بشاير الجند: إدارة المواهب مفتاحي للمساعدة في تنمية الوعي التجاري في المملكة
من أنتِ؟ ما هي حقيقتكِ؟ كيف تعبّرين عنها من خلال اختياراتكِ الشخصية والمهنية؟ اخترنا في هذا العدد 5 شابات عربيات ناجحات كل واحدة في مجالها، لتخبرنا قصة نجاحها وكيف تتمكن من أن تكون حقيقية في عصرنا الحالي، حيث الكثير من القيم والصور وحتى النجاحات المزيفة.
متسلّحة بثقة وعزيمة وذكاء وإصرار، تخوض بشاير الجند مجال ريادة الأعمال في عالم العلاقات والتسويق، متمتعة بأكثر من 8 سنوات من الخبرة المهنية، ومتخصصة في صياغة الحلول للشركات وإدارة المواهب وتوجيه الحملات التسويقية. تشغل حالياً منصب المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة البين للتسويق، كما أنّها المؤسسة لشركة كيندي المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في مجال العطور. التقيناها لنلقي الضوء على عالمها وأعمالها ومشاريعها المقبلة.
حدّثينا عن رحلتكِ في مجال العلاقات العامة والتسويق. هل واجهتِ صعوبات للظهور في المجتمع السعودي، أم كانت الطريق ممهدة أمامكِ لتظهري تمكّنكِ وقدراتكِ في المجال الذي أحببته؟
في مجال العلاقات العامة والتسويق، من المتوقع أن يواجه المرء تحديات وصعوبات في بداية مسيرته المهنية كأي مجال خاص إذا كانت خلفيته التعليمية في مجال مختلف حيث يعتمد بشكل أساسي على بناء شبكة علاقات قوية وكسب الثقة في المجتمع. ومع ذلك، مع الخبرة المكتسبة على مر الوقت وتطوير المهارات اللازمة، يمكن للفرص أن تتحسن بشكل ملحوظ. أما في ما يخص صعوبات الظهور في المجتمع السعودي، فقد شهدنا تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة وأصبحت الرؤية واضحة لتعزيز العلاقات العامة والتسويق في مختلف القطاعات، حيث أن الحكومة السعودية تدعم الابتكار والاستثمار في هذا المجال، ما يفتح الباب لفرص جديدة وتحديات مشوّقة في نفس الوقت. بصفة عامة، يمكن للفرد الذي لديه الشغف والتفاني في مجال العلاقات العامة والتسويق أو أي مجال أن يحقق نجاحاً ويثبت قدراته في أي مجتمع.
كيف ساعدكِ وجودكِ في المملكة لكي تخوضي في مجال جديد على الشابات السعوديات؟
المملكة العربية السعودية كانت في السنوات الماضية ومازالت حديث المجتمعات في ما يتعلق بسياساتها بحقوق المرأة. فقد عملنا على إزالة العديد من القيود التي كانت تحد من امكانياتنا. وفي إطار رؤية المملكة 2030، تم تعزيز دور المرأة في العديد من المجالات بما في ذلك مجال العمل والتعليم والابتكار. تم توفير فرص للتعليم والتدريب والتطوير المهني للشابات السعوديات، وتم تشجيعهم على المشاركة في مجالات جديدة وابتكارية. ومن خلال إصدار العديد من السياسات والإصلاحات، تم تعزيز الحرية والفرص الاقتصادية والتعليمية للنساء في السعودية. ومع ذلك، قد يختلف الحيّز الذي تمتّعت به الشابات السعوديات في استكشاف مجالات جديدة بناءً على الظروف الشخصية والثقافية والاجتماعية. وبشكل عام، يتطلب استكشاف مجال جديد والتحول إلى مسار مهني جديد المرونة والشجاعة والتفاني رجلاً كنت أو امراة.
هل شعرتِ في مرحلة ما من حياتكِ أنّكِ مقيّدة بمفاهيم أو عادات أو شكل معين للفتاة وأردتِ الخروج منها لتحققي ذاتك؟
كان لديّ الحرية في أغلب قرارات حياتي كتخصصي الجامعي ومساري المهني ولكل شخص مفهومه الخاص للحرية والقيم التي تحققها. في أي مجتمع قد يواجه الشخص في مراحل مختلفة من حياته تحديات وقيود تعيق تحقيق ذاته بما يتعلق بالعادات أو المفاهيم الاجتماعية وهذه الأمور تقوّي وتزيد من الإصرار لتحقيق الطموح، لذا فإنّها قد تكون حسنة أكثر من كونها شي سلبي أو قيود معيقة.
