الكونتيسة الأنيقة صاحبة الضحكة الأجمل
من الصعب العثور على من يحمل الجنسيّة الإيطاليّة ولا يعرف الراحلة Marta Marzotto، فهي خلال السنوات الفائتة كانت متواجدة في مختلف المناسبات الفنيّة والثقافيّة والاجتماعيّة بالإضافة إلى عروض الموضة والجمال، ناهيك عن عملها السابق كعارضة ومصمّمة أزياء ومجوهرات.
إقرئي أيضاً: ماكــياج دافـــــئ ، حلق الرأس… يحارب السرطان ويُنعش الدور! ، في مركــــــز جوليان رايت في نيويورك
كانت لديها دائماً خطط ومشاريع جديدة في كلّ مكان وفي أيّ زمان، كانت تتوق إلى عيش المغامرات واكتساب المزيد من الخبرات، ولم يتوقّف هذا الأمر حتى آخر أيام حياتها». هذا ما قاله Matteo Marzotto بعد وفاة والدته في يوليو الفائت. خبر وفاتها أحزن الإيطاليين الذين أحبوها ووجدوا فيها قدوة وأيقونة لسنوات طويلة، فهي انتقلت من حياة أقل من عاديّة إلى أجمل القصور وصارت كونتيسة على القلوب وبنت علاقات وصداقات مع أهم الشخصيات من حول العالم، فمن هي Marta؟
طفولة متواضعة
ولدت Marta Vacondio في Reggio Emilia شمال إيطاليا ضمن أسرة فقيرة، إذ كان والدها يعمل في سكة الحديد، ووالدتها في الخياطة، أما هي ولكي تساعد عائلتها، فعملت في حقول الأرز، وكانت تشعر بالسعادة العارمة حين تحصل على راتبها البسيط، وتسعى دائماً إلى تحسين حياتها كي تحظى بمستقبل أفضل.
اندفاع وطموح لا يعرفان حدود
اندفاعها الكبير للخروج من الفقر الذي عاشته في طفولتها دفعها إلى العمل في التطريز والحياكة في مدينة Pavia في جنوب ميلانو، وهناك جذبت الأنظار بجمالها ورشاقتها وملامحها الناعمة فأصبحت عارضة أزياء. إلا أنّ النقلة النوعيّة في حياتها حصلت حين التقت بالصدفة وخلال أحد عروض الأزياء في البندقيّة الكونت Umberto Marzotto فأُعجب الاثنان ببعضهما على الفور، ليتزوّجا سنة 1954 وتأخذ اسمه وتصير الكونتيسة Marta Marzotto وتبدأ مسيرتها الفعليّة في عالم الشهرة والأضواء.
بشخصيّتها المرحة وقوّتها وتفاؤلها وضحكتها، استطاعت أن تدخل إلى الأوساط الأرستقراطيّة الإيطاليّة بسهولة، فتكون امرأة مجتمع راق من الطراز الرفيع. عن اندفاعها نحو الحياة، قالت «عشت الحرب بكلّ أهوالها وسمعت صوت القنابل والقذائف، وقد وعدت نفسي بأنّني في حال نجوت سأفعل كل ما أرغب فيه، سأفرح وأسافر وأتعرّف إلى أشخاص من حول العالم، سأحلم وأحقّق أحلامي مهما كانت صعبة المنال».
كانت Marta خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي تنظّم مع زوجها أهم الحفلات التي يحضرها النخب في المجالات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة. ارتبطت بعلاقات صداقة مع قادة دول وعارضات ومصممي أزياء، وكانت الملهمة لرسامين وفنانين كثر.
أسلوب قوي
أسلوب Marta في تصميم الأزياء اعتمد على الألوان القويّة والقصّات الفضفاضة والزخرفات اللافتة، وانطبق هذا الأمر على ما قدّمته من مجوهرات وأكسسوارات، فهي سعت من خلال أعمالها إلى لفت الأنظار، وقد ساعد ارتداؤها لما كانت تصمّمه في نشر القطع وجعلها مرغوبة من النساء الشهيرات والثريات.
الولع بالقفطان
امتلكت جرأة استثنائيّة في استعراض أزيائها وأكسسواراتها، ولكنها حافظت على طابع محتشم وراق، لا سيما أنّها كانت من عاشقات القفطان والتطريزات الشرقيّة التي تفيض بالحيويّة والأنوثة. هي تعدّ من أكثر النساء الغربيات اللواتي ساهمن في انتشار القفاطين في أوروبا، وقد تمتّعت في صباها بطول فارع وجسد رشيق متناسق ساعداها في تحويل أي زي ترتديه إلى قطعة أزياء راقية.
جاذبيّة لا تقاوم
الجمال والجاذبيّة يفيضان من كل حركة وكلمة تنطق بها Marta، هذا ما يجمع عليه من عرفها في صباها وفي نضوجها وشيخوختها أيضاً، فهي كونتيسة بحق، راقية بحركاتها وتصرّفاتها ومواقفها وتعليقاتها وأفكارها.
مع الأولاد والأحفاد
بعد أن انفصلت عن زوجها في الثمانينات، عاشت حياة أسريّة مستقرّة وسعيدة مع أولادها وأحفادها، وظلت تحت الأضواء تشارك من حين إلى آخر في المناسبات الاجتماعيّة الهامة وفي عروض الأزياء إلى أن توفيت في مطلع شهر يوليو الفائت عن عمر 85 عاماً.
غياب ترك أثراً
أثار خبر رحيلها حزناً شديداً في أوساط الموضة الإيطاليّة والعالميّة، فهي كانت الصديقة المقرّبة لمصمّمين كثر أمثال Giorgio Armani وRoberto Cavalli وقد حضر جنازتها الكثير من مصمّمي الأزياء والمجوهرات والكتّاب والصحافيين من مختلف دول العالم.