آية أبي حيدر: أكثر ما يعنيني في شهر الصوم هو تقديم المساعدة للغير

كيف يبدو شهر رمضان في أيامنا هذه؟ هو السؤال الذي طرحناه على 3 شابات لبنانيات يعشن أجواء الصوم بطريقتهن الخاصة، حيث يقسمن الوقت بعناية بين الواجبات الدينية والمهنية وبين الزيارات واللقاءات العائلية والصداقات بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية. غوصي معنا في عوالمهن من خلال هذا التقرير المصور الذي أعدته المصورة فاطمة إيلي الجمل، وتعرفي أكثر على شخصياتهن في لقاءات حصرية.

وجهها الجميل يبدو مألوفاً لأنها شاركت في أعمال درامية على الشاشة منها المسلسل المصري "تغيير جو"، حيث كانت "مريم" صديقة "شريفة" أو النجمة منة شلبي، أو لأنها فعلاً ذات ملامح ناعمة وقريبة من القلب والعين، وهي بكل تأكيد تجذب انتباه العقل وتأسر الحواس بالمحتوى الجديد والمختلف والواقعي الذي تقدمه عبر وسائل التواصل. هي الممثلة الصاعدة آية أبي حيدر، التي درست مسرح في معهد الفنون بالجامعة اللبنانية، وشاركت في مسلسلات بأدوار صغيرة بالإضافة إلى إطلالات على المسرح وفي بعض الأفلام القصيرة، فكيف تقضي آية أيام الصوم، وما الذي يعنيه لها هذا الشهر؟

ما الذي يعنيه لك شهر رمضان؟

شهر رمضان يعني لي العائلة واللمة الجميلة والاهتمام بالآخر، بالإضافة إلى الالتزام والانضباط الذي ندخله في حياتنا ويومياتنا مع ممارسة الصوم.

ما هي أجمل ذكرياتك عن شهر رمضان؟

أكثر ما أحب في شهر رمضان هي الساعة الأخيرة قبل الإفطار، حيث يجتمع جميع أفراد المنزل وتبدأ المشاكل الجميلة واللطيفة، كأن تتأخر والدتي التي توفيت حديثاً في إعداد الوجبة الرئيسية، أو ينسى أحدهم إحضار الخبز، تكون أصواتنا مرتفعة والأجواء صاخبة ومليئة بالطاقة، وتبدو روح العائلة الواحدة بأروع صورتها.

ما الذي اختلف في شهر رمضان اليوم عن الماضي؟

ضاحكة: هذا العام نصوم وقت أقل لأن النهار قصير فلا نجوع ونعطش كثيراً.. هذا العام سأجرب الالتزام أكثر بممارسة الرياضة حتى أحافظ على حيويتي وطاقتي خلال ساعات الصوم ومساء بعد الإفطار. لا أعتقد أن هناك اختلافات كبيرة في روح الصوم ومعانيه، بل بممارساتنا اليومية خلال أيام هذا الشهر، بالنسبة لي ما أجرب المحافظة عليه بعد انتهاءه، هو الالتزام بالروتين الثابت والمحدد لأن هذا الأمر يسهل الحياة كثيراً ويسمح لنا بزيادة إنتاجيتنا ومضاعفة إنجازاتنا.

كيف تقضين يومك الرمضاني اليوم؟ وسهراتك الرمضانية؟

أجرب أن أحافظ على روتيني فلا أغيّر عاداتي، أستيقظ باكراً قدر المستطاع بالرغم من أني أحياناً أغرق في النوم ولا أنتبه لنفسي، إلا أني أسعى أن أظل على توقيتي المعتاد، وأحاول ممارسة الرياضة صباحاً قبل بدء أعمالي، كي أكون نشيطة في الساعات اللاحقة، كما أنتهي من مهامي باكراً وتحديداً قبل الظهر والعصر، حيث تنقضي الساعتين قبل الإفطار سريعاً في إعداد الطعام.

كيف تقسمين وقتك بين العمل والصوم والنشاطات اليومية المختلفة لديك؟

أنهي كل أعمالي التي تحتاج إلى تركيز وطاقة عالية في الصباح، لأني أكون متيقظة ومستعدة للعمل المجهد والمسؤوليات الكبيرة، وأفضل الاسترخاء والراحة عصراً بانتظار موعد الآذان، وفي المساء فيختلف جدولي فربما أمارس الرياضة أو أخرج أو أسهر في البيت أو أزور الأهل والرفاق والأقارب.

ما هي أجمل لحظة تعيشينها في نهار الصوم؟

أكثر ما يعنيني القيام به في شهر الصوم هو تقديم المساعدة للغير والإحساس به ودعمه بالقدر الذي أستطيعه، أحب إطعام المحتاج وأشارك في فعاليات كثيرة لها أبعاد خيرية، كما أحرص على الأعمال الإنسانية، واتمنى أن يبادر غيري إلى هذه الأعمال، فهي ما يجلب السعادة والسكينة الحقيقية إلى النفوس.. أحب رؤية موالد الرحمن والإفطارات التي تنظمها العائلات المقتدرة للأطراف الأقل قدرة، فهذا الحس العالي بالغير مطلوب على الدوام وليس فقط في شهر رمضان.

ما هو النشاط المحبب لديك في رمضان: سهرة مع الصديقات، التسوق للعيد ، السفر في العيد ..

أحب كل ما يتعلق بشهر رمضان: الإفطارات اللذيذة، والسهرات والمشاوير الليلية بعد الإفطار، كما أني عاشقة للحلويات الرمضانية العربية وتحديداً المدلوقة اللبنانية، وأستمتع بتناول كل ما يحلو لي على الإفطار وأحياناً السحور، ولكني أيضاً أتذكر جيداً معنى الاعتدال وعدم المبالغة بشكل كبير عند التواجد أمام الطعام، فالهدف الأساسي للصوم هو أن نهذّب النفس ونتعلم الإلتزام ونروّض الرغبات ونشعر بالآخر.

هل تمارسين الرياضة ومتى تدخلينها في يومك؟

أمارس الرياضة بالتأكيد، أحياناً في الصباح فقد اعتدت على هذا الأمر، حين كان يوم الصوم طويلاً أي حين أتى رمضان في الصيف والربيع، ولكني في السنتين الفائتتين، وجدت صعوبة في ذلك لأن اليوم قصير، لذا أمارس بعض التمارين السهلة صباحاً وأترك الصفوف الأصعب لما بعد الإفطار.

ما هو التقليد الجديد أو الممارسة التي تحبينها في رمضان في ايامنا الحالية؟

بالنسبة لي ازداد الوعي بأهمية الطعام الصحي بين أبناء الجيل الجديد، فأنا مثلاً ألتزم بتناول تمرة واللبن بداية وبعدها أتناول ما يحلو لي باعتدال، وبعيداً عن المبالغة بالكميات (ما عدا الحلويات)، ولكني بشكل عام صرت أفهم جسدي وأركز على رفع طاقتي بالشكل المناسب سواء من خلال الأكل المناسب أو الرياضة، كما أحب كثيراً السهرات الرمضانية ولا سيما تناول السحور في الخارج مع الصديقات، والتنزه في الشوارع المزينة ليلاً والتي تمتلئ بالناس، بالإضافة إلى أني أحافظ على الاجتماع بالأسرة والسهرات المحببة معها، والتسامر سواء على مائدة الإفطار أو بعده.

اقرئي المزيد: كريستينا عاصي قصة إرادة استثنائية بوجه هجوم غادر

 
شارك