كيف يمكن للشابة أن تظل على حقيقتها وطبيعتها وتحقق النجاح والتميّز في مجال عملها؟
هناك صفات مهمة وأساسية لأي شخص يريد الانطلاق والعمل في مشروعه الخاص، بغض النظر عن حجم التمويل المتاح. هذه الصفات تساعده على تحقيق النجاح وتجاوز التحديات التي قد تواجهه في رحلته الريادية مثل المرونة والقدرة على التكيف مع التغيّرات السريعة في سوق العمل واحتياجات العملاء. النجاح يتطلب صبر وتحمل وإصرار، يجب أن يكون على استعداد للعمل بكل جدّية وتحمّل المخاطر التي قد تواجهه. واخيراً، مهم في أي مشروع أن يكون الشخص قادر على توجيه الفريق وإدارة الموارد بفعالية. كما يجب أن يتمتع بمهارات اتصال قوية للتفاعل مع العملاء وتسويق منتجاته أو خدماته بنجاح. بالنسبة للتمويل، يختلف حسب قطاع المشروع، فبعض القطاعات تتطلب تمويل بميزانية ضخمة ولبعضها الميزانية والتمويل ليسا أمرًا أساسيًا للبدء حيث يمكنكِ البدء بميزانية متواضعة وتنمّي المشروع بمرور الوقت. وحالياً توجد منتجات كثيرة مثل القروض الصغيرة أو الدعم المحلي أو المشاركة في برامج تسريع الأعمال.
ما هي أهمية شركات العلاقات العامة والتسويق في السعودية اليوم؟
تلعب شركات العلاقات العامة والتسويق دوراً كبيراً في السعودية اليوم، فهي تساهم في بناء وتعزيز صورة المؤسسات والشركات، وتعمل على ترويج قيمها ورؤيتها وتحقيق سمعة إيجابية وثقة لدى العملاء والجمهور المستهدف. تدير شركات العلاقات العامة العلاقات مع الجمهور والعملاء بشكل فعّال، حيث توفّر تجربة إيجابية وتلبّي احتياجاتهم ومتطلباتهم. تقدّم هذه الشركات خدمات تسويق شاملة تشمل إعداد الخطط التسويقية والاستراتيجيات وتنفيذ حملات الإعلان لزيادة الوعي بالعلامة التجارية وتعزيز المبيعات وتحقيق النجاح التجاري.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم بإدارة الأزمات والاتصالات، حيث تتعامل بفعالية مع الأزمات وتدير الردود والمعلومات للحفاظ على سمعة الشركات والمؤسسات. تقدم شركات العلاقات العامة أيضاً خدمات استشارية وتخطيط استراتيجي، حيث تساعد في تحديد الأهداف وتحديد الاتجاهات المستقبلية وتحقيق النمو والتنمية المستدامة في سوق العمل السعودي الديناميكي.
حدّثينا عن موقع شركتكِ ودورها الحالي في سوق المملكة؟
أسست شركة البين للتسويق في عام 2020 بالتزامن مع نمو المملكة العربية السعودية وتمكين المرأة. لذا قمت بالعمل مع النساء اللواتي يتمتعن بنفس الرؤية والقوة في المجتمع لربطهنّ بالشركات والعلامات التجارية. تحتاج النساء إلى بعضهنّ البعض مع نمو السوق السعودي، وأصبحت إدارة المواهب على وسائل التواصل الاجتماعي البارزة هي مفتاحي الآن للمساعدة في تنمية الوعي التجاري في المملكة للشركات والمنتجات العالمية.
كيف تركّزين على إدارة المواهب الجديدة والمؤثرين حالياً في المملكة؟
قطاع المؤثرين والمواهب هو من أكثر القطاعات نمواً منذ عام 2015 ومنذ أن بدأت العمل في هذا القطاع. ومن أهم النقاط للنجاح في هذا المجال هو التواصل والتعاون الدائم وإقامة علاقات قوية مع المؤثرين الموجودين في السوق والمواهب الجديدة وتقديم الدعم والتوجيهات لهم من منظور الأعمال وكيفية تطوير محتواهم. وتقديم الدعم المادي والتقني لهم يعد استثمار كما توفير الفرص لهم، فنجاحهم ينعكس على نجاحك ونموك. ومن أهم النقاط هي بناء شراكات مع المؤثرين والعلامات التجارية أو الجهات الحكومية لتحقيق أهداف الطرفين والتركيز على تموضع المؤثر. فمن خلال التركيز على إدارة المواهب الجديدة والمؤثرين، يمكنك تعزيز التنمية المستدامة وتحفيز الابتكار والإبداع في المملكة العربية السعودية.
قدتِ حملات ناجحة لموسم الرياض 2022-2023 وموسم جدة من 2019 إلى 2022، حدّثينا عن كواليس عملكِ في هذا المجال الحيوي، كيف استقطبتِ الأسماء الكبيرة، وما هي الخبرة التي استقيتها من هذا العمل الحيوي؟
إنّ مواسم السعودية من أقرب المشاريع لقلبي، يكمن جمالها بحصاد نتائجها بشكل فوري ومباشر على أرض الواقع. فاختيار المؤثرين المناسبين لتمثيل الفعالية المحددة أو الطريقة المناسبة لإظهارها للجمهور مهمة جداً. والعمل مع فريق مخلص وقادر على التواجد معي في أي وقت أمر مهم بحيث أنّ عامل الوقت مهم جداً والحرص على متابعة محتوى المؤثر أو طلباته والحرص على رضاه قد تنعكس بشكل ملحوظ على النتائج النهائية بشكل إيجابي أو سلبي. ومن أهم الخبرات التي استفدت منها من العمل على هذه المشاريع هي القدرة على إدارة الأزمات بشكل دقيق وبناء علاقات قوية مع المؤثرين أو الموردين ومقدّمي الخدمات خلال المواسم.
كيف ترين الانفتاح الحاصل اليوم في المملكة، وكيف تقيّمين دورك فيه؟
لقد قطعنا أشواطاً في صدد هذا الأمر، فالمملكة حالياً تشهد تطوراً كبيراً على جميع الأصعدة وفي كل القطاعات وتركّز على توفير فرص للجميع وتمكين دور المرأة بشكل أخص. حتى أنّه تم تسهيل إجراءات الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة، وخلق بيئة صحية ومريحة للجميع.
هل تسعين لاستقطاب شابات سعوديات للعمل في مجال العلاقات العامة والتسويق؟ ولا سيما أننا لا نرى إقبالاً كبيراً على هذا القطاع الحيوي؟
يعد هذا القطاع حيوياً ومهماً في عالم الأعمال ويمكن أن يوفّر فرصاً للتطوير الشخصي. أما سبب قلة الإقبال عليه في المملكة العربية فقد يكون ناتجاً عن عدة عوامل، منها الوعي المحدود بالفرص المتاحة والتحديات الثقافية المرتبطة بالمهنة. هذا القطاع يعد حالياً من أهم القطاعات في عالم الأعمال ويمكن خلق فرص كثيرة وتعزيز فهم الشابات لأهميته والفرص المتاحة فيه. لذا يجب توفير التدريب والورش التعريفية والتعليمية مع تسليط الضوء على الشابات السعوديات اللواتي حققن نجاحاً في مجال العلاقات العامة والتسويق واستخدامهنّ كنماذج قدوة للآخرين.
ما هي مشاريعكِ المقبلة والمجالات التي تسعين لخوضها مستقبلاً؟
حالياً أركّز على المجالات التي تدعم التقنية كون كل شيء أصبح رقمياً ويعتمد على التقنية والذكاء الاصطناعي، كما يمكن استخدام التقنية في مجال التسويق والعلاقات العامة لتحسين استراتيجيات التسويق وإدارة الأعمال باستخدام الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل البيانات.
اقرئي المزيد: هيلينا حجازي: الحرية تعني قدرة اتخاذ خيارات شخصية في مجال اللياقة إذ تختلف التوقعات بين الرجال والنساء