The interview Feed – ترجمة: أرليت صليبا
لطالما اشتهر الممثّل Nicolas Cage بلعب دور الشخصيّة الغريبة والثائرة في عدد من الأفلام الهوليووديّة مثل Wild at Heart للمخرج David Lynch في العام 1990، Kiss of Death وLeaving Las Vegas الذي نال عنه جائزة أوسكار في العام 1995 وAdaptation في العام 2002. وقد انعكست هذه الأدوار على شخصيّته في الحياة الواقعيّة.
في الوقت الحالي، وبعد زواجه من Alice Kim في العام 2004، اعتنق Nic الحياة العائليّة وكرّس نفسه لتربية ابنه Kal-El ويقول في ذلك إنّه يعيش «حياة مضجرة للغاية» ويعترف بأنّه في بداية مسيرته المهنيّة، كان مهووساً بابتكار شخصيّة أسطوريّة يظهرها في أفلامه كما أنّ حبّه للتمثيل كان نابعاً من حاجته إلى التعبير عن غضبه. أمّا الآن، فيعيش حياة هادئة حيث يتناول الفطور مع ابنه ويوصله إلى المدرسة ثمّ يتناول الغداء مع زوجته قبل الذهاب إلى النادي الرياضيّ. وعندما ينتهي، يحضر ابنه من المدرسة. وقد استقرّ Nic مع عائلته في Las Vegas بعيداً عن أضواء الشهرة وهو يقول إنّه يحبّ حياته الجديدة الهادئة.
أمّا فيلمه الجديد Frozen Ground،فتجري أحداثه في العام 1983 ويلعب فيه Nic دور محقّق في الشرطة يطارد قاتلاً متسلسلاً ويشاركه العمل عدد من الممثّلين البارزين أمثال John Cusack وRadha Mitchell وVanessa Hudgens. أمّا قصّة هذا الفيلم فمبنيّة على المطاردة الواقعيّة للقاتل الجماعي Robert Hansen.
وقد يكون هذا الفيلم أحد أفضل أعمال Nic منذ سنوات. فلأسباب هو نفسه يجهلها، شهد الممثّل على انحراف مسيرته نحو أفلام دون المستوى الذي اعتاده في هوليوود، ومنها Ghost Rider وBangkok Dangerous وDrive Angry. وقد يكون آخر فيلم مميّز شارك فيه هو Lord of War في العام 2005. وفي هذه الأثناء، عانى Nic أزمة ماليّة وأجبِر على دفع مبلغ 12 مليون دولار بدل ضرائب متأخّرة، ما اضطرّه إلى بيع قصوره الثلاثة وعدد كبير من سيّاراته النادرة.
-تلعب في فيلم Frozen Ground دوراً أكثر جدّيّة وواقعيّة من الأدوار التي اعتدنا رؤيتك فيها. فما سبب هذا التغيير؟
شعرت برغبة في لعب دور يجسّد بطلاً حقيقيّاً والمحقّق Glenn Flothe بطل بحقّ لأنّه عمل جاهداً على إحقاق العدالة للمرأة التي واجهت مصيراً مروّعاً. كما أنّني أردت أن أذكّر الجمهور بأنّني قادر على لعب أدوار مختلفة عن الشخصيّات الشامانيّة والسرياليّة التي اعتادوها. في الواقع، أشعر برغبة في المشاركة في أعمال أكثر هدوءاً تسمح لي باستكشاف الصفات المبهمة في الشخصيّة التي ألعبها.
-برأيك، هل تساءل الجمهور والنقّاد عن سبب مشاركتك في أعمال مثل Ghost Rider وBangkok Dangerous في السنوات الأخيرة؟
(يضحك بتجهّم) لقد أحببت العمل في Ghost Rider، لأنّه منحني فرصة إشباع حاجاتي التمثيليّة الغريبة. فقد يكون الفيلم مكاناً مناسباً لابتكار شخصيّات فظيعة ودراماتيكيّة تلقى صدى في المواضيع شبه التراجيديّة التي يطرحها. في بداية مسيرتي المهنيّة، كنت أبحث عن نوع الأداء المسرحيّ لأنّني كنت أرى التمثيل من هذا المنطلق. أمّا الآن، فأريد أن أستكشف الناحية العاطفيّة من الشخصيّة وأن أرى ردّة فعل المشاهدين على ما أقدّمه.
-هل صحيح أنّك في الأساس كنت ستلعب دور القاتل المتسلسل Hansen؟
نعم، لقد عرضوا عليّ هذا الدور بناء على سمعتي كما أعتقد (يضحك)، لكنّني شرحت لهم أنّني ما عدت أبحث عن هذا النوع من الأدوار كما أنّني رأيت أنّ دور Hansen يناسب الممثّل John Cusack أكثر لأنّ ذلك يناقض توقّعات الجمهور ولأنّ شخصيّات الفيلم التي عرفت Hansen ما كانت لتصدّق أبداً أنّه القاتل.
