إفتخار قنواتي: شهر رمضان منفذي لاسترجاع الهدوء والروحانيات المحببة

كيف يبدو شهر رمضان في أيامنا هذه؟ هو السؤال الذي طرحناه على 3 شابات لبنانيات يعشن أجواء الصوم بطريقتهن الخاصة، حيث يقسمن الوقت بعناية بين الواجبات الدينية والمهنية وبين الزيارات واللقاءات العائلية والصداقات بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية. غوصي معنا في عوالمهن من خلال هذا التقرير المصور الذي أعدته المصورة فاطمة إيلي الجمل، وتعرفي أكثر على شخصياتهن في لقاءات حصرية.

بعمر الثالثة والعشرين ترى الشابة إفتخار قنواتي الكثير من الفرص في عالمها المليء بالنشاطات، هي التي توشك على الإنتهاء من دراسة تصميم الأزياء، تعمل على عدة مشاريع فنية لأنها تجد في الفنون طريقتها في التعبير عن أفكارها وأحلامها، وفي التواصل مع الآخر، فكيف يمر عليها شهر رمضان هذا العام؟

ما الذي يعنيه لك شهر رمضان؟

هو الشهر الذي أبتعد فيه عن ضغوطات الحياة اليومية، وأجرب التركيز على علاقتي برب العالمين، والقيام بأمور روحانية تريحني وتعيدني إلى هدوئي بعيداً عن الحياة السريعة التي اعتدت عيشها. شهر رمضان يعيدني إلى عائلتي الصغيرة ويذكرني بالحب الكبير والأمان الذي ألقاه معها، كما لا يمكن أن أنسى الوجبات الشهية التي تجمعنا على سفرة سعيدة كل يوم من أيامه الثلاثين.

ما هي أجمل ذكرياتك عن شهر رمضان؟

أتذكر جيداً الشهور الأولى التي بدأت فيها بالتعود على الصيام، وحماسي مع اقتراب موعد الآذان، ووقوفي في المطبخ بجانب والدتي لمساعدتها في نقل الأطباق الشهية إلى طاولة السفرة، كان يسود الصمت الجميل قبل الإفطار، حيث الهدوء التام والاستعداد والصلاة في مواعيدها، لحين نبدأ بالإفطار فنسمع صوت الصحون والملاعق تبدو الأوضح وتصدر من كل البيوت المحيطة بنا، وصوتنا ونحن نبدأ بالطعام ونتسامر حول مجريات يومنا، وما يلي ذلك من تناول الطعام اللذيذ ومن سهرات جميلة ومحببة مع العائلة.

ما الذي اختلف في شهر رمضان اليوم عن الماضي؟

حالياً أنا بعيدة عن عائلتي حيث أدرس في بيروت، وبات لديّ حياتي الخاصة مع العمل والدراسة، صرت أشعر أنه ليس لديّ الكثير من الوقت للتواصل مع العادات التي كنت أقوم بها في رمضان.. تغيرت أوقات صلواتي، وحتى مواعيد الإفطار اختلفت وذلك بحسب عملي ومسؤولياتي، ولكني أحاول الإبقاء على الأحاسيس الجميلة التي اعتدت أن أعيشها طوال الشهر.

كيف تقضين يومك الرمضاني اليوم؟ وسهراتك الرمضانية؟

حالياً وفي هذه السن، أحرص على الاستيقاظ فجراً لأداء صلاة الفجر في وقتها، بعدها أبدأ بتحضير جدولي المهني خلال اليوم، وفي أوقات استراحتي أقرأ القرآن وأقوم بالتسبيح وبذكر الله سبحانه وتعالى. بعد الإفطار، أسهر قليلاً مع والدي وشقيقتي حيث نشرب القهوة بعد يوم الصيام ونتناول الحلويات العربية الشهية، كما أحرص على أداء صلاة التراويح، فهي تريحني كثيراً وأشعر أني عطشى لأدائها، سواء في الجامع الذي يكون مليئاً بالناس، أو في المنزل حيث تكون فرصة للاسترخاء والتركيز مع كلمات الصلاة المريحة للنفس والقلب والروح.

كيف تقسمين وقتك بين العمل والصوم والنشاطات اليومية المختلفة لديك؟

في هذه الأيام أشعر أن شهر رمضان سريع جداً، والسبب انشغالي الدائم بالعمل والاجتماعات والمسؤوليات المهنية والمشاريع الجامعية التي تتطلب تسليمها في مواعيد محددة، لا أحاول قدر المستطاع أن أتواصل مع الرحمن وأؤدي العبادات المطلوبة، واسترجاع هدوئي واتصالي أيضاً مع ذاتي ومع محيطي الضيق من أهل وأقارب ورفاق.

ما هي أجمل لحظة تعيشينها في نهار الصوم؟

أحب فكرة هذا الشهر بشكل عام، وهي تتمركز حول الصوم للخالق، فلا تقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل أيضاً عن العادات السيئة والشهوات والأخطاء، بما فيها الغضب الشديد والعصبية والانفعالات، كما أن انتظار الإفطار بما فيها من تعلم الصبر وتحمل الجوع والعطش، وفكرة الحصول على المكافأة بعد طول الانتظار.. كل هذه الأفكار والقيم هي التي أحبها في شهر رمضان.

ما هو النشاط المحبب لديك في رمضان: سهرة مع الصديقات، التسوق للعيد ، السفر في العيد ..

أجمل نشاط محبب لديّ في رمضان، كنت أعيشها في طرابلس وهي المدينة التي ولدت وترعرت فيها، حين كنت أخرج بعد الإفطار مباشرة مع صديقاتي إلى المقهى المفضل لدينا، حيث يتحول النهار إلى ليل، فكل الناس تخرج إلى الأسواق لشراء احتياجات اليوم التالي والتسوق استعداداً للعيد، وتكون الطرقات مزينة ومضاءة بشكل جميل جداً ومبهج، حيث تعكس بأجمل طريقة روح هذا الشهر الفضيل.

هل تمارسين الرياضة ومتى تدخلينها في يومك؟

أحب شرب القهوة كثيراً لذا في الوقت الذي أشعر أني أريد احتساء فنجان منها، خلال اليوم الرمضاني، أذهب في نزهة سريعة للركض، وغالباً يحصل ذلك في الصباح الباكر وقبل الازدحام الشديد في الطرقات، فبدل أن أذهب بالسيارة إلى الجامعة أقصدها ركضاً، وهكذا أتنشط وأنسى حاجتي إلى الكافيين، فحين يصبح الجسم قوياً فإن العقل يسمع له ويستعيد نشاطه، هي خدعة أقوم بها وتنفعني كثيراً.

ما هو التقليد الجديد أو الممارسة التي تحبينها في رمضان في ايامنا الحالي؟

أحب القراءة عن تفسير الآيات القرآنية، فأنا أرى الكثير من الاشخاص ومنهم أجانب يقدمون تفسيرات غير صحيحة عن بعض الآيات، لذا أحبّ التعمق في فهم الآيات الصعبة، بالإضافة إلى أني أقوم بقراءة القرآن وأحاول أن أختمه، مع فهم لمعانيه، فلا يهم فقط القراءة بل يجب إدخال المفاهيم والقيم والعبر التي نأخذها من هذا الكتاب العظيم والذي أعتبره كنزاً في المعرفة، لنستفيد منها في حياتنا اليومية.

اقرئي المزيد: آية أبي حيدر: أكثر ما يعنيني في شهر الصوم هو تقديم المساعدة للغير

 
شارك