Uncategorized

هل يزعجك هوسك؟

فبراير 24, 2014
إعداد: Nathalie Bontems

دينا زين الدين-بيروت
مهووسة بأمر أم بشيء؟ لعلّك تشتكين أمام أصدقائك وأفراد أسرتك من الموضوع ولا تعرفين كيف تتصرّفين للتخلّص من مشكلتك، تظنّين أنّ الهوس ليس خطراً ولكنّه مع الوقت يمكن أن يتحوّل إلى مشكلة حقيقيّة تنغّص عليك حياتك وتمنعك من الاستمتاع والاستفادة من وقتك للقيام بأمور نافعة وهامة. كيف تعرفين أنّك تخطّيت الحدود المقبولة، وماذا تفعلين لتخفّفي من هوسك أو تتخلّصي منه؟

مندفعة باتجاه واحد
الهوس هو اضطراب ذهني تشعرين بسببه بأنّك تملكين طاقة كبيرة تدفعك باتجاه شيء واحد، فتقومين بتكراره لأنّه يوفّر لك راحة نفسيّة لا تعرفين سببها أو كيف نشأت. كل ما تدركينه، هو أنّك بحاجة إلى القيام به حتى تتخلّصي من قلقك واضطرابك وانزعاجك.
إنّه التعريف المبسّط للهوس الذي قد يتحوّل إلى مرض نفسي خطر في حال لم تتمكّني من السيطرة عليه، لكنّ النساء في المجتمعات المعاصرة يعشن أشكالاً مبسّطة منه، كهوس بالتسوّق أو بالتجميل أو بالنظافة أو بالرشاقة، أو الهوس بنجمة معيّنة أو بالزوج حتى، فيشعرن بأنهنّ أسيرات هذا الشعور وكأنهنّ مدمنات ويحتجن إلى علاج.
يشكّل الهوس بالتسوّق أو الشراء مشكلة لمئات النساء من مختلف الأعمار، من بينهنّ عبير (25 عاماً) التي تتحدّث عن معاناتها: «كان حبّي للتسوّق تحت السيطرة حين كنت طالبة في الجامعة آخذ مصروفي من والدي، أمّا اليوم وبعدما تخرّجت ووجدت عملاً، صرت أحصّل مدخولي الخاص ولم يعد هناك ما يثنيني عن صرف غالبيّة راتبي في المراكز التجاريّة».

نوبة تسوّق
تشعر عبير حين تقتني غرضاً جديداً بسعادة غامرة لا يمكنها تفسيرها، وتخرج من المحل التجاري والضحكة مرسومة على وجهها، لكنّها بعد يومين أو أكثر، حين تنظر إلى ما اشترته، تدرك أنّها لا تحتاجه فعلاً، وأنّه كان عليها أن تتريّث قبل أن تخضع لنوبة التسوّق. تقول: «إنّه المتنفّس الذي أحتاجه لكي أتحمّل الضغوط التي تواجهني في العمل وفي الحياة العائليّة، أدرك أنّني لا أحلّ أيّ مشكلة بل أهرب من مواجهة الواقع الذي يزعجني، لكنّني أبحث عن مخرج سهل ومريح وسريع، فلا أجد خياراً آخر أمامي».

لا للطعام… نعم للحرمان
هوس بالحميات الغذائيّة مستشر بكثرة بين الشابّات، وهو وإن كان يصيب المراهقات رغبة منهنّ في الحصول على جسم مثالي، فإنّه أيضاً يستهدف الناضجات. السيدة هبة (33 عاماً) مهووسة بالحميات الغذائيّة، وفي هذا السياق تقول: «جرّبت العشرات منها إلى درجة أنّني ما عدت أنحف لكثرة ما عرّضت جسمي للتجارب، هذا الأمر يزيد من إحباطي ومن إدماني عليها، فصار شغلي الشاغل أن أتابع أحدث الحميات وأنفّذها، لذلك يستمرّ جسمي بخسارة واكتساب الوزن، وأشعر بأنّني أدور في حلقة مفرغة».

والضحايا رجال أيضاً
سيدات المنزل يواجهن أكثر من غيرهنّ الهوس بالنظافة، مع العلم أنّ بعض الرجال يمكن أن يكونوا من ضحاياه، لكن بحكم تواجد المرأة غير العاملة في المنزل غالبيّة الوقت، فإنّ من الممكن أن يزداد لديها الميل نحو هذا النوع من الهوس. وللسيدة هيام (42 عاماً) قصتها، تقول: «ورثت الهوس بالتنظيف عن والدتي، فهي ربّتنا على الاهتمام المبالغ به بالنظافة، ومع أنّ بقيّة إخوتي لم يتأثّروا بعادتها تلك، إلا أنّني أخذتها منها، ولم يعد بوسعي أن أتغيّر».

المبالغة اللاإراديّة
تكمل السيدة الأربعينيّة: «أعرف أنّني أبالغ ولكنّني لا أستطيع التحكّم بتصرّفاتي التي تزعج زوجي وأولادي وكلّ معارفي. حاولت كثيراً أن أخفّف من الأمر من خلال القيام بنشاطات خارج المنزل لكي أتلهّى قليلاً وأنسى هاجسي، لكنّ وضعي ساء فصرت أراقب نظافة كل شيء من حولي».

دور الوراثة
يمكن للهوس أن ينتقل بالوراثة، وحينها يتخطّى الأمر المرحلة المقبولة اجتماعياً ويسبّب لصاحبته مشاكل نفسيّة جمّة، فهو يكون ناجماً عن اضطراب ذهني ونفسي شديد، ويكون من الضروري أن تستعين بمتخصّص يساعدها على التشخيص وإيجاد العلاج.

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية