Uncategorized

Christian Lacroix أزياء تحكي تاريخ الحضارات

أغسطس 14, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

هو نجم الموضة والأزياء خلال فترة الثمانينات وجزء لا يتجزّأ من أسابيع الموضة العالميّة في كل المواسم. يقول Christian Lacroix في مقابلة مع صحيفة The Guardian : «منذ طفولتي، كرهت الواقع الذي أعيشه، فبدأت أرسم الأزهار والصخور ومختلف معالم الطبيعة لأجمّلها ولأهرب من العالم الذي أنتمي إليه، فأصبحت هذه الهواية عملي اليومي وشغفي في الحياة». أثبت Lacroix أنّه قادر على التغلّب على الصعاب وعلى تجديد نفسه في كل موسم، وهو يتمتّع بمسيرة شيّقة حافلة بالنجاحات شكّلت مصدر إلهام لآلاف المصمّمين الطموحين في مختلف أنحاء العالم.

من تاريخ الفن إلى التصميم
على غرار عدد كبير من المصمّمين العالميين، لم يبدأ Lacroix مسيرته المهنيّة بتصميم الأزياء، بل درس تاريخ الفن في جامعة Montpellier في العام 1973، واصل دراسته في جامعة Sorbone وEcole du Louvre، طامحاً إلى أن يصبح أميناً على أحد المتاحف الوطنيّة. لكن، بعدما التقى بزوجته، انقلب مجرى حياته رأساً على عقب بعدما شجّعته على تطوير موهبة الرسم لديه، وعرّفته إلى Jean-Jacques Picart، أحد أبرز مستشاري أهم الدور العالميّة، والذي بدوره وجد لـLacroix وظيفة في دار Hermès في العام 1978. وبعدما عمل مع دور عالميّة عديدة وحقّق نجاحاً وتغييراً بارزاً على صعيد تصميم الأزياء، قرّر المبدع الفرنسي تأسيس دار أزياء تحمل اسمه في العام 1987، طارحاً تشكيلة مميّزة من الألبسة الجاهزة، استوحاها من مختلف حضارات العالم. ورغم النقد السلبي الذي تعرّض له من قبل بعض نقّاد الموضة، والذين اعتبروا أنّ Lacroix لم يفهم جيداً احتياجات المرأة العاملة، لاقت التشكيلة نجاحاً لافتاً في أوساط الجماهير، ما دفعه في العام 1989 إلى توسيع علامته التجاريّة، وإطلاق تشكيلات مختلفة من الأوشحة والمجوهرات والحقائب والنظارات. وفي العام نفسه، افتتح متاجر عديدة في فرنسا ولندن وجنيف واليابان، لتكرّ سبحة نجاحاته العالميّة.

تصاميم لا تشبه غيرها
يتمتّع Christian Lacroix بخلفيّة ثقافيّة ثمينة، ميّزته عن غيره من المصمّمين ومكّنته من ابتكار تصاميم فريدة من نوعها، لا تشبه أي تصاميم أخرى. من أكثر الإبداعات التي رسّخت اسمه في الموضة العالميّة، التنوّرة القصيرة Puffball وطبعات الأزهار، بالإضافة إلى الأزياء الجريئة المكشوفة عن الصدر. كما يشتهر Lacroix باستعانته بأزياء خاصة من القرون السابقة مثل المشد Corset الذي ينحّف الصدر والقبّعات الكبيرة.

بصمة فنيّة خالدة
يعتبر Lacroix من أبرز المصمّمين الذين يهوون تصميم الأزياء للمسرحيات العالميّة ولعروض أهم نجمات الاستعراض، منها مسرحيّة Phèdre في العام 1995 وLes Enfants du Paradis في العام 1999. فأزياؤه مرآة للتاريخ وتتويج لها، وهو يعرف التلاعب بالألوان المتناقضة الصاخبة والأقمشة في تناغم تام. ورغم إبداعاته العديدة، لم تنجح الدار في السنوات الأخيرة في حثّ التجّار والجمهور على شراء تصاميمها، ربّما بسبب سيطرة الجانب الفنّي على التصاميم، ما حوّلها إلى أزياء غير عمليّة لا يمكن أن ترتديها المرأة كل يوم، ما أدّى إلى تراجع مبيعات الدار وإلى إفلاسها في العام 2009 نتيجة الأزمة الاقتصاديّة العالميّة. ورغم المطبّات التي واجهتها الدار في السنوات الأخيرة، لا يمكن إلا وأن يشهد نقّاد الموضة على البصمة الفنيّة الرائعة التي تركها Lacroix في عالم الموضة والتي تجلّت بعروض متنوّعة عديدة، حملت أجواء حفلات الأوبرا والمسرحيات الكوميديّة التي تذكّرنا بأجواء عصر النهضة.

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية