نادين الراسي: كيف أتساوى بالرجل ونحن متكاملان؟

أشرقت شمسها في عملها المسرحي الجديد  «شمس وقمر» فكانت نجمة العمل من دون منازع. هي "شمس" التي أضاءت بنورها المسرح اللبناني، ذلك الفن الذي يصارع كل التيّارات، إيماناً به وبالقيّمين عليه في الحفاظ على رسالة الرحابنة، عواميد المسرح اللبناني.

جديد النجمة اللبنانيّة نادين الراسي لا يقتصر على عمل مسرحي يعرض في لبنان، بل هي تشارك أيضاً في بطولة عمل درامي لبناني جديد سيبصر النور قريباً. تفقّدي تفاصيل لقائنا معها:

البعض اعتبر أنّ مسرحيّة "شمس وقمر" تسودها بعض الثغرات، فهل توافقينهم الرأي؟

ما فعله المخرج جهاد الأندري في ثلاثة عشر يوماً، يعتبر إنجازاً، فالعمل كان من توقيع منجد الشريف، إلا أنّه انتقل لاحقاً إلى جهاد الذي سعى جاهداً إلى تقديم عمل مختلف يحمل بصمته. وكما يقال، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فثمة عراقيل عدة رافقت العمل، ورغم ذلك استطعنا أن نقدّم عملاً بمستوى جيد.

اعتبر البعض أنّك ضحيّة هذا العمل، مثلما حدث مع الفنانة كارول سماحة في مسلسل «الشحرورة»، ما ردّك؟

لا تقل ذلك، اللوحات الاستعراضيّة جميلة جداً، الموسيقى رائعة والممثلون قدّموا أداءً جميلاً. أرفض أن يقال إنّني ضحيّة، إنّه أول عمل مسرحي بطولي لي وأفتخر به، وهذا الأمر سيذكر في أرشيفي الفنّي، وأتمنّى أن يكون فاتحة خير لأعمال مسرحيّة أخرى.

 بين الغناء والمسرح والتمثيل التلفزيوني، من يأتي في طليعة اهتماماتك؟

لا أستطيع التخلّي عن الشاشة الصغيرة التي جعلتني أدخل إلى قلوب المشاهدين، تضاف إليها نجاحات كثيرة من خلال أعمال طبعت بصمة خاصة عند المشاهد اللبناني والعربي. لذا أعتقد أنّ التلفزيون يأتي في الطليعة، ثم المسرح والغناء الذي هو عنصر مهم لأي مشروع تمثيلي – غنائي.

أخبرينا أكثر عن «إميليا»، دراما لبنانيّة من كتابة الممثل اللبناني طارق سويد، والتي ستشكل حالة خاصة حين تبصر النور على الشاشة؟

يتناول العمل وضع المجتمع اللبناني كما هو، إنما يلقي الضوء على الحياة القرويّة حيث تجري الأحداث فيها وحولها، كما يثير موضوع الزواج المدني، ويدخل في عقول الناس الذين يرفضون هذا الأخير. فكرة العمل تدور حول التعايش في مجتمع سلمي وتقبّل الأديان بكل اختلافاتها. فالبعض لا يزال يخشى إقرار هذا الحق، علماً أنّ معظم اللبنانيين مع هذه الخطوة لأنّها لا تلغي إيمانهم أو عقيدتهم، كما أنّ هذا الزواج اختياري وبالتالي لا أحد يجبر شخصاً ما على الارتباط به مدنياً إن لم يكن الطرفان موافقين عليه.

جميل أن نطرح في أعمالنا مواضيع اجتماعيّة هادفة، إنما البعض لا يزال يلجأ في أعماله الدراميّة إلى القتل والعصابات ومروّجي المخدّرات، وما إلى هنالك من أمور لا تمتّ للحقيقة بصلة.

لا يزال لبنان ضمن المجتمعات التي لا تعرض الأمور كما هي، فالأسماء التي نطرحها في الأعمال الدراميّة هي أسماء عربيّة لا تدل على أي ديانة، كما أنّنا لا نطرح المجتمع اللبناني كما هو، إنما للأسف نبحث عن المشكلة ونبني عليها مجتمعنا وهكذا نعرضها على الشاشة. ثمة نصوص جميلة جداً، تقابلها نصوص ضعيفة جداً لا تمتّ للواقع بصلة وتفتقد إلى الرسالة الاجتماعيّة المرجوّة.

«عصر الحريم» قدّم رسالة واضحة، وهي المساواة بين الرجل والمرأة، كما أنّ أعمالاً أخرى قدّمت رسائل هادفة، لكن من غير المقبول أن نشاهد عملاً فارغ المحتوى، وهذه الأعمال المليئة بالحركة والتشويق ليست من اختصاصنا، فالمصريون حاولوا تقديم أعمال مشابهة، إنما لم ينجحوا ولم تحقّق تلك الأخيرة أرباحاً... الفضائيات قضت على الـ«أكشن العربي» إذا أمكن أن نسمّيه كذلك، فأفلام هوليوود تجتاح شاشاتنا يومياً وهي تقدّم أفضل الأعمال التشويقيّة.

ذكرتي سابقاً إنّك تطالبين بحقوق المرأة، إنما لا تؤمنين بالمساواة بينها وبين الرجل. فهل لا تزالين على موقفك؟

لماذا تريدني أن أتساوى بالرجل، علماً أنّ رب العالمين خلقنا مختلفين ومتكاملين، ثمة نساء كثيرات يتمتّعن بذكاء حاد وهنّ يشغلن مناصب هامة ورفيعة المستوى، كذلك ثمة رجال يتمتّعون بالمواصفات نفسها. أرفض أن أتواجد في جلسة ما، يتشاور الموجودون فيها حول ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة، لتظهر فجأة امرأة وتطالب بتغيير النشيد الوطني اللبناني، شعرت حينها بغضب عارم، والمؤسف أنّها أرادت أن تضيف على جملة «سهلنا والجبل منبت للرجال»، ومنبت للنساء، فقلت لها، هل تريدين أن تحاربي وأن تضعي البندقيّة على كتفك؟ فالرجل لطالما دافع عن وطنه، وهو أمر مشرّف ونعتز به نحن النساء، إنما بعضهنّ يفتقرن إلى أنوثتهنّ وذكائهن... أؤمن بالمساواة، حين تقع مشكلة ما بين المرأة والرجل، كالطلاق والميراث والأولاد وحق إعطاء المرأة الجنسيّة إلى أولادها، وما إلى هنالك من حقوق مغتصبة بحقها. آخر الأبحاث العلميّة كشفت أنّ المرأة قادرة على استيعاب أمور كثيرة في غمضة عين، ما لا يقدر الرجل على فعله، وهذا هو تكوين المرأة وإلا لما كانت الأم والأخت والعاملة والمربّية في الوقت نفسه.

تعرض على شاشاتنا اللبنانيّة حملات تطالب بضرورة مشاركة المرأة في الانتخابات النيابيّة اللبنانيّة، وهي تشجّعها على خوض معترك السياسة. هل أنت مع ذلك الأمر خصوصاً أنّها ستواجه مصاعب عدّة في مجال يسيطر عليه الرجال؟

هي ستواجه مصاعب من دون شك، إنما من الأفضل لها أن تكون داخل هذا المجلس، على أن تكون خارجه وتطالب بالتغيير! فالنساء داخل المجلس قادرات على التغيير، لأنّ أصواتهنّ حينها ستسمع عالياً. إنما نريد نساء مثقّفات، يتكلّمن بألسننا ويدافعن عن حقوقنا.

 
شارك