداث أثر أكبر؟
تُعتبر الموسيقى لغة عالمية تجمع الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي. فحين أختار الموسيقى الصحيحة، لا أجذب الانتباه فحسب، بل أشجّع المتابعين أيضاً على مشاركة الفيديو، فيصل بالتالي إلى جمهور أوسع ويحدث أثراً دائماً.
ما دور الموسيقى في تحريك الأحاسيس؟
الموسيقى هي المفتاح لخلق الأحاسيس من خلال المحتوى الذي أقدّمه. فحين أختار الإيقاع المناسب لمطابقة محتواي، يعزّز ذلك الرسالة التي أريد إيصالها وأنجح في التواصل بشكل أفضل مع جمهوري، وبالتالي يزداد التفاعل مع قصصي.
ما الدور الذي أدّته منصة تيك توك في حياتكِ كمؤثرة جمال وفي التفاعل مع محتواكِ؟
لقد كانت منصة تيك توك نقطة تحوّل بالنسبة إليّ كمؤثرة في عالم الجمال. فهي تساعدني في التواصل مع جمهور أكبر وتسهّل عليّ مشاركة محتواي بمزيد من الإبداع. وشكّلت هذه المنصة نقطة انطلاقي على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أحببت كل لحظة أمضيتها وأنا أبني مجتمعي الخاص والتفاعل معه. ففيما يسمح تيك توك بتسليط الضوء على مجموعة واسعة من الأساليب والتقنيات الجمالية، يستطيع المستخدمون تعلّم نصائح جديدة بسرعة وسهولة.
اقرئي أيضاً: نور أردكاني: الموسيقى صديقتي المقرّبة في رحلة الحياة