كريستيل زيادة-بيروت
غالباً ما تنهالين على طفلك بتعابير لا يكون توقيتها مناسباً، فتجرحينه من دون قصد أو تثيرين استياءه، أو تدفعينه من دون علمك إلى الحيرة والتساؤل. تعرّفي في ما يلي على أهمّ التعابير الخاطئة التي تقولينها لصغيرك وعلى كيفيّة استبدالها بكلمات أخرى تؤثّر فيه أكثر، فيستمع إليك ويطيعك.
عبارة تستخدمينها كثيراً حين تكونين منهمكة في القيام بأحد الأعمال، ويأتي إليك طفلك ليريك شيئاً أو ليخبرك بأمر ما، فتقولين له إنّك مشغولة وتأمرينه بتركك بمفردك. قد يُخفى عليك في هذه الحالة أنّ طفلك يفهم الرسالة على طريقته ويظنّ أنّه لا داعي للتحدّث إليك مجدّداً لأنّك تصدّينه دائماً بحجّة أنّك لا تملكين الوقت الكافي للاستماع إليه. كلّما وضعت حاجزاً لذلك التواصل، يمتنع طفلك عن محادثتك. لتفادي مواجهة هذه المشكلة في المستقبل، عليك أن تهيّئي صغيرك وتشرحي له مسبقاً بأنّك ستنشغلين قليلاً عنه، لكن من الضروري أن تعديه بالتعويض عن إهمالك غير المقصود.
«يا لك من غبيّ لا يفهم»
الطفل كالإسفنجة، يمتص كل ما يرى أو يسمع. فعلى سبيل المثال، حين تصفينه بالكسول أو الغبي، أو حين تقولين له إنّه فاشل ولا ينفع لشيء، سيصدّق كلّ كلمة تقولينها له وسيفقد ثقته بنفسه. ينصحك الاختصاصيون بأن تركّزي على المشكلة مباشرة وتعبّري لطفلك عن انزعاجك من تصرّفاته من دون اللجوء إلى العبارات التي تمسّ بشخصيّته وكيانه.
«لا تبك»
كم من مرّة يجهش طفلك بالبكاء، فتطلبين منه التوقّف عن ذلك وتقولين له «لا تبكِ كالأطفال الصغار»؟ من الطبيعي أن تقلقي بشأن مشاعره، لكن يجب أن تعلمي أنّه حين تطلبين منه التوقّف عن البكاء لن يشعر بالتحسّن ولن تُحلّ مشكلته. من الأفضل في هذه الحالة أن تدعيه يعبّر لك عن هواجسه ويفصح لك عما يختلج في صدره، فتظهرين تعاطفك مع مشكلته ليكفّ عن البكاء تدريجياً.
«أنت تعلم أكثر من ذلك»
حين يرتكب طفلك خطأ ما أو يقصّر في فهمه لأي درس، تميلين إلى توبيخه أو معاقبته وتلومينه على الخطأ الذي أقدم عليه وتقولين له تعابير مثل «لا أصدّق أنّك قمت بذلك» أو «أنا أعلم أنّك أكثر ذكاء». لكن بدلاً من إلقاء اللوم عليه، بإمكانك أنّ تحثّيه على المثابرة وتذكّريه بعمل جيّد قام به في السابق، فيتشجّع على تحدّي نفسه للوصول إلى النتيجة المطلوبة.
«لمَ لا تكون مثل شقيقك؟»
من الطبيعي أن تقارني بين صفات كل طفل، لكن من الضروري ألا تدعيه ينتبه إلى ذلك، ويجب ألا تذكري صفات شقيقه الحسنة أمامه، لأنّه بهذه الطريقة ستهتزّ ثقته بنفسه ولن يتمكّن من بناء شخصيّة خاصة به.
«كفّ عن الإزعاج وإلا»
غالباً ما تلجأ الأمهات إلى تهديد أطفالهنّ بالعقاب في حال لم تكن تصرّفاتهم مقبولة. لكنّ الدراسات أظهرت أنّ غالبيّة تلك التهديدات لا يتم تنفيذها، فتخفّ سلطة الأم التي وعدت ولم تنفّذ وبالتالي لم تنجح في تحسين تصرّفات ابنها. بدلاً من تهديد طفلك، ضعي خططاً مسبقة واشرحي له العواقب التي سيواجهها في حال لم يطعك وذلك قبل أن تقع المشكلة.
«وضب أغراضك بسرعة»
لا شكّ أنّك تطلبين من طفلك الاستعجال للقيام بأبسط الأمور مثل ارتداء ملابسه بسرعة صباحاً أو توضيب أغراضه، لكنّك قد تجهلين أنّك بهذه الطريقة لا تشجّعينه على المثابرة والاستعجال، بل تزرعين فيه الشعور بالذنب لأنّه تأخّر. بدلاً من ذلك، لمَ لا تقولين له على سبيل المثال: «لقد طلبت منك أن ترتّب غرفتك منذ 10 دقائق، فلمَ لم تنفّذ ذلك بعد؟». فبهذه الطريقة المبسّطة، ستضغطين عليه بصورة غير مباشرة وسيشعر بالمسؤوليّة.
«سأعلم اباك بما فعلت»
كثيراً ما تلجأ الأمهات إلى استخدام هذه العبارة، وهي تعتبر بمثابة نوع آخر من التهديد الذي يثير ذعر الطفل ويجعله يخاف من والده. قد تجهلين أنّ هذه الطريقة غير الفعّالة ستخفّف من سلطتك على طفلك الذي سيميل إلى عدم إطاعتك لأنّه يعرف أنّك لن تقدمي على معاقبته. فضلاً عن ذلك، سينسى الخطأ الذي ارتكبه إلى حين وصول والده إلى المنزل، لذا يجب أن تعاقبيه على الخطأ الذي قام به فوراً.
«إنجاز رائع، أنت ذكي»
لا شك ّ أنّ المدح وسيلة فعّالة لتشجيع الطفل على العمل والمثابرة والتقدّم. إنما المشكلة تكمن حين يأتي المدح في غير مكانه أو حين يكون مبهماً أو مبالغاً فيه. فعلى سبيل المثال حين يشرب طفلك كوب الحليب، ما من داعٍ لأن تقولي له إنّه قام بإنجاز عظيم. عليه أن يدرك أنّ الإنجاز يأتي نتيجة لجهد كبير، شأن الدرس المكثّف في سبيل النجاح.















