الاميرة مارغريت المتمردة التي عاشت الحياة التي أحبتها

لا يغيب عن أحد الدور الكبير الذي قامت به ملكة بريطانية الراحلة إليزابيث الثانية طوال حياتها خدمة لبلدها وشعبها، ولكن ما لا يعرفه كثر أن لها شقيقة ولدت بعدها بأربع سنوات وهي الأميرة مارغريت، فكيف عاشت مع أختها التي حظيت بكل الاهتمام وعاشت كل حياتها تحت الأضواء؟

تمتعت الأميرتان بعلاقة قوية جداً في الطفولة فكانت إليزابيث الأكبر سناً تهتم بأختها الصغرى المشاغبة. بدأ الاختلاف في المكانة يظهر بين الشابتين، بعد تتويج إليزابيث ملكة عام 1953، ورغم أن هذا جعل الأميرة مارغريت واحدة من رعايا إليزابيث فقد ورد أن الشقيقتين تمتعتا بالحب والصداقة.

ظل هناك رابط قوي بين المرأتين، حيث ورد أنهما كانت تتحادثان يومياً. لكن بينما كانت الملكة الشابة متجهة إلى حياة واجب وتفانٍ لخدمة بلدها، لم يكن لدى مارغريت مثل هذه الالتزامات، فعاشت حياة أكثر راحة إلا أنها لم تسلم من الانتقادات لكونها من الاسرة المالكة البريطانية.

أصبحت الأميرة مارغريت في الخمسينات من القرن الفائت من أشهر الشخصيات الاجتماعية في العالم، فعرفت بحبها للحفلات والأزياء والرومانسية. اشتهرت بالمتمردة فهي أحبت الحياة العامة وكانت شجاعة وجريئة بحيث وقعت في حب الكابتن بيتر تاونزند، الذي كان مُطلّقاً، مما يعني أنه لم يُسمح لهما بالزواج في كنيسة إنجلترا التي كانت الملكة ترأسها.

كان على الشابة الانتظار حتى تبلغ 25 عاماً حيث لا تعود بحاجة إلى إذن الملكة للزواج، وقد واجه بيتر والأميرة عقبات داخل النظام الملكي وتدقيق مكثف من وسائل الإعلام. ونتيجة لذلك، أصدرت مارغريت بياناً أكدت فيه أن خطبتها قد فُسخت، وأنهما قررا عدم الزواج.

تزوجت الأميرة مارغريت من المصوِّر أنتوني أرمسترونغ جونز، وأنجبت منه طفلين، ديفيد وسارة، قبل الطلاق عام 1978. وأثار الطلاق الكثير من الدعاية السلبية، وتميز العقدان الأخيران من حياتها بالوعكات الصحية، فأصيبت بثلاث سكتات دماغية بين عامي 1998 و2001، وتوفيت في 9 فبراير (شباط) 2002، بعد إصابتها بجلطة دماغية رابعة، عن عمر يناهز 71 عاماً.

وجاء الإعلان الرسمي عن وفاتها بالقول "توفيت شقيقتها الحبيبة، الأميرة مارغريت، بسلام أثناء نومها في الساعة 6.30 صباحًا، في مستشفى الملك إدوارد السابع. وكان طفلاها، اللورد لينلي والليدي سارة تشاتو ، إلى جانبها".

وأضاف القصر: "لقد أصيبت الأميرة مارغريت بسكتة دماغية أخرى بعد ظهر أمس. وقد أصيبت بمشاكل في القلب أثناء الليل وتم نقلها من قصر كنسينغتون إلى مستشفى الملك إدوارد السابع في الساعة 2.30 صباحًا. وكان اللورد لينلي والليدي سارة معها، وتم إطلاع الملكة بالكامل على الحالة طوال الليل".

صرحت دار كلارنس هاوس، المقر الرسمي للملكة الأم في ذلك الوقت، في بيان لها: "لقد أُبلغت الملكة الأم بالخبر الحزين لوفاة الأميرة مارجريت وهي حزينة للغاية". وبعد 49 يومًا فقط، توفيت الملكة الأم عن عمر يناهز 101 عامًا. كانت الوفاتان مدمرتين للملكة إليزابيث، وكان لفقدان أختها ووالدتها في مثل هذا التتابع السريع تأثير عميق عليها.

اقرئي المزيد: ميغان ماركل والأمير هاري في إطلالة ملفتة في كولومبيا وواقع الانترنت والتكنولوجيا رسالتهما

 
شارك