Yves Saint Laurent فنّان الأزياء الجاهزة والراقية

دينا زين الدين-بيروت
حياة مليئة بالأحداث والتقلبّات عاشها Yves Saint Laurent، مصمّم الأزياء الفرنسي الذي غيّر شكل الموضة النسائية وحرّر المرأة من القيود التي كانت تفرضها على نفسها حين تختار ملابسها، فكسر القالب التقليدي للأنوثة وأرسى مفهوم المرأة القوية والجريئة والواثقة بإطلالاتها. مبتكر بدلة الـToxido كان يعيش بيننا إلى ما قبل خمس سنوات حين انتهت حياته التي قضى معظمها في عالم التصميم والابتكار والإبداع.

من الجزائر إلى دار Christian Dior
إذا قلنا إنّ رأس الشاب الفرنسي النحيل، صاحب النظّارات الطبية الكبيرة التي تغطي معظم وجهه الطفولي، كان يضجّ بالأفكار منذ سنوات حياته الأولى، لا نكون قد بالغنا في التعبير، فـYves الذي أبصر النور في وهران بالجزائر، فاز بجائزة لتصميم الأزياء حين كان في الـ17 من عمره، وكان فوزه بمثابة بطاقة العبور إلى دار Christian Dior المعروفة حيث برزت موهبته سريعاً واستطاع بعد موت مؤسس الدار، أيّ بعد3 سنوات، أن يصبح رئيسها وهو في الـ21. استفاد Laurent من السنوات التي قضاها مع Dior، فاعتبر أنّ الموضة فنّ وأنّ الأزياء لوحات تشكيليّة تعبّر عن رأي صاحبها وذوقه، وتجلّت رؤيته هذه في مجموعاته الست التي قدّمها مع الدار ولا سيّما مجموعة Trapeze التي اعتمدت على الأثواب ذات الأشكال الهندسية والتي جذبت أنظار النساء من مختلف دول العالم.

دار خاصّة بالتعاون مع Bergé
قرّر المصمم الموهوب افتتاح دار أزياء خاصة به في العام 1962 بالتعاون مع صديقه وشريكه Pierre Bergé الذي تولّى الشق التجاري والإداري من الأعمال وباتت علامة الدار الخاصة أو YSL وأزياؤها تحظى بشهرة واسعة طوال سنوات حتى تعرضت الدار لأزمة ماليّة في العام 1992 فبيعت إلى مجموعة Sanofi ثمّ إلى شركة Gucciفي العام 1999 وقسّمت إلى جزئين، الأوّل للألبسة الجاهزة والثاني للأزياء الراقية والذي بقي Laurent مشرفاً عليه حتى ابتعاده عن عالم الموضة في العام 2002. واليوم بات Hedi Slimane المدير الإبداعي للدار، وهو يسطّر لها سلسلة نجاحات جديدة تبهر العالم.
«أنا موجود للواتي لم يحالفهنّ الحظ في إيجاد السعادة»، إنّها الرسالة التي حملها المصمّم الفرنسي الذي فهم جيداً شخصية المرأة وتقلباتها وأراد من خلال الأزياء أن يشعرها بالرضى والفرح والراحة، فأوجد تصاميم تتلاءم مع جميع المناسبات وترضي أكثر الأذواق صعوبة. قبله كان ارتداء المرأة للسروال أمراً غريباً ومستنكراً، لكن معه صار السروال مطلب النساء حول العالم، كما أنّه أطلق الـToxido النسائية ويعود إليه الفضل في ابتكار الـJumpsuit والتفنن في تصميم الجاكيت القصيرة.

رؤية ثوريّة للأزياء الراقية
غيّر المصمّم المعروف النظرة التقليدية إلى الأزياء الراقية وجعلها أكثر حيوية وشباباً، فعكس التطوّرات التي كانت تحصل في حياة المرأة في النصف الثاني من القرن الماضي، إذ كانت تزداد جرأة واحتاجت إلى أزياء تعبّر عن هذه التغييرات، فكان ابتكاره لخط الملابس الجاهزة أو ما يعرف بالـReady To Wear .
ارتدت العديد من النجمات تصاميمه ومنهنّ Audrey Hepburn وLauren Bacall، لكنّ صديقته المقربّة وأكثر من نجح في إظهار جمال الأزياء التي قدّمها كانت Catherine Deneuve، علماً بأنّه كان المصمم المفضّل لدى إمبراطورة إيران السابقة فرح ديبا التي اختارته لتصميم فستان زفافها وكان أوّل من تعامل مع عارضة أزياء سمراء البشرة حين أطلت إيمان في العام 1973 في أحد عروض أزيائه، ومن النجمات المعاصرات اللواتي تميّزن بأزيائه Gwyneth Paltrow وNicole Kidman وClaudia Schiffer.

 
شارك