زها حديد Lady حوّلت الحجارة إلى تحف
زها حديد أو Zaha Hadidمعمارية بريطانيّة عراقية الأصل، ولدت في بغداد في 31 أكتوبر 1950 وهي ابنة وزير المالية العراقي الأسبق محمد حديد. تابعت دراستها في بلدها إلى أن أنهت المرحلة الثانوية ثمّ توجهت إلى بيروت حيث التحقت بالجامعة الأميركية في العام 1971 لتحصل على شهادة بكالوريوس في الرياضيات.
طفولة هندسيّة
يعود إبداع زها في مجال الهندسة إلى سنوات طفولتها الأولى عندما كانت في السادسة أو السابعة من العمر، فقد كان أحد أصدقاء والدها المقربين مهندساً معمارياً وقد اعتاد أن يأتي إلى منزل عائلتها حاملاً معه رسومه ونماذجه الهندسية، ما أشعل في داخلها شيئاً ما لم تدرك ماهيّته إلا في سنوات شبابها. ولعلّ ما ساهم أيضاً في نمو ذلك الشغف في داخلها هي الرحلات التي كانت تقوم بها برفقة والدها في أيام العطلة الصيفيّة وقد كان الوالد حريصاً على أن يصطحب ابنته لزيارة المتاحف ومشاهدة المباني ذات العمارة المميّزة.
تخرّجت في العام 1977 من الجمعية المعمارية AA أو Architectural Association في لندن، عملت كمعيدة في كلية لهندسة المعمارية هناك وانتظمت كأستاذة زائرة أو استاذة كرسي في عدة جامعات في أوروبا وأميركا مثل Harvard وChicago وHamburg وOhio وColumbia ونيويورك وYale. صممت حينها جسراً على نهر التايمز شكّل مشروع تخرجها وأطلق عليه اسم «الجسر التكتوني» ويعتبره النقاد الغربيون بمثابة «بيان معماري» لأسلوبها التجريدي الذي يستمد أصوله في رأيهم من فن الخط العربي . وفي العام نفسه فازت زهاء على 296 مهندساً عالمياً بتصميم جسر سكني على نهر التايمز أيضاً ، لكنّ المشروع لم ينفذ.
أدركت في مستهل حياتها العملية أهمية التفاعل والاتصال بين المنطق الرياضي والهندسة المعمارية والمفاهيم التجريدية في الخط العربي، فالهندسة والرياضيات لديهما برأيها اتصال وتأثير هائل على فنّ العمارة.
إبداع حول العالم
في سيرة زها حديد قصص إبداع ساحاتها أبرز عواصم العالم ومدنه وحدثها براعة معمارية تعيش انسيابيّة درامية لا تحدّها الزوايا ولا الخطوط المستقيمة، ما تحوّل إلى مدرسة قائمة بذاتها، مدرسة لا انتظامية ترتكز على التفكيك وهي تدعو الى انعدام التوازي والتقابل في الخطوط والأشكال من أجل تحقيق أشكال فنية.
تدير المهندسة أعمالها الموزعة في كافة أنحاء العالم بالتعاون مع أكثر من 400 شخص ومن أهم تصاميمها الاستاد الأولمبي في لندن الذي شكّل جزءًا من ملف العاصمة البريطانية المخصّص لاستضافة الألعاب الأولمبية في العام 2012، المبنى الرئيسي لمصنع BMW في لايبزيغ، مركز «روزنتال» للفنّ المعاصر في الولايات المتحدة، متحف غوغنهايم في تايوان، مبنى Beko في بلغراد، محطة مترو مركز الملك عبد الله المالي في الرياض، برج النيل في القاهرة، دار الأوبرا في دبي، بالإضافة إلى فندق ME Dubai الذي سيتمّ افتتاحه في العام 2016 والذي سيكون أول فندق تصمّمه المهندسة المعمارية الشهيرة بشكل كامل، علماً بأنّه يقع في منطقة برج خليفة الراقية في قلب دبي.
جوائز وألقاب
تسنّى لزها حديد أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك، كما نالت لقب Lady الذي يعتبر شرفياً في بريطانيا وفازت بجائزة الدولة النمسوية للسياحة في العام 2002
حيث أشارت لجنة التحكيم التي اختارتها لنيل هذه الجائزة إلى أنها تمكنت بشكل لا نظير له من إنجاز مشروع معماري على قمة جبلية في منطقة «التيرول» في جنوب النمسا. كان ذلك قبل أن تحصل على جائزة Pritzker الشهيرة في مجال التصميم المعماري والتي تعادل بقيمتها جائزة نوبل في العام 2004 وقد قال المشرفون على تنظيم الجائزة أن زها حديد، المقيمة في لندن ، أصبحت ثالث بريطاني يحصل على الجائزة التي توصف أحياناً بأنها تعادل جائزة نوبل في الهندسة المعمارية.