دينا زين الدين-بيروت
من الصعب لمن يرى Frances Farmer أن يصدّق أنّها امرأة حقيقيّة من لحم ودم، عاشت بيننا وحظيت بحياة صاخبة غلّفها الحزن وأثقلتها المعاناة. فالممثلة الراحلة التي وصلت إلى أوج عطائها في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، تبدو وكأنّها خارجة من قصص الخيال، لعلّها تكون بياض الثلج أو سندريلا أو الأميرة النائمة، أو بمعنى أصح يمكن القول ومن دون مبالغة، إنّها كانت مصدر الوحي الذي داعب خيال الفنانين الذين رسموا الشخصيات النسائيّة في هذه الروايات، حين قرّروا ابتكار صورة تقترب من الكمال لجمال المرأة.
عشق الدراما
ترعرعت الأميركيّة الجميلة ذات العينين الزرقاوين في كنف أسرة متوسّطة من مدينة Seattle الأميركيّة، تلقّت تعليمها العالي في جامعة واشنطن حيث تخصّصت في الدراما وظهرت في العديد من الأعمال المسرحيّة ولفتت الأنظار بسبب موهبتها الفذّة وجمالها الصارخ، فهي امتلكت ملامح طفوليّة، خوّلتها أن تبدع في أداء دور الفتاة الريفيّة البسيطة ذات الجمال البريء، كما مكّنتها من أن تكون الأنثى الأرستقراطيّة المغرية التي تلهب قلوب من يراها. في العام 1953، وقّعت Frances عقداً لمدة سبع سنوات مع شركة Paramount للإنتاج الفني وكانت حينها في سن الثانية والعشرين، ما دفعها إلى الانتقال والعيش في هوليوود حيث كانت انطلاقتها الفعليّة نحو العالميّة.
رصيد سينمائي حافل
يعتبر فيلم Come and Get It الذي قدّمته بعد عام من توقيعها مع Paramount المحطّة الأبرز في حياتها التمثيليّة، فهو الذي ساهم في ارتفاع رصيدها الفني سريعاً وجذب أنظار المنتجين إليها فقدّمت عدداً من الأفلام نذكر منها Too Many Parents وBorder Flight وRhythm on the Range وThe Toast of NewYork وEbb Tide وFlowing Gold وBadlands of Dakota وI Escaped from the Gestapo وغيرها من الأعمال الناجحة.
المرأة الذهبيّة
قدّمت Frances صورة عن المرأة الذهبيّة الحالمة والرومانسيّة التي تحمل في ضحكتها وحركاتها الأنثويّة المرح والبهجة، تلك التي يحلم بها الرجال وتغار منها النساء. تمتّعت الممثلة الراحلة بجمال أخّاذ، فهي امتلكت بشرة ناصعة البياض وعينين زرقاوين واسعتين وجبهة عريضة وعظام وجنتين بارزة، وقد استطاعت أن تخلق لنفسها أسلوباً في الملابس والماكياج وتسريحة الشعر، فتحوّلت إلى أيقونة جماليّة امتثلت بها النساء في تلك الحقبة الزمنيّة، وهي لا تزال حتى اليوم رمزاً للجمال والأناقة.
شعر Retro وشفاه جوريّة داكنة
تميّزت Frances بشعرها الأشقر القصير المصفّف بطريقة Retro وباستخدامها أحمر الشفاه الجوري الداكن الذي يبرز حجم شفتيها المكتنزتين، وبالرموش الطويلة والملتفّة، وهي ألهمت بنات جيلها اللواتي قلّدنها،كما تلهم العديد من صنّاع الموضة حالياً بأزيائها وماكياجها وأسلوبها الراقي والبسيط في آن.
صعوبات شخصيّة
عاشت نجمتنا بريق الأضواء في حياتها المهنيّة، لكنّ حياتها الشخصيّة لم تكن على القدر نفسه من النجاح، فهي عانت من مشاكل نفسيّة وأصيبت بانهيارات عصبيّة وواجهت الإدمان وأدخلت إلى مصحّ للأمراض العقليّة لسنوات، لكنّها انتصرت على أزمتها وعادت إلى عالم الأضواء حيث شاركت في العام 1957 في البرنامج الشهير The Ed Sullivan Show، وكان لها برنامجها التلفزيوني الخاص وهو Frances Farmer Presents الذي استمرت في تقديمه على مدى ستّ سنوات. لم تكن الحياة منصفة مع النجمة الأميركيّة، وأفل نجمها في سنّ صغيرة (57 عاماً) بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها إرثاً من الأعمال السينمائيّة التي ستخلّد ذكرها.















