العلاج بالطاقة كفيل بتغيير حياتك وحياة من حولك نحو الأفضل
فهم النفس ليس بالأمر السهل والتعرف على طبقاتها ومكنوناتها يحتاج أحياناً إلى إرشاد وتوجيه، فهذا الاكتشاف الثمين لما يتواجد داخلنا كفيل بجعلنا نعرف حقيقتنا ونتخلص من كل العوائق الداخلية التي تقف بيننا وبين ما نحلم بتحقيقه، وأيضاً ما يمنع عنا الإحساس بالسعادة ويبقينا قابعين في مشاعر الماضي وما تحمله من ضعف وإرباك ينعكس على كل نواحي حياتنا. فكيف نعزز الطاقة الإيجابية ونجذب أصحابها إلى حياتنا ونتخلص من التراكمات السلبية التي رافقتنا لسنوات دون حتى وعي منّا؟ عن هذا السؤال تجيب الكوتش عايشة رمضان التي اكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال لتصير مدربة لمنهج ترانسيرفنج ومعالجة بالطاقة يتابعها أكثر من 120 ألف شخص عبر صفحها aiisharamadan على إنستغرام.
تقول عايشة "حياتنا وعلاقاتنا قائمة على مدى توافق أو تنافر الطاقات الصادرة عنا وعن محيطنا وبالتالي ففي بحثنا عن التناغم والسعادة يجب أن نكتشف هذا العالم الذي سأحاول شرحه بشكل بسيط، تماماً كما أفعل مع من يقصدني لكي يتخلص من مشاكل معينة في حياته. أولويتي هي التركيز على مستوى المخ وطريقة التفكير، وبعد أول جلسة وبحسب حالة الشخص أنتقل إلى العلاج بالطاقة، فكل شخص لديه ذبذبات خاصة تتحكم بمزاجه، فنستيقظ أحياناً مع إحساس بالخفّة والسعادة، وفي أوقات أخرى يرافقنا شعور بالهم والانزعاج، فما هو مصدر هذه الطاقة أو تراكماتها؟ هي تنتج بالإجمال عن مجموعة صدمات تلقيناها في الطفولة، وقد شكلت قشوراً متعددة من الطاقات التي نشعر بها ولكننا لا نراها، تماماً كالكهرباء التي نستفيد منها من دون رؤيتها، لذا فإننا في تعاملنا مع غيرنا وفي علاقاتنا نشعر بها أيضاً فننجذب لأشخاص وننفر من آخرين، وهكذا ينشأ الحب والتعاطف وكذلك الكره والعداوات. إذ يحصل تقارب في الطاقات وتباعد بين أخرى، هكذا نحن البشر مجموعة من الطاقات الملموسة وغير الملموسة.
البحث عن العوائق
تضيف رمضان "حين أقوم بالعلاج بالطاقة أسعى لتخليص الشخص من طبقات الطاقة السلبية فأرصدها من خلال تعاطيه معي. فمثلاً من يتكلم وحنجرته ضعيفة ويتحدث من حلقه وليس بطنه ويعاني من أوجاع متكررة في الحنجرة ليس لها سبب طبي واضح، سأعرف مباشرة أن شاكرا الحلق مقفلة لديه، فهو يعاني من عدم القدرة على التعبير والكلام بسبب تراكم الطاقات السلبية التي سيطرت عليه ومنعته من القدرة على التحدث عن حقيقته، بالتالي عليه أن يبحث جيداً عما يعيقه لكي يشعر بالراحة النفسية والجسدية، سيحتاج الأمر إلى عدة أيام وجلسات أو يمكن أن ينكشف من خلال حديثه معي، ولكنه بالتأكيد سيظهر إلى السطح ويجد طريقه إلى الزوال".
تصحيح المسار ضروري
ترى مدربة الحياة أن الكون "يعطينا دائماً إشارات لكي نعرف ما هي أخطائنا حتى نتمكن من تصحيح مسارنا ولكننا نتجاهلها لنستمر بلوم الحياة والظروف والأشخاص، فنعيش مع الشكوى ونقبع في السلبية والأفكار السوداوية حتى يصل التأثر إلى جسمنا فتبدأ الأوجاع الجسدية بالظهور إلى السطح، هنا تبرز الحاجة إلى مساعد أو مدرب حياة، فهو سيفهم بشكل أسرع سبب المشكلة بينما يتغاضى عنها الشخص العادي لأنه لم يفهم بعد أن أساس مشكلته كامن كما قلنا سابقاً في داخله منذ طفولته وهي ناتجة عن صدمة حياتية لم يستطع التخلص منها، بالتالي فأنا بحكم وظيفتي سأساعده لكي يكسر المعتقدات التي تعيقه من الطفولة أو من تجربة سابقة أو من مشهد قاس رآه ولم يستطع التخلص من تداعياته، لكي أزرع فيه أفكاراً جديدة. هذا العمل يحصل من خلال فتح مسارات الطاقة وهو يحصل أيضاً من خلال الصلاة والتأمل وتفعيل الأحاسيس التي لا تكون ملموسة ولكنها محسوسة ومؤثرة على الداخل بشكل كبير، تماماً كإيماننا بالله. من هنا يجب أن نزيد من تواصلنا مع الكون حولنا ونستخدم حدسنا أكثر ونعتمد عليه، لندرك كم أن العالم واسع وجميل وعميق، فننظر مثلاً إلى موج البحر الذي يذهب ويرجع بتناغم رائع ونستخلص 3 عبر على الأقل، أو نراقب حركة القمر ودورته ونفكر مثلاً بالدورة الشهرية والتغييرات التي تحصل في أجساد النساء خلالها ونتعمق في كل ما يحصل في داخلنا وفي الطبيعة من حولنا، ونسعى إلى اكتشاف النفس، لنرصد التغيير السريع والمدهش في الأيام المقبلة".
رفع الذبذبات وتحصين النفس
وحول كيفية التعامل مع الأشخاص أصحاب الطاقة السامة في المحيط تقول "حين ترفعين ذبذباتك سيقل تلقائياً من حولك أعداد الناس السلبيين وسيقل تأثيرهم عليك لأنك تبنين هالة أو درع حولك لحمايتك، ويقال إنّ شخص واحد إيجابي وواع ومحصن جيداً يؤثر على 40 ألف شخص سلبي، فكيف نحصّن الذات إذاً؟ يكون ذلك من خلال الصلاة والتأملات والمعوذات وبالوعي الدائم بكل ما يحصل معك فلا تسمحي للغير بالتأثير عليك بل تكوني أنت المؤثرة. عليك أن تعرفي أن واقعك هو انعكاس لما يحصل داخلك من هنا فإن التغيّر في داخلك سينعكس على محيطك فإما سيغادر من باتوا مختلفين عنك أو سيقل تأثيرهم عليك".
دروس حياتية متكررة
تؤكد الكوتش أن كل علاقة في حياتنا تعلمنا درساً ما، وعلينا الاستفادة من كل ما يمر علينا، فكيف يمكنني التعلم؟ تجيب "الأساتذة الذين سيعلمونك في الحياة تماماً كالمدرسة، هم الناس الذين تدخلين في علاقات معهم، من هنا ضروري أن نبحث عن الدرس الذي تلقيناه من مرور هذا الشخص في حياتنا حين يكون الدرس صعباً وقاسياً، فمثلاً حين تكون أمي قاسية معي أنا أكثر من إخوتي، بالتأكيد يوجد سبب وراء تصرفها أو سلوكها، فهي ليست شريرة أو مؤذية ولكنها تسعى لتلقيني درساً أنا بحاجة إليه، وحين أتعلمه سيختلف تعاملها معي أما إذا لم أفهمه فسيضع الكون في طريقي أشخاصاً غيرها يعاملونني بنفس الأسلوب ويتكررون في طريقي حتى أفهم العبرة وأستفيد منها وأنتقل للدرس الجديد. هذه الدروس هي ما يشكل حياتنا وإلا سنكون جبناء نعيش بعيداً عن التجارب الجديدة كي لا نتأذى، ومن خلالها سنتكشف ذاتنا ونصل إلى أفضل نسخة عنها".
اقرئي المزيد: كل ما يهمّك عن صورة الجسم الإيجابية وتأثيرها على الصحة النفسية