-هل تعرّفت على المحقّق الذي تلعب دوره في الفيلم؟
لقد أمضيت معه بعض الوقت لكي أفهم شعوره تجاه هذه القضيّة، وأسأله عمّا عاناه على الصعيد الشخصيّ خلال فترة المطاردة وهذا أحد الأسباب التي دفعتني إلى إظهار بطولته الصامتة وتفانيه. في الواقع، أكنّ احتراماً عظيماً لهذا الرجل، لذلك أردت أن أكون وفيّاً للشخصيّة.
-كيف وجدت العمل في ألاسكا؟
كان البرد قارصاً، وVanessa Hudgens كادت تتجمّد من البرد.
-ما الذي تغيّر فيك بعد زواجك من Alice Kim وولادة ابنك Kal-El في العام 2005؟
لقد استنتجت مؤخّراً بفضل عائلتي الجميلة أنّ معنى الحياة يكمن في السلام والجمال والتفاهم، لا في التمرّد والطموح. لا شكّ طبعاً في أنّ حساسيّتي الفنّيّة جعلتني أستمتع بالسمعة السيّئة التي كوّنتها لنفسي، إلّا أنّ ذلك أنانيّ ومصيره الزوال. لذلك قرّرت أن أمضي قدماً في حياتي وتعلّمت أن أقدّر الأمور الجوهريّة. قد تبدو هذه الفكرة كليشيه ومملّة، إلّا أنّني أؤمن بحقيقتها. فقد توقّفت عن مقاومة السعادة وبدأت أعيش في سلام مع ذاتي ومع العالم من حولي.
-ماذا تعني لك Alice على الصعيد الشخصيّ؟
لقد ساعدتني Alice على أن أشعر من جديد بالاطمئنان تجاه العالم الذي أعيش فيه. فخلال نشأتي، شعرت بخيبة أمل وعذاب كبيرين تجاه أمور عدّة في حياتي. لكنّني لا ألوم أحداً على ذلك، إذ كان بإمكاني أن أتفاعل مع الأمور بطريقة إيجابيّة أكثر. لكن عندما يبلغ المرء مرحلة في تطوّره الشخصيّ حيث يستطيع أن يقدّر إنساناً آخر كما أقدّر Alice، يشعر بأنّه استعاد نشاطه. في الواقع، أرى أنّ حملاً كبيراً قد أزيل عن كاهلي وأنّ الحياة أصبحت أسهل وأوضح.
-هلّ أثّر فارق العمر (زوجة Cage أصغر منه بعشرين سنة) بينكما يوماً على قرارك بالزواج من Alice؟
كلّا، على الرغم من أنّني يوم تعرّفت على والدة Alice الكوريّة، وبما أنّ الكوريّين يعبّرون عن رأيهم بصراحة، قالت لي: «Alice صغيرة جداً لتكون مناسبة لك » (يضحك). لكنّني تمكّنت أخيراً من إقناعها بوجهة نظري، فعندما تلتقين شخصاً تعلمين في الحال أنّك ستكونين سعيدة معه، لا تفكّرين بالمفاهيم والمعتقدات الاجتماعيّة، علماً بأنّ العلاقات العاطفيّة والزيجات ضعيفة للغاية وعرضة للانهيار، يجب أن يدرك المرء أنّه محظوظ إذا وجد شخصاً تربطه به علاقة مميّزة.
-هل تشعر بأنّك والد أفضل لابنك Kal-El ممّ كنت لابنك البكر Weston؟
كلّ ما في الأمر أنّني لم أكن قادراً على منح Weston الوقت الذي منحته لـ Kal-El. لكنّني لطالما شعرت بأنّني كنت أباً صالحاً لـ Weston وآمل أن يكون هذا رأيه أيضاً لأنّني منحته كلّ الحبّ الذي أستطيع أن أمنحه. لقد تعرّف Weston على Kal-El ويجمعهما رابط عائليّ وثيق. أعتقد أنّ هذا الرابط هو أعظم وأجمل ما تجسّده العائلة لأنّه يبقيها مجتمعة على الرغم من الخلافات والمشاكل التي قد تواجهها أيّ عائلة. أشعر بفخر كبير لأنّ عائلتي الصغيرة تنبض حبّاً وسعادة وهذا برأيي إنجاز أعظم من أيّ إنجاز قد أحقّقه في حياتي المهنيّة، فلا مجال للمقارنة حتّى.
-هل طلبت منك Alice يوماً التوقّف عن المخاطرة في حياتك كعدم القيادة بتهوّر مثلاً؟
لم تضطرّ إلى الطلب، فقد تغيّرتُ لأنّ حياتي معها ومع ابننا تعني لي الكثير. لكنّني ما زلت أمتلك حبّ الاستكشاف وأعتقد أنّ روحي ستبقى دائماً مستقلّة (يبتسم ابتسامة عريضة). لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ أيّام الجنون قد ولّت لأنّني أفضّل أن أكون أباً صالحاً